يرى الخبير بالشؤون الإستراتيجية والعسكرية اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات أن فيديو معارك تل الهوى الذي نشرته المقاومة اليوم، يشير إلى أن العملية تظهر مستوى عاليا من التخطيط والخبرة، مع فهم دقيق لتكتيكات العدو الإسرائيلي.

وقال عريقات إن الفيديو الذي نشرته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- اليوم حول المعارك بتل الهوى يشير إلى عملية تحتاج إلى تخطيط دقيق يربط مراحل متعددة من الإعداد والتحضير والرصد والتنفيذ، ويحتاج إلى خبرات وتخصص عالٍ ومعرفة طبيعة العدو وتكتيكاته.

وأوضح -خلال فقرة التحليل العسكري للحرب في غزة- أن هذه الحرب كشفت أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات إبادة جماعية، ويستهدف الأطفال والنساء ويستخدم سياسة التجويع، إضافة إلى تدمير البنية التحتية لكامل مدن القطاع، في حين أن المقاومة تستهدف أهدافا عسكرية للاحتلال وآليات ودبابات وجنودا.

رسائل إعلامية

ومن ناحية إعلامية، يرى الخبير أن الفيديو يحمل رسائل متعددة يستهدف في أولاها صناع القرار في تل أبيب الذين يظنون أن المقاومة ستضعف مع طول أمد الحرب، ورسالة ثانية إلى الجنود الإسرائيليين المتعبين المنهكين في الميدان الذين يقولون إنهم يقاتلون أشباحا لا يرونها.

كما يحمل الفيديو رسالة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي لم تعد تثق بجيشها ولا بقدراته تؤكد لهم عدم مقدرته على تحقيق أهداف الحرب، ويرى عريقات أن الرسالة الأهم التي يمكن أن يحملها هذا الفيديو هي موجهة إلى الجبهة الداخلية الفلسطينية، بأن المقاومة ما زالت صامدة وقادرة على المواجهة.

وأخيرا، رسالة إلى أميركا التي تزود إسرائيل بالأسلحة مفادها أن أسلحة المقاومة المصنعة محليا تهزم الجندي الإسرائيلي في الميدان وهو مزود بأسلحتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

تماسك الجبهة الداخلية حائط الصد فى مواجهة مخططات التهجير

لا تزال القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا فى معادلة الاستقرار الإقليمي، وتظل مصر فى طليعة الدول التى تتحمل مسئوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، تتزايد الضغوط السياسية والإنسانية، وتطفو على السطح مجددًا محاولات الترويج لحلول كارثية، أبرزها التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، وهى التصريحات التى تبناها الساسة الإسرائيليون على مدار الـ 15 شهرا الماضية – منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة- ووصلت ذروتها بإطلاق الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب دعوة لمصر والأردن لاستقبال عدد من أهالى قطاع غزة، وهو ما قوبل برفض قاطع، خاصة من الجانب المصرى الذى يدرك خطورة مثل هذه الطروحات وما قد يترتب عليها من تداعيات تمس الأمن القومى والاستقرار الإقليمي.
وفى ظل هذه التحديات، يصبح تماسك الجبهة الداخلية فى مصر ضرورة لا غنى عنها لمواجهة أى محاولات لفرض حلول تتعارض مع المصالح الوطنية، فقد أثبتت التجارب السابقة أن الأزمات الكبرى لا يمكن تجاوزها إلا من خلال موقف شعبى ورسمى موحد، وهو ما يظهر بوضوح فى تعاطى مصر مع القضية الفلسطينية، فلطالما كانت مصر مستهدفة بضغط دولى مكثف، سواء لدفعها نحو قبول مشاريع لا تتماشى مع الثوابت الوطنية، أو للعب دور يتجاوز حدود الوساطة السياسية ليصل إلى تحمل أعباء لا تخصها. ومع ذلك، ظل الموقف المصرى ثابتًا فى مواجهة مثل هذه الضغوط، وهو ما يعكس مدى الوعى الشعبى بأهمية هذه القضية كجزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.
إن رفض مصر القاطع لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام استراتيجى يستند إلى قناعة راسخة بأن المساس بالتركيبة السكانية فى فلسطين سيؤدى إلى تداعيات كارثية على المنطقة بأكملها، وهذا ما يجعل مصر فى مقدمة الدول التى تحذر من مغبة اتخاذ مثل هذه الخطوات غير المحسوبة، والحقيقة أن الموقف المصرى لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لدور طويل لعبته القاهرة فى الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم، فرغم تعاقب الإدارات والحكومات، ظل الموقف المصرى ثابتًا فى دعم حقوق الفلسطينيين، سواء من خلال المواقف الدبلوماسية أو الدعم الإنسانى أو الجهود السياسية المستمرة.
وخلال العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة، كانت مصر فى صدارة الدول التى تحركت لاحتواء الأزمة، حيث فتحت معبر رفح لاستقبال المصابين، وأرسلت قوافل المساعدات الإنسانية، فضلاً عن دورها فى المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار، ولم يقتصر الموقف المصرى على الجانب الإنسانى فقط، بل امتد إلى تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة لوقف العدوان الإسرائيلى ومنع تنفيذ مخطط التهجير القسري.
ويجب على الجميع أن يدرك أن الرفض المصرى لفكرة تهجير الفلسطينيين لا ينبع فقط من اعتبارات سياسية، بل يستند إلى حقائق جيوسياسية واستراتيجية، من بينها خطورة تفريغ القضية من مضمونها، خاصة أن تهجير الفلسطينيين سيحول القضية من صراع سياسى إلى مجرد أزمة لاجئين، وهو ما يخدم الأجندة الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على أى أمل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى كونه تهديد صريح للأمن القومى المصرى باعتباره محاولة لفرض واقع جديد على الحدود المصرية وهو ما سيكون له انعكاسات خطيرة على الاستقرار فى سيناء والمنطقة بأكملها، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
ويجب على حلفاء إسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية أن يدركوا أن محاولة التهجير القسرى للفلسطينيين ستؤدى إلى زعزعة استقرار المنطقة، وموجة جديدة من التوترات فى الشرق الأوسط، وهو ما سيفتح الباب أمام المزيد من الصراعات التى قد تمتد إلى دول أخرى، لذلك يصبح تماسك الجبهة الداخلية المصرية هو السلاح الأهم لمواجهة الضغوط الخارجية والمخططات التى تهدف إلى فرض حلول غير عادلة للقضية الفلسطينية، فالوعى الشعبى بدقة المرحلة الراهنة، والدعم الذى تحظى به القيادة المصرية فى موقفها الرافض لأى تهجير قسرى للفلسطينيين، يشكلان معًا جدارًا منيعًا أمام أى محاولات لتغيير مسار الأحداث بما يخالف الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وختاما.. ستظل مصر، كما كانت دائمًا، داعمًا أساسيًا للقضية الفلسطينية، وستواصل جهودها للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مهما كانت التحديات، فالقضية الفلسطينية هى جزء أصيل من الأمن القومى العربي، ومصر تدرك تماما أن أى تنازل فى هذا الملف يعنى فتح الباب أمام مخاطر أكبر لا يمكن التهاون معها.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: غطرسة نتنياهو في عدوانه على غزة أضرت الداخل الإسرائيلي
  • بالفيديو .. الأسير الإسرائيلي سيغال يشكر القسام
  • خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يمارس كل أنواع الكذب في حرب غزة
  • حماس: تسليم الأسرى أمام صور الشهداء رسالة عهد ووفاء
  • رسالة عهد ووفاء للقادة الشهداء.. بيان من "حماس" بعد تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى
  • حماس: حرصنا على توفير الرعاية الصحية للمحتجز الإسرائيلي ذو الجنسية الأمريكية
  • خبير عسكري: حرب غزة ذهبت بقيادات لكنها أنتجت جيلا قياديا جديدا
  • تماسك الجبهة الداخلية حائط الصد فى مواجهة مخططات التهجير
  • خبير اقتصادي: العالم سيشهد تقلبات اقتصادية بوتيرة عالية الفترة المقبلة