بوابة الوفد:
2024-12-27@05:11:34 GMT

الحوار الدافئ.. و«السَّكَن» المفقود

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

«السَّكَن والمودة والرحمة»، أركان العلاقة الزوجية الناجحة، إذ يقول الله تعالى فى محكم تنزيله: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، فقد قضت الحكمة الإلهية، والفطرة الإنسانية بضرورة الاتصال بين الرجل والمرأة حتى تنشأ ذرية تسعى لعمارة الكون وفق ضوابط شرعية، وقد أوجد الله الأزواج للسَّكَن، أى الإحساس بسكينة النفس وطمأنينتها واستقرارها، فالسَّكَن قيمة معنوية تحيا من خلال عوائد مادية ومعنوية عندما يفى كل من الزوجين بواجباته ومسئولياته تجاه الآخر مقرونًا بالمودة والرحمة بمعناهما الحقيقى.


ولقد أعلى الإسلام من شأن الحياة الأسرية، إذ لم يشأ الخالق أن تكون عذابًا وشقاءً للزوجين أو الأولاد الذين لا ذنب لهم، فشرَّع الطلاق كَحلٍّ عندما تستحيل الحياة الزوجية، إذ يقول: «وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًا مِن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا»، إلا أنه جعله فى أضيق الحدود، فهو كما يقول علماء الشريعة أبغض الحلال عند الله.
ولكن مع تنامى ضغوط الحياة وما ينتج عنها من زيادة الأعباء المالية وعدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات الأسرة، وتراكم الديون مع ما يترتب على ذلك من تأثير على الحالة النفسية والعصبية للزوجين، تمر العلاقة الزوجية بمنحدرات وعرة قد تودى بها إلى الهاوية؛ أى الطلاق، الذى بلغ حدًا غير مسبوق، ما مثّل ظاهرة خطيرة جعلت مصر تتصدر دول العالم من حيث معدلات الطلاق التى بلغت حالة طلاق كل 117 ثانية!!
هو رقم مخيف بلا شك ومكمن خطورته فيما يحمله من آثار سلبية خطيرة تمثل تهديدًا لأمن واستقرار المجتمع، يشمل كل فئاته، ولا سيما الطفل، الذى يظل يعانى آثاره النفسية طيلة حياته، لذا لا بد أن تتوافر حلول فاعلة لهذه الظاهرة لاستئصالها من شأفتها والتقليل منها إلى أقل حد ممكن.
وهنا لا بد لنا من تسليط الضوء على «العدو اللدود» لأى علاقة زوجية، ألا وهو «الصمت» بين الزوجين، إذ إنه بمثابة «القاتل المتسلسل» للعلاقة الزوجية، فلا شك أن غياب الحوار يفتح بابًا لا يُسد من المشاحنات بين الزوجين، وعلى النقيض فوجود جسور من النقاش والمحادثة والمؤانسة بينهما تزيد الألفة والقدرة على فهم الطرف الآخر، ومعرفة رغباته وما يفضله وما لا يفضله واتخاذ قرارات حاسمة ومهمة بالنسبة للأسرة.
إذن، الحوار بمثابة «مضاد حيوى» لا بد من تناوله عند الشعور بأعراض المشكلات الزوجية، فهو يؤدى إلى إظهار أفعال وسلوكيات إيجابية للطرف الآخر تتسم بالتقدير والاحترام والاهتمام، وكذلك لا بد من الحفاظ على التواصل الجيد والصحى والإنصات لاحتياجات ومشاعر الآخر، ما يسهم بالتأكيد فى بناء علاقة زوجية أكثر استقرارًا قائمة على مزيج من المودة والرحمة، وبالتالى نجد طريقنا المنشود نحو «السَّكَن المفقود».. لذا فلندع «الصمت» ولنبدأ الحياة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصحيح مسار

إقرأ أيضاً:

طبيب نفسي عبر «بودكاست المتحدة»: الشكوك الزوجية تفتح الباب لتدمير الثقة

أكد الدكتور مهاب مجاهد، الطبيب النفسي والمستشار التربوي، أنه من حق كل شخص سواء الزوج أو الزوجة أن يكون له مساحته الشخصية وخصوصيته، وأسرار لا يمكن التحدث عنها، طالما هذه الأسرار لا تخص الزوج أو لا تؤثر على حياته.

أشهر خناق بين الزوجين

وأضاف خلال بودكاست الشركة المتحدة «أرجوك بلاش»، برعاية البنك الأهلي:«الخناقة الأشهر بين الزوجين تكون بسبب الرقم السري للموبايل.. متدوش حد باسورد الموبايل، لا يصح أن يقوم أي طرف بتفتيش وفتح تلفون الطرف الأخر»، موضحًا أن الموبايل يحمل أسرارا مختلفة لكثير من الأشخاص ولا يصح للزوجة تفتيش الهاتف المحمول، معقبًا: «هو الشخص عشان اتجوز يبقى داخل العلاقة باسمين وبفردين».

وشدد على أن الشكوك بين الزوجين تفتح أبواب تدمير الثقة، مؤكدًا أنه لابد أن تبدأ العلاقة بين الزوجين بثقة واحترام للخصوصية والمساحة الشخصية لكل إنسان، قائلًا: «اعطوا بعض مساحة وبلاش انتهاك الخصوصية، وأرجوكم بلاش خناقة باسورد الموبايل بشكل خاص في سنة أولى جواز».

مقالات مشابهة

  • تامر عبد الحميد يدخل عش الزوجية
  • هل قص الأظافر يتطلب إعادة الوضوء؟.. أمين الفتوى يوضح
  • زوجة تشكو زوجها بعد 65 يوما فى عش الزوجية.. اعرف التفاصيل
  • مرصد الأزهر ينظم فعالية بجامعة طنطا لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية ومفهوم الحرية
  • العُثور على تمثال "اليَوي" المفقود في كيلكوي.. حقيقة أم أسطورة؟
  • طبيب نفسي عبر «بودكاست المتحدة»: الشكوك الزوجية تفتح الباب لتدمير الثقة
  • هل يصلح الحياد الخلافات الزوجية؟
  • الأزهري: التوعية الدينية بين الزوجين يجب أن تتم قبل عقد القران
  • ماذا يحدث لجسمك عند شرب الحليب الدافئ قبل النوم في فصل الشتاء؟
  • منظمة غير حكومية: المطران المفقود في سوريا يوحنا إبراهيم كان محتجزًا من قبل حكومة نظام الأسد