لعل قرائة التاريخ المعاصر من زاوية إدارة أصول الدول، نجد أن مصر منذ عام 1854م وحق الإمتياز الذى منحه الخديوى "سعيد" للمهندس (ديلسبس) لحفر قناة السويس، وبعد عامين فى 1856 إستكمل الخديوى (إسماعيل) هذا الإتفاق الدولى الأول لمنح حق إمتياز لإنشاء أكبر مشروع على الكوكب فى هذا العصر، وإستتبع ذلك عدة دول منها (هونج كونج 1880) مع إنجلترا والصين، وقناة بنما، وغيرها من مشروعات أنشئت بمثل هذه الإتفاقات الدولية، ولعل (قناة السويس) وحق إمتيازها والذى كان من المنتظر أن ينتهى فى 1968، قد سبق فى إنهائه الرئيس (جمال عبد الناصر) والذى كان هناك شك كبير فى أن تفى دول الطرف الثانى من الإتفاق (إنجلترا وفرنسا) بتنفيذه، أخذ الرئيس (جمال عبد الناصر) قراره التاريخى بتأميم قناة السويس البحرية، شركة مساهمة مصرية، فى 26 يوليو 1956، بعد أن رفضت تلك الدول والبنك الدولى تمويل إنشاء السد العالى، فكان قرار مصر التاريخى.


ولا يمكن لأى أصل من الأصول سواء كانت ثابتة (عقار، أرض، مصنع... الخ) أو متحركة (أموال، مستندات، أوراق مالية... الخ) أن يكون مثمرا، وقد أدى الهدف من وجوده فى ظل نظام إقتصادى محترم، إلا وكانت القيمه المضافة، هى المعيار الوحيد على جودة إستخدام هذه الأصول وإدارتها، والقيمه المضافه للأرض المصريه، وما تحمله فوق أرضها من إستثمارات زراعيه أو صناعيه أو ثقافيه أو خدميه.
ولعل القيمه المضافه التى ورثها المصريون من إنشاء مشروع قناة السويس ( شركه مساهمه مصريه ) فى عصر الخديوى سعيد 1854 م وما إستتبع ذلك، من أثار إقتصاديه وسياسيه ثم عسكريه بإحتلال مصر عام 1882 م ثم تأميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956 م، وما تدره هذه القناه من خير على شعب مصر، هى قيمه مضافة حقيقيه، وذات تأثير إقتصادى لشعب مصر.. على مدى تاريخه القديم والمعاصر وأيضًا المستقبل بإذن الله !! 
والقيمه المضافه لمخزون مصر من ثرواتها الطبيعيه من بترول، وغاز، وثروات معدنيه، ومياه، وأثار، وثروات بشريه هائله !!
ولعل أهم ما تقدمه مصر فى عصورها القديمه والحديثه، وكانت القيمه المضافه، هى الإرث الطبيعى الذى تركه الأجداد، للأجيال اللاحقه، مثلما تم فى عصور ملوك عظماء مثل " الملك رمسيس "، " توت عنخ أمون " والملكه "حتشبسوت " وغيرهم فلقد تركوا لنا هؤلاء الملوك أثار الأقصر ومعابدها ( الكرنك ووادى الملوك ) وكثير من الأثار التى يعج بها المتحف المصرى ومتاحف "اللوفر" (باريس ) ومتحف "فيكتوريا" ( بريطانيا ) "والمتروبوليتان بأمريكا،  وبرلين"  الذى يقتنى أجمل أثر لملكه مصريه جميله ( نفرتيتى ) !! هذه القيم المضافه من " أثارنا "، وتردد كل سكان العالم على زيارتها، وشمول كل كتب التاريخ العالميه لحضارة مصر الفرعونيه، كل هذا يدخل فى القيمه المضافه للمصريين ثقافيًا أو إقتصاديًا، ويؤثر بشكل بالغ الأهميه سياسيا وإجتماعيًا !

ولا شك أن القيمه المضافه لمشروع " السد العالى " فى جنوب مصر، والذى بدأه
( جمال عبد الناصر ) والذى قام بالشروع فى إنشائه، وإمتناع البنك الدولى عن تمويل هذا المشروع الحيوى للمصريين – وتأميمنا لقناة السويس، لتوفير، الأموال اللازمه لإقامة المشروع والذى ببنائه قد حفظ مصر من " الجوع " ومن " العطش " فى فترات طويله، وكثيرة العدد، بحفظه للمياة المفقوده فى البحر الأبيض، خلف ( السد العالى ) فى أكبر بحيره صناعيه فى العالم، هذه قيمه مضافة تاريخيًا لشعب مصر. هذه الأمثله دون حصر للقيمه المضافه للمشروعات المصريه، تمثل النموذج الجيد والمفيد، والذى يمكننا الإعتماد عليه، فى إضافات إقتصاديه، ذات " عمر طويل " دون إهدار للأصول كالأراضى أو المؤسسات الإنتاجية الكبرى 
وذلك من خلال تحول النظام من سياسات إقتصاديه قائمه على خصخصة القطاع العام، وأيضًا مع الحفاظ على التوجه العالمى فى الوصول إلى إقتصاد حر، والحفاظ فى نفس الوقت على القيمه المضافه التى يجب أن يورثها هذا الجيل للأجيال القادمه.
ولعل فى مجال الطاقه والذى يجب أن نأخذ فيه قرار سياسى وسيادى وهو حتمية إستخدامنا للطاقه البديله، وخاصه "النووى"، فى الأغراض السلميه، حتى يمكننا الإحتفاظ بمخزون من الطاقه، ( الناضبه ) وهما البترول والغاز، والإعتماد على الطاقات البديله أيضًا مثل الشمس والرياح، والمياه (منخفض القطاره ) وغيرهما من مشروعات تتميز بالقيمه المضافه،  يجب الإعتناء بها حتى نحفظ لأبنائنا تاريخيًا كما فعل الأجداد فى العصور القديمه والمعاصره لنا !!

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

استثمارات تتخطى 1.067 مليار دولار.. توقيع عقود إقامة مشروعات بـاقتصادية قناة السويس

كتب- محمد أبو بكر:

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، توقيع عقود عدد من المشروعات التي ستقام داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك بحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والسفير المصرى فى بكين عاصم حنفى، وQu Defu، رئيس مجلس إدارة شركة "تيدا القابضة".

جاء ذلك، على هامش مشاركته، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي الذي تستضيفه العاصمة الصينية بكين،

وقال وليد جمال الدين: إن العقود تضمنت عقد حق انتفاع بالأرض بين المطور الصناعي (تيدا – مصر) وشركة " الصين القابضة للزجاج - China Glass Holding"؛ لإقامة مصنع لإنتاج الزجاج.

ووقع العقد Li DaiXin، رئيس مجلس إدارة شركتي تيدا مصر وتيدا الصين إفريقيا، وLv Guo، رئيس شركة الصين القابضة للزجاج.

وأضاف "جمال الدين": يستهدف المشروع إقامة مصنع إنتاج للزجاج يتكون من خطي إنتاج، الأول بإنتاج يومي يبلغ 800 طن من الزجاج العائم، والثاني بإنتاج يومي يبلغ 800 طن من الزجاج المجلفن فائق البياض، بإنتاج سنوي متوقع يتجاوز 240 ألف طن من الزجاج عالي الجودة، و230 ألف طن من الزجاج الكهروضوئي، وذلك على مساحة تبلغ 500 ألف متر مربع.

وأوضح أن هذا المشروع هو أحد الركائز لتوطين الصناعات المُكملة لمشروعات الطاقة المتجددة، بإجمالي استثمارات تبلغ 300 مليون دولار، ويستهدف المشروع توفير 800 فرصة عمل، كما تستهدف منتجاته السوق المصرية وأسواق شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، بطاقة تصديرية تصل إلى 240 ألف طن سنويًا، وعائدات تصدير سنوية تصل إلى 120 مليون دولار.

وتابع رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أنه تم اليوم أيضًا توقيع عقد حق انتفاع بالأرض بين المطور الصناعي (تيدا – مصر) وشركة "بينخوا (بيفار) جروب - Binhua (Befar) Group" للكيماويات، بهدف إقامة مشروع داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لإنتاج الكلور القلوي بطاقة 100 ألف طن، على مساحة 400 ألف متر مربع، بإجمالي تكلفة استثمارية قدرها 500 مليون دولار، حيث يوفر المشروع 795 فرصة عمل، على أن تبدأ أعمال الإنشاءات بحلول نهاية عام 2024، وتنتهي خلال 3 سنوات.

ووقع العقد Li DaiXin، رئيس مجلس إدارة شركتي تيدا مصر وتيدا الصين إفريقيا، وDong Hongbo، النائب الأول لرئيس مجموعة بينخوا (بيفار).

وأضاف وليد جمال الدين: يهدف المشروع إلى إقامة أول منشأة كيميائية خضراء في مصر والعالم، حيث يعتمد المشروع في مرحلته الأولى على طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكهرباء والغاز الطبيعي لإنتاج البخار كطاقة.

وأوضح أنه تم كذلك توقيع عقد حق انتفاع بالأرض بين المطور الصناعي (تيدا – مصر) وشركة " إيليت سولار - Elite Solar"، بهدف إقامة مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية من النوع N بقدرة 2 جيجاوات، وذلك على مساحة 77 ألف متر مربع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ووقع العقد السيد/ Li DaiXin، رئيس مجلس إدارة شركتي تيدا مصر وتيدا الصين إفريقيا، وLiu Jingqi، رئيس مجلس إدارة شركة إيليت سولار.

وأوضح جمال الدين أن إجمالي استثمارات المشروع يبلغ 100 مليون دولار، ويستهدف المشروع توفير 600 فرصة عمل، كما يستهدف سد الفجوة في صناعة الطاقة الكهروضوئية الجديدة، وجذب التجمعات الصناعية التي تعمل في هذا المجال.

وقال وليد جمال الدين إن اليوم شهد أيضًا توقيع عقد حق انتفاع بالأرض بين المطور الصناعي (تيدا – مصر) وشركة "داخوى للجلوكوز وطيبة للنشا – Dahui Glucose & Tiba Starch"، بهدف إقامة مصنع لإنتاج النشا المعدل، وذلك على مساحة 41 ألف متر مربع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ووقع العقد Li DaiXin، رئيس مجلس إدارة شركتي تيدا مصر وتيدا الصين إفريقيا، وهشام حسين، رئيس مجلس إدارة شركة طيبة للنشا.

وأوضح وليد جمال الدين أن إجمالي استثمارات المشروع تبلغ 7.5 مليون دولار، وأنه يستهدف سد فجوة الطلب على النشا المعدل في مصر والشرق الأوسط وشرق إفريقيا من خلال إنتاج 20 ألف طن سنويًا بالمرحلة الأولى على أن يتم إضافة خطي إنتاج آخرين لاحقًا بإنتاج سنوي 30 ألف طن، ليصل إجمالي الإنتاج بالمشروع إلى 50 ألف طن سنويًا. ويوفر المشروع 156 فرصة عمل مباشرة.

وتابع "جمال الدين" أن التوقيعات التي شهدها رئيس الوزراء اليوم تضمنت توقيع عقد حق انتفاع بالأرض بين المطور الصناعي (تيدا – مصر) وشركة "كاكس للاستثمار – Kaks investment"، بهدف إنشاء منطقة دعم لسلسلة توريد الأجهزة المنزلية لشركة هاير، تشمل تصنيع المكونات وخدمات التخزين الجمركي وتوزيع قطع الغيار، والتجميع، ومراكز لمعالجة الصفائح المعدنية، والحقن، وإنتاج المواد الرغوية، مما يُعزز تعميق المكون المحلى اللازم لصناعة الأجهزة المنزلية في مصر، وذلك على مساحة 80 ألف متر مربع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بإجمالي استثمارات 50 مليون دولار، كما يوفر المشروع أيضًا نحو 300 فرصة عمل مباشرة.

ووقع العقد Li DaiXin، رئيس مجلس إدارة شركتي تيدا مصر وتيدا الصين إفريقيا، وZhang Junni، مؤسسة شركة كاكس للاستثمار.

وقال وليد جمال الدين إن هذه التعاقدات تعكس نجاح المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في الاستحواذ على ثقة مختلف الاستثمارات الدولية لاسيما الاستثمارات الصينية؛ لتصبح اقتصادية قناة السويس نقطة ارتكاز الصناعة والتجارة وأحد أهم قلاع التعاون الاقتصادي الدولي بين الشرق والغرب، إلى جانب كونها ذراع التنمية الاقتصادية للدولة المصرية التي تستهدف توطين الصناعات المستهدفة، وخفض الفاتورة الاستيرادية، ودعم الصادرات المصرية.

وأشار إلى أن التعاقدات التي تم توقيعها اليوم بإجمالي استثمارات تتخطى 1.067مليار دولار تتضمن أول مشروع من نوعه في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا لصناعة البروم والذي يتكامل مع مشروع إنتاج الكلور القلوي الذي تم توقيعه اليوم أيضًا، مما يعكس رؤية اقتصادية قناة السويس في إقامة تجمعات صناعية متكاملة، فضلًا عن توقيع عقود للمنتجات الغذائية ودعم سلاسل التوريد وإنتاج الطاقة، مضيفًا: ستوفر هذه المشروعات ما يزيد على 3 آلاف فرصة عمل مباشرة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: نعيش حالة من "العبث" !!
  • عضو بـ«الشيوخ»: توقيع عقود بقيمة مليار دولار يعزز مكانة «اقتصادية قناة السويس»
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: المرايا
  • استثمارات تتخطى 1.067 مليار دولار.. توقيع عقود إقامة مشروعات بـاقتصادية قناة السويس
  • منطقة قناة السويس توقع عقودا بأكثر من مليار دولار
  • منطقة قناة السويس الاقتصادية توقع عقودا بأكثر من مليار دولار
  • اقتصادية قناة السويس تُوقَّع عقودًا نهائية لحزمة مشروعات جديدة
  • د.حماد عبدالله يكتب: "ياليتنا نبطل كلام" ومانبطلش نحلم !!
  • سابقة خطيرة.. القنوات تستخدم طريقة فيلم حياة الماعز مع الكوادر الإعلامية
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يلتقي مجموعة بيفار BEFAR (بينخوا Binhua)