خرج الآلاف في مظاهرة عارمة بالعاصمة البريطانية لندن، السبت، بهدف مناهضة الخطاب العنصري في البلاد بعد تنظيم أنصار اليمين المتطرف احتجاجا في ميدان ترفلغار.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي تجمع الآلاف من المناهضين للعنصرية في ميدان رسل بلندن، من أجل التأكيد على وقوفهم ضد اليمين المتطرف.



Today we marched in our thousands to oppose fascist #TommyRobinson. Anti-fascists, trade unionists, Muslim groups, Jewish groups, LGBT+ organisations stood side by side to oppose Robinson and his far right mates.

But there is much work to be done. We are building a movement to… pic.twitter.com/rokP0SgzGo — Stand Up To Racism (@AntiRacismDay) July 27, 2024
ورفع المشاركون لافتات كتب عليها شعارات مناهضة  للفاشية والعنصرية والمشاعر المعادية للمسلمين والتمييز، كما رددوا هتافات من قبيل "لا للعنصرية".

وسار المتظاهرون إلى شارع وايت هول المتصل بشارع داوننغ الشهير الذي يضمن المبنى رقم 10 وهو مقر رئاسة الوزراء.

وأظهر مقطع مصور مشاركة النائب البريطاني والزعيم السابق لحزب "العمال" جيرمي كوربين، في الاحتجاج المناهض للعنصرية، حيث دعا في كلمة أمام المتظاهرين إلى "الوحدة ضد العنصرية"، مطالبا الحكومة "بالبدء في توفير الضروريات الاقتصادية والأمل اللازمين لهزيمة اليمين المتطرف".

????Joining the thousands marching against Tommy Robinson's fascism, @jeremycorbyn calls for unity against racism and demands governments start providing the economic necessities and hope needed to defeat the far right.????#noracismnofascism pic.twitter.com/FNDx4OPCfJ — Stand Up To Racism (@AntiRacismDay) July 27, 2024
يأتي ذلك بالتزامن احتشاد الآلاف من من أنصار اليمين المتطرف بميدان ترفلغار الشهير وسط لندن، للمطالبة "بوضع حد لتدفق المهاجرين ومحاربة الأفكار اليسارية المتطرفة".

واتخذت الشرطة تدابير أمنية لمنع اصطدام المتظاهرين المناهضين للعنصرية مع أنصار اليمين المتطرف.


وكان احتجاج أنصار اليمين المتطرف جرى تحت قيادة ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، والذي يتبنى نهجا معاديا للاجئين والمسلمين في بريطانيا.

وزعم روبنسون في تدوينة له عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "المواطنين البريطانيين يعاملون وكأنهم أناس من الدرجة الثانية في بلاده، وأنهم سئموا هذا الوضع".

كما قال في تدوينة أخرى أرفق معها مقطعا مصورا يظهر جانبا من احتجاج أنصار اليمين المتطرف في العاصمة لندن، إن "المملكة المتحدة تعود لنا"، على حد تعبيره.

Thousands marching through London today united with one voice:

????No to Tommy Robinson!!
????No to Fascism!! pic.twitter.com/NwYB2i0ouy — Cllr Martin Abrams ????️???? (@Martin_Abrams) July 27, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية لندن العنصرية بريطانيا بريطانيا لندن العنصرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

العنصرية عتمة عابرة!!!!

بينما الوطن شمس لا تغيب، تنشر دفء النور على كل القلوب.

*د. الهادي عبدالله أبوضفائر

العنصرية، ذلك العيب الجسيم، كوحش خفي يتسلل في ظلمة الليل بلا رحمة ولا هوادة، ينفذ إلى القلوب والعقول كالسُم الزاحف في العروق.
انها لا تأتي بغتة، بل تسير بخطواتها الوئيدة، تحمل قناع الخوف والجهل، تُفرّق وتفكك الروابط التي نسجتها الأيام والسنين إنها وصمة عار تشوه ملامح الإنسانية النبيلة وتدوس بأقدامها القاسية على مبادئ العدالة، تاركةً في القلوب جرحاً لا يندمل. تلتهم ببطء كل ما هو جميل ونقي، مثل النار تحت الرماد، لا تراها العين، لكنها تلتهم في صمت ما تبقى من دفء الإنسانية، وتترك خلفها أرضاً جرداء من المحبة والعدل..
تخنق العنصرية روح المجتمع وتتركه خاوياً من الألفة، مستسلماً للفرقة والضياع، ان المجتمعات التي تحمل في أعماقها بذور العنصرية، لا تنتظر سوى لحظة بث سمومها بهدوء ماكر، فتفكك الأسر، وتقطع خيوط الترابط، حتى تهوي في مستنقع الانقسام والفرقة بين أبنائه. فهي ليست مجرد عيب فقط، بل شر ينمو ويكبر ليطغى على كل القيم، يضع الحواجز بين الناس، ويمحو أي شعور بالانتماء أو الوحدة.
كلما انتصرت العنصرية، يخسر الوطن جزءاً من روحه، ويتراجع خطوة أخرى بعيداً عن الازدهار والتقدم. وتظل المجتمعات محاصرة في دائرة مفرغة من الكراهية والانقسام.

من أعماق الغاية التي توحدنا تحت مظلة وطن يحمل اسم السودان، ينبعث وهم قديم، كسراب يتشكل في أفق العقول، يوهمنا بأن اختلافاتنا تفصل بيننا. إنه وهم يشوش الرؤية، تحت ستار كثيف من الظنون والمخاوف، يُخبرنا أن من يشاركنا اللغة واللون، مهما ابتعدت به المسافات، فهو الأقرب إلى أرواحنا. لكن بعد الدموع والدماء والغوص في سرداب الانتماءات أدركنا أن القرب ليس في اللغة واللون، بل في نبضات القلوب التي تتشارك الجغرافيا والتاريخ، في العيون التي ترى نفس الغروب والشروق، ويشتمّ ذات الهواء، ويشاركنا الوطن ويمارس نفس الطقوس والعادات، هو أقرب إلينا من أي عنصر يتراءى لنا من بعيد عبر الصحراء. وكذلك من يبحث في قلب أفريقيا، ويهتف باسمها، يكتشف نفس الشعور، فالشخص الذي يعيش في أدغال أفريقيا، بنبضاته البطيئة وصوته الجهور، لن يكن أقرب لك من جارك في الحي. هكذا هي الحقيقة العميقة، الوطن لا ينحصر في انتماء العرق واللون، إنما خيوط غير مرئية، تُنسج من الماضي المشترك والحاضر المعاش، متجاوزاً كل التصنيفات الموروثة، وتربط المواطن بأعمق مما يمكن أن تبلغه كلمات اللغة أو حدود الخرائط ولون الدماء.

بين كثبان الرمال وتحت ظلال الأشجار، ألتقى مجموعة من الشباب، كانت حياتهم سلسلة من المظالم، عيونهم أنهكها النظر إلى أرض لم تنبت إلا الصبار، أجسادهم تعبت من حمل أعباء لا تنتهي. قرروا أن يهربوا، لكن ليس من الخوف، بل من الظلم والتهميش. تركوا وراءهم إلافكار الضيقة، وتحيزاتهم العمياء، حملوا أمانيهم نحو وطن يسع الجميع، لكنهم لم يجدوا لهم
مكانا فيه. كانت ثورتهم من اجل الخروج من الواقع المأزوم، تعثروا في البداية، لكن سرعان ما تعلموا أن الخطوات المتعثرة هي البداية الحقيقية للسير نحو الأفق. وكانوا يعلمون أن بناء وطن ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى تضحية، كان بينهم الشهيد عبدالله ابكر، والشهيد د. خليل إبراهيم وُلِدوا ونموا في قرى لم تعرف الدولة الحديثة ولم يروا يوما إلا الجدران التي تفصل الناس على أساس العرق والدين واللون والدم. ولكنهم كانوا يمتلكون فكراً مختلفاً و ايماناً صادقا بأن العالم يمكن أن يكون أفضل، وأن الإنسانية لا تعرف لوناً أو عرقاً، بل تعرف لغة الحب.

في إحدى الليالي المقمرة، وبينما كانوا يفترشون الأرض، وقف أمامهم وقال: إننا نعيش اليوم بين حدود لم نخترها، وفي واقع لم نصنعه، لكننا نملك القوة لتغيير كل ذلك. لن نبني وطننا على ظلم الآخرين بل سنبنيه لأنفسنا، ليكون لنا ولأبنائنا من بعدنا. هزَّ الشباب رؤوسهم موافقين، وكانوا يعرفون أن كلامه ليس مجرد كلمات، بل عهد وميثاق بينهم، ميثاق يقول: "نحن نترك كل مظالم الماضي وراءنا، لا نحمل في قلوبنا إلا النور، ونستغني عن كل الأفكار الضيقة لنفتح عقولا على سعة الإنسانية. وقلوبا تنبض بالإيمان بفكرة الوطن الواحد. لم يسألوا عن الأصول أو الديانات، بل كانوا يرون في كل فرد منهم قطعة من الحلم المشترك. في لحظة من الصمت العميق، وقف جندي صغير قائلاً تركنا كل شيء، لأننا نريد أن نعيش في وطن يستحقنا. وطن لا يُقاس بالمال أو القوة أو اللون أو العرق، بل بالكرامة والمساواة.

هؤلاء هم شباب السودان (المشتركة، المقاومة الشعبية والمستنفرين) بدأت ملامحهم تنبض بالحياة. اتسع صدر قواتهم المسلحة ليحتضنهم ويبشِّر بنصر قريب.
لم يكن بينهم من يسأل: من انت؟
تركوا كل المظالم، استرخصوا الغالي والنفيس، ولم يعد في قلوبهم سوى الرغبة في بناء وطن يحتضن الجميع، بدأوا في كتابة فصل جديد عن الوحدة والمساواة، ترك الجميع ماضيهم خلفهم، همهم بناء حلمهم وأملهم، وطن يستحق أن يُصان ويُحافَظ عليه. