اليمن.. حيث يتعذّر على العدوّ الانتصار
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
هل ستنجح “إسرائيل” في ما أخفقت فيه الولايات المتحدة وتحالف “حارس الازدهار” في البحر الأحمر، وقبلها السعودية و”التحالف العربي”، في إضعاف أنصار الله وإسهامهم في نصرة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة؟
ربما يحسن التوقف بدايةً عند المحطات الآتية:
المحطة الأولى: في عام 2004، ظن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه تخلص من جماعة “الشباب المؤمن” بقتل قائدهم السيد حسين بدر الدين الحوثي.
المحطة الثانية: قامت السعودية ليل 25 – 26 مارس 2015 بحملة قصف جوي لأبرز مواقع أنصار الله، في مستهل حرب أطلقت عليها اسم “عاصفة الحزم” لإخراج أنصار الله من العاصمة اليمنية وإجبارهم على الاستسلام. أدركت السعودية متأخرة أن الحملة التي دامت تسع سنوات ونيف إلى اليوم رسّخت قدرات أنصار الله وسيطرتهم المتفردة على صنعاء ونصف مساحة اليمن تقريبًا، ولو أنهم فقدوا مناطق في الجنوب لا يمتلكون فيها حاضنة شعبية واسعة.
المحطة الثالثة: بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء آخرون في 11 يناير 2024 حملة قصف جوي لمواقع أنصار الله، ردًا على عملياتهم التي بدأت في 19 أكتوبر 2023 ضدّ مواقع في الكيان الصهيوني وفرضهم حظرًا على مرور السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر في سياق التضامن مع قطاع غزّة. وقد حوّلت هذه العمليات أنصار الله إلى قوة إقليمية يُحسب لها حساب. واعترف الجيش الأمريكي متأخرًا بأنه “أخفق في ردع الحوثيين”.
المحطة الرابعة: دخلت “إسرائيل” على الخط في 20 يوليو 2024 وقامت بقصف منشآت مدنية في ميناء الحديدة اليمني الساحلي، بعد انفجار مسيّرة يمنية في “تل أبيب” فجر الجمعة 19 الجاري. وكعادة كلّ من سبقوا، استعجلت “إسرائيل” في استنتاج أن الحساب قد أُغلق مع “أنصار الله”، وسيتعين عليها أن تنتظر الأيام لكي تخلص إلى النتيجة التي سبقها إليها مَن قاتلوا اليمن.
تعاظم قدرات “أنصار الله”
تفيد التجارب السابقة بخلاصة هامة جدًا، وهي أن كلّ قوة إقليمية أو عالمية تصدّت لأنصار الله اليمنيين عسكريًا لم تتمكّن من إخضاعهم أو تحقيق أي من أهدافها المعلنة. على العكس:
– تمكّن أنصار الله من توسيع نطاق سيطرتهم أو تأثيرهم في البر والبحر، وقد خرجوا أكثر قوة وأشد تصميمًا من أي وقت مضى بفعل عقيدتهم الجهادية وتماسكهم التنظيمي والتسليم لقيادتهم وتبنّيهم لمطلب التحرر من قوى الهيمنة الإقليمية والدولية، إضافة إلى علاقاتهم القوية مع النسيج الاجتماعي القبلي.
– تمكّن أنصار الله في كلّ حرب خاضوها من التزود بأسلحة جديدة تتلاءم مع التحديات التي يواجهونها. فكلّ تجربة قتالية جديدة أتاحت لهم التعرف على سبل تجاوز فعالية منظومات الأعداء العسكرية وترقية قدراتهم وتسجيل إنجازات إضافية، ليس أقلها استخدام أساليب وأسلحة متطورة (الصواريخ الباليستية، صواريخ الكروز، الطائرات المسيّرة، والزوارق المسيّرة) في الحرب البحرية أرهقت القطع الحربية الأميركية فاضطرتها إلى الابتعاد عن شواطئ اليمن لمسافات بعيدة. وقد فرض أنصار الله قرارهم بتحريم مرور السفن “الإسرائيلية” أو المتعاونة مع “إسرائيل” في البحر الأحمر، فاضطرّت إلى سلوك طريق أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح، كما تعطل دور ميناء “إيلات” الرئيسي الواقع على البحر الأحمر. ولم تنجح البحرية الأميركية في حماية السفن في البحر الأحمر، كما لم تنجح السعودية من قبلُ في حماية منشآتها النفطية وقواعدها العسكرية من الهجمات اليمنية، وقبلهما لم ينجح علي عبد الله صالح في محاصرة أنصار الله في معاقلهم الجبلية.
اليمن و”إسرائيل”: وجهًا لوجه
في الحديث عن دور جبهة الإسناد اليمنية المستمرة منذ تسعة شهور، لا بد من الإشارة إلى نقاط تحكم أداء هذه الجبهة:
– توجد فجوة جغرافية واسعة بين فلسطين المحتلة واليمن ناجمة عن طول المسافة الفاصلة بين الجهتين، وهذا له أثر لا يُنكَر على سخونة هذه الجبهة. وتتطلب صواريخ اليمن ساعات للوصول إلى فلسطين المحتلة، كما أنها قد تُكتشف من قبل أجهزة الرادار الأميركية والحليفة، مما يسهّل التصدي لها. غير أن المسيّرات الجديدة التي دخلت المعركة ابتداءً بـ “تل أبيب” لا توجد بصمة رادارية لها وتمثل تحديًا أمنيًا لجيش العدو. وهذا التطور سيكون له أثر معنوي كبير على المجتمع الصهيوني، ذلك أن نجاح مسيّرة أخرى في الوصول إلى هدفها سيكون بذاته إعلانًا عن فشل الإجراءات التي أعلن العدوّ عن اتّخاذها بعد العملية الأولى، وسيُدخل الكيان الصهيوني في أجواء قلق حول فاعلية الدفاعات الجوية والسلاح الجوي في التصدي للخطر الجديد، وهو الأمر الذي دفع للحديث “إسرائيليًا” عن “7 أكتوبر جديد” يتعلق هذه المرة بالدفاع الجوي. ويلقي الفاصل الجغرافي عبئًا على سلاح الجو الصهيوني الذي سيكون عليه أن يخصص موارد كبيرة في كلّ غارة على اليمن بما يتضمن توجيه عشرات الطائرات الحربية للإغارة والدعم والاعتراض وطائرات تزويد بالوقود، وهذا سيؤدي إلى إنهاك سلاح الجو.
– تتيح الطبيعة الجغرافية الصعبة والممتدة في اليمن، إخفاء الأصول العسكرية الثمينة من صواريخ ومسيرات طويلة المدى، ما يصعّب على أي سلاح جو القضاء عليها، وهذا ما حصل مع الطيران الأمريكي والطيران السعودي ومن شاركهما في الحروب المتعددة الماضية. وهذه الميزة تلعب لمصلحة اليمن في إدارة حرب استنزاف طويلة كان الرهان عليها صائبًا إلى اليوم. وإذا كانت غزّة المحدودة المساحة وذات الطبيعية المسطّحة والرملية والتي تقع ضمن مرمى النار “الإسرائيلية” المباشرة قد استعصت على سلاح الجو الصهيوني، فكيف سيكون الحال مع اليمن البعيد وذي الطبيعة الجبلية المترامية المساحات؟
– يمكن القول إن أنصار الله – بحسب التجارب التي ذكرناها آنفًا – ليسوا من النوع الذي يتراجع عند الضربة الأولى الموجهة ضدّهم مهما كانت قوية، وهم يملكون قدرة على ترميم خسائرهم والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، كما أن لديهم تصميمًا على تنفيذ ما يرونه مناسبًا وتحقيق أهدافهم مهما بلغت التضحيات، خاصة إذا كان الموضوع يتصل بعقيدتهم في قتال اليهود الصهاينة. الآن، وقد أصبحوا وجهًا لوجه مع الكيان الصهيوني، ستكون هذه فرصتهم في تتويج دورهم الجهادي على مستوى الإقليم. ويمثل العدوان “الإسرائيلي” على منشآت ميناء الحديدة سببًا إضافيًا لكي ينخرط أنصار الله على نحو أكبر في المواجهة الدائرة إسنادًا لفلسطين.
– على غرار الدول الإقليمية والكبرى التي نازلت اليمنيين في السنوات الماضية واعترفت بعجزها لاحقًا، سيكتشف “الإسرائيليون” أنهم استعجلوا في إعلان الانتصار بعد الغارة الجوية على منشآت مدنية في ميناء الحديدة. وإذا كان العدوّ يتوعد بأنه سيشن المزيد من الضربات ضدّ اليمن في حال رد أنصار الله على الغارة “الإسرائيلية”، فإن “الأنصار” ليسوا ممن يتوقف عند التهديد من جانب قوة تقع على بعد ألفي كلم من حدود أراضيهم، وهم في الأصل لم ترهبهم الأساطيل الأمريكية والغربية الرابضة عند شواطئ بلادهم ولا “التحالف العربي” الذي قادته السعودية على حدود اليمن. علمًا أن الكثير من الأعيان المدنية قُصفت ودُمرت في الحرب على اليمن منذ عام 2015. والسؤال الإضافي الذي يُطرح هنا: ما هي الأهداف العسكرية اليمنية التي تعرفها “إسرائيل” ولا تعرفها الولايات المتحدة التي تمسح اليمن عبر طائرات الرصد والاستطلاع منذ فترة طويلة؟
باختصار، ليس في وسع “إسرائيل” تحقيق انتصار عسكري في اليمن، لكن في وسع القوات اليمنية التسبب بأضرار كبيرة لأمن الاحتلال. ومن شأن تدحرج الأحداث على جبهة الإسناد اليمنية أن يحوّلها إلى جبهة رئيسية تستنزف كيان الاحتلال في عمقه الآمن (“تل أبيب” والمحيط) وتكشف ضعف دفاعاته ومحدودية كفاءة قدراته الهجومية. وربما لذلك، اختار العدوّ منشأة نفطية في الحديدة يُبرز اشتعالُها الحاجة الماسّة إلى مفعول إعلامي ونفسي.
صحافي وكاتب لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بالصواريخ والمُسيّرات الانقضاضيّة.. حزب الله يواصل عملياته العسكرية ضد العدو الصهيوني
يمانيون../ تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان ـ حزب الله ـ عملياتها العسكرية ضد قوات العدو الصهيوني وذلك دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه.
وأصدرت المقاومة الإسلامية، أمس الخميس، 29 بيانًا عسكريا حول عمليات التصدي لمحاولات تقدّم العدو عند الحدود اللبنانية الفلسطينية والتصدي لمسيّرات وطائرات العدو الحربية، وكذلك عمليات استهداف مواقع وقواعد وانتشار قوات العدو ومستوطناته في شمال وعمق فلسطين المحتلة، وفقًا للآتي:
1- الساعة 16:00 من مساء الأربعاء 20-11-2024 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، وأصابت أهدافها بدقّة.
2- الساعة 16:25 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، وأصابت أهدافها بدقّة.
3- الساعة 06:00 في إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، شنّ مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقّة.
4- الساعة 07:30 استهداف تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة.
5- الساعة 07:30 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وأصابت أهدافها بدقّة.
6- الساعة 08:30 استهداف تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في موقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفاريوفال، بصلية صاروخيّة.
7- الساعة 08:30 استهداف تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة.
8- الساعة 11:10 استهداف تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخيّة.
9- الساعة 11:45 استهداف قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة.
10- الساعة 12:00 في إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، وللمرة الأولى، قاعدة حتسور الجوية (جناح جوي رئيسي يحتوي على تشكيل استطلاع مؤهل وأسراب من الطائرات الحربية) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم، شرقي مدينة أشدود، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
11- الساعة 13:00 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة الثالثة، بصليةٍ صاروخيّة.
12- الساعة 13:15 استهداف موقع الإنذار المُبكر “يسرائيلي” (مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210) على قمّة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل، للمرة الأولى، بصليةٍ صاروخيّة.
13- الساعة 13:20 تصدى مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة لطائرة مسيّرة اسرائيليّة من نوع هرمز 900 في أجواء القطاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانيّة.
14- الساعة 13:45 استهداف قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخيّة.
15- الساعة 13:45 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة الرابعة، بصليةٍ صاروخيّة.
16- الساعة 15:15 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي، في مستوطنة المطلة، بصليةٍ صاروخيّة.
17- الساعة 15:15 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي، عند الأطراف الجنوبيّة لمدينة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة.
18- الساعة 15:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي، في قاعدة عين زيتيم، بصليةٍ صاروخيّة.
19- الساعة 16:00 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في وادي العصافير جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية.
20- الساعة 16:00 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة السادسة، وأصابت أهدافها بدقّة.
21- الساعة 16:15 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة الخامسة، بصليةٍ صاروخيّة.
22- الساعة 16:25 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة السابعة، بصليةٍ صاروخيّة.
23- الساعة 16:25 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة الثامنة، بقذائف المدفعيّة.
24- الساعة 18:00 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، بصليةٍ صاروخية.
25- الساعة 18:00 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة يرؤون، بصليةٍ صاروخية.
26- الساعة 19:00 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي في بلدة شمع، وأصابت أهدافها بدقّة.
27- الساعة 19:00 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي في بلدة يارون، وأصابت أهدافها بدقّة.
28- الساعة 20:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة التاسعة، بصليةٍ صاروخية.
29- الساعة 22:10 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرّة العاشرة، بصليةٍ صاروخية.