العلاقة المتبادلة بين تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي: تطور المفاهيم والممارسات
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي هما مجالان متداخلان يشكلان معًا جزءًا كبيرًا من التقدم التكنولوجي الحديث. تعد تكنولوجيا المعلومات (IT) الأساس الذي تبنى عليه العديد من الابتكارات الحديثة، بينما يعد الذكاء الصناعي (AI) أحد التطبيقات المتقدمة لهذه التكنولوجيا.
تعريف تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعيتكنولوجيا المعلومات تشمل جميع أنواع التقنية التي تستخدم لإدارة ومعالجة المعلومات، مثل البرمجيات والأجهزة والشبكات وقواعد البيانات.
الذكاء الصناعي هو فرع من فروع علوم الكمبيوتر يهتم بتطوير أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التعلم، الاستدلال، حل المشكلات، والتعرف على الأنماط. يعتمد الذكاء الصناعي بشكل كبير على الخوارزميات المعقدة والبيانات الضخمة لتدريب النماذج وتحسين أداء الأنظمة.
العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعيتتداخل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي بشكل كبير. يمكن اعتبار الذكاء الصناعي كأحد التطبيقات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات. على سبيل المثال، يعتمد تدريب نماذج الذكاء الصناعي على معالجة كميات هائلة من البيانات، وهو ما يتطلب بنية تحتية قوية لتكنولوجيا المعلومات. بالإضافة إلى ذلك، تتيح تكنولوجيا المعلومات الاتصال الفعال ونقل البيانات بين الأنظمة المختلفة، مما يسهل تنفيذ تطبيقات الذكاء الصناعي في الحياة اليومية.
تطور المفهوم والممارسة البداياتفي البداية، كانت تكنولوجيا المعلومات تقتصر على الأنظمة البسيطة لمعالجة البيانات. ومع تقدم التكنولوجيا، ظهرت أجهزة الكمبيوتر المتقدمة والشبكات التي سمحت بتبادل البيانات بشكل أسرع وأكثر أمانًا. في هذا السياق، بدأ الذكاء الصناعي كفكرة نظرية في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث حاول العلماء تطوير أنظمة قادرة على التفكير وحل المشكلات بشكل مشابه للبشر.
التقدم الحديثشهدت العقود الأخيرة تطورات هائلة في كل من تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي. مع ظهور الإنترنت وزيادة القدرة على تخزين ومعالجة البيانات، أصبحت تقنيات الذكاء الصناعي أكثر فعالية وتعقيدًا. أصبحت الأنظمة الحديثة قادرة على التعلم من البيانات واتخاذ القرارات بناءً على التحليلات المعقدة.
التطبيقات العمليةاليوم، تُستخدم تطبيقات الذكاء الصناعي في مجموعة واسعة من المجالات مثل الطب، حيث تُستخدم لتشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية، وفي الأعمال التجارية لتحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية. كما تُستخدم في التكنولوجيا المالية لتحليل البيانات وتقديم التوصيات المالية. هذه التطبيقات تعتمد بشكل كبير على بنية تحتية قوية لتكنولوجيا المعلومات لتوفير البيانات اللازمة وتخزينها ومعالجتها بفعالية.
التحديات المستقبليةعلى الرغم من التقدم الكبير، تواجه تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي العديد من التحديات. من بين هذه التحديات الحاجة إلى تحسين الأمان والخصوصية في معالجة البيانات، وكذلك الحاجة إلى تطوير أنظمة ذكاء صناعي تكون أكثر شفافية وأخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب التطبيقات المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي بنية تحتية قوية واستثمارات كبيرة في البحث والتطوير.
يشكل التداخل بين تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي حجر الزاوية في العديد من الابتكارات التكنولوجية الحديثة. مع استمرار تطور هذين المجالين، من المتوقع أن نرى المزيد من التطبيقات المتقدمة التي تعتمد على البيانات والخوارزميات لتحسين حياتنا اليومية وحل المشكلات المعقدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تكنولوجيا المعلومات الذكاء الصناعي لتکنولوجیا المعلومات الذکاء الصناعی
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء» يعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات وتحليل البيانات
أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تبنيه خلال الفترة الحالية تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة؛ لتقديم نماذج تحليلية متقدمة تساعد على التنبؤ بالتوجهات المستقبلية، بما يسهم في دعم صانع القرار، وفقاً لأعلى المستويات التكنولوجية المستخدمة في هذا الإطار، في إطار الحرص على مواكبة أحدث التكنولوجيا واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة كجزء من رؤية الحكومة المصرية نحو توطين هذه التقنيات المتقدمة.
تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البياناتوفي تقرير له، أشار مركز المعلومات إلى أن هذا التوجه يأتي في ظل تقنيات تكنولوجية يشهدها عصرنا الحالي تتطور بشكل مستمر وسريع، وهو ما يجب أن يتواكب معها ويستفيد منها جميع المتعاملين في مجال المعلومات بالشكل الذي يساعد على تقديم خدمة مميزة للمستفيدين وبالصورة التي تخدم مختلف جوانب التنمية.
وأوضح المركز، في تقريره، أن دوره كمركز فكر للحكومة المصرية يفرض ضرورة الاستفادة من كل ما هو جديد من تقنيات تكنولوجية ومعلوماتية يمكن أن يضعها أمام متخذي القرار؛ لمساعدته على أداء دوره بسرعة وكفاءة، وتقديم مختلف التحليلات والمؤشرات المدعومة بالتقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
البوابة القانونية للتشريعات المصريةوفي الوقت نفسه، أشار المركز إلى أنه في الآونة الأخيرة تمكن من دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف الارتقاء بمستوى مخرجاته، ومنها على سبيل المثال البوابة القانونية للتشريعات المصرية، التي تعد أول قاعدة تشريعات حكومية مصرية وعربية وأفريقية يوطن بها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة كأساس في آلية البحث، كما تحتوي البوابة على روبوت للدردشة (AI Chatbot) بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Open AI – GPT) لتطوير البوابة القانونية للتشريعات المصرية وتمكين الباحثين من البحث في محتوى التشريعات والأحكام والفتاوى.
ونوه المركز، أنه يعد نماذج محاكاة للتنبؤ بعدد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير لوحات معلوماتية ذكية (Smart Dashboards) تتضمن سيناريوهات ونماذج للتنبؤ بالمؤشرات الاقتصادية بالاعتماد على هذه التقنيات، فضلاً عن تحليل التصنيفات الائتمانية باستخدام الذكاء الاصطناعي لعدد من تقارير الرأي الائتماني لمجموعة من الدول الصادرة عن وكالة «موديز»، من خلال عرض التطور الزمني لأبرز الإيجابيات والسلبيات التي تضمنتها التقارير، وإعداد خرائط تفاعلية تعرض العلاقة بين أهم المتغيرات التي شملتها التقارير.
تطوير نظام رقمنة مستندات المكتبةوأكد المركز على استمرار سعيه لتطوير نظام استخلاص الفرص الاقتصادية بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، وتطوير نظام رقمنة مستندات المكتبة وإعداد الملخص والكلمات الدالة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي (OPEN AI - GPT)، وتطوير نظام إدارة علاقات الخبراء والعملاء، وتحليل مشاركات الخبراء واستخلاص المرئيات بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن ذلك يقوم المركز بتوفير عدد من التطبيقات الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي ؛ لتحليل المحتوى المعرفي لمنصة المشاركة المجتمعية «حوار»، وتعزيز آليات التواصل مع الخبراء والمواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير مساعد الموظف الذكي (GENIE – AI Chatbot) ؛ للرد على جميع الاستفسارات المعلوماتية للعاملين بالمركز عن اللوائح الداخلية وأدلة الموارد البشرية بالمركز، وذلك لتوفير الوقت والجهد؛ ولضمان بيئة عمل ذكية تساعد على أداء الأعمال بسهولة وإبداع وكفاءة
وأوضح المركز أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة يأتي كونها هدف استراتيجي يسعي من خلاله للتميز، ليكون في مرتبة متقدمة دائما ضمن مراكز الفكر الحكومية على المستوى الإقليمي أو العالمي، مشيراً إلى أنه قد فاز خلال السنوات الخمس الأخيرة بالعديد من الجوائز الدولية في مجالات عمله كافة؛ حيث فاز في يونيو 2022 بجائزة (SAG Award) الأمريكية الممنوحة لإصدارة المركز الرقمية "وصف مصر بالمعلومات" من بين نحو 100 ألف مؤسسة دولية حول العالم.