بوابة الوفد:
2024-09-08@05:51:25 GMT

الحوار الدافئ.. و«السَّكَن» المفقود

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

«السَّكَن والمودة والرحمة»، أركان العلاقة الزوجية الناجحة، إذ يقول الله تعالى فى محكم تنزيله: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، فقد قضت الحكمة الإلهية، والفطرة الإنسانية بضرورة الاتصال بين الرجل والمرأة حتى تنشأ ذرية تسعى لعمارة الكون وفق ضوابط شرعية، وقد أوجد الله الأزواج للسَّكَن، أى الإحساس بسكينة النفس وطمأنينتها واستقرارها، فالسَّكَن قيمة معنوية تحيا من خلال عوائد مادية ومعنوية عندما يفى كل من الزوجين بواجباته ومسئولياته تجاه الآخر مقرونًا بالمودة والرحمة بمعناهما الحقيقى.


ولقد أعلى الإسلام من شأن الحياة الأسرية، إذ لم يشأ الخالق أن تكون عذابًا وشقاءً للزوجين أو الأولاد الذين لا ذنب لهم، فشرَّع الطلاق كَحلٍّ عندما تستحيل الحياة الزوجية، إذ يقول: «وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًا مِن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا»، إلا أنه جعله فى أضيق الحدود، فهو كما يقول علماء الشريعة أبغض الحلال عند الله.
ولكن مع تنامى ضغوط الحياة وما ينتج عنها من زيادة الأعباء المالية وعدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات الأسرة، وتراكم الديون مع ما يترتب على ذلك من تأثير على الحالة النفسية والعصبية للزوجين، تمر العلاقة الزوجية بمنحدرات وعرة قد تودى بها إلى الهاوية؛ أى الطلاق، الذى بلغ حدًا غير مسبوق، ما مثّل ظاهرة خطيرة جعلت مصر تتصدر دول العالم من حيث معدلات الطلاق التى بلغت حالة طلاق كل 117 ثانية!!
هو رقم مخيف بلا شك ومكمن خطورته فيما يحمله من آثار سلبية خطيرة تمثل تهديدًا لأمن واستقرار المجتمع، يشمل كل فئاته، ولا سيما الطفل، الذى يظل يعانى آثاره النفسية طيلة حياته، لذا لا بد أن تتوافر حلول فاعلة لهذه الظاهرة لاستئصالها من شأفتها والتقليل منها إلى أقل حد ممكن.
وهنا لا بد لنا من تسليط الضوء على «العدو اللدود» لأى علاقة زوجية، ألا وهو «الصمت» بين الزوجين، إذ إنه بمثابة «القاتل المتسلسل» للعلاقة الزوجية، فلا شك أن غياب الحوار يفتح بابًا لا يُسد من المشاحنات بين الزوجين، وعلى النقيض فوجود جسور من النقاش والمحادثة والمؤانسة بينهما تزيد الألفة والقدرة على فهم الطرف الآخر، ومعرفة رغباته وما يفضله وما لا يفضله واتخاذ قرارات حاسمة ومهمة بالنسبة للأسرة.
إذن، الحوار بمثابة «مضاد حيوى» لا بد من تناوله عند الشعور بأعراض المشكلات الزوجية، فهو يؤدى إلى إظهار أفعال وسلوكيات إيجابية للطرف الآخر تتسم بالتقدير والاحترام والاهتمام، وكذلك لا بد من الحفاظ على التواصل الجيد والصحى والإنصات لاحتياجات ومشاعر الآخر، ما يسهم بالتأكيد فى بناء علاقة زوجية أكثر استقرارًا قائمة على مزيج من المودة والرحمة، وبالتالى نجد طريقنا المنشود نحو «السَّكَن المفقود».. لذا فلندع «الصمت» ولنبدأ الحياة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصحيح مسار

إقرأ أيضاً:

"الإبداع الزماني والمكاني" في نقاشات مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد

تتوالى فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافي، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة أسيوط، بعنوان "مرجعية التراث الثقافي وإشكالية التجريب في إقليم وسط الصعيد"، دورة "الشاعر الراحل سعد عبد الرحمن"، برعاية وزارة الثقافة.

الآخر في التجربة الإبداعية

 

وشهدت قاعة المعارض بقصر ثقافة أسيوط، الجلسة البحثية الرابعة تحت عنوان "الآخر في التجربة الإبداعية".
أدار الجلسة الدكتور سليمان محمد سليمان، وتضمنت مناقشة ثلاث أبحاث، الأول بعنوان "الآخر في مجموعة حين يغيب العالم لفاطمة الشريف- قراءة في ضوء النقد النسوي" للدكتور سعيد فرغلي، والثاني "تمثيلات الآخر في الأدب النسوي بإقليم وسط الصعيد الثقافي" للباحث عبد الناصر عبد المولى، والأخير "صورة الآخر في شعر إقليم وسط الصعيد" للدكتور محمد عبد الراضي. 
                                                                                                                            

 النسوية فى السرد 

 

 استهلت الفعاليات بمقتطفات حول النسوية فى السرد قدمها مدير الجلسة، موضحا كيف ساهمت في تغيير الوعي الكتابي الصادر عن المرأة، وبخاصة الذي يعتمد الجسد بوصفه بُعدًا من أبعاد الكتابة الإبداعية.

 

وأشار د. سعيد فرغلي في بحثه أن النظرية النسوية تسعى إلى محاولة إبراز الكيفيات الرابطة بين العلاقات النسوية "الذات، والآخر، الرجل، المرأة، والمجتمع "، وغيرها، وتركز بشكل خاص على علاقة الذات النسوية بالآخر (الرجل)، وهي علاقة مبنية على التراتب والصراع، فالرجل كما يقول الناقد د. حسن النعمي: "هو المهيمن في السياسة والمجتمع"، حتى بلغ الأمر في بعض الخصومات الثقافية، إلى إقصاء المرأة فلا تُدعى باسمها، بل تُنسب إلى ابنها لا إلى ابنتها، مثل نسب الرجل إلى ابنه دون ابنته، كما أن المرأة لا تتحدد ولا تُعرف إلا بالرجل، فهي زوجة فلان، وليس العكس، بما يعني أن الأنا النسوية هي علامة على الهوية المغيبة في الآخر الذكوري، وهي جزء منه مثلما أنها تابعة له ناقصة وغير مكتملة من دونه.        

وأوضح د.عبد الناصر عبد المولى، في دراسته أن المرأة في صعيد مصر لها خصوصية شديدة؛ تجعلها متفردة في ابتكار أساليب تعبيرية تصف بها مواقفها ومشاعرها من (الآخر)، بدءًا من أبسط أشكال الحكي إلى أوثق فنيات التعبير رمزية ودلالة.

وأضاف أنه مع صعود تيار الأدب النسوي بدأ الاهتمام بتلك النماذج التي تشكل تأطيرًا نفسيًا واجتماعيًا لتوجهات المرأة ومشكلاتها وما تعانيه من فراغ وتهميش لأسباب يصعب حصرها تتعلق بإرث من العادات والتقاليد والأطر الجامدة التي حاولت المرأة النفاذ منها، حتى ظهرت نماذج انتصرت أدبيًا وإبداعيًا على (التابوهات) واقتحمت الأسوار المانعة لظهور مختلف المشاعر والنزعات فصورتها في سطور النصوص على صفحات الكتب وعلى منصات الإلقاء.  
                                                                                                                                       

من ناحيته تناول د. محمد عبد الراضي، صورة الآخر في ديواني "بوابات الحزن" للشاعر أوفى الأنور، و"السفر في الحكايات" لعبد الحافظ متولي، لما يتضمناه من إبداعات لغوية، وتقنية كتابية تمتاز بطابع خاص. 
واعتمد الباحث في تلك الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، والكثير من المراجع أهمها الدراسة الثقافية "شعرية الهوية" لعلاء عبد الهادي.

وتواصلت فعاليات المؤتمر، مع الجلسة البحثية الخامسة بعنوان "إبداعات الإقليم" والتي عقدت بقاعة الشاعر سعد عبد الرحمن.
أدار الجلسة الأديب بهاء الدين رمضان، وشهدت مناقشة بحثين، الأول بعنوان "البناء الزماني والمكاني في الإبداع القصصي - إبداعات إقليم وسط الصعيد القصصية" للأديب  الدكتور يحيى القفاص، رئيس نادي أدب منفلوط سابقا، والثاني"الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد" للباحث سفيان هلال.  

وتناول "القفاص" في حديثه تأثير الزمان والمكان في الإبداع القصصي، والهوية الأدبية الإبداعية والتي تتمثل في ترسيخ العامل الوجداني فى نفس المتلقى.
وأضاف أن جعل "الزمان" الأساس والمحور، يُكسِب الرواية حيوية وتدفقا، من حيث لمس الحاضر، وإثارة الذكريات الماضية التى تتعامل وتتغلغل في تشكيله.
وأشار "القفاص" أن كاتب القصة أو الرواية يلجأ في بناء أعماله على مفهوم الزمن، ويمكنه في الوقت المناسب العودة إلى الماضي، لأن الوقائع لا تفضي دائما إلى ما بعدها، بل ترتد أحيانا إلى الوراء.

 

من ناحيته تطرق الشاعر سفيان هلال إلى الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد، قائلا: "إذا كان الشعر انعكاسا للواقع في مرآة الشاعر وانعكاسا للشاعر في مرآة الواقع، فلابد أن فرقا سيظهر جليا بين نص يكتبه رجل يحارب في الحياة وهو يفكر بصوت عالٍ ويقدم العقل والجسد والدم صراحة، ونص تكتبه أنثى تحارب برقة الأنوثة وخلجات الوجدان، فالأول يقدم ما تؤخره الثانية والعكس، حتى لو الغاية واحدة هي العطاء".

ورأى "هلال" خلال دراسته أن شعر العامية المصرية بمفهوم الكتابة الجديدة للشعر يعتبر حديثًا نسبيا، فهو وإن كان ابنا شرعيا للفنون القولية المنظومة التي جرت على ألسنة العامة من موال ومربع وزجل ورباعيات ونميم وغيرها، لكنه ليس أحدها وليس امتدادا إلا في لسان الكتابة.
واختتم حديثه مقدما نماذج من الإبداعات الأدبية لنخبة من أدباء الإقليم من أبرزها "البحث عن الذات والحب المفقود في مداخل للحب والتغريب" للشاعر علاء عبد السميع.

أعقب ذلك عرض فني لفرقة أسيوط للفنون الشعبية على مسرح القصر، تضمن باقة متنوعة من الفقرات الاستعراضية المستوحاة من التراث بقيادة الفنان محمود يحيى، منها "التنورة، الفرح، والموال"، بحضور ضياء مكاوي رئيس الإقليم، عبده الزرّاع مدير عام الإدارة العامة للثقافة العامة، ووليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات وأندية الأدب، ولفيف من الأدباء والمثقفين.

"المؤتمر الأدبي الثاني والعشرين لإقليم وسط الصعيد الثقافي" يعقد برئاسة الكاتب الصحفي د. محمود مسلم، أمين عام المؤتمر الشاعر مدثر الخياط، ويقام بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان.

وتختتم فعاليات المؤتمر، اليوم الخميس مع جلسة بحثية بعنوان "قراءة في حياة سعد عبد الرحمن" يتحدث فيها كل من د .مصطفى رجب، والأديب فراج فتح الله، ويديرها  الشاعر أوفى الأنور، يعقبها عرضا فنيا وإعلان التوصيات.

مقالات مشابهة

  • الماء البارد أم الدافئ لصحة جسمك؟.. الحسم النهائي في معركة الاستحمام
  • صفوت عمارة: الطلاق الرجعي فرصة للإمساك بالمعروف واستكمال الحياة الزوجية أو التسريح بالإحسان
  • رحلة اللاجئين السودانيين هرباً من إثيوبيا.. البحث عن الأمن المفقود
  • خطبة الجمعة: لماذا يتهاون بعض الناس بقدسية الزواج؟!
  • قبيسي: الفريق الآخر رفض الحوار وترك لبنان في حال انقسام من دون رئيس
  • فى حالات الاختفاء.. هل يجب الانتظار 24 ساعة لإبلاغ الشرطة؟.. تفاصيل
  • أطعمة ومشروبات تخفف إلتهاب اللوزتين
  • مبروك عطية: الدين أقر المساكنة ولكن بين الزوجين بعد عقد قران متكامل الأركان
  • "الإبداع الزماني والمكاني" في نقاشات مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد
  • سر غير متوقع وراء انتهاء العلاقة الزوجية