الحوار الدافئ.. و«السَّكَن» المفقود
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
«السَّكَن والمودة والرحمة»، أركان العلاقة الزوجية الناجحة، إذ يقول الله تعالى فى محكم تنزيله: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، فقد قضت الحكمة الإلهية، والفطرة الإنسانية بضرورة الاتصال بين الرجل والمرأة حتى تنشأ ذرية تسعى لعمارة الكون وفق ضوابط شرعية، وقد أوجد الله الأزواج للسَّكَن، أى الإحساس بسكينة النفس وطمأنينتها واستقرارها، فالسَّكَن قيمة معنوية تحيا من خلال عوائد مادية ومعنوية عندما يفى كل من الزوجين بواجباته ومسئولياته تجاه الآخر مقرونًا بالمودة والرحمة بمعناهما الحقيقى.
ولقد أعلى الإسلام من شأن الحياة الأسرية، إذ لم يشأ الخالق أن تكون عذابًا وشقاءً للزوجين أو الأولاد الذين لا ذنب لهم، فشرَّع الطلاق كَحلٍّ عندما تستحيل الحياة الزوجية، إذ يقول: «وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًا مِن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا»، إلا أنه جعله فى أضيق الحدود، فهو كما يقول علماء الشريعة أبغض الحلال عند الله.
ولكن مع تنامى ضغوط الحياة وما ينتج عنها من زيادة الأعباء المالية وعدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات الأسرة، وتراكم الديون مع ما يترتب على ذلك من تأثير على الحالة النفسية والعصبية للزوجين، تمر العلاقة الزوجية بمنحدرات وعرة قد تودى بها إلى الهاوية؛ أى الطلاق، الذى بلغ حدًا غير مسبوق، ما مثّل ظاهرة خطيرة جعلت مصر تتصدر دول العالم من حيث معدلات الطلاق التى بلغت حالة طلاق كل 117 ثانية!!
هو رقم مخيف بلا شك ومكمن خطورته فيما يحمله من آثار سلبية خطيرة تمثل تهديدًا لأمن واستقرار المجتمع، يشمل كل فئاته، ولا سيما الطفل، الذى يظل يعانى آثاره النفسية طيلة حياته، لذا لا بد أن تتوافر حلول فاعلة لهذه الظاهرة لاستئصالها من شأفتها والتقليل منها إلى أقل حد ممكن.
وهنا لا بد لنا من تسليط الضوء على «العدو اللدود» لأى علاقة زوجية، ألا وهو «الصمت» بين الزوجين، إذ إنه بمثابة «القاتل المتسلسل» للعلاقة الزوجية، فلا شك أن غياب الحوار يفتح بابًا لا يُسد من المشاحنات بين الزوجين، وعلى النقيض فوجود جسور من النقاش والمحادثة والمؤانسة بينهما تزيد الألفة والقدرة على فهم الطرف الآخر، ومعرفة رغباته وما يفضله وما لا يفضله واتخاذ قرارات حاسمة ومهمة بالنسبة للأسرة.
إذن، الحوار بمثابة «مضاد حيوى» لا بد من تناوله عند الشعور بأعراض المشكلات الزوجية، فهو يؤدى إلى إظهار أفعال وسلوكيات إيجابية للطرف الآخر تتسم بالتقدير والاحترام والاهتمام، وكذلك لا بد من الحفاظ على التواصل الجيد والصحى والإنصات لاحتياجات ومشاعر الآخر، ما يسهم بالتأكيد فى بناء علاقة زوجية أكثر استقرارًا قائمة على مزيج من المودة والرحمة، وبالتالى نجد طريقنا المنشود نحو «السَّكَن المفقود».. لذا فلندع «الصمت» ولنبدأ الحياة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصحيح مسار
إقرأ أيضاً:
موعد شهر رمضان 2025 في مصر
مع قرب انتهاء العام الميلادي الحالي 2024، بدأت تساؤلات المسلمين عن موعد شهر رمضان 2025 في مصر وذلك بسبب تقديم موعده بشكل سنوي بمعدل بين 12 و15 يومًا عن العام السابق له.
موعد شهر رمضان 2025 في مصرتشير الحسابات الفلكية إلى أن أول أيام شهر رمضان لعام 1446 هجريًا سيوافق السبت 1 مارس 2025 ميلاديًا، وذلك وفقًا للتقديرات الفلكية.
ومع ذلك، يبقى القرار النهائي لتحري هلال الشهر المبارك في ليلة الشك، التي تتم بناءً على الرؤية الشرعية للهلال في العديد من الدول الإسلامية.
معلومات عن شهر رمضان- ترتيبه في الأشهر الهجرية: هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، ويأتي بعد شهر شعبان وقبل شهر شوال.
- أهميته الدينية: فرض صيامه على كل مسلم بالغ عاقل قادر، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ).
- العبادات فيه: الصيام، الصلاة، قراءة القرآن، قيام الليل، وإخراج زكاة الفطر.
الأشهر الهجرية بالترتيب1- شهر المحرم.
2- شهر صفر.
3- شهر ربيع الأول.
4- شهر ربيع الآخر.
5- شهر جمادى الأول.
6- شهر جمادى الآخر.
7- شهر رجب.
8- شهر شعبان.
9- شهر رمضان.
10- شهر شوال.
11- شهر ذو القعدة.
12- شهر ذو الحجة.