يوليو 28, 2024آخر تحديث: يوليو 28, 2024

هل تنهي بريكس العبودية المالية لأمريكا/ هادي جلو مرعي

أغلب مايرد في هذا المقال مقتبس، والمهم هو الوصول الى مايمكن أن يضع القارئ في الصورة، ويفهم السياسة الأمريكية في إدارة العالم، والهيمنة عليه، وتقييده لأطول مدة ممكنة، ومنع قيام نظام متعدد الأقطاب.

وفقا للمعلومات المتوفرة فإن نظام سويفت يتحكم بالمعاملات البنكية حول العالم وهو ( نظام يسمى مجموعة المعاملات البنكية الدولية بين البنوك ( نظام التحويلات المالية و المعاملات بين البنوك) فهي شبكة اتصالات مصرفية عالمية و ان معظم البنوك في العالم مشتركة فيه).

تعمل SWIFT على إرسال أوامر الدفع بين المؤسسات الأعضاء ، والتي يتم تحديدها من خلال سلسلة محددة من الأحرف أو الأرقام تتكون من 8 أو 11 حرفًا تسمى رمز SWIFT أو BIC. سيكون هذا الرمز معرّفًا للمؤسسة والبلد والموقع والفروع الفردية للبنك أو مؤسسة الدفع.

وسويفت هو نظام تحويل إلكتروني دولي بين البنوك يمكن من خلاله إتاحة الفرصة للعملاء بتحويل الأموال بالعملات الأجنبية إلى حسابات في بنوك أخرى حول العالم. تقليل المخاطر المالية الناتجة عن حمل النقد. إجراء التحويلات المالية آلياً بإستخدام رقم الحساب الدولي (آيبان) ورموز السويفت الخاصة بكل بنك التي تجعل عملية التحويل سريعة.

في المقابل فإن دولا مثل روسيا والصين والهند ودولا أخرى تحاول التأسيس لنظام عالمي متعدد الأقطاب تجنبا للهيمنة الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وقد أسست منظمة بريكس أو (بالإنجليزية: BRICS – Brazil, Russia, India, China and South Africa)‏ وهو مختصر الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية المكونة لأسماء الدول المشاركة في هذا التجمع الاقتصادي وهي حالياً:

البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وكان هذا التجمع يدعى سابقاً «بريك» أو (بالإنجليزية: BRIC – Brazil, Russia, India and China)‏ قبل انضمام جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، ليضاف إلى المسمى الحرف S الخاص باسمها ويصبح اسم المجموعة «بريكس». ومن المقترح تعديل الاسم ليصبح «بريكس بلس» أو (بالإنجليزية: BRICS Plus)‏ بعد إعلان الرئيس الجنوب الأفريقي في 24 أغسطس 2023 خلال قمة البريكس المنعقدة في بلده عن قبول إنضمام خمس دول جديدة للبريكس وهي السعودية، الإمارات، مصر، إثيوبيا، إيران، وذلك اعتباراً من 1 يناير 2024.

دول عدة حول العالم تعاني من عقوبات أمريكية قاسية للغاية ومؤثرة في قطاع المال والتحويلات المصرفية مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية والعراق وهناك دول مهددة بمايماثل هذه العقوبات وأولها إخراجها من نظام سويفت وبالتالي تعطيلها تماما وحرمانها من إستخدام أموالها ونقلها عبر بنوك مختلفة حول العالم ولكن إزدياد عدد الدول المنضوية تحت مظلة بريكس قد تتيح وضع نظام مالي مماثل لسويفت تحت مسمى بريكس وبحسب التقارير التي تصدر عن مؤسسات القرار في المنظمة فإن ذلك ممكن شرط وضع الأسس الصحيحة والترتيبات الملائمة.

وقد(أشارت رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، إلى أن المنظم ووزارة المالية في روسيا يناقشان مع شركائهما في مجموعة “بريكس” إنشاء نظام دفع للدول الأعضاء في المجموعة، وأفادت المسؤولة، في مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر الجمعة في أعقاب قرار البنك المركزي الروسي رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 18% سنويا، بأن إنشاء نظام الدفع هذا الذي سيستغرق بعض الوقت).

ماتعانيه المصارف العراقية من تبعات العقوبات المالية الأمريكية، وإخراجها من نظام الدفع الخاص بسويفت، وتفضيلها لمصرف بعينه مؤشر على خطورة الهيمنة المالية الأمريكية على النظام المالي الدولي وهو مايجعل الآمال معقودة برغم الصعوبات والتحديات على الإجراءات التي تحاول بريكس القيام بها لإنهاء تلك الهيمنة وإخراج العالم من العبودية لواشنطن وحلفائها الذين يقيدون حركة الأموال لإضعاف القرار السيادي للدول المعارضة لنظام القطب الواحد وبقاء الولايات المتحدة الأمريكية متحكمة ومسيطرة وتفرض شروطها في إدارة العالم وفقا لمصالحها الخاصة ومصالح من يسير في ركبها.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: حول العالم

إقرأ أيضاً:

منافسة الصين لأمريكا في تطبيقات “تشات” تصطدم بالقيود الحكومية

خلق الذكاء الاصطناعي مجالاً جديداً للمنافسة المحتدمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين التي لحقت بالركب من خلال الإعلان عن إطلاق تطبيق المحادثة (Chat Xi PT).
وأعلنت أكبر هيئة تنظيمية للإنترنت في الصين عن نموذج لغوي كبير (LLM) يمكنه الإجابة على الأسئلة، وإنشاء التقارير وتلخيص المعلومات، والترجمة بين اللغتين الصينية والإنجليزية، وهو نموذج طوَّره معهد أبحاث الفضاء السيبراني التابع لإدارة الفضاء السيبراني الصينية، ويرتكز على الفلسفة السياسية للرئيس “شي جين بينج”، وموضوعات الفضاء السيبراني الأخرى التي أقرتها الحكومة الصينية، ووصفته بأنه نظام ذكاء اصطناعي “آمن وموثوق”.
ووفقاً لورقة بحثية أعدها مركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية في أبوظبي، يأتي إنشاء نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد عقب جهود مكثفة بذلها المسؤولون الصينيون لنشر أفكار حول السياسة والاقتصاد والثقافة، باستخدام كافة الوسائل التقليدية والتكنولوجية، وفي حين أن الإصدار النهائي للنموذج على نطاق أوسع لا يزال غير مؤكداً.
كيفية الاستخدام
ويعد الطرح الصيني امتداداً لمحاولات الصين المستمرة للتحكم في كيفية استخدام الصينيين للذكاء الاصطناعي، وصياغة المحتوى الذي يُعرَض من خلال تلك التقنيات. ومن ثم، شددت إدارة الفضاء السيبراني الصينية على أنها تُشرِف على جودة المحتوى الذي يُولِّده روبوت الدردشة (Chat Xi PT) ويعتمد على قاعدة معرفية منسقة من البيانات التي تم إنشاؤها ومعالجتها محلياً، وليس مفتوح المصدر؛ ما يضمن أمانة وموثوقية البيانات بالاعتماد على نماذج لغوية معدة مسبقاً ومعتمدة من الحكومة، ويخضع حالياً للاختبار الداخلي، ولا يمكن الوصول إليه إلا من قِبَل مستخدمين معينين عن طريق الدعوة.
التوازن
وقال “إنترريجونال” إن الصين ترغب في التحكم في الوعاء الفكري الذي تُستقَى منه المعلومات، واستخدام الذكاء الاصطناعي أداةً في تحقيق أهدافها، بجانب رغبتها في تحقيق قدر من التوازن بين الضوابط الصارمة التي تفرضها البلاد على المجال العام، وبين تعزيز تطوُّر الذكاء الاصطناعي وخلق منافسين محليين للتكنولوجيا الأمريكية.
ويتماشى هذا الإصدار المحدود لتطبيق المحادثة مع استراتيجية بكين لتسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي مع فرض لوائح صارمة للأمن السيبراني.
وتجسد مبادرة رئيس مجلس الدولة “لي تشيانج” في مارس 2024 لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات التقليدية هذا النهج؛ حيث شدد على أهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره محركاً مهماً لتطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة، وضرورة تحقيق اختراقات رئيسية في مجالات مثل قوة الحوسبة والبيانات والخوارزميات للسماح للذكاء الاصطناعي بتمكين الصناعات المختلفة بشكل أفضل.
