يمانيون:
2025-04-07@13:29:17 GMT

نتنياهو في خطابه في الكونجرس

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

نتنياهو في خطابه في الكونجرس

عبدالرحمن مراد

في ظاهرة غير مسبوقة يقفُ رئيسُ وزراء الاحتلال الإسرائيلي أمام الكونجرس الأمريكي ويقفُ له أعضاءُ الكونجرس مرات كثيرة وقد حمل خطابُه أمامهم الكثير من الرسائل للداخل الإسرائيلي وللعرب ولأمريكا نفسها، وكان واضحًا من مضامين خطابه الذي طال إلى مدى غير متوقع أنه يحشد تأييدًا لسياسته وسياسة حزبه بعد التراجع في شعبيته وشعبيّة حزبه؛ بسَببِ حرب الإبادة التي يقوم بها ضد العرب وشعب فلسطين على وجه الخصوص.

لقد قال بكل وضوح إنه في الجبهة الأمامية التي تدافع عن أمريكا وعن “إسرائيل” وحاول أن يقول في خطابه بأن حربه هي حرب مصير ولا بُـدَّ أن تقف أمريكا معه وتدعمه بالسلاح، وقد استطاع أن يحقّق له انتصارًا سياسيًّا من خلال خطابه الذي وقف له أعضاء الكونجرس وصفّقوا له كَثيراً، هذا الانتصار السياسي حمل رسائل للداخل الإسرائيلي الذي قالت استطلاع الرأي فيه: إن أكثر من 72 % من الجمهور الإسرائيلي يؤيد استقالة نتنياهو ويرون ضرورة التوصل لاتّفاق لإخراج الاسرى ويعتقدون أن إخفاق السابع من أُكتوبر يدل على فشل سياسة نتنياهو وحكومته، ويبدو أن خطابه قد يسبب تراجعًا في موقف الرأي العام الإسرائيلي خَاصَّة وقد نجح في إخراجه بالصورة التي جعلت المراقبين في حيرة من أمرهم إزاء ذلك السيناريو الذي ظهر ولم يكن معهودا حتى مع رؤساء أمريكا أنفسهم.

نتنياهو كما هو معروف يرأس حزبًا يصنف باليمين المتطرف وهذا الحزب يؤمن بفكرة “إسرائيل” الكبرى وخصوصية الأُمَّــة اليهودية وضرورة إحياء تراثها، وفكرة “إسرائيل” الكبرى في وعي اليمين اليهودي هي أرض “إسرائيل” الكاملة ويعتقدون أن الرب قطع على نفسه ميثاقًا لإبراهيم يقول فيه كما ورد في سفر التكوين:

“لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”.

و”إسرائيل” الكبرى يقصدون بها الأرض التي أعطيت لجميع أبناء إبراهيم، بما في ذلك إسماعيل وزمران ويقشان ومديان،… إلخ. وتضم مساحة كبيرة «من جدول مصر إلى نهر الفرات»، التي تضم كُـلًّا من الأراضي الفلسطينية المحتلّة ولبنان وسوريا والأردن والعراق، وكذلك الكويت والسعوديّة والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واليمن ومعظم تركيا والأرض الواقعة شرق نهر النيل.

ولذلك كان تركيز الخطاب على فكرة مشروع أبراهام الذي خفت صوته بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الأمريكية وكان قد تبناه زمن حكمه ولذلك وردت اشارات تشيد بالفكرة وتشكر ترامب على الاشتغال عليها وتؤكّـد الرغبة في استمرار فكرة مشروع أبراهام.

ومشروع أبراهام الذي أكّـد عليه الخطاب هدفه إنشاء تحالف ومحور تعاون في الشرق الأوسط لكبح نفوذ إيران، وذلك الهدف كان من ضمن الرسائل التي حملها الحطاب ويرى الكثير من الباحثين اليهود أن اتّفاقيات أبراهام أَو إبراهيم مع الإمارات ودول عربية أُخرى تشكل إنجازًا سياسيًّا مهمًّا لـ “إسرائيل” ويرى اليمين المتطرف في “إسرائيل” أن الفرصة ما تزال سانحة لتحسين وضع “إسرائيل” الاستراتيجي في المنطقة خَاصَّة بعد التراجع والتآكل في حركة التطبيع في زمن بايدن الذي لم يتفاعل بدعم مشروع ترامب وترغب إسرائيل في الانطلاق نحو تطبيع مع دول عربية وإسلامية أُخرى، وفي مقدمتها السعوديّة؛ بُغيةَ تشكيل حلف استراتيجي جديد موال لأمريكا بالشرق الأوسط، وذلك لمواجهة “المحور الشيعي” الذي تقوده إيران، وَأَيْـضاً؛ مِن أجلِ الإثبات للعالم بأن “إسرائيل” ليست بحاجة لإنهاء الصراع أو الجنوح للسلام مع الفلسطينيين؛ مِن أجلِ تحسين علاقاتها مع دول عربية وإسلامية”.

خطاب نتنياهو كان معدًّا سلفًا ويبدو لي أنه خطاب أشرف عليه الكثير من الخبراء في علم النفس السياسي والاجتماعي فقد باشر المتلقي إلى نفي بعض المسلَّمات التي كانت تدور في خَلَدِ الكثير من الساسة الأمريكيين والعالميين حول صراع الحضارات بل تجاوز الفكرة ليستبدلها بفكرة الصراع بين التحضر والتوحش والتحضر وهو بذلك قد يرسم أفقًا جديدًا غير معهود حتى يتمكّن من إرسال رسائله التي تتجاوزُ الماضي لتناقش الحاضر والمستقبل وفي الخطاب تأكيد على الاستمرار في حرب الإبادة في غزة، والانتقال بوعي المتلقي إلى المستقبل دون الالتفات إلى المآسي التي تركتها الآلة العسكرية الإسرائيلية في نفوس الناس وتفاعل ضدها الرأي العام العالمي والضمير الإنساني الحر.

مؤشراتُ خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي والرموز التي يبعثُها الخطابُ دالةٌ على انتقال المعركة إلى مستويات أُخرى غير المستوى العسكري التقليدي وخوض غمار المعركة لا يعني الثبات وعدم التحَرّك؛ فالمعرفة والعلوم الحديثة أصبحت جزءًا مفصليًّا من المعركة ولذلك لا بُـدَّ من تجديد الوسائل والأدوات، وتجديد الخطاب الإعلامي والسياسي حتى يتوازى كُـلُّ ذلك مع أفق المعركة وابعادها النفسية والاجتماعية والثقافية، فالانتقال من طور إلى طور ومن حالة إلى حالة تواكب التطورات هي أخذ بأسباب الانتصار، أما الركونُ والثبات فليس من الحكمة في شيء خَاصَّة ونحن نواجهُ عدوًّا يتخذُ من المعرفة كقوةٍ في صراعه معنا وهو يملكُ من القدرات المعرفية والتقنية الكثير ونحن نملك القدرات لكن نحتاج إلى سياسة واعية في التوظيف الأمثل لها وبما يخدُمُ أهدافنا ووجودنا على خارطة العالم؛ فما لم نتطور ونواكب المستويات المتجددة فنحن نميلُ إلى الفناء المؤجل ولا ندرك خطورة المرحلة أَو نستفيق إلا وقد تحقّقت دولةُ “إسرائيل” الكبرى كما هي في معتقد اليهود وفي توراتهم.

معركتُنا مع اليهود معركة وجود أَو فناء، ووجودُنا لا يتحقّق دون مواكبة الأحداث، والأخذُ بالأسباب، واللهُ غالبٌ على أمره ولو كره المشركون.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

لماذا أحدثت دعوة ترامب نتنياهو بلبلة في إسرائيل؟

يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، غدا الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، بحضور مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر في رئاسة الوزراء، أن الجانب الإسرائيلي يجهل سبب إصرار واشنطن على اللقاء في البيت الأبيض، ولكن الصحيفة قالت، إن حضور ويتكوف اللقاء نُسق بسرعة في مؤشر على مناقشة ترامب ونتنياهو ملف الأسرى.

وحسب الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك، فإن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تأتي بصورة مفاجئة وسريعة، وقال، إن الأمور تطورت، منذ يوم الخميس، حيث لم يكن لقاء ترامب ونتنياهو مبرمجا لا على الأجندة الأميركية ولا على الأجندة الإسرائيلية.

ورجح أن يكون شيء ما قد حصل، وهو ما جعل البيت الأبيض يهاتف نتنياهو ويطلب منه المجيء إلى البيت الأبيض، وقال إن الدعوة جاءت مفاجئة للجميع، حتى أن نتنياهو حاول أن يتنصل من يوم الاثنين ويطلب أن تؤجل الزيارة إلى الأسبوع القادم بدعوى قضية محاكمته وغيرها من القضايا، لكن البيت الأبيض أصر عليه أن يلتزم موعد الاثنين.

ولفت الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن الدعوة الأميركية خلقت بلبلة كبيرة لدى الحكومة الإسرائيلية ولدى نتنياهو نفسه.

إعلان

وتساءل عمّا إذا كان ويتكوف، قد طلب من ترامب دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي القدوم إلى البيت الأبيض، وهل المبادر لهذا الاجتماع السريع والمفاجئ هو ويتكوف نفسه؟ وفي حال كانت الأمور على هذا النحو، فمعنى ذلك -يضيف يزبك- هناك أمر ما سيطلب من نتنياهو تنفيذه.

ورجح أن النقاش بين ترامب ونتنياهو سيتمحور فقط حول قطاع غزة، لا سيما في ظل أن الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل كي تفعل ما تريد في غزة، وبعد شهر ونصف من التجويع والقتل والتعطيش لم يحقق الاحتلال أي نتيجة.

ولا يستبعد يزبك، أن الإدارة الأميركية ستقترح شيئا ما من أجل تحقيق التقدم في قطاع غزة، وأن ويتكوف سيعود ليمسك زمام الملف بنفسه بعدما سلمه للحكومة الإسرائيلية ولرئيس وزرائها.

وكان موقع بلومبيرغ نقل عن مسؤول إسرائيلي، أن نتنياهو سيبحث مع الرئيس الأميركي الحرب في غزة والوضع في سوريا والدور التركي هناك، إضافة إلى المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وذكر الموقع، أن مساعدي نتنياهو اقترحوا تأجيل زيارته، لكن البيت الأبيض أراد الاجتماع الاثنين تحديدا.

وتأتي زيارة نتنياهو إلى واشنطن في ظل تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل، والتي تطالب بصفقة مع المقاومة الفلسطينية تؤدي إلى الإفراج عن بقية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وتنصلت إسرائيل من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، حيث استأنفت عدوانها الواسع على قطاع غزة، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى والدمار.

مقالات مشابهة

  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
  • "نتنياهو يدرس تمديد إقامته".. ماذا يحمل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع سيد البيت الأبيض؟
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • لماذا أحدثت دعوة ترامب نتنياهو بلبلة في إسرائيل؟
  • جربنا ديمقراطية ال دقلو التي أصبح قمع الكيزان وظلمهم وفسادهم أمامها كعدل بن الخطاب
  • المدعي العام الإسرائيلي يرفض طلبا قدمه نتنياهو
  • رفض قاطع.. الكونجرس يتمسك بشراكته في جرائم “إسرائيل” في غزة  
  • المليشيا عرّدت
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها