وكيل الأزهر: الإيمان والأوطان لا يفترقان
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنه على أن يكون حفل تكريم الفائزين في مسابقة ثقافة بلادي خُطوة في طريق حماية الفكر، وصيانة الهوية من محاولات الاختطاف أو التشويه من قبل أفكار مغلوطة أو مشروعات منحرفة، ولا يخفى عليكم أن مصر تعيش حالة فريدة من التعايش بين أبنائها، وخاصة في ظل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ودعوة سيادته للحوار الهادف الذي تتضافر فيه جهود الجميع لإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومد جسور التفاهم والإخاء، والتصدي لخطاب الكراهية، ونشر قيم العدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
وتابع وكيل الأزهر خلال كلمته في حفل تكريم الفائزين في مسابقة ثقافة بلادي، أن مجمع البحوث الإسلامية وُفق في اختيار موضوع المسابقة الفكرية الثقافية التي حملت عنوان ثقافة بلادي، والتي تأتي لبنة نافعة في بناء متين أرسى قواعده أزهرنا الشريف بما يبثه في نفوس أبنائه المصريين والوافدين من تأكيد أن الإيمان والأوطان لا يفترقان، مشددا على الحاجة الملحة لهذا الطرح الأزهري الذي يواجه التحديات التي يتعرض لها الدين والوطن.
وأكد الدكتور الضويني أن «المواطنة» بما تفرضه من فكر وسلوك حقيقة دينية، وضرورة مجتمعية، وفريضة إنسانية، وأن «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام يتجاوز التنظير الفلسفي إلى السلوك العملي، وأن «المواطنة الحقيقية» لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها، مشيرا إلى أن المواطنة الصادقة تستلزم بالضرورة إدانة التصرفات والممارسات التي تفرق بين الناس بسبب من الأسباب، والتي يترتب عليها ازدراء أو تهميش أو حرمان من الحقوق، وما إلى ذلك من سلوكيات يرفضها الإسلام.
وأوضح فضيلته أن الأزهر الشريف قد استطاع من خلال التعاون المثمر مع المؤسسات الدينية الرسمية داخل مصر وخارجها، أن يحقق نجاحات كبيرة من خلال حوارات دينية حضارية حقيقية، تلتزم الضوابط العلمية، وتحفظ ثوابت الدين، وتترك نتائج ملموسة في سبيل تحقيق الأمن والسلام للبشرية كافة، وشاءت إرادة الله أن يكون بنو الإنسان شعوبا وقبائل، في الغنى والفقر، وفي الفهم والإدراك، وفي العادات والتقاليد، وفي غير ذلك من مناحي الحياة، مضيفا أن تلك الإرادة الإلهية التي اقتضت تنوع الخلق فيها حكم عظيمة ودلالات تستحق التأمل، ومن جميل ما أحاط به الإسلام هذا التنوع أن جعل الغاية من التنوع أن نتعارف ونتآلف، فيما يثري الحياة ويزيد من استثمار مكوناتها.
وأضاف وكيل الأزهر أن أهمية هذه المسابقة التي ينظمها الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارتي: الثقافة، والسياحة والآثار تكمن في نقل ثقافتنا المصرية إلى غيرها من ثقافات الشعوب الأخرى، وذلك عن طريق التزامل بين طالبين: طالب مصري، وطالب وافد يتعلم على أرض مصر، وهنا أقول: إن مصر التي ذكرها الله في قرآنه عدة مرات تميزت بأهلها، وعاداتها وتقاليدها، وأخلاقها وقيمها، وتميزت بأزهرها - أزهر الدنيا ومنهجه المنفتح على الكون كله- الذي استطاعت مصر به أن تصل حضارة اليوم بحضارة الأمس، ووصلت به حاضرها الإسلامي بتراثها الحضاري القديم، فامتلكت المجد الديني والحضاري من أطرافه.
وبيّن الدكتور الضويني أن التطورات المتسارعة في مجالات الاتصالات أحدثت ثورة هائلة، فلم تعد الشعوب منغلقة على أنفسها بل تجاوزت حدودها، وثقافتها، وعاداتها وتقاليدها، وأصبح الجميع في علاقة تأثر وتأثير متبادل، ومن خلال ما أتاحته وسائل التواصل استطاعت الشعوب والمجتمعات أن ترى نفسها في عيون غيرها، إيجابا وسلبا، موضحا أن الشعوب الواعية تتخذ من هذا التعارف والتلاقي فرصة كبيرة لمراجعة موروثها الثقافي والقيمي، فتؤكد في نفوس أبنائها المظاهر الثقافية الإيجابية، والقيم الأخلاقية والحضارية، وتتخلص من المظاهر السلبية التي تشكل عائقا أمام نمو حضارتها وتقدمها ورقيها.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه من هنا تتأكد أهمية هذه المسابقة الفكرية الراقية، التي تأتي عاملا فاعلا مؤثرا في توطيد التواصل والحوار بين الشعوب، الأمر الذي يعزز قوة مبدأ السلم العالمي الذي تتوق لتحقيقه البشرية عبر العصور، فالشعوب التي تتحاور ثقافيا لن تلجأ إلى الحروب وافتعال الصراعات المسلحة، لأن لغة الحوار أشد تأثيرا ورقيا من الفعل العسكري، ومفردات السلام أقوى من مفردات الحرب، مؤكدا أن هذا الحوار الراقي لا يتأتى إلا عندما يبدي كل شعب احترامه لثقافة الشعوب الأخرى ونمط حياتها ومعتقداتها، داعيا الجميع إلى تبني ثقافة منفتحة تكون نافذة واسعة تمكن الشعوب من تحديد هويتها، وتبين خصوصيتها، والاستفادة من ثقافات الآخرين بما لا يعارض الخصوصيات ولا يهدد الهويات.
اقرأ أيضاًمستشار شيخ الأزهر يؤكد على دور الأزهر الشريف محليا وإقليميا وعالميا
« بوثائق نادرة » الأزهر الشريف يشارك بالمعرض الدولى للكتاب بمكتبة الإسكندرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف وزيرة الثقافة وكيل الأزهر احمد الطيب نائب وزير السياحة مسابقة ثقافة بلادي الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الحوار الإسلامي أطلق محاولة لتشكيل وحدة علمائية ورؤية مشتركة بين الشعوب
(أ ش أ):
كشف فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن استراتيجية الأزهر لبناء جسور التعايش، التي انطلقت من تأسيس "بيت العائلة المصرية" عام 2011 بعد الاعتداء الأليم على كنيسة القديسين بالإسكندرية، مشيرا إلى أن هذا البيت يُدار بالتناوب بين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية كل 6 أشهر، وروعي في تشكيله ألا يترجم أي شيء يدل على تفرقة أو تمييز بين دين ودين.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بأولى حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أنه بعد نجاح تجربة بيت العائلة المصرية داخليا، والتي كانت تجربة رائدة وملهمة، تم التفكير في كيفية محاولة زرع السلام بين طوائف الأمة في عالمنا الإسلامي والعربي، وأن تكون هناك «وحدة علمائية» كبداية، بحيث تشكل هذه الوحدة في وجدان الشعوب رؤية واحدة أو هدف واحد مشترك، قائلا:"من هذا المنطلق فكرنا في أن نلتقي نحن علماء المذاهب الإسلامية، وأن يكون بيننا لقاءات، وأن تكون بلادنا مفتوحة للعلماء".
وأكد شيخ الأزهر، أن مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي في البحرين نجح نجاحا كبيرا، معربا عن خالص تقديره لجلالة الملك حمد بن عيسى، ملك مملكة البحرين، الذي استضاف هذا المؤتمر الجامع لممثلي المذاهب المختلفة من أكثر من ثلاثين دولة، فكان فيه أهل السنة والشيعة الإمامية والإباضية والزيدية، وكان الجميع يشعر بالأخوة والصداقة والمصارحة.
كما خرج المؤتمر بتوصيات مهمة جدا، وناقش المؤتمرون فيه الأسباب التي أوجدت هذه الفرقة أو هذا التعصب للمذهب، قائلا: "نحن نقبل التمذهب، وهو أمر لا مفر منه، ولكن نرفض التعصب للمذهب، وعلى الجميع أن يؤمنوا بمبدأ الوحدة في مواجهة العدو».
وشدد الإمام الطيب على ضرورة تقديم المصالح العليا للمسلمين على الخلافات المذهبية، موضحا أن الاختلاف "سُنة إلهية" استنادًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾، لكنه حذَّر من تحوُّل الخلاف إلى تعصُّب يُضعف الأمة، مؤكدا أنه ليس بمعقول أن تكون أمانة التمذهب بأكبر من أمانة الوحدة والحفاظ على حياة الأمة، فيجب تقديم واجب الأمة على واجب المذهب، وأن يكون للأمة موقف واحد عند النوائب، كما يحدث مع الاتحادات الموجودة الآن، كالاتحاد الأوروبي والتحالفات الآخرى، قائلا «نحن أولى بها، وما معنا وما بيننا من مقومات التحالف أكثر بكثير جدا مما لديهم».
هذا المحتوى منلمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
شيخ الأزهر أحمد الطيب مجلس حكماء المسلمين كنيسة القديسين بالإسكندرية برنامج الإمام الطيب مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلاميتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
شيخ الأزهر: الحوار الإسلامي أطلق محاولة لتشكيل "وحدة علمائية" ورؤية مشتركة بين الشعوب
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
23 13 الرطوبة: 39% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك