صحيفة الاتحاد:
2024-09-08@06:43:27 GMT

التغير المناخي يفاقم الأزمات في أفريقيا

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة "الوطني للأرصاد" يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة الطقس المتوقع في الإمارات غداً

تتفاقم تداعيات التغير المناخي في منطقة الشرق الأفريقي، وسط نزوح ملايين السكان بسبب كارثة الفيضانات العارمة التي ضربت دول كينيا وتنزانيا وبوروندي وأوغندا خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والمنشآت.


 وأوضح مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، أن تداعيات التغير المناخي تفاقمت بشكل ملحوظ في أفريقيا خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى تزايد حدة تأثيرات ظاهرة «النينيو» المناخية التي بدأت منتصف العام الماضي 2023، واقترنت بها الأمطار الموسمية في العديد من دول شرق أفريقيا.
وذكر طنطاوي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن البلدان الفقيرة والنامية، في أفريقيا، باتت عاجزة عن التعامل مع تداعيات التغير المناخي بسبب نقص التمويل، وعدم توافر أنظمة الإنذار المبكر، وغيرها من الأسباب التي طُرحت على مائدة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في الإمارات.
وقال الخبير الأممي: «إن القارة الأفريقية في أمسّ الحاجة إلى تنفيذ مخرجات وتوصيات (COP28) في أقرب وقت ممكن من أجل تعزيز قدراتها على مواجهة تداعيات التغير المناخي التي باتت تشكل تهديداً خطيراً للأمن المائي والغذائي لملايين الأفارقة».
 وتشير تقارير أممية إلى أن التغير المناخي يشكل أحد أبرز العوامل التي تقف وراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها دول الشرق الأفريقي، إذ كان موسم الأمطار بين شهري مارس ومايو حاداً أكثر من المعتاد، ما تسبب في كارثة الفيضانات.
وأشار مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة إلى أن التغيرات المناخية تسببت في العديد من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف، وتُعد الدول الأفريقية الأكثر تضرراً خلال السنوات الماضية.
من جانبها، أوضحت المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، وعضو لجنة الحكماء في الكوميسا، السفيرة سعاد شلبي، أن الآلاف من سكان دول الشرق الأفريقي يُعانون من التشرد والنزوح وسوء التغذية جراء الفيضانات الناجمة عن التقلبات المناخية الحادة. وقالت شلبي لـ«الاتحاد»، إن منظمات العمل الدولي والمناخي مطالبة بدعم أفريقيا بما يمكنها من مواجهة تداعيات التغير المناخي باعتبارها الأكثر تضرراً منها، إذ إن أفريقيا تضم 17 من أصل 20 بلداً هي الأكثر عرضة للتهديدات المناخية في العالم. 
ومن جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في جنوب القارة الأفريقية وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص، ودفع خمس دول في القارة لإعلان كارثة وطنية، دخل الآن أسوأ مراحله. وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يتوقع زيادة عدد الأشخاص الذين يكافحون لتأمين الطعام. وصرحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بالوكالة في جنوب القارة الأفريقية، لولا كاسترو، إن «الفترة الأسوأ قادمة. لم يتمكن المزارعون من حصاد أي شيء، والمشكلة الأكبر الحصاد المقبل في أبريل 2025».
وبعد مالاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي، أصبحت ليسوتو منذ أسبوعين آخر دولة تعلن حالة الكارثة الوطنية في أعقاب الجفاف المرتبط بظاهرة النينيو. وأضافت كاسترو أن دولا أخرى، مثل أنغولا وموزمبيق، قد تحذو قريباً حذوها أو تبلِّغ عن وجود فجوة بين الغذاء المتوفر لديها وما يحتاج إليه السكان فعلياً. وأضافت أن الجفاف أتلف 70% من المحاصيل في زامبيا و80% في زيمبابوي، ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب وإلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أفريقيا التغير المناخي أوغندا الطقس الأمن الغذائي تداعیات التغیر المناخی

إقرأ أيضاً:

الكتابة في زمن الحرب (41)

الكتابة في زمن الحرب (41)
أهمية القراءة والبحث في أوقات الشدائد: درس من ابن خلدون

في هذا الجزء الثاني من هذا النص، نسعى لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه القراءة والبحث، خاصة في أوقات الشدائد والحروب، في تحقيق الفهم العميق للأحداث الجارية، وتقديم الأمل وسط الظلام. وفي هذا السياق، نجد في “مقدمة ابن خلدون” نموذجًا فكريًا فريدًا يدعونا لاكتشاف الحكمة في التاريخ من أجل فهم الواقع الحاضر واستشراف المستقبل.

لقد أوضحنا في الجزء الأول من النص أن اختيارنا لمقدمة ابن خلدون لم يكن محض صدفة. بل هو تعبير عن إدراك عميق لأهمية هذا العمل الفكري العظيم في تقديم رؤى تحاكي الواقع، خاصة في أوقات الأزمات والاضطرابات. فابن خلدون لم يكن مؤرخًا فقط، بل كان مفكرًا استطاع، من خلال تحليله لدورات صعود وسقوط الدول، أن يقدم دروسًا لا تزال صالحة للتطبيق حتى يومنا هذا. وفي ظل ما يمر به السودان من أزمات وخيبات، تصبح رؤى ابن خلدون مرآة نرى من خلالها واقعنا المعاصر.

لقد كتب لي أحدهم معلقًا على ما جاء في الكتاب الأول بقوله: “تقديرك لابن خلدون، ووصفك لتحليلاته بأنها تتحدث عن واقعنا المعاصر، يعكس إدراكك لأهمية التفكير النقدي والعمق الذي يجلبه هذا النوع من القراءة. كما أن وصفك لمجهود مجموعة نادي 81 وتفاعلهم مع النصوص بعمق يُظهر قيمة النقاش الفكري حتى بين أولئك الذين قد لا تكون تخصصاتهم الأصلية في العلوم الإنسانية، مما يضيف بعدًا آخر لأهمية هذا النوع من النشاط الثقافي”.

وهذا التعليق يلخص ببراعة ما تعلمناه من تواصلنا مع هذه المجموعة المثقفة، ويدعم أهمية الحوار والنقاش الفكري كأداة لفهم أفضل للعالم من حولنا. فالتفاعل الجماعي مع النصوص، كما يحدث في “نادي 81”، يعزز من قيمة القراءة الجماعية والنقاش المشترك، وهو أمر بالغ الأهمية في تكوين وعي جمعي قادر على مواجهة الأزمات.

من ناحية أخرى، وجدنا في تعليق آخر إشادة بوصف ابن خلدون بأنه “يتجسس على المستقبل”. وهذا التعبير يعكس تأثرًا عميقًا بقدرة ابن خلدون على تقديم رؤى تتجاوز زمانه. فقد كان ابن خلدون في تحليله لقيام الدول وانهيارها كمن يضع منهجًا لفهم المستقبل من خلال دراسة الماضي، وهو ما يمنح أعماله طابعًا خالدًا يتجلى في كل حقبة تاريخية. هذه القدرة الفريدة تجعل من قراءة “المقدمة” أمرًا ضروريًا ليس فقط لفهم الماضي، وأيضًا للتنبؤ بالتحديات المستقبلية.

وعليه، يمكننا القول بان هذا النص يتجاوز كونه مجرد دراسة أكاديمية لنصوص ابن خلدون، بل هو دعوة مفتوحة للاستفادة من هذا الفكر العميق في أوقات الأزمات والصعاب. ففي ظل الظروف المعقدة التي تعصف بالعديد من الدول والمجتمعات، مثلما يحدث في السودان، تبدو الحاجة ملحة للعودة إلى النصوص الفكرية العظيمة التي تعيننا على استيعاب ما يجري حولنا. القراءة هنا تصبح نوعًا من المقاومة الذهنية، وسيلة للتسلح بالمعرفة والفهم في مواجهة الظروف العصيبة.

إجمالًا، نأمل أن يجسد هذا النص فكرة أن المعرفة والقراءة ليستا ترفًا فكريًا، بل هما مصدر قوة في أوقات الأزمات. ومن خلال قراءة “مقدمة ابن خلدون” وتحليل أفكاره، نسعى لتقديم دعوة لكل من يقرأ هذه الصفحات للاستمرار في البحث والتعلم، مهما كانت الظروف صعبة. فالمعرفة هي النور الذي يرشدنا في العتمة، وهي الأمل الذي يمكننا أن نتمسك به في مواجهة التحديات.

ختامًا، ندعو الجميع، سواء كانوا منخرطين في العلوم الإنسانية أو من خارجها، إلى الانخراط في هذا النشاط الثقافي والفكري. فالقراءة والتفكير العميق هما أدوات للتغيير، ويمكنهما أن يكونا وسيلة لتجاوز الأزمات وفتح آفاق جديدة للمستقبل…كما نامل ان يكون قد غطي على ان فكرة القراءة كوسيلة للمقاومة الذهنية، ويعزز ارتباط أفكار ابن خلدون بفهم الأزمات المعاصرة، ويشجع على البحث والنقاش الفكري كأداة للتحليل العميق وتجاوز الصعاب.

 

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@iclud.com

   

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حول مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية التي يسببها الاحتلال
  • مجموعة متحالفون التي تضم الولايات المتحدة وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تدعو لخفض تصعيد فوري بـ”مناطق حرجة” في السودان
  • هدف واضح للصين في أفريقيا.. وتحذيرات من فخ الديون
  • صيف 2024 الأحر على كوكب الأرض بسبب التغير المناخي
  • بالأرقام.. حجم الأموال التي أنفقتها أمريكا على إنتاج القذائف!
  • تاريخ تطور اللوحات المعدنية.. 6 مراحل شهدتها مصر تاريخياً لعملية التغير
  • الكتابة في زمن الحرب (41)
  • الأمم المتحدة تحذر المغرب من جفاف تاريخي وأضرار تطرف الظواهر المناخية
  • الأمم المتحدة: تغير المناخ يكلف أفريقيا 5% من ناتجها المحلي
  • نوري المالكي: تداعيات أكبر من الإرهاب بالتجاوز على القضاء أو الحكومة أو البرلمان