هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتصال سري بين موسكو وواشنطن يبحث التفاصيل
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
يقول صامويل شاراب، محلل الشؤون الروسية في مؤسسة راند للدراسات إن هذه المكالمات تتعلق بتجنب أسوأ النتائج في علاقة قد تنزلق إلى حافة الهاوية بين البلدين العظميين
في وقت سابق من هذا الشهر، تلقى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن طلبًا غير معتاد من متصل غير متوقع، فقد كانت جهة الاتصال موسكو.
ووفقا لمقال كتبه إريك شميدت في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، لم يتحدث أوستن هاتفياً مع نظيره الروسي سوى خمس مرات، منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، وكان البنتاغون غالبا من يبادر بالاتصال في محاولة لتجنب الحسابات الخاطئة التي قد تؤدي إلى تصعيد الصراع.
وبحسب نيويورك تايمز فقد تواصل أوستن مع وزير الدفاع الروسي الجديد، أندريه بيلوسوف قبل أسبوعين فقط، في 25 حزيران/يونيو الماضي، للإبقاء على قنوات اصتال مفتوحة، وفقا للبنتاغون.
وكانت هذه أول مكالمة هاتفية بين الرجلين منذ أن حلّ بيلوسوف، الخبير الاقتصادي محل سيرغي شويغو، وزيرا للدفاع الروسي بعد أن شغل شويغو المنصب لفترة طويلة.
وتشير الصحيفة المرموقة في عنوانها إلى ما وصفته "مؤامرة غامضة استدعت اتصالا هاتفيا" كان ذلك في 12 تموز/يوليو الجاري، حيث اتصل بيلوسوف لنقل "تحذير" وفقا لمسؤولين أمريكيين اثنين ومسؤول آخر اطلع على فحوى المكالمة: "كان الروس قد اكتشفوا عملية سرية أوكرانية في طور الإعداد ضد روسيا واعتقدوا أنها تحظى بمباركة الأمريكيين، فهل كان البنتاغون على علم بالمؤامرة؟"، سأل وير الدفاع الروسي الجديد نظيره الأمريكي الجنرال المتمرس.
وأخيرا صدقت التكهنات.. إقالة قائد الجيش الأوكراني من منصبه بعد تعثر الهجوم المضاد للحرب مع روسياحالة الجيش الأوكراني الميدانية مزرية.. قلة الأسلحة وشح الموارد رغم المساعدات الأميركية الضخمةستارمر يسمح لأوكرانيا استخدام صواريخ "ستورم شادو" لضرب مواقع داخل روسيا.. وموسكو تردالجيش الأوكراني ينسحب من مواقعه مع اقتراب القوات الروسية من الاستيلاء على بلدة ذات أهمية استراتيجيةوتضيف الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما للحديث عن المكالمة السرية، إن مسؤولي البنتاغون فوجئوا بالادعاء ولم يكونوا على علم بأي مؤامرة من هذا القبيل. ولكن مهما كان ما كشفه الوزير الروسي فإن المسؤولين الثلاثة أكدوا أن أوستن أخذ الأمر على محمل الجد بما فيه الكفاية لدرجة أن واشنطن تواصلت مع كييف وأبلغتها بشكل صريح "إن كان في نيتكم القيام بشيء من هذا القبيل، فلا تقدموا على فعله".
على الرغم من اعتماد أوكرانيا الواسع على الولايات المتحدة في الدعم العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي، إلا أن المسؤولين في كييف لا يتسمون دائما بالشفافية مع نظرائهم الأمريكيين بشأن عملياتهم العسكرية بحسب ما أوردته نيويورك تايمز، خاصة تلك التي تستهدف "مواقع روسية خلف خطوط العدو- أي داخل الأراضي الروسية".
مثل هذه العمليات أحبطت المسؤولين الأمريكيين، الذين يعتقدون أنها لم تحسن بشكل ملموس موقف أوكرانيا في ميدان القتال، بل خاطرت بإبعاد الحلفاء الأوروبيين ووسعت نطاق الحرب.
فعلى مدى العامين الماضيين، شملت العمليات التي أثارت قلق الولايات المتحدة ضربة على قاعدة جوية روسية على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم، وتفجير شاحنة مفخخة دمرت جزءًا من جسر مضيق كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وضربات بطائرات من دون طيار في عمق روسيا.
وغالبًا ما يشير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مثل هذه الضربات على أنها "هجمات إرهابية"، ويستخدمها الكرملين كدليل لدعم ادعاء السيد بوتين الزائف بأن غزوه لأوكرانيا حرب دفاعية. وعلى الرغم من النفي الأمريكي، يصر المسؤولون الروس علنًا على أن مثل هذه الضربات لا يمكن أن تحدث دون موافقة واشنطن ودعمها.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المؤامرة الأوكرانية المزعومة هذا الشهر حقيقية ووشيكة الحدوث، وكذلك الشكل الذي قد تكون اتخذته. يقول مسؤولو البنتاغون والبيت الأبيض إنه لم يحدث شيء - حتى الآن. وقد رفضوا تفصيل المكالمة لكنهم شددوا على ضرورة الحوار بين الخصوم.
توضح هذه اللمحة النادرة من وراء كواليس مكالمة حساسة بين وزيري الدفاع مدى ما يدور في المحادثات الخاصة بين المسؤولين الأمريكيين والروس أكثر بكثير مما يتم الكشف عنه للعامة. وكيف تحاول الولايات المتحدة وروسيا إدارة مخاطر التصعيد خلف الكواليس.
من ناحيتها قالت موسكو حول المكالمة الهاتفية نفسها إن الوزيران أوستن وبيلوسوف ”تبادلا وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا“. وأضاف البيان أن السيد بيلوسوف ”أشار إلى خطر زيادة تصعيد الوضع فيما يتعلق باستمرار توريد الأسلحة الأمريكية إلى القوات المسلحة الأوكرانية“.
لكن اثنين من المسؤولين المطلعين على المكالمة قالا إن السيد أوستن حذر نظيره الروسي أيضًا من تهديد القوات الأمريكية في أوروبا وسط تصاعد التوتر في أوكرانيا بحسب ما أفادت بح نيويورك تايمز.
بعد حوالي أربعة أيام، رفع مسؤولو الدفاع الأمريكيون مستوى التأهب الأمني في القواعد العسكرية في أوروبا ردًا على تهديدات غامضة من الكرملين بشأن استخدام أوكرانيا لأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنه لم يتم جمع أي معلومات استخباراتية محددة حول هجمات روسية محتملة على القواعد الأمريكية. إن أي هجوم من هذا القبيل من قبل روسيا، سواء كان علنيًا أو سريًا، سيكون تصعيدًا كبيرًا لحربها في أوكرانيا.
وقد ظهرت المعلومات الاستخباراتية الجديدة عندما كانت موسكو تروج لفكرة لا أساس لها من الصحة مفادها أن أوكرانيا كانت تخطط لاستخدام ما يسمى بالقنبلة القذرة - وهي عبارة عن متفجرات تقليدية مشبعة بمواد مشعة.
لم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جزءًا من المحادثات مع جنرالاته، والتي جرت في الوقت الذي كانت فيه روسيا تكثف من خطابها النووي وتعاني من انتكاسات في ساحة المعركة.
ولكن حقيقة أن كبار القادة العسكريين الروس كانوا يجرون هذه المناقشات أثارت قلق إدارة بايدن لأنها أظهرت مدى إحباطهم من إخفاقاتهم في أوكرانيا وأشارت إلى أن تهديدات السيد بوتين المبطنة باستخدام الأسلحة النووية قد لا تكون مجرد كلمات.
المصادر الإضافية • ترجمات
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مغني الراب "كادوريم" يثير ضجة في تونس بإعلانه المفاجئ عن الترشح للرئاسة أقوى جوازات السفر لـ 2024: المركز الأول لسنغافورة والثاني لدول أوروبا وجواز الإمارات العاشر عالميا ترامب ينتقد هاريس بشدة ويصف تصريحاتها حول إسرائيل وحماس بأنها "غير محترمة" فولوديمير زيلينسكي روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بنتاغون كييف الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن غزة بنيامين نتنياهو كامالا هاريس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن غزة بنيامين نتنياهو كامالا هاريس فولوديمير زيلينسكي روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بنتاغون كييف الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب جو بايدن غزة بنيامين نتنياهو كامالا هاريس تأشيرة سفر بيل كلينتون فيديو باراك أوباما قصف بولندا السياسة الأوروبية الولایات المتحدة نیویورک تایمز یعرض الآن Next فی أوکرانیا من هذا
إقرأ أيضاً: