بوابة الوفد:
2024-09-08@06:15:06 GMT

الانتخابات الأمريكية.. الأبعاد والسيناريوهات

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

أثار انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الانتخابي العديد من التساؤلات حول السيناريوهات المصاحبة لهذا التغير الدراماتيكي سواء على الصعيد الداخلي أو علي صعيد السياسية الخارجية، حيث أضاف انسحاب بايدن مزيدا من عدم اليقين بالعالم في حين يواجه قادة الغرب حربين في أوكرانيا وغزة، وصعود اليمين المتطرف في أوروبا.

الوضع الداخلي الأمريكي ودلالات سير السباق الانتخابي بعدما أعلنت كاملا هاريس عن خوضها الانتخابات الامريكية بشكل رسمي، وذلك بعد أن حظيت على تأييد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي يعد من أكثر الشخصيات الديمقراطية نفوذاً في الحزب، وهو ما سيضفي مزيدا من الزخم لحملة هاريس الرئاسية.

ولا شكّ أن هذا التأييد سيحشد كثيراً من الناخبين لصالحها وبالتالي تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وضعا استثنائيا على صعيد سيناريو الانتخابات الرئاسية، فهناك العديد من التطورات الدراماتيكية التي تحدث في السباق الانتخابي الأمريكي وتؤدي إلى حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين والجمهور أيضًا، وهو ما يفسر غياب توقعات لنمو الناتج المحلي الإجمالي أو معدلات التضخم أو السياسة النقدية التي سوف يتم تبنيها حتي نهاية العام الجاري.

ومن ثم ، عند استقراء المشهد الانتخابي الأمريكي حاليًا؛ لتقييم السيناريوهات المطروحة بالانتخابات الأمريكية يتبين انه حتى الآن لا يرجح أية من استطلاعات الراي الصادرة سيناريو بعينه، فعلى سبيل المثال، قبل هاريس، قدر nate silver فرص فوز ترامب بـ 75%، بينما قدر  (decision HQ) سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بنسبة 65% وسيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ بنسبة 82%. وترتبط الاحتمالات الثلاثة ارتباطا وثيقا، وقد تحسنت توقعات الجمهوريين منذ المناظرة. على الجانب الآخر، ووفقاُ استطلاع إبسوس (ipsos) في 23 يوليو 2024، لأول مرة تنجح هاريس في تخطي ترامب بفارق نقطتين وذلك بعد إعلان بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، حيث سجلت هاريس (44%) بينما حقق ترامب (42%) .
النتائج المحتملة:

 

١. فوز دونالد ترامب:

تاريخياً، يعد الحزب الجمهوري الداعم لقطاع الأعمال والتصنيع، ويعزز دور رجال الأعمال والقطاع الخاص، في مقابل تقليل التدخلات الحكومية، ولكن مع ظهور التوترات الجيوسياسية تغير هذا الاتجاه. 
فعلي الرغم من مفارقات عدة ابرزها دفع الحزب الجمهوري مرشح قد خفق في انتخابات السابقة، إلا أن ترامب قد غيُر من مقاربته الانتخابية، بأسلوب يعزز من نفوذ الحزب الجمهوري، فقد اظهر استعداده لتجنب نمط حملته التقليدية لصالح نهج يتمحور حول الهدوء والثبات والتعاطف، الأ انه في نفس الوقت سيحاول اضعاف هاريس من خلال تسليط الضوء علي ضعفها كنائب رئيس ؛ مع تحميلها مسئولية إخفاقات إدارة بايدن، لا سيما ما يتعلق بالأمن على طول الحدود الأمريكية الجنوبية، التى شهدت عمليات عبور غير قانونية.

وعلى مستوى استمرار السياسات الداخلية المحافظة والموقف المناهض للهجرة، فلا شك أن قضية المهاجرين ستهيمن علي أجندة مسارات التحرك لدي المرشح الجمهوري، كما تشغل حيزاً كبيراً لدى صناع السياسة الامريكية، إلي جانب الاهتمام بالملف الضريبي سواء انخفض أو زاد في بعض القطاعات والشركات.، علاوة علي تعريفات جديدة على التجارة الصينية، مع تركيز الرسوم على القطاعات الإستراتيجية. 
وبالتالي ستنال الخطة الاقتصادية التي سيفصح عنها قريباً ترامب في صالح الشركات العملاقة  قبول لدي المستثمرين لوقت محدود في ظل اتجاه الركود الذي تتوقعه الأغلبية، وهو الاتجاه الذي لن تستطيع الإدارة الأميركية الجديدة تجنبه. 
٢. تفوق هاريس:
وعلي الجانب الآخر، فقد يرجعنا هذا المشهد إلي عام 1968 حيث انسحب جونسون في ظل أوضاع داخلية حرجة من حيث تفاقم الصراع العنصري في الولايات المتحدة، وانقسام البلاد بسبب الحرب في فيتنام وقد قام حينها بدعم المرشح الديمقراطي حينها، لانتهاج سياساته والقيام بتنفيذ اجندته سواء علي صعيد الداخلي او تعاطيه مع المتغيرات الخارجية حينها، الا انه قد فاز المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون. 
وبالتالي، هناك مخاوف عدة من خسارة الحزب الديمقراطي ليس فقط في لانتخابات الرئاسية، خاصة ان هاريس لم تتمتع بشعبية كبيرة فكان اختيارها من قبل الرئيس بايدن لاعتبارات انتخابية بحتة لمغازلة الملونون، ناهيك عن نقاط الضعف التي تعاني منها عائلة هاريس، والتي كانت ابرز الاسباب وراء تردد بعض الديمقراطيين لترشيحها. وبالنظر انه بالتوازي مع انتخابات الرئاسة الامريكية تجُري انتخابات تلت مجلس الشيوخ والكونجرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، والمتوقع ان تستمر هذه السيطرة، فانه هناك تخوفات متصاعدة لدي الحزب الديمقراطي من خسارة مجلس الشيوخ في ظل هذا المشهد الضبابي. 
الا انه ومن الجدير بالذكر ان قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من الانتخابات لا يضمن أي تغييرات فورية في سيناريوهات الانتخابات ولا السياسات المتوقعة التي سيتبعها الديمقراطيون إذا فازوا في نوفمبر، فمن منظورالاجندة الانتخابية لهاريس، ليس من المتوقع أن يختلف برنامج هاريس كثيرًا عن برنامج بايدن. ومع ذلك، تشير التقديرات أن ترشيح هاريس يمكن قد جعل هذه الانتخابات أكثر تنافسية
ومع قراءة المشهد الديمقراطي، الا انه لا يزال لدى نائب الرئيس فرصة، في الأيام المقبلة، لترك انطباع جديد لدى الجمهور الأمريكي في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أواخر أغسطس خلال إبعاد نفسها عن إخفاقات إدارة بايدن في بعض القضايا.
على الرغم من اهتمام الحزب الديمقراطي بموضوع الإجهاض، فإن سجل السيدة هاريس كنائبة للرئيس كان مختلطًا، كما كان هناك عدد من الأخطاء بما في ذلك المقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز في يونيو 2021 والتي أضرت بمكانتها وعرضتها   لهجمات المحافظين. 
وعلى صعيد ملف التعاطي مع الجانب الصيني واحتمال نشوب حرب تجارية جديدة، فمن غير المرجح أن تختلف سياسات كامالا هاريس عن تلك التي أعلنها "جو بايدن"، وبالتالي، في حال فوز كامالا، قد يتجنب الاقتصاد العالمي اندلاع حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين بسبب مرونة سياسات الجانب الديمقراطي في التعامل مع التهديد الصيني عما هو متوقع في حال فوز المرشح "دونالد ترامب".
اما علي صعيد سوق النفط العالمية والاتفاق النووي الإيراني. وقد تكون سياسات كامالا هاريس مشابهة لتلك التي اتبعها جو بايدن فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، فمن المرجح أنه في حال فوز كامالا ستستمر المفاوضات مع الجانب الإيراني لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ومن ثم ستعود صادرات النفط الإيرانية وسوف ينخفض سعر النفط الإيراني. النفط في السوق العالمية، خاصة في ظل رئاسة إيران الحالية، الرئيس مسعود بزشكيان الذي تعهد بالعمل على رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على صادرات النفط الإيرانية.

 السيناريو الأكثر ترجيحًا بناء على الظروف الحالية، والتي قد تتغير مع تطور الوضع السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة.، هو فوز ترامب لعدة أسباب، اهمها قاعدته القوية من المؤيدين الجمهوريين، اعتزام الحزب الجمهوري على الحفاظ على السلطة وتعزيز نفوذه بالنظر إلى أن حملة ترامب سوف تنخرط في صراعات مع الولايات الزرقاء حول السياسات البيئية، بما في ذلك كاليفورنيا في وضع قواعد الانبعاثات الخاصة بها وستبقي الولايات المتأرجحة نقطة حاسمة في هذه الانتخابات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحزب الجمهوری جو بایدن

إقرأ أيضاً:

هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن

وجهت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، أنظارها للمستقبل، وابتعدت قليلاً عن نهج الرئيس بايدن بينما تحاول التغيير من الإدارة الحالية وهو ما يفوت فرصة ثمينة على خصمها الجمهوري اللدود دونالد ترامب.

وتوقفت نائبة الرئيس في نيو هامبشاير، موطن 4 أصوات انتخابية ثمينة في المجمع الانتخابي، قبل التوجه إلى معسكر المناظرة في بيتسبرغ استعداداً لمواجهة الرئيس السابق في المناظرة المتلفزة التي من المتوقع أن تحدد نهاية اللعبة الانتخابية بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري. 

La tentative de Harris de se démarquer de Biden sur l'économie contrarie Trump. Analyse par @StCollinsonhttps://t.co/13PyqPfYnl

— CNN France PR (@CNNFrancePR) September 5, 2024 الزخم السياسي

وذكر تحليل لشبكة "سي.إن.إن" أن الزخم السياسي لهاريس وفرصها في نوفمبر (تشرين لاثاني) يعتمد جزئياً على نجاحها في تصوير نفسها خياراً جديداً للناخبين وتبديد أي فكرة يروج لها عن أن فوزها يعتبر ولاية ثانية للرئيس الحالي جو بايدن.

ويدعم هذا جهوداً تبذلها لمغازلة الناخبين الأمريكيين الذين يشعرون بالاستياء من ارتفاع الأسعار والتضخم وتضارب سوق العقار، بالإضافة إلى تواصلها مع المعتدلين في الضواحي والناخبين من الطبقة المتوسطة في الولايات المتأرجحة والتي ستكون حاسمة في السباق الرئاسي المقبل.

وكانت نائب الرئيس تعهدت في وقت سابق بمحاربة التلاعب بالأسعار وتعهدت بمنح مشتري المنازل من ذوي الدخل المنخفض لأول مرة 25000 ألف دولار دفعة أولى، واتجهت نحو "الوسط السياسي" من خلال الوعد برعاية 25 مليون شركة صغيرة جديدة في ولايتها الأولى مع خصم ضريبي بقيمة 50000 ألف دولار للشركات الناشئة.

ودعت إلى زيادة أقل بكثير في ضرائب مكاسب رأس المال مما اقترحه بايدن لإثارة الاستثمار والابتكار.

وقالت هاريس: "أعتقد أن الشركات الصغيرة في أمريكا تشكل أساساً رئيسياً لاقتصادنا بالكامل.. توظف الشركات الصغيرة في بلدنا نصف جميع العاملين في القطاع الخاص. يمتلك نصف جميع العاملين في القطاع الخاص أو يديرون شركة صغيرة أو يعملون في شركة صغيرة".

NEW

Sources familiar with Vice President Harris’ debate prep tell NBC News that she is focused on getting under former President Trump’s skin, remaining calm in response to his attacks, pointing out his broken promises, and emphasizing his “advanced age.”

Full Story:… pic.twitter.com/UbE6Louh0C

— Yashar Ali ???? (@yashar) August 31, 2024 مناورات ترامب

من جهة أخرى، يسعى الرئيس السابق إلى استحضار الذكريات الإيجابية لاقتصاد فترة حكمه قبل الأزمة التي أثارتها حالة الطوارئ بسبب كوفيد-19، ويرد على المناورات الاقتصادية الأخيرة لنائبة الرئيس هاريس خلال خطابه أمام نادي نيويورك الاقتصادي.

وعلى الرغم من ذلك السياسة وراء استراتيجية هاريس واضحة فيما يتعلق بتدبير ضريبة مكاسب رأس المال، وعلى سبيل المثال، تخلت هاريس عن نهج أكثر تقدمية من بايدن، حيث دعت إلى فرض معدل ضريبي بنسبة 28٪ على من يكسبون مليون دولار أو أكثر، بدلاً من المعدل البالغ 39.6٪ الذي أدرجه الرئيس في ميزانيته للسنة المالية 2025. وهذه الخطوة تسمح لها بإظهار أنها ليست رهينة لسياسات رئيسها، حيث دحضت بذلك ادعاء ترامب بأنها وريثة إرث اقتصادي فاشل، في إشارة إلى السياسات الاقتصادية لإدارة بايدن.

وبحسب تحليل "سي.إن.إن" يبدو أن تبني هاريس للأسطورة القوية للشركات الصغيرة الأمريكية التي تقود الرخاء الأوسع والاقتصاد الأوسع مصمم أيضاً لمواجهة محاولات ترامب ووكلائه الرافضة للدعوات الديمقراطية، ولكن قبل أقل من 9 أسابيع من الانتخابات، تهتم هاريس أكثر بخلق انطباع سياسي مذهل من آليات السياسة الاقتصادية.

ونظراً لميزة ترامب في استطلاعات الرأي بشأن الاقتصاد، فإن المعركة العميقة حول السياسة بشأن هذه القضية مع منافسها ربما لا تكون حكيمة على أي حال، وتحتاج هاريس إلى جعل الانتخابات استفتاءً على الشخصية وعلى المرشح الذي يمكن أن يظهر قوة سياسية جديدة وبالتالي، حتى الخطوات الصغيرة للخروج من ظل بايدن يمكن أن تكون مهمة.

"It's essentially a tax cut for starting a small business" -- Harris proposes an expanded tax deduction for small businesses and other measures meant to stimulate small business growth pic.twitter.com/WiruJFfo7M

— Aaron Rupar (@atrupar) September 4, 2024 الابتعاد عن بايدن!

وضع جيمس كارفيل استراتيجية محتملة لهاريس في عمود في صحيفة "نيويورك تايمز" الإثنين، وقال إن انتخابات 2024 ستحددها "من هو الجديد ومن هو الفاسد". كما كتب الاستراتيجي الديمقراطي أنه لن يكون إهانة لبايدن أن تسلك هاريس طريقها الخاص بل كان ضرورياً لهويتها السياسية.

وتقول "سي.إن.إن" إن محاولة هاريس لإقناع الناخبين بأنها تغيير جديد يثير غضب ترامب وأعرب المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس عن عدم تصديقه أن هاريس تحاول صنع هذا التحول في مقابلة مع برنامج "هيو هيويت" الإذاعي سعى السناتور من ولاية أوهايو إلى التشكيك والإحباط من تحول صورة هاريس من خلال التأكيد على أنها شاغلة لمنصب الرئيس حالياً وأنه يمكنها متابعة هذه السياسات على الفور، لكنها لن تفعل و"تسببت في أزمة التضخم هذه بسياساتها".

الملفت للنظر أن ترامب أعلن أنه إذا فازت هاريس في نوفمبر(تشرين الثاني) سوف ينزلق الاقتصاد إلى "الكساد الأعظم" ،والمفارقة أنه ذكر هذا الحديث عن بايدن في عام 2020، لكن الرئيس أشرف على نمو قوي ومتسق للوظائف وشكل واحدة من أقوى حالات التعافي من الوباء في أي اقتصاد متقدم، على الرغم من أزمة التضخم التي قلل البيت الأبيض من شأنها سابقاً.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش يرفض إعلان مرشحه للانتخابات الأمريكية
  • ترامب يصف الرئيس الروسي ب "لاعب شطرنج"
  • ديك تشيني يعلن تأييده لكاميالا هاريس في الانتخابات الأمريكية
  • متنبئ أمريكي يتوقع فوز هاريس بالانتخابات.. ماذا تقول الاستطلاعات؟
  • نائب الرئيس الأمريكي الأسبق يعلن دعم كامالا هاريس ضد ترامب
  • عاجل - نائب الرئيس الامريكي الأسبق: صوتي لـ "هاريس" في الإنتخابات المقبلة
  • هل تختلف كامالا هاريس حقا عن جو بايدن؟
  • من سيدعم إسرائيل أكثر: هاريس أم ترامب؟
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • بوتين يدعم كامالا هاريس ضد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية