خبراء: اعتماد أنظمة تقنية بديلة لضمان استمرارية الأعمال
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
رغم انتهاء الخلل الفني العالمي واسع النطاق الذي حدث نتيجة تحديث خاطئ لبرمجيات «كراود سترايك» فإن العديد من المؤسسات والشركات حول العالم لا تزال في طور التعافي من هذا الخلل الذي عطل ملايين الأجهزة عن العمل، فيما ساهمت مرونة البنية التحتية الرقمية في الإمارات وتوافر الكوادر الفنية المدربة في عودة الأعمال إلى طبيعتها في وقت قياسي.
وأوضح خبراء تقنيون أن طبيعة الخلل الفني الذي حدث في أجهزة الكمبيوتر تطلبت تدخلاً يدوياً من قبل الفنيين المختصين، حيث يتم تشغيل هذه الأجهزة على الوضع الآمن، ومن ثم إزالة التحديث البرمجي المتسبب في الضرر ولا يمكن إتمام هذه العملية عن بعد مثل الأعطال الاعتيادية.
وأدى الخلل التقني العالمي لتعطل جزئي للأعمال في العديد من القطاعات، مثل المطارات والبنوك وشركات الصيرفة والمرافق الصحية.
ولفت الخبراء إلى أن اعتماد نظامين للتشغيل على جهاز الكمبيوتر نفسه قد يصبح أحد الحلول المستقبلية لضمان استمرارية الأعمال وتجاوز تبعات مثل هذه الأعطال، حيث أثر الخلل البرمجي بشكل حصري على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام «ويندوز» من مايكروسوفت.
تدخل يدوي
وأكد مستشار الأمن السيبراني خالد أبوبكر وجود العديد من الأسباب التي أدت إلى بطء التعافي العالمي من الخلل التقني الناجم عن التحديث الخاطئ لأنظمة «كراود سترايك»، والذي أثر بدوره على أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام ويندوز من مايكروسوفت.
ونوه أبوبكر بأن أول هذه الأسباب أن طبيعة الخلل الفني الذي حدث في أجهزة الكمبيوتر تتطلب تدخلاً يدوياً من قبل الفنيين المختصون، حيث يتم تشغيل هذه الأجهزة على الوضع الأمن، ومن ثم إزالة التحديث البرمجي المتسبب في الضرر، ولا يمكن إتمام هذه العملية عن بعد مثل الأعطال الاعتيادية.
وأشار إلى أن مع تعطل الأجهزة لجأت العديد من المؤسسات إلى إنجاز المعاملات يدوياً، وهو الأمر الذي تطلب حجماً هائلاً من عمليات إدخال البيانات، بعد إصلاح الخلل التقني ما استغرق الكثير من الوقت لعودة الأمور إلى طبيعتها.
وحول الحلول التقنية المقترحة لتفادي مثل هذه الأعطال مستقبلاً قال أبوبكر إن الخلل البرمجي أثر بشكل حصري على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام «ويندوز» من مايكروسوفت متوقعاً أن اعتماد نظامين للتشغيل على جهاز الكمبيوتر نفسه قد يصبح أحد الحلول المستقبلية لضمان استمرارية الأعمال، وتجاوز تبعات مثل هذه الأعطال.
وتعد شركة «كراود سترايك» شركة متخصصة في برمجيات الأمن السيبراني وأمن نقطة النهاية وذكاء التهديدات وخدمات الاستجابة للهجمات الإلكترونية، حيث قامت بإتاحة تحديث يحتوي على عنصر خاطئ، وهذا التحديث مخصص لأنظمة «ويندوز» من مايكروسوفت ما يفسر عدم تأثر أنظمة التشغيل الأخرى.
وأوضح أبوبكر أن مرونة البنية التحتية الرقمية في الإمارات وتوافر الكوادر الفنية المدربة ساهمت في سرعة التعافي من الخلل الفني، وعودة الأمور إلى طبيعتها في وقت قياسي.
ولفت إلى أن فروق التوقيت العالمية أسهمت في تقليص نطاق تأثير الخلل الفني على الشركات والمؤسسات في الإمارات، حيث حدث العطل صباحاً أي في ذروة تقديم الخدمات وندرة عمليات التحديث، لافتاً أن عمليات تحديث البرمجيات في المؤسسات والشركات عادة بعد ساعات العمل، وهو التوقيت الذي حدث فيه العطل الفني الجانب الغربي من الكرة الأرضية.
ومن جانبه، قال أليكسي لوكاتسكي، المدير الإداري، المدير الإداري ومستشار قسم أعمال الأمن السيبراني لدى شركة بوزيتف تكنولوجيز، إن إصلاح العطل يتم يدوياً من خلال إعادة تشغيل كل جهاز كمبيوتر في الوضع الآمن، ثم حذف ملف معين، ثم إعادة تشغيل الكمبيوتر مرة أخرى، ما سيستغرق وقتاً طويلاً في المؤسسات الكبيرة.
وقال إن هنالك مشاكل ستظهر قطعاً، خاصة في الشركات التي تعتمد على الإدارة عن بُعد لشبكاتها، حيث سيتعين عليها إنفاق أموال على سفر متخصصي تكنولوجيا المعلومات أو إرسال محركات أقراص USB قابلة للتمهيد، ومن جانبها قامت مايكروسوفت بتحديث إجراءات إنشاء هذه الأقراص، إلى المكاتب البعيدة أو الموظفين البعيدين، وكتابة تعليمات مفصلة «للمبتدئين»، واستخدام مؤتمرات الفيديو عن بُعد لمراقبة استعادة النظام.
وأضاف: وفقاً للتقديرات الأولية، يجب أن تتعافى معظم الشركات في غضون بضعة أيام، لكن البعض الآخر قد يستغرق أسابيع، وعندها فقط سيكون بالإمكان تقييم الضرر الكامل الناتج عن هذا الحادث.
ونوه بأن شركات الطيران تأثرت بشكل كبير يوم الجمعة وتم إلغاء أكثر من 5000 رحلة جوية في الولايات المتحدة، وفي يوم السبت تم إلغاء 2000 رحلة أخرى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وحده. على الصعيد العالمي، تم إلغاء 30,000 رحلة جوية في المجموع، وفقاً لـ FlightAware. وتشير التقديرات المبكرة في أول 20 ساعة بعد بدء الانقطاع إلى خسائر بقيمة 24 مليار دولار.
وتم إلغاء العمليات الجراحية والإجراءات في العديد من المنظمات الطبية لم تُعرض العديد من الإعلانات التلفزيونية، ولم يتمكن عدداً من تجار التجزئة من تقديم الطلبات، وفي بعض الأحيان لم تستجب خدمات الطوارئ للمكالمات، كما تم تشويه معايير الوقت للمعاملات المالية في البنوك، وغيرها من التأثيرات السلبية.
تحقيق التوازن
قال دارين أنستي، المدير التقني للأمن في نتسكاوت: «يبدو أن الانقطاع العالمي في تكنولوجيا المعلومات الذي أثر على شركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك والعديد من القطاعات الأخرى والناجم عن تحديث برمجي خاطئ ليس هجوماً سيبرانياً».
وأضاف أنه من المؤكد أن هذا الانقطاع سيثير العديد من التساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين الحاجة إلى تحديثات أمنية منتظمة للدفاع والامتثال وغيرها، وبين مخاطر تطبيق تحديثات غير مجربة على الأنظمة. ونوه بأن غالبية برمجيات المؤسسات تخضع لعمليات اختبار وتوزيع محكم قبل أن يتم نشرها على نطاق واسع، لكن يبدو أن هذا لم يكن الحال في هذه الواقعة.
حلول قوية
قال مارك جو، مدير الحلول الأمنية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط جيجامون: «يوضح هذا الانقطاع في خدمات مايكروسوفت الناجم عن خطأ في تحديث برمجيات «كراودسترايك» الحاجة إلى حلول أكثر قوة ومرونة، بحيث يمكن حل هذه المشكلات بسرعة دون التسبب في فوضى واسعة النطاق أو مخاطر أمنية».
ونوه بأن التحضير هو الأساس - يجب على كل مزود لتكنولوجيا المعلومات والأمن أن يمتلك نظاماً قوياً لاختبار التحديثات عبر دورة حياة تطوير البرمجيات، لضمان عدم وجود ثغرات أمنية في التحديثات قبل إطلاقها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات البنوك المطارات الأمن السيبراني مايكروسوفت
إقرأ أيضاً:
برلماني: المشروعات القومية تمثل نقلة نوعية في العديد من القطاعات الاقتصادية والتنموية
أكد النائب يسري المغازي، عضو مجلس النواب، على أهمية تواصل جهود القيادة السياسية لتحقيق التنمية المستدامة، عبر اقامة المشاريع القومية الضخمة في مختلف المجالات، قائلا: المشروعات القومية هى واجهة مصر الجديدة والجمهورية الجديدة بعد ثورة 30 يونيو.
ونوه المغازي، في تصريح صحفي له اليوم، بجهود القيادة السياسية في تنفيذ المشروعات القومية وفق جداول زمنية محددة، مؤكدًا أن الاستمرار في هذا النهج سيسهم في وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة على الصعيدين الإقليمي والدولي خلال الفترة المقبلة.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن المشروعات القومية التي تشهدها مصر في السنوات الأخيرة تمثل نقلة نوعية في العديد من القطاعات الاقتصادية والتنموية، وهى تتجاوز كونها مجرد أعمال إنشائية، بل تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وفتح آفاق جديدة للاقتصاد الوطني.
وأضاف نائب الدقهلية، أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية، من خلال إنشاء طرق وكباري حديثة، بالإضافة إلى المشاريع الزراعية والصناعية ، وهو ما ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، كما ساعدت هذه المشروعات في خلق العديد من فرص العمل الجديدة، خاصة للشباب.
واختتم النائب يسري المغازي بالقول: هجوم بعض المنصات المغرضة على المشروعات القومية في مصر، والتي زادت عن 15 ألف مشروع خلال 10 سنوات، هدفه بث الاحباط والتشويش على ما نجحت فيه مصر وعجزت عنه كثير من الدول العربية رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة.
وأكد النائب مدحت الكمار، عضو مجلس النواب، على أهمية الانتباه والوعي الشديد واليقظة تجاه الأكاذيب التي تحيط بالدولة المصرية، في ظل حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
ونوه الكمار في بيان صحفي له اليوم، بتصريحات الرئيس السيسي خلال تفقده أكاديمية الشرطة والتي قال فيها: إن مواجهة الشائعات والأكاذيب تتطلب وعيًا مستمرًا، وأن مصر تواجه حجمًا كبيرًا جدًا من الشائعات والأكاذيب التي تستهدف زعزعة الاستقرار، وإشارته أن هذه الأكاذيب لن تتوقف.، موضحا أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان جزءًا من خطة مدروسة لتحريك الأحداث والتأثير على المجتمعات.
ولفت عضو مجلس النواب، إلى تصريحات الرئيس السيسي التي أشار فيها إلى أن هناك خططًا تقوم على تقديم أكاذيب تحتوي على جزء حقيقي مدمج بعناصر مغلوطة، ما يزيد من ضرر الشائعة ويضخم تأثيرها السلبي. وهذه الأساليب جزء من عمل مستمر يهدف إلى التشكيك في جهود الدولة المصرية.
وشدد عضو البرلمان، إلى أهمية الوعي المجتمعي لمواجهة هذه التحديات، مضيفا أن التصدي للشائعات يتطلب تعاونًا بين الدولة والمواطنين، من خلال التحقق من المعلومات وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة التي تنشر عبر الإنترنت.
واختتم النائب مدحت الكمار، بأن مواجهة هذا الحجم الكبير من الشائعات والأكاذيب عبر منصات وقوى مدفوعة من الخارج، هدفه خلق حالة من البلبلة بين صفوف الرأي العام، وتشويه انجازات ضخمة في الجمهورية الجديدة واضحة للملايين من الشعب المصري في كافة المجالات.