في حياة العندليب تتعدد قصص الخلافات والشائعات، واتهاماته لغيره من كبار الفنانين بأنهم يتصيدون له الأخطاء أو يحاولون تشويه صورته، وإن كان ذلك نابعا بالأساس من حرصه الشديد على البقاء في القمة.

ويبرز الفجر الفني حكاية جديدة من حكايات الزمن الجميل وقصة قارئة الفنجان وانفعال الجمهور على عبد الحليم حافظ. 

 

تبدأ حكايتنا مع عبد الحليم في إحدى حفلاته صعد على المسرح، وفوجئ بعدم استقبال الجمهور له، 

 

حاول عبد الحليم أن يتمالك نفسه بادئ الأمر وطلب من الجمهور التزام الهدوء والتوضيح لهم أن كلمات القصيدة صعبة، من دون أن يجدي ذلك نفعا معهم، لكنه استمر في محاولة تهدئتهم والتأكيد لهم أن الميكروفون يعمل ولا مشكلة فيه لمن ادعى أنهم لا يسمعون ما يقول.

وفي المقطع الثاني للأغنية، توقف العندليب عن الغناء فجأة بسبب استمرار الفوضى من بعض الحاضرين وتصفيرهم ورقصهم، وقال لهذه المجموعة بعصبية شديدة "بس بقى، أنا أعرف أصفر وأزعق زيكم"، وراح يصفر لهم".
 

الهجوم الإعلامي
وقد تعرض حليم لحملة إعلامية قاسية نتيجة لذلك، واتهم بعض الصحفيين العندليب الأسمر بالتكبر على جمهوره الذي صنع شهرته ومجده، وحتى عندما كان حليم في أيامه الأخيرة على فراش المرض في لندن، هاجمه أحد الصحفيين واتهمه بالتظاهر بالمرض لكسب عطف الجمهور، الأمر الذي سبب له ألما وحزنا كبيرين.

حاول حليم الدفاع عن نفسه في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي طارق حبيب في برنامج "أوتوجراف" صيف 1976، وأكد أن سبب ما فعله إصدار عدد من الجمهور أصوات مرتفعة وإطلاق صوت صافرات ومقاطعته عند بداية غنائه للقصيدة، مضيفا أن الذي عمله كان فقط ضد 20 أو 25 شخصا كانوا مدسوسين على الحفلة، لافتا إلى أنه صبر كثيرا وحاول تمالك أعصابه حتى لا يرد برد غير لائق عليهم، إلا أنهم استمروا في رفع صوتهم ومقاطعته.

وأوضح عبد الحليم أنه في السابق كان بعض الحضور يثيرون الفوضى خلال حفلاته، لكن ما إن كان يطلب منهم السكوت حتى يصمتوا، وهو ما لم يحدث في حفل "قارئة الفنجان".

وتابع "واحد جايبلي بدلة وراسملي فنجان قهوة هنا وفنجان قهوة هنا، وما يرمز له ذلك من سخرية منه ومن الأغنية، كما استنكر سخريتهم منه عندما يشرب الماء أثناء الغناء، قائلا إنه يتناول دواء يسبب له نشفان الريق ويضع الماء بجانبه خلال الحفلات.

وأعرب عبد الحليم خلال اللقاء عن استيائه من بعض الصحفيين المصريين الذين هاجموه بشدة بعد ما فعله في الحفل، مضيفا أنه "لا يذكر أنه قرأ في أي مجلة لبنانية أي كلمة سيئة عن فيروز أو وديع الصافي، بل على العكس كانوا يقدسوهم".
 

ولم يوقف هذا اللقاء التلفزيوني الهجمة الإعلامية، وزادت معاناة عبد الحليم عندما سخر منه المونولوجست المصري سيد الملاح عندما قلده بشكل مهين على الهواء مباشرة، وأخبر الناس أن عبد الحليم صار عدوهم ويريد تأديبهم، فصفق الناس له بحرارة، وهو ما صدم عبد الحليم الذي رأى أن ما قدمه طوال ربع قرن ذهب هباء.
 

عبد الحليم لم يصدق أن جمهوره يمكن أن يخرب ويفسد حفله، وتخيل أن المطربة وردة الجزائرية وزوجها الملحن بليغ حمدي يقفان وراء ذلك بدافع التنافس.

الفنانة نجوى فؤاد أكدت في بعض البرامج أن عبد الحليم بكى بسبب بليغ ووردة وأن بليغ أرسل عددا من الأشخاص لإفساد حفل قارئة الفنجان إرضاء لوردة.

وحول حقيقة هذه المعلومة قال الملحن الموجي الصغير الذي رحل مؤخرا -وهو ابن الموسيقار الكبير محمد الموجي رفيق عمر العندليب- "سمعت عبد الحليم حافظ بيقول إن بليغ ووردة هما اللى بعتوا الناس اللى صفروا علشان يبوظوا الحفلة"، بسبب رفض حليم لحنا أعده بليغ " هو اللي اختار"، وطلب تعديلات عليه، ورفض بليغ إجراء التعديلات، فقرر عبد الحليم غناء أغنية قارئة الفنجان التي لحنها الموسيقار محمد الموجي. وأعطى بليغ اللحن لهاني شاكر فيما بعد.

ونفت وردة الجزائرية هذه الاتهامات خلال استضافتها في أحد البرامج التلفزيونية قبل رحيلها عام 2012، وأكدت أن صداقتها لعبد الحليم كانت قوية حتى وفاته رغم التنافس الفني بينهما.

وهناك تقارير تحدثت أن وزير الاعلام المصري الأسبق صفوت الشريف هو الذي وقف وراء تخريب الحفل بسبب علاقة عبد الحليم القوية بسعاد حسني وتهديدات صفوت لها على خلفية الحكاية القديمة الخاصة بعمل سعاد في جهاز المخابرات. وكان صفوت يخشى أن يحكي حليم للرئيس المصري أنور السادات هذه الحكاية والمضايقات التي تتعرض لها، فسعى إلى إرسال تهديد له عبر حادثة قارئة الفنجان.
 


 

وكان نزار قباني اختار عبد الحليم لأداء هذه القصيدة بعد أن أرسلها له مباشرة وطلب منه تقديمها لعدم وجود مطرب غيره يمتلك الجرأة الكافية للخروج عن السائد والمألوف حينها. قبل عبد الحليم التحدي وقدم الأغنية في ربيع عام 1976 ودفع 5 آلاف جنيه لمحمد الموجي مقابل تلحينها الذي استغرق سنتين و3 آلاف دولار للشاعر نزار قباني و5 آلاف جنيه مصري قيمة مكالمات تلفونية أجراها مع نزار في لندن وبيروت ودبي من أجل تغيير كلمات في القصيدة، وهذا المبلغ كان كبيرا في ذلك الوقت.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قارئة الفنجان الفجر الفني أصل الحكاية

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث مع محمود حافظ خلال تصوير المشاهد الأولي من "الاختيار" ؟

حكى الفنان محمود حافظ موقفًا من تصوير مسلسل «الاختيار»، حيث قال إن بعض المخرجين أحيانًا يتفاءلون به في تصوير المشاهد الأولى للعمل، وبالفعل كان أول مشهد تصوير في مسلسل «الاختيار» مع هو، وكان يصور فيلم آخر في ذلك الوقت ولم يكن قد نام لمدة 24 ساعة لكنه كان يجب أن يركّز لتوصي المشاهد الأولى في المسلسل لأنه يمكن إذا قدم أداء ضعيف أن يؤثر على باقي الممثلين، فقال: «كنا بنصور في بلد أرياف جنب القرية الذكية، قمت شغلت طرمبة المية وغسلت وشي علشان أفوق، وبالفعل روحت التصوير وكملت 18 ساعة بعد 24 ساعة ما كنتش نايم فيهم»

كشف الفنان محمود حافظ موقف دعم الزعيم عادل إمام له حيث قال: “الزعيم كلمني في مرة، وهو بيختار شخص أو اتنين في كل موسم وفجأة يتصل بيهم، وأنا مش قريب من الزعيم، لكن اشتغلت مع ابنه محمد إمام عملين، فكلمني المنتج طارق الشورى قال لي فيه حد عاوز يكلمك، قلت آلو، ومن أول آلو ما كنتش مصدق إن الزعيم هو اللي بيكلمني وبيقول لي إنت ضحكتني واستمتعت بيك، فده بيزيدني ثقة ويقول لي إني ماشي في طريقي الصحيح”.

محدش كان له فضل عليّ لكن بمجهودي

وأضاف محمود حافظ: “الحاجات لما بتتبني براحة بتطلع ثابت في مكانك، وأنا الحمد لله محدش كان له فضل عليا لكن بمجهودي، وفيه ناس دعمتني حتى لو بكلمة أو طبطبة عليا وكانوا بيقولولي كمل استمر وده كان مهم بالنسبة لي”.

وأكد الفنان محمود حافظ أن مسلسل السبع وصايا كان وش الخير عليه من خلال شخصية الدوكش وهي اللي عرفتني بالسوق وفيه ناس فكروا إني مش مصري أول ما ظهرت.

وأضاف: ثم بدأ الانتشار مع بين السرايات والأسطورة وكلبش والممر والاختيار ودي محطات هي اللي رفعتني، المخرج خالد مرعي قال لي في (السبع وصايا): أنا سلمتك للساحة فخد بالك من اختياراتك.

وتحدث محمود حافظ عن دوره فى مسلسل عمر أفندي قائلًأ: “اشتغلت مع المخرج عبد الرحمن أبو غزالة قبل كده لما كان مساعد إخراج وهو من زمان كان عاوز يخرج عمل يكون فتحة خير عليه بجد، ولما كلمني في شخصية أباظة عجبتني التركيبة من اللي قالهولي فهو نوعية من الأدوار اللي تركيبتها حلوة، الشر اللذيذ مش اللي الناس تتضايق منه زي الأستاذ توفيق الدقن وأستاذ عادل أدهم، ومتوقعتش النجاح الكبير دا للمسلسل”.

وأضاف الفنان محمود حافظ، أنه لم يتخوف من المشاركة في دوره بمسلسل «عمر أفندي»، الذي يعرض حالياَ، موضحًا أن السيناريو أعجبه للغاية

أحمد حاتم نجم محترم وناجح 

وأضاف الفنان محمود حافظ، خلال تصريحات تليفزيونية :«المخرج عبدالرحمن أبوغزالة، كلمني في الدور وعجبني تركيبته وهو مخرج شاطر وناجح، وشخصية أباظة موجودة في الحياة وبها الخير والشر وأحمد حاتم نجم محترم وبحبه على المستوى الشخصي والفني».

مصور أحبطني فى بداية حياتي 

وأشار الفنان محمود حافظ، إلى أن هناك مصور أحبطه في بدايته لذلك كان بعيدا عن اللقاءات التلفزيونية في بداية حياته، موضحًا أن البعض ينتقده بسبب صوته العالي في أعماله.

 

واختتم الفنان محمود حافظ حديثه قائلًا: «السوشيال ميديا سلاح ذو حدين فيها حاجات كويسة وحاجات وحشة زي ما حصل مع النجم محمد فؤاد ناس كتير جات عليه في بداية المشكلة وبعدها ناس أتعاطفت معاه علشان شافت الحقيقة من الطرفين».

 

قصة مسلسل عمر أفندي

مسلسل "عمر أفندي" مكون من 10 حلقات فقط، وتأخذ الأحداث منحنى دراميًا شيقًا مع عودة عمر بالزمن إلى فترة الأربعينيات، وذلك حول شخصية "عمر" التي يجسدها أحمد حاتم ويقع في حب آية سماحة ويعيشان قصة حب رومانسية، يعود عمر فجأة إلى أربعينيات القرن الماضي، ويقع في حب رانيا يوسف، الأمر الذي سيؤدي إلى تعقيدات في حياته وعلاقاته العاطفية.

أسرة مسلسل عمر أفندي

مسلسل عمر أفندي يشارك في بطولته بجانب أحمد حاتم كل من: آية سماحة، رانيا يوسف، محمد رضوان، محمود حافظ، ومن تأليف مصطفى حمدي، وإخراج عبدالرحمن أبوغزالة.

مقالات مشابهة

  • فتاة صغيرة تتسبب في حـادث مروع لـ مي عمر وزوجها
  • قبريخا.. سقوط جريحين من الدفاع المدني إثر الحريق الذي تسببت به غارة إسرائيلية
  • مطبات هوائية قوية تتسبب بإصابات بين ركاب طاقم تابع للخطوط التركية ..فيديو
  • من عطلتها الصيفية.. هند عبد الحليم تبهر جمهورها بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها
  • ناقد فني: الفوازير تسببت في خلافات بين فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي
  • الخميس ١٢ سبتمبر العرض الأول لفيلم بليغ
  • 560 ألف متضرر جراء الفيضانات والعواصف في اليمن
  • ماذا حدث مع محمود حافظ خلال تصوير المشاهد الأولي من "الاختيار" ؟
  • محمود حافظ: مسلسل السبع وصايا كان وش الخير عليّ
  • ورشة تدريبية في مأرب لتعزيز الوعي القانوني لدى طلاب الإعلام