بمناطق لا تصلح للحياة.. غزيون يعيشون على أنقاض منازلهم
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
الثورة /
يجلس الفلسطيني أبو محمد حجيلة (44 عاما) على أنقاض مبنى سكني مدمر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يتأمل حجم الدمار الكبير الذي خلفته هجمات إسرائيل وعملياتها العسكرية البرية منذ بداية حربها المدمرة على القطاع.
بينما كانت زوجته سماهر حجيلة (40 عاما) تتجهز لطهي الطعام بمشاركة أبنائها الأطفال، يقوم الزوج حجيلة بتجهيز خشب وورق لإيقاد النار، واستصلاح ما يمكن إخراجه من أنقاض منزله المدمر ليستخدمه في حياته اليومية.
ويواجه الفلسطينيون في حي الشجاعية المدمر صعوبات للبقاء على قيد الحياة وسط انعدام الخدمات الأساسية وشح الطعام، وأزمة نقص المياه، وتدمير البنية التحتية في ظل استمرار الحرب للشهر العاشر.
ويعاني مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضعة لترات منها.
ويقنن سكان الشمال من استخدامهم لمياه الشرب خشية من انقطاعها وعدم الحصول على كميات جديدة.
ويواجه سكان محافظتي غزة وشمال القطاع تفاقما في أزمة شح الطعام التي تهدد حياتهم بسبب استمرار الحرب، وما رافقها من تشديد للحصار ومنع أو تقنين إدخال المواد الغذائية التي كانت محدودة أصلا.
وبين فترة 28 يونيو الماضي و10 يوليو الجاري، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية في حي الشجاعية، أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين وتسببت في دمار هائل في المنطقة.
وفي 11 يوليو، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أن حي الشجاعية منطقة “منكوبة لا تصلح للحياة”.
خطر الموت
ويقول حجيلة، الذي يعيش مع عائلته في أحد المباني المدمرة جزئيا في حي الشجاعية: “حياتنا كلها خوف، ونعيش في خطر الموت المستمر، وسكان غزة يتعرضون لإبادة جماعية”.
ويعاني الأربعيني وأسرته من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، ويضيف: “الجوع أصبح سائدا في المنطقة، ونعاني من ضغط نفسي وتراكمات ونقص مياه وغذاء ودواء، وضعنا وصل إلى الصفر”.
وتابع: “الحي أصبح مدينة أشباح، حيث المنازل المسكونة قليلة، ولا توجد مقومات للحياة مثل مياه أو كهرباء، ونعيش في حالة خوف دائم، نغفو ليلا ونستيقظ صباحا والخوف يعترينا حتى ونحن نيام”.
وبجانب الزوج، تتحدث زوجته سماهر عن حياتها الصعبة التي يعيشونها في حي الشجاعية ومعاناة الفلسطينيين في مدينة غزة، قائلة: “نزحنا ثلاث مرات كحال سكان غزة، ونعيش الآن في محل تجاري أسفل منزل مدمر جزئيا، والحياة صعبة للغاية من حيث المأكل والمسكن والمشرب”.
وتضيف للأناضول: “نعيش في منطقة منكوبة، والدمار يحيط بنا من كل جانب، لا يوجد شيء أو حياة هنا، الحي أصبح مخيفا لعدم وجود سكان فيه”.
ودعت سماهر، المصابة بأزمة صحية جراء تضخم الكبد والطحال، الدول العربية “للوقوف إلى جانب الفلسطينيين وتخليصهم من الآلام والمآسي التي يعيشونها”.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي سكان مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
ظروف مزرية
وفي منطقة أخرى قريبة، يجلس أبو محمد الحرازين (52 عاما) وعائلته قرب منزلهم المدمر بشكل جزئي في “الحي المنكوب”، يحاولون استرجاع ذكرياتهم الجميلة قبل الحرب المدمرة.
ويقول للأناضول: “لا أحد يهتم بنا من الدول، نعيش في خوف وقلق ورعب ونقص طعام وماء، وعانينا في حرب الإبادة، نبحث عن لقمة العيش، ونعاني من غلاء فاحش ونقص في الغذاء والعلاج”.
ويضيف: “منزلنا تعرض للقصف عدة مرات ونعيش حاليا في ظروف مزرية داخله، حيث قمنا باستصلاح مكان بداخله رغم الدمار الكبير”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لليوم الثاني.. الآف الفلسطينيين يعودون إلى منازلهم في شمال غزة
الجديد برس|
أكدت مصادر اعلامية في غزة بأنّ أهالي شمال قطاع غزة استأنفوا، اليوم الثلاثاء، مسيرة العودة إلى مناطقهم عبر شارع الرشيد منذ ساعات الصباح الأولى.
وتابعت: “أنّه لليوم الثاني على التوالي، يواصل الآلاف من أهالي شمال غزة التوجّه نحو مناطقهم”.
وأطلقت دبابات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، نيرانها صوب عدد من العائدين إلى منازلهم في حيّ الزيتون جنوب مدينة غزة.
وبحسب وكالة “وفا” الفلسطينية، أطلق الاحتلال النار صوب المواطنين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في محيط مدرسة خليل النوباني جنوب حيّ الزيتون بمدينة غزة.
وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، عن تمكّنه من انتشال جثامين 10 شهداء متحلّلة من أماكن متفرّقة على طول شارع الرشيد في قطاع غزة، يوم أمس الاثنين.
وبدأ يوم أمس، النازحون بالعودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد أن أمضوا الليلتين السابقتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين رغم البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب.
وسبق أن قالت وسائل إعلام للاحتلال الإسرائيلي إنّ “صور الفلسطينيين العائدين إلى شمال قطاع غزة عبر معبر نتساريم تنسف وهم النصر المطلق”.