قيود وتحديات
وأوضح “إنترريجونال” أن الشركات الصينية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي تواجه العديد من القيود والتحديات، سواء كانت قيوداً خارجيةً ممثلة في القيود الأمريكية التي وُضِعت على مدى العامين الماضيين لمنع تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المطورة إلى الصين – وذلك لمحاولة إبطاء تطوير بكين هذه التكنولوجيا الحديثة، واستخدامها في الأغراض العسكرية – أو القيود التنظيمية الداخلية التي تفرضها الصين على تطوير تطبيقات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يجب أن تتوافق مع الضوابط التنظيمية الحكومية وإطار ورؤية بكين.
ومن ثم، يُمثِّل إطلاق تطبيق المحادثة الجديد المدعوم بقاعدة بيانات تشرف عليها السلطات الصينية، خطوةً على طريق إفساح الطريق أمام تلك الشركات للابتكار في تطوير نماذج تطبيقات المحادثة الخاصة بها.
نمو سريع
وأشارت ورقة “إنترريجونال” البحثية إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين يشهد نمواً سريعاً؛ في الوقت الذي يسعى فيه إلى تضييق الفجوة مع الشركات الأمريكية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ حيث بدأت الصين تُسرِّع الموافقات على خدمات الذكاء الاصطناعي مع بداية عام 2024، حيث حصل 117 نموذجاً لغوياً جديداً على موافقات من إدارة الفضاء السيبراني الصينية.
وشهدت تطبيقات المحادثة الصينية القائمة طفرة في أعداد المستخدمين؛ فعلى سبيل المثال، نجح تطبيق “إيرني بوت” (Ernie Bot) – وهو برنامج دردشة آلي طورته شركة “بايدو”، في جذب أكثر من 200 مليون مستخدم حتى أبريل 2024 ما عزز المنافسة مع بعض تطبيقات مثل (Kimi) الذي طورته شركة (Moonshot AI)، ورغم ذلك لا يزال تطبيق (ChatGPT) الأمريكي في المقدمة من حيث الشعبية العالمية، الذي سجَّل 1.8 مليار زيارة تقريباً حتى مارس 2024.
تداعيات رئيسية
وذكر “إنترريجونال” أنه وعلى الرغم من القيود المفروضة على تطبيقات المحادثة الصينية، فإن بعضها قد يمثل بدائل مناسبة للتطبيق الأمريكي. وهناك دلائل على أن الهيئات التنظيمية الصينية تعمل على تخفيف القيود المفروضة على الذكاء الاصطناعي للسماح لروبوتات المحادثة بأن تكون أكثر قدرةً على المنافسة على مستوى العالم، وإعطاء الشركات مساحة للابتكار، إلا أنه على المدى الطويل، قد تتسع الفجوة بين تطبيقات المحادثة الأمريكية والصينية؛ حيث تواجه الشركات الصينية مشكلة أكبر تتمثل في الافتقار إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المطورة.


مقالات مشابهة

  • منافسة الصين لأمريكا في تطبيقات “تشات” تصطدم بالقيود الحكومية
  • البرلمان يطلب من المالية والبنك المركزي تحديد جدول زمني للانتقال إلى الدفع الإلكتروني نهاية 2024
  • 22.4 % ارتفاع استثمارات البنوك التجارية في الأوراق المالية
  • الصين تنهي عقوداً من تبني أطفالها لدى دول العالم
  • الانتخابات الأمريكية: للعالم بأسره حق التصويت!
  • معايير ومقاييس الانضمام إلى عضوية بريكس (BRICS)
  • هل يمكن لأمريكا إبرام صفقة أحادية مع حماس بشأن الرهائن؟.. مسؤول يجيب CNN
  • ترامب: العقوبات الأمريكية تضعف مكانة الدولار في العالم
  • تطور البنية التقنية المالية يعزز التحول نحو المجتمع الرقمي الشامل
  • وكيل وزارة المالية السعودية: الدول العربية تواجه تحديات اقتصادية وإنسانية تتطلب عملًا جماعيًا