«من سيرة الإصلاح والتجديد.. الشيخ حسن العطار» جلسة بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
عقدت مكتبة الإسكندرية، اليوم السبت، جلسة بعنوان "من سيرة الإصلاح و التجديد.. الشيخ حسن العطار"، بمشاركة الكاتب والناقد إيهاب الملاح، وقدمها الدكتور محمود مجلي، وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة.
في بداية كلمته، أشاد الكاتب والناقد إيهاب الملاح بمكتبة الإسكندرية ودورها الذي يجسد التنوع الثقافي والحضاري لمدينة الإسكندرية والممتد إلى آلاف السنين، ومعرض الكتاب الذي أصبح بؤرة حقيقة في مصر ينافس أكبر معارض الكتاب ليس في مصر فقط ولكن العالم العربي.
وأكد "الملاح" إن الشيخ حسن العطار اسم كبير في تاريخ المؤسسة الدينية في مصر، وهو بداية الخط الذي بدأت منه إجراءات الإصلاح والتجديد في الثقافة المصرية، خاصة أنه تزامن مع الفترة التي سبقت الحملة الفرنسية وما بعدها، والتي يعتقد البعض أنها كانت نقطة فاصلة في التفكير فيما قبلها وما حدث بعدها، وخاصة لوجود علماء بصحبة الحملة الذين تسببوا في الاحتكاك العظيم والذي أنتج فيما بعد ما يسمى الحداثة.
وأضاف "الملاح" إن هذه الخلفية التاريخية هي ما تبرز ما قدمه الشيخ حسن العطار لحركة الثقافة والتاريخ، فهو ولد عام 1766، وكان واحدًا من الاشخاص الذين درسوا دراسة تقليدية بالأزهر الشريف قبل قدوم الحملة، وظهر نبوغه مبكرًا في العلوم الدينية النقلية، وهي العلوم الوحيدة التي كان يسمح بدراستها في ذلك الوقت.
وأوضح "الملاح" إن "العطار" كان صديقًا للمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، ومحب الأدب والشعر، الشيخ إسماعيل الخشاب، وقال انه من خلال الثللثة بدأت نواة ثقافية للاجتماع والتباحث حول العلوم الأخرى غير العلوم الدينية، مثل الرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية، مشيرا الى ان ثلاثتهم آمنوا بضرورة تجديد وتغيير الوضع القائم.
وأضاف "الملاح" إن اجتماعهم تزامن مع الحملة الفرنسية ووجود علماء درسوا كل ذرة رمل في مصر وخلاصته ما جاء في كتاب "وصف مصر"، ورغم وجود مقاومة شديدة في في هذا الوقت لكل ما هو فرنسي، بدأ الأصدقاء الثلاثة التواصل معهم، ومن هنا نشأت الازدواجية في العلاقة مع الغرب بين الوجه الاستعماري البغيض، والوجه الآخر التقدم العلمي والحضاري.
وأشار "الملاح" إلى أن هذا التواصل دفع "العطار" إلى إدراك المعنى الذي عبر عنه في جملة "إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها وأن يتجدد من العلوم والمعارف ما ليس فيها"، وهو ما دفعه إلى الارتحال لمدة ١٤ عامًا في الشام والأستانة وألبانيا للدراسة والبحث، وعندما عاد عام 1815 كان محمد على باشا يحكم مصر، وحدث اللقاء بين المثقف والحاكم فقرر محمد علي جعله - بلغة اليوم- مستشاره الثقافي.
وأضاف "الملاح" أن "العطار" قدم لمحمد علي أول مشروع ثقافي مصري عربي، من خلال الاهتمام بالتعليم عن طريق إنشاء المدارس المدنية لأول مرة، وإرسال البعثات التعليمية، وكانت أهمية البعثة التي أرسلت عام 1826 لوجود رفاعة الطهطاوي بها، والذي يعتبر أهم تلامذة "العطار"، مضيفًا أن هذا البرنامج إذا ما طبق اليوم بمنتهى البساطة سوف يحدث فرقًا.
ولفت، إلى أن العطار عُين شيخًا للأزهر في آخر 5 سنوات فى عمره منذ 1830، وكأن ذلك تتويجا لمسيرته، وخلال تلك الفترة حاول ان يدفع بالأزهر وطلابه إلى الأمام ولكن قابلته مقاومة كبيرة، وترك خلفه تلاميذه وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ومجلات وكتب عن التجديد ومجموعة كبيرة من الكتابات ومتون على طريقة دارسي تلك الفترة، والمحفوظة في دور الكتب والمخطوطات، إلا أن القليل منها فقط هو ما تم تحقيقه ونشره.
واختتم "الملاح" حديثه، بأن "العطار" آمن بالتجديد وضرورة التعرف على الأخر ونبذ التعصب لثقافة ما، كما أنه لا يحدث تغيير بدون تيار ولا يأتي من أعلى لذلك كان الاهتمام الأول بالنسبة له هو التعليم، وقدم مجموعة تجديدات على مستوى اللغة والأسلوب والوعي ورؤية العالم.
جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية معرض الدولي للكتاب مکتبة الإسکندریة فی مصر
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف: سيرة النبي مليئة بالرفق والتيسير والإسلام برئ من التشدد.. فيديو
قال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إنه لو تأملنا وتتبعنا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أنها مليئة بالتيسير والرفق لتؤكد أن الإسلام برئ من الغلو والتطرف والتشدد والتكلف في الدين.
وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن النبي كانت دعوته دعوة التيسير والتخفيف، فعندما سمع أن رجلا يؤم الناس في صلاته، فأطال عليهم، غصب النبي غضبا شديدا وقال (إن منكم منفرين فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة).
وأشار إلى أن التيسير هو منهج الدين الإسلامي، ويدخل النبي المسجد فيجد حبلا ممدودا بين ساريتين (عمودين) فسأل النبي: ما هذا؟ قالوا: هذا حبل للسيدة زينب تصلي فإذا كسلت تعلقت بالحبل فأمسكت به، فقال النبي: لا، حلوه حلوه فليصلي أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد).
وتابع: الإنسان حينما يتعبد لربه فعليه أن يكون في نشاطه فإذا فتر نشاطه أو ضعيف فليستريح حتى يعود إلى نشاطه لأن الإسلام لا يريد من أبنائه أن يتكلفوا أو يغالوا في عبادتهم لله تعالى.
وأكد أن النبي يأمرنا بالأعمال التي نطيق الدوام عليها، ولا نغالي فيها حتى لا يحدث منا تفريط أو ترك للعبادات، فبعض الناس يجتهد في قيام الليل والنوافل، فإذا ما أراد أداء الفريضة شعر بالكسل، فليس هذا هو الدين.