صحيفة عاجل:
2024-12-24@03:23:03 GMT

غابات المانجروف.. ثروات طبيعية مهددة بالانقراض

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

على الرغم من انتشارها على مساحات ساحلية ممتدة لملايين الهكتارات، إلا أن الناظر بالعين المجردة لا يكاد يلحظ تفاصيل روعتها على خريطة العالم الجغرافية بحريًّا؛ حيث تُمثِّل نحو 0.5٪ فقط من الشريط الساحلي للبحار والمحيطات.. إنها أشجار المانجروف أحد أسرار الثراء البيئي ومعجزة الطبيعة، عالم بحري فريد ونادر في جماله وسحره، ليس لأن غاباتها وجهة سياحية جذابة لعشاق الطبيعة والمغامرة، ولا لهواة التجديف بين أحضانها الأخاذة بالغطاء النباتي المزدهر والساكن فوق المياه الزرقاء الفاتنة فقط، بل لأنها نظام بيئي طبيعي متكامل، يهب الحياة لكثير من أشكال الكائنات الحية البرية والبحرية على حد سواء، فيجعل هذا التنوع الأحيائي منها بيئة غنية لدعم مظاهر الحياة.


وبات متطلب حمايتها والحفاظ عليها اليوم حاجة ضرورة لتحقيق الاستدامة للأنظمة البيئية، التي تعتمد عليها كمصدر وجودي، والوقوف أمام أي تهديد يضر هذا الكنز الطبيعي الثمين، وهو النهج الواضح والقويم، الذي انتهجته منظومة البيئة في المملكة العربية السعودية محليًّا، وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وحددت ملامحه بمبادراتها النوعية إقليميًّا ودوليًّا.

وعلى سواحل البحار والمحيطات ومصاب الأنهار والأودية الواقعة في المناطق الاستوائية والمدارية في جميع أنحاء العالم، يزدهر 73 نوعًا من أشجار المانجروف، يتركز نموها في منطقة المد والجزر، وتتميز تربتها بغناها بالمواد العضوية، التي كوَّنتها بقايا الأشجار المتحللة، التي امتزجت بحبيبات الطين، إضافة إلى مقاومتها الشديدة للملوحة.

وتُعَدُّ غابات المانجروف أحد أجمل وأروع الأنظمة البيئية الطبيعية على وجه الأرض؛ حيث تلعب دورًا حيويًّا في حماية الشواطئ من التآكل، وتنقية المياه من الملوثات، وتخزين الكربون، ما يساعد على مكافحة التغير المناخي، وتتميز أشجارها كذلك بجذورها الفريدة، التي تتفرع وتتشابك فوق سطح الماء وتحته، ما يمنحها مظهرًا ساحرًا يعكس جمال الطبيعة وأناقتها في لوحة فنية رائقة بلون مياهها الزرقاء.

وتمتاز غابات المانجروف بتنوع بيولوجي نادر، يجعلها بيئة غنية ومهمة لدعم الحياة البرية والبحرية؛ إذ إنها تشكل موطنًا لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، تشمل الطيور، والأسماك، إضافة إلى أنها توفر مأوى آمنًا لصغار العديد من الأنواع البحرية، ما يعزز من دورة الحياة البحرية، وتسهم في استدامة الثروة السمكية.

ولا تقتصر أهمية غابات المانجروف على الجانب البيئي فقط، بل تمتد لتشمل الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، فهي مصادر رزق للعديد من المجتمعات المحلية، التي تعتمد على صيد الأسماك وجمع القشريات، فضلًا عن أنها وجهة سياحية جذابة لعشاق الطبيعة والمغامرة؛ حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتجديف بين أشجارها، واستكشاف الجمال الطبيعي لهذه الأماكن الساحرة.

ولما لأشجار المانجروف من أهمية كبيرة في المملكة في التخفيف من تغير المناخ ودعم التنمية المستدامة وهو أمر محوري في تحقيق هدف الحياد الصفري، فإنها أخذت على عاتقها وجوب تنميتها، فحققت نجاحات كبيرة في استزراع المانجروف في مناطق متعددة على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي لإعادة تأهيل المواقع المتدهورة، أو لتكثيف أشجار المانجروف في الأماكن ذات الانتشار المحدود تحقيقًا لأهداف مبادرة السعودية الخضراء. وقد اعتمدت في الزراعة على التجارب الحقلية، إضافة إلى الأبحاث الحديثة في هذا لمواجهة التحديات في استعادة المانجروف في البيئات القاسية.

ومع تعدد الأنواع النباتية لأشجار المانجروف، التي تصل إلى 73 نوعًا، هناك نوعان هما القرم والقندل، وينموان على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي. وقام المركز بطرح مشروع نوعي لتقييم غابات المانجروف على سواحل المملكة، ورسم خرائط لها، وتحديد مساحاتها الفعلية الطبيعية، عبر استخدام أحدث التقنيات العالمية، وإجراء التأكيدات الحقلية لنتائج الدراسة.

وتمثل أشجار المانجروف، التي تنمو على ساحل الخليج العربي، مورد رزق لكثير من النحالين؛ حيث تُعَدُّ مرعى طبيعيًّا خالصًا لغذاء للنحل. ولقد استفاد من تربية ورعي النحل على المانجروف 45 نحالًا ونحالة.

ومع ندرة وأهمية وحيوية أشجار المانجروف للنظام البيئي، إلا أنها تعرضت - وما زالت - في العديد من المناطق حول العالم للتدمير، بسبب الأنشطة البشرية المجحفة في حق البيئة والطبيعة، ومنها رعي الإبل، والتلوث الناتج عن البناء والتصنيع، والصرف الصحي ، والتغيرات في استخدام الأراضي، واستزراع الجمبري، والتوسع الحضري، والصيد الجائر، الأمر الذي أدى إلى تضررها من آثار التلوث النفطي، وانحسار أعدادها أو موت أو تشوُّه كمية كبيرة من الجذور الهوائية أو فقدان الأشجار مباشرة؛ لذا تأتي جهود المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر للوقوف حصنًا منيعًا أمام هذه التعديات عبر سن القوانين والتشريعات التي تجرم مثل هذا الإضرار، إضافة إلى تنمية غابات المانجروف وإعادة تأهيلها بوصفها ضرورة مُلِحة للحفاظ على هذه البيئة الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وتتطلب إعادة تأهيل غابات المانجروف تعاونًا مشتركًا بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية. ويمكن أن تشمل هذه الجهود وضع سياسات قانونية لحماية الغابات، وتشجيع البحث العلمي لدراسة أفضل الطرق لإعادة التأهيل، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع. ومن خلال هذه الجهود المتكاملة، يمكن تحقيق تقدُّم ملموس في الحفاظ على غابات المانجروف واستعادة دورها الحيوي في النظام البيئي العالمي.

‎ومن هذا المنطلق الاستراتيجي دوليًّا، جاء الاحتفال باليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف كل عام في 26 يوليو للتأكيد على المستهدفات وتحقيق التعاون والتعاضد لتنفيذها، وتهدف هذه المناسبة إلى زيادة الوعي بأهمية النظم البيئية لأشجار المانجروف باعتبارها "نظامًا بيئيًّا فريدًا ومميزًا ومعرضًا للخطر"، ولتعزيز الحلول من أجل إدارتها واستخداماتها المستدامة والحفاظ عليها.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أخبار السعودية غابات المانجروف أشجار المانجروف آخر أخبار السعودية

إقرأ أيضاً:

هذه ثروات أبرز 10 مليارديرات في العالم.. كم حققوا هذا العام؟

نشرت مجلة "فوربس" تقريرًا يسلط الضوء على أبرز عشرة مليارديرات حققوا أكبر زيادة في ثرواتهم خلال سنة 2024؛ حيث حققوا مكاسب ضخمة في ظل ارتفاع الأسواق. 

وقالت المجلة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ما يزيد على نصف أصحاب المليارات البالغ عددهم أكثر من 2800 حول العالم قد ازدادوا ثراءً في سنة 2024؛ حيث ارتفعت ثرواتهم في بمليارات بل وعشرات المليارات من الدولارات.

وقد زاد العشرة الأوائل من أصحاب المليارات هذه السنة ثرواتهم الجماعية بمقدار 730 مليار دولار حتى 13 كانون الأول/ديسمبر وفقًا لتقديرات فوربس، وكان إيلون ماسك هو الأكثر ثراءً؛ حيث أصبح أول شخص يتخطى حاجز الـ 400 مليار دولار بعد أن بلغت قيمة شركته "سبيس إكس" للصواريخ 350 مليار دولار.

وجاء سبعة من الفائزين العشرة في قائمة أكبر الرابحين لهذه السنة من عالم التكنولوجيا، وتهيمن الوجوه التي تقف وراء شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "ميتا" و"ألفابت" و"أوراكل" و"أمازون" و"إنفيديا" على قائمة الرابحين هذه السنة.

فيما يلي المليارديرات العشرة الذين حققوا أكبر قدر من الثروة في سنة 2024: 

1. إيلون ماسك
مصدر الثروة: تسلا، سبيس إكس
صافي الثروة: 439 مليار دولار ( +188.1 مليار دولار في سنة 2024)

ودخل ماسك التاريخ في وقت سابق من هذا الشهر؛ حيث تجاوز صافي ثروته حاجز 400 مليار دولار، وهو إنجاز لم يسبق أن سجلته فوربس على مدار ما يقرب من أربعة عقود من تتبعها لأثرياء العالم، فقد اختتم سنة 2024 وهو أغنى بـ 188 مليار دولار مما كان عليه في بداية السنة.

 وقد ارتفعت أسهم شركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية بأكثر من 68 بالمئة في 2024؛ كما أن شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي" جمعت أموالاً بقيمة 50 مليار دولار في تشرين الثاني/نوفمبر.

 وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم تقييم شركته "سبيس إكس" بمبلغ 350 مليار دولار، لتصبح الآن الشركة الخاصة الأكثر قيمة في العالم. وفي الوقت نفسه، ازداد نفوذ ماسك السياسي أيضاً، فبعد أن تبرع بما لا يقل عن 200 مليون دولار لحملة دونالد ترامب، وبرز كعضو رئيسي في الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب، وتم تعيينه رئيسًا مشاركًا لمجلس إدارة الكفاءة الحكومية الذي يخطط ترامب لتشكيله. 

2. مارك زوكربيرغ
مصدر الثروة: فيسبوك
صافي الثروة: 214.4 مليار دولار (+91.8 مليار دولار)

حقق زوكربيرغ إنجازًا تاريخيًا هذه السنة عندما أصبح رابع ملياردير تبلغ ثروته أكثر من 200 مليار دولار على خلفية ارتفاع بنسبة 67 بالمئة في أسهم ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، ويعد هذا تحولًا ملحوظًا لزوكربيرغ، الذي احتل المرتبة الأولى بين أكبر الخاسرين في 2022، عندما انهارت أسهم ميتا بنحو 64 بالمئة.



3. لاري إليسون
مصدر الثروة: البرمجيات
صافي الثروة: 218.3 مليار دولار (+84.5 مليار دولار)

أصبح رئيس مجلس إدارة شركة أوراكل والمدير التنفيذي للتكنولوجيا والمؤسس المشارك ثاني أغنى شخص في العالم عدة مرات في سبتمبر/أيلول الماضي مع ارتفاع وانخفاض أسهم أوراكل وأمازون المملوكة لجيف بيزوس، ومع أنه أصبح الآن متخلفًا عن بيزوس بنحو 30 مليار دولار، إلا إنه يظل أحد أكبر الرابحين هذه السنة؛ حيث ارتفعت ثروته بنحو 86 مليار دولار في سنة 2024، وقد ارتفعت أسهم أوراكل بأكثر من 68 بالمئة؛ يمتلك إليسون منها حوالي 1.1 مليار سهم.

4. جنسن هوانج
مصدر الثروة: إنفيديا
صافي الثروة: 117.2 مليار دولار (+ 74.3 مليار دولار)

يمتلك هوانج حوالي 3 بالمئة من أسهم شركة إنفيديا المتخصصة في تصميم الرقائق، والتي أسسها في سنة 1993، ويديرها كرئيس تنفيذي منذ ذلك الحين، وقد قفز هوانج إلى قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم لأول مرة هذه السنة؛ حيث قفزت أسهم الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 185 بالمئة.

5. جيف بيزوس
مصدر الثروة: أمازون
صافي الثروة: 241.2 مليار دولار (+ 68.9 مليار دولار)

أسس بيزوس عملاق التجارة الإلكترونية أمازون من مرآب في سياتل سنة 1994، وهو الآن ثاني أغنى شخص في العالم، وقد زادت ثروته بنحو 70 مليار دولار هذه السنة بفضل ارتفاع أسهم أمازون بنسبة 53 بالمئة.

6. مايكل ديل
مصدر الثروة: ديل تكنولوجيز، برودكوم
صافي الثروة: 115.3 مليار دولار (+ 46.6 مليار دولار)

انضم ديل إلى قائمة أغنى عشرة أشخاص في العالم لفترة وجيزة هذا الشهر بفضل ارتفاع أسهم شركة برودكوم، ويمتلك ديل ما يُقدر بـ210 مليون سهم في الشركة، كما ارتفعت أسهم شركة ديل تكنولوجيز أيضًا بأكثر من 50 بالمئة.



7. روب والتون
مصدر الثروة: وول مارت
صافي الثروة: 112.5 مليار دولار (+ 46.5 مليار دولار)

8. جيم والتون
مصدر الثروة: وول مارت
صافي الثروة: 111.3 مليار دولار (+ 44.5 مليار دولار)

9. أليس والتون
مصدر الثروة: وول مارت
صافي الثروة: 103.5 مليار دولار (+41.7 مليار دولار)

يمتلك الأبناء الثلاثة للشريك المؤسس لشركة وول مارت، سام والتون، وورثته الآخرين مجتمعين حوالي 45 بالمئة من أسهم شركة التجزئة العملاقة، مما جعل سنة 2024 سنة رائعة بالنسبة للثلاثي نظراً لارتفاع أسهم وول مارت بنسبة 80 بالمئة تقريبًا. 

10. لاري بيج
مصدر الثروة: غوغل
صافي الثروة: 156.6 مليار دولار (+ 40.5 مليار دولار)

يعمل بيج، الذي شارك في تأسيس غوغل مع زميله سيرجي برين الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ستانفورد في سنة 1998، كعضو في مجلس إدارة شركة ألفابت، شركة غوغل الأم، وهو أحد المساهمين المسيطرين، وعلى الرغم من أن شركة غوغل تواجه توصية من وزارة العدل الأمريكية بتفكيك الشركة بسبب مخاوف تتعلق بمكافحة الاحتكار، فقد ارتفعت أسهم ألفابت بأكثر من 30 بالمئة هذه السنة، مما أضاف 40 مليار دولار إلى ثروة بيج.

مقالات مشابهة

  • إطلاق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد
  • أمير الشرقية يطّلع على تفاصيل مشروع منتزه "المانجروف" في سيهات
  • الأمير سعود بن نايف يطّلع على مشروع إنشاء متنزه “المانجروف” في سيهات
  • على ضفاف رحمة الطبيعة.. الفيضانات تشرّد 379 ألف في جنوب السودان
  • توتر أمني في دوخلة ديالى.. مئات العوائل مهددة بالتهجير
  • هذه ثروات أبرز 10 مليارديرات في العالم.. كم حققوا هذا العام؟
  • «شتانا في حتّا»يجمع عشاق «اليوغا» والتأمل وسط الطبيعة الخلّابة
  • أكبر أنواع السحالي في المغرب مهددة بسبب الخرافات والطب التقليدي
  • حريق بسبب البرق يخرج عن السيطرة في أستراليا
  • أستراليا تكثف الجهود لمكافحة حرائق الغابات