«التغير المناخي»: خطط مستقبلية لتعزيز الاستزراع السمكي
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
تقنيات متطورة لتربية الأحياء المائية بالدولة «التغير المناخي»: خطط مستقبلية لتعزيز الاستزراع السمكي
دبي: يمامة بدوان
كشفت وزارة التغير المناخي والبيئة عن حزمة من الخطط المستقبلية، بهدف تعزيز الاستزراع السمكي وتربية الأحياء المائية في الدولة، أبرزها تحديث القوانين والتشريعات المنظمة لقطاع الاستزراع، من أجل مواكبة المتغيرات وتسهيل عمليات الترخيص، والاستعداد لإطلاق دليل المستثمرين، عبر منصة ستعمل على توفير المعلومات والبيانات ذات العلاقة لدعم المستثمرين في اتخاذ قرارات سليمة، كذلك إطلاق حقيبة الاستزراع بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، والتي تشمل مجموعة من المخرجات، هي «أطلس المواقع»، الذي يهدف إلى تحديد المواقع المخصصة والملائمة للاستـزراع البحري والتقنيات المناسبة، بالإضافة إلى دليل الأمن البيولوجي على مستوى المزرعة.
قالت الوزارة في تصريحات لـ «الخليج»، إن التقنيات المستخدمة في تربية الأحياء المائية، عبارة عن 5 تقنيات متطورة، حيث تشمل التقنية الأولى «الأقفاص العائمة البحرية»، وهي عبارة عن أقفاص شبكية مغلقة من الأسفل، ومعلقة على عائمات في وسط البحر، وتتربى فيها الأسماك بكثافات عالية، بدءاً من مرحلة الإصبعيات وحتى بلوغها الأحجام التسويقية، حيث توضع الأقفاص في مواقع حسب معايير فنية وبيئية مناسبة، أما التقنية الثانية، فهي «الأقفاص المعلقة»، وهي عبارة عن أقفاص شبكية متعددة معلقة في البحر، تستخدم لإنتاج المحار، إذ يتم وضع صغار المحار بهذه الأقفاص ورعايتها إلى أن تصل للحجم التسويقي، في حين تتمثل التقنية الثالثة في «النظام المفتوح»، وهو ينطوي على تربية الأحياء المائية في أحواض مفتوحة، مثل استزراع الروبيان أو الأسماك.
تدوير المياهوتابعت الوزارة أن التقنية الرابعة، تتمثل في نظام إعادة تدوير المياه (RAS)، ويمكن من خلاله التحكم بجودة المياه ومواصفاتها من الحرارة والأكسجين المذاب والملوحة، ما يسهم في توفير أفضل الظروف لاستزراع الأحياء المائية بصورة مستمرة، ومنها استزراع أسماك الحفش المنتجة للكافيار وأسماك الدنيس وأسماك القاروص «السيباس» الأوروبي والآسيوي وأسماك السلمون، بينما تتمثل التقنية الخامسة والأخيرة في نظام «الأكوابونيك»، الذي يعمل على إنتاج الأحياء المائية كالأسماك وغيرها مع الإنتاج النباتي، حيث يتكون من أحواض لإنتاج الأحياء المائية مع نظام الزراعة المائية المعروف بـ«الهيدروبونيك»، من خلال الاستفادة من مياه التصريف لأحواض تربية الأحياء المائية في أنظمة الزراعة المائية في حلقة مغلقة أو شبه مغلقة لاستخدام المياه، حيث يمكن استزراع أسماك البلطي والكارب أو بعض أنواع قشريات المياه العذبة، من خلال استخدام هذا النظام.
أولوية قصوىوأكدت الوزارة أن التدريب، يعد أحد أبرز الجهود في تعزيز الاستزراع السمكي، حيث يجري القيام بتدريب صغار المنتجين، وتقديم المعلومات لهم، وتدريب الطلبة المتخصصين في الاستزراع السمكي والمجالات ذات الصلة، كما تمتد برامج الوزارة التدريبية لتشمل متدربين من الدول الأخرى. وأوضحت أن دولة الإمارات ممثلة بوزارة التغير المناخي البيئة، تولي أولوية قصوى لدعم استدامة الاستزراع السمكي وزيادة مساهمته في تعزيز الأمن الغذائي الوطني، كما تمتلك الدولة ثروة سمكية هائلة نعمل على إدارتها كأحد أحد الموارد الطبيعية والغذائية، وفي هذا المجال نحرص على بناء القدرات الوطنية، من خلال إدارة مراكز أبحاث البيئة البحرية والمعتمدة على الأبحاث والتجارب والدراسات العلمية، إلى جانب العمل على سن التشريعات المنظمة لقطاع الاستزراع، وتسهيل إجراءات الترخيص للمستثمرين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات وزارة التغير المناخي والبيئة التغير المناخي الاستزراع السمکی الأحیاء المائیة التغیر المناخی المائیة فی
إقرأ أيضاً:
خان الخليلي والجمالية.. كيف تصنع الأحياء القديمة صورة مصر الحديثة؟
شهد حي الجمالية وخان الخليلي، وهما من أعرق أحياء القاهرة التاريخية، زيارة خاصة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في جولة تعكس اهتمام الدولة المصرية بإبراز كنوزها التراثية والتاريخية، وتؤكد على البُعد الحضاري لمصر كجسر ثقافي بين الشرق والغرب.
وجاءت الزيارة في توقيت هام، حيث تسعى مصر إلى تعزيز السياحة الثقافية وتسليط الضوء على الأحياء القديمة التي تمثل هوية البلاد، وتؤرخ لتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وقد حظي حي الجمالية وخان الخليلي، في هذه المناسبة، باهتمام خاص من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لما يحمله من قيمة رمزية وثقافية فريدة.
الجمالية.. حيّ يروي حكاية وطن
يقع حي الجمالية في قلب القاهرة، ويُعد من أقدم أحيائها، إذ يضم بين جنباته كنوزًا معمارية تعود إلى عصور الفاطميين والمماليك والعثمانيين، هو أكثر من مجرد حي شعبي؛ إنه سجل حيّ لتاريخ المدينة، ومتحف مفتوح للعمارة الإسلامية، لا تزال الشوارع تحتفظ بطابعها التراثي، والأسواق تعجّ بالحركة، والمآذن تزين الأفق في مشهد لا يتكرر كثيرًا في مدن العالم.
حظيت المنطقة بأهمية كبيرة، فهي من المناطق النادرة التي تجتمع فيها مراحل تطور التراث المعماري الإسلامي، فنجد الآثار التي تعود للفاطميين مثل مساجد الأزهر والأقمر والحاكم بأمر الله، ونجد آثاراً نادرة تعود للعصر الأيوبي مثل المدرسة الكاملية، وآثار تعود لعهد المماليك مثل مجموعة قلاوون، وتضم أيضاً آثاراً عثمانية مثل أعمال عبدالرحمن كتخدا، فالجمالية منطقة جامعة لسلسلة التاريخ، وتضم تنوعاً معمارياً لا مثيل له يعكس تطور كل الفنون الإسلامية.
وعلى مدار السنوات كانت الجمالية ملتقى للفنانين من كل المجالات، فهي مكان ذو طاقة دافعة للإبداع، فالتجوال في الشوارع العريقة وسط الأبنية التاريخية يلهم المبدع كثيراً من الأفكار التي يستلهم منها في كل مجالات الإبداع، سواء الكتابة أو الفنون التشكيلية، وغيرها.
يحتفظ الحي بمكانته أيضًا في وجدان المصريين، كونه ارتبط بأعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي وُلد ونشأ في هذا المكان، وقد تحولت الجمالية إلى مسرح حيّ لأعماله الروائية، التي جسدت بواقعية مذهلة الحياة الشعبية، والصراعات الإنسانية، والقيم الاجتماعية في مصر.
خان الخليلي.. سوق التاريخ وروح القاهرة
إلى جوار الجمالية يقع خان الخليلي، السوق الأشهر في القاهرة، والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما أنشأه الأمير "جُهاركس الخليلي" كمركز تجاري كبير، اليوم، لا يزال خان الخليلي يحتفظ بطابعه الأصيل، حيث تتراصّ المتاجر الصغيرة التي تعرض المشغولات اليدوية، والفضة، والنحاس، والعطور الشرقية، والتحف الإسلامية، في مشهد آسر لا تخطئه عين.
ويُعد خان الخليلي من أبرز المعالم السياحية والثقافية في القاهرة، حيث يستقبل يوميًا الزوار من كل أنحاء العالم، فضلًا عن كونه ملتقى للأدباء والمثقفين، خاصة في "قهوة الفيشاوي" التي طالما جلس فيها نجيب محفوظ، وكبار المثقفين المصريين والعرب.
يبلُغ عُمر حيّ «خان الخليلي» العتيق، 600 عام، حيثُ يُعتبر واحدًا من أقدم الأسواق في أنحاء المحروسة والشرق الأوسط، وما زال مُحتفظًا بمعماره القديم مُنذُ عصر المماليك، فلم يتأثر خان الخليل بعوامل الزمن، وظل مُلهمًا للأدباء والفنانين، فيحرض أخيلتهم دائمًا على الإبداع، مثلما كتبَ، نجيب محفوظ، روايتهُ «خان الخليلي» من وحي أجواء الحي القديم، واصفًا إياه بـ: «ستجِد في الشارع الطويل، عمارات مربعة القوائم تصل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصلي، وتزحم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت؛ فدكان للساعاتي وخطاط وأخر للشاي، ورابع للسجاد وخامس للتحف وهكذا».
رسائل الزيارة
الزيارة الرئاسية المزدوجة حملت رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على أن مصر لا تملك فقط الأهرامات والمعابد، بل تمتلك قلبًا نابضًا بالحضارة في أزقة القاهرة القديمة، كما تعكس دعم الدولة لمشروعات التطوير والترميم التي تهدف للحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية للمنطقة، مع مراعاة البعد الإنساني والتراثي.
وتُعد هذه الجولة رسالة انفتاح ثقافي وسياحي، تعزز من مكانة مصر كوجهة متكاملة تجمع بين التراث الإنساني العريق، والواقع الحضاري المتجدد.
ويعتبر حي الجمالية وخان الخليلي ليسا مجرد موقعين أثريين، بل هما مرآة لروح القاهرة القديمة، وذاكرة وطن لا تزال تنبض بالحياة، وزيارة الرئيسين للمكان لم تكن فقط تقديرًا للتاريخ، بل دعوة للعالم للعودة إلى جوهر مصر، حيث يتعانق الماضي بالحاضر في مشهد لا يُنسى.