جبريل الرجوب: وصول وفد فلسطين إلى أولمبياد 2024 هو معجزة بكل المقاييس
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
أولمبياد باريس 2024 .. قال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية إنه لن يصافح نظيره الإسرائيلي أو أي من أعضاء وفدهما في باريس 2024 ما لم يعترفوا بحق دولته في الاستقلال.
وقال جبريل الرجوب، الذي قاد الدعوات لمنع الرياضيين الإسرائيليين من المشاركة في المنافسات الدولية وسط الحرب في غزة، لصحيفة الغارديان إنه لن يتعامل مع يائيل أراد أو زملائها من حيث المبدأ إذا التقيا أثناء الألعاب الأولمبية.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال أيضا إن الفريق الفلسطيني لم يتلق أي تعليمات حول كيفية التصرف في حال مواجهته مع منافس إسرائيلي، مؤكدا أن منظمته ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي انتهاكات للميثاق الأولمبي.
وأضاف الرجوب: "قبل أن تسألوني، اسألوهم: هل يعترفون بوجود الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل، وفقاً لشرعية الأمم المتحدة؟ إذا كان لديهم هذا الالتزام، فمن حيث المبدأ ليس لدي أي مشكلة في مصافحة أي شخص يعترف بحقي في تقرير المصير وحقنا في الوجود.
وأردف: "لكنني لن أصافح أي شخص لا يفعل ذلك. فالأمر لا يتعلق بالمجاملة، بل يتعلق بالمبدأ. ويتعين عليهم أن يكونوا مستعدين للقتال من أجل بناء جسور السلام من خلال الاعتراف المتبادل".
وقال الرجوب إن الرياضيين الأوكرانيين لن يصافحوا أي رياضيين روس أو بيلاروسيا في أولمبياد باريس هذا العام.
وأوضح الرجوب: "إن الرياضيين الفلسطينيين سيتبعون مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية. اذهب واسأل رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الإسرائيلية كيف يمكنهم تشجيع جنودهم، وكيف يمكن لبطل الجودو أن يفعل ذلك. لا تسأل الضحية، بل اسأل المجرم".
وكان الرجوب يشير إلى بيتر بالتشيك، لاعب الجودو الذي تم تعيينه كأحد حاملي العلم الإسرائيلي في حفل الافتتاح، ويُزعم أنه نشر صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي للصواريخ الإسرائيلية مع تعليق "مني إليكم بكل سرور".
رد فعل اسرائيل على تصريحات الرجوبولم يستجب فريق إسرائيل لطلب صحيفة الجارديان للتعليق.
وكان في استقبال الرجوب، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حفل استقبال في قصر الإليزيه، الجمعة.
وصول وفد لفلسطين للأولمبياد معجزةوأكدت اللجنة الأولمبية الفلسطينية أن نحو 400 رياضي فلسطيني قتلوا منذ السابع من أكتوبر ، كما دمرت البنية الأساسية الرياضية إلى حد كبير، وهذا أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها مساعي فلسطين لإيقاف إسرائيل عن المشاركة في الألعاب الأولمبية؛ وهناك ادعاء آخر مفاده أن استمرار القصف في غزة يشكل انتهاكاً لتقليد الهدنة الأولمبية، إذ قال قال الرجوب إن حقيقة تمكن فلسطين من إرسال فريق إلى باريس ينبغي أن تُعَد مصدر إلهام.
أولمبياد 2024
وقال الرجوب عن الفريق الذي يقيم معظم ممثليه في الخارج: "لم نتمكن من إحضار رياضي واحد من غزة. لذا فإن حضور الألعاب الأولمبية يعد إنجازًا كبيرًا. إنها رسالة جيدة بأننا هنا، على الرغم من كل شيء. لن يكون الإحباط والاستسلام جزءًا من موقفنا.. سنحضر بروح حقيقية ورسالة واضحة للعالم أجمع".
أولمبياد 2024وقال الرجوب في تصريحات أدلى بها في أحد فنادق باريس إن الترحيب الحار الذي حظي به الرياضيون الفلسطينيون من حشد بلغ نحو مائة شخص في مطار شارل ديغول يوم الخميس كان السبب وراء قراره بالتحرك بحرية بين الضيوف والمندوبين.
وأضاف "أمشي وأتحرك في كل مكان وأشعر بالأمان. لا أحد يحرسني لقد حصلنا على استقبال رائع بين كافة الأوساط، وهو مايمثل رسالة أمل لشعبنا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أولمبياد الاعتراف المتبادل مطار شارل لشعب الفلسطيني أولمبياد 2024 اللجنة الأولمبیة
إقرأ أيضاً:
المعجزة والكرامة والإهانة
في الشريعة الإسلامية، هناك ثلاثة مصطلحات تستخدم للإشارة إلى الأحداث الخارقة للعادة، وهي: المعجزة، والكرامة، والإهانة. ومع ذلك، هناك فروق جوهرية بينها، فالمعجزة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد نبي من أنبيائه، تأييدا لرسالته وتحديا لقومه، وتكون مصحوبة بالتحدي، أي أن النبي يتحدى قومه أن يأتوا بمثلها، والغرض منها إثبات صدق النبوة والرسالة، وهي خاصة بالأنبياء والرسل.
أما الكرامة، فهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد ولي من أوليائه الصالحين، تكريما له وإكراما، ولا تكون مصحوبة بالتحدي، ولا يدعي الولي بها النبوة، والغرض منها تثبيت الولي على الإيمان وزيادة يقينه، وهي خاصة بالأولياء.
والإهانة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد مدعي النبوة الكاذب، إهانة له وفضحا لكذبه، وتكون عكس ما يتمناه المدعي، أي أنها تنقلب ضده وتؤدي إلى فضحه، والغرض منها إظهار كذب المدعي وضلاله.
وبشكل مبسط: المعجزة: دليل على صدق النبي، والكرامة: تكريم للولي الصالح، والإهانة: فضح للمدعي الكاذب.
وعلى سبيل المثال: انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لسيدنا عيسى عليه السلام معجزة، وناقة صالح عليه السلام التي خرجت من الصخر معجزة، وعصا موسى عليه السلام التي تحولت إلى ثعبان معجزة.
ومن الكرامات: ما ورد فى قصة مريم عليها السلام عندما كانت تجد عندها رزقا في غير موسمه، وقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى جيشه في نهاوند وهو في المدينة، ثم قصة أصحاب الكهف.
ومن أشهر نماذج الإهانة: ما حدث لمسيلمة الكذاب عندما حاول أن يشفي عينا مفقوءة، فعميت العين الأخرى، ومن الإهانة أيضا ما قد يحدث لبعض السحرة والمشعوذين من أمور خارقة، لكنها تنتهي بفضيحتهم وكشف زيفهم.
السبب الرئيس لتناول هذا الموضوع هو صدور كتاب يحمل عنوان: "طوفان الأقصى معجزة العصر"، والعنوان يدل على المضمون، وبغض النظر عن المحتوى، وسبب اختيار المؤلف لهذا العنوان، فإننى لم أستطع تقبله فى ظل معرفتى لمعنى المعجزة، والفرق بينها وبين الكرامة والإهانة، ولم أر وجها لاعتبار طوفان الأقصى معجزة، إذ أن الأحداث التي وقعت فيه وما تلاها هي أحداث مركبة ومعقدة، ولا يمكن تصنيفها تحت مفهوم المعجزة أو الكرامة، وذلك لأن الأحداث تتضمن أفعالا بشرية: "عمليات عسكرية، مقاومة، ردود فعل"، والأفعال البشرية لا يمكن اعتبارها معجزات أو كرامات بشكل مباشر.
وكذلك النتائج المترتبة على الأحداث متنوعة، وتشمل قليلا من الجوانب الإيجابية وكثيرا جدا من الجوانب السلبية، مما يجعل تصنيفها كمعجزة أمرا صعبا، فضلا عن أن المعجزات والكرامات هي أفعال إلهية مباشرة، بينما الأحداث الجارية هي نتيجة لتفاعل بشري وظروف تاريخية، والأحداث التى وقعت فى طوفان الأقصى وما تلاها من رد فعل وحشى، قد تحمل في طياتها جوانب مختلفة يمكن تفسيرها بشكل ديني أو سياسي أو إنساني، ومع ذلك قد يرى البعض في صمود المقاومة الفلسطينية أمام قوة عسكرية أكبر منها نوعا من التأييد الإلهي، وقد يرى البعض في معاناة المدنيين الفلسطينيين نوعا من الابتلاء أو الاختبار، ويبقى تفسير الأحداث أمرا شخصيا يعتمد على منظور كل فرد ومعتقداته.
لذلك أستطيع القول: إن عملية "طوفان الأقصى" لا تندرج تحت أي من التعريفات الإسلامية للمعجزات أو الكرامات، لكنها يقينا أتت بنتائج عكس المراد منها تماما، ولابد من إجراء تحقيق موسع يكشف حقيقة ما حدث، وما ترتب على العملية غير المدروسة من عواقب تؤكد عدم تقدير الموقف، بالمخالفة الصريحة لقواعد القتال فى الشريعة الإسلامية، التى يضيق المقال عن ذكرها.
[email protected]