دراسة تكشف علاقة مناعة الأم بالتوحد
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
في مطلع القرن الحادي والعشرين، كان معدل انتشار اضطراب طيف التوحد بين الأطفال الأميركيين حوالي 1 من كل 150 طفلاً.
جاء ذلك وفقًا للبيانات التي جمعتها شبكة مراقبة التوحد والإعاقات التنموية التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وبعد عقد من الزمان، في عام 2010، ارتفع معدل الانتشار إلى 1 من كل 68 طفلاً.
وبحسب مجلة "تايم"، لايزال السبب الدقيق ومدى انتشار هذا الوباء محل نقاش بين العلماء، فقد لاحظ بعض الباحثين أن معايير التشخيص لاضطراب طيف التوحد تطورت خلال تلك وعلى هذا فإن جزءاً من الارتفاع في التشخيصات، كما يزعمون، من المرجح أن يعزى إلى اتساع المفاهيم والفهم الأعمق لمرض التوحد.
ومع ذلك، فقد أدى الانتشار المتزايد لتشخيصات اضطراب طيف التوحد إلى تحفيز اهتمام علمي أكبر بالأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب.
وكشف البحث عن وجود صلة محتملة بين اضطراب طيف التوحد والحالات المناعية الذاتية، بما في ذلك الذئبة الحمامية الجهازية، حيث أكد بول آش وود، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الطبية وعلم المناعة في جامعة كاليفورنيا، ديفيس ومعهد MIND ، الذي يركز على مرض التوحد وغيره من حالات النمو العصبي، "منذ فترة طويلة، كان هناك ارتباط بين أمراض المناعة الذاتية لدى الأم وخطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد".
ويذكر العمل الذي استند إلى بيانات وطنية جمعها العلماء على مدى سنوات عديدة من الأمهات وأطفالهن في الدنمارك، ووجد هذا البحث أن التعرض قبل الولادة لعدد من أمراض المناعة الذاتية المختلفة لدى الأم، بما في ذلك الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، كان مرتبطًا بزيادة خطر تشخيص مرض التوحد في النهاية.
ومنذ ذلك الحين، أكدت المزيد من الأبحاث هذا الارتباط، كما وجدت أدلة على وجود صلة أوسع بين الجهاز المناعي للمرأة الحامل وخطر إصابة طفلها بالتوحد.
وقالت آش وود: " مؤخرًا، بحثنا حول كيفية ارتباط أي شيء يولد استجابة مناعية للأم بخطر الإصابة بالتوحد".
العلاقة بين المناعة والتوحد
وربطت العديد من الدراسات التي تناولت اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى لدى الأم، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، بزيادة خطر إنجاب أطفال مصابين بالتوحد.
وينطبق الشيء نفسه على الحالات المرتبطة بالمناعة مثل الربو والحساسية.
وبحثت العالمة فان دي ووتر وآخرون الآن كيفية تأثير نشاط الجهاز المناعي للمرأة الحامل على دماغ الجنين، وقالت: "أي شيء يؤثر على التوازن المناعي للأم أو توازن الاستجابة المناعية لدى الأم يمكن أن يؤثر على النمو العصبي لدى الطفل، لذلك نحن ننظر إلى استجابات مختلفة للأنظمة المناعية - ما هي الاستجابة، ومدى شدة الاستجابة، وتكوين العلامات الالتهابية - وعلاقاتها بالتوحد".
وتعد حالة المناعة الذاتية مثل الذئبة هي أحد مصادر الاستجابة المناعية للأم، لكن فان دي ووتر تقول إنه في ظل الظروف المناسبة، فإن أي شيء تقريبًا يحفز رد فعل مناعي يمكن أن يؤثر على النمو العصبي بطرق تساهم في الإصابة بالتوحد. وتقول: "نحن ننظر إلى الكثير من التنشيطات أو الاضطرابات المناعية المختلفة لدى الأم - سواء من حالة أو مرض موجود، أو شيء يحدث أثناء الحمل".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوحد قبل الولادة المفاصل الروماتويدي مصاب بالتوحد الأمراض والوقاية اضطراب طیف التوحد المناعة الذاتیة لدى الأم
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف مفاجأة بشأن انهيار الحضارات القديمة.. ماذا حدث؟
تشير دراسة حديثة إلى أن العديد من الحضارات القديمة تعرضت للدمار نتيجة للكوارث الطبيعية، حيث أكدت الدراسة أن التاريخ البشري قد يحتوي على أحداث أعظم مما تم توثيقه حتى الآن.
تعتقد الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس اليرت"، أن الحضارات القديمة مثل السومريين والمايا وبناة المعابد الضخمة قد كان لديهم نظامًا عالميًا من المعرفة المتقدمة.
هذه المعرفة لم تكن مقصورة على ثقافة معينة، بل كانت إرثًا مشتركًا عبر أجيال عديدة.
أين ذهبت الحضارات القديمة؟ترى الدراسة، أنه إذا تخلص الباحثون من التحيز الأكاديمي التقليدي ونظروا إلى الأدلة بموضوعية، فإنهم سيكتشفون حقيقة مذهلة عن ماضينا. فقد تكون البشرية قد وصلت إلى مستويات حضارية متقدمة رقياً قبل أن تتعرض لكوارث مدمرة.
يتم ربط هذا الفهم بأسطورة أطلانتس، التي رواها الفيلسوف أفلاطون، والتي تُشير إلى حضارة متقدمة ازدهرت قبل 9000 عام وتم تدميرها في كارثة عظمى.
ووفقاً لحسابات الدراسة، فإن زوال أطلانتس قد حدث حوالي 11,600 عام، وهو الوقت الذي تزامن مع نهاية العصر الجليدي الأصغر. وقد شهدت تلك الفترة تغيرات مناخية حادة، حيث تلا فترة انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة ارتفاع سريع. يعتبر الباحث أن هذا التزامن هو دليل على أن أطلانتس ممكن أن تكون حضارة حقيقية.
يمكن أن تكون أسطورة أطلانتس، جنباً إلى جنب مع الأدلة الجيولوجية، تعكس معرفة قديمة مشتركة ورثتها الحضارات اللاحقة مثل المصريين والمايا.
هذه الفرضية يمكن استخدامها كإطار تحليلي أوسع لفهم تاريخ الأرض. على هذا الأساس، يعتقد الباحث أن كوكبنا شهد كوارث متكررة أثرت في تطور الحضارات البشرية بشكل جذري.
خفايا التاريخ المدفونتطرح نظرية الباحث سؤالًا محوريًا: إذا كان البشر الحديثون موجودين منذ 150 ألف عام على الأقل، لماذا لا نملك سجلًا حضاريًا متصلاً يوثق تطورهم؟ ويجيب بأن السبب يكمن في سلسلة من الكوارث الكبرى التي قضت على مجتمعات بأكملها وأسفرت عن اندثار معارفها وإنجازاتها.
ويعتقد الباحث أن هناك ما لا يقل عن 16 كارثة كبرى حدثت خلال الـ150 ألف سنة الماضية، حيث كانت كل واحدة منها قوية بما يكفي لتدمير حضارات كاملة.
كما يحذر من أن حضارتنا الحديثة قد تواجه مصيرًا مشابهاً، إذ إن كارثة عالمية قد تمحو آثارنا، مما يترك فقط بقايا ضئيلة من وجودنا للأجيال القادمة.
يعتبر الباحث أن بعض الدمار الناتج عن الفيضانات القديمة قد يكون قد أخفى أدلة على حضارات سابقة في قيعان المحيطات. وبهذه الطريقة، لا يزال جزء كبير من التاريخ الإنساني غير مكتشف، مما يدعو إلى مزيد من البحث في هذا المجال.
ما تأثير الكوارث الكونية؟يربط الباحث بين هذه الكوارث بالدورات الكونية، بما في ذلك مفهوم "السنة العظيمة"، وهي دورة فلكية تستمر لمدة 25,920 عامًا.
من المحتمل أن الحضارات القديمة كانت على دراية بهذه الدورات، وكانوا يشفّرونها في هندستهم المقدسة وأساطيرهم.
كما يعتقد أن بعض الكوارث الكبرى، مثل بداية العصر الجليدي الأصغر، قد تكون ناجمة عن تأثيرات كونية مثل اصطدامات المذنبات أو الكويكبات.
ويشير الباحث إلى أن الأرض تمر بدورات تجعلها أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يتطلب الاهتمام بتأثيرات الطبيعة على تطور الحضارات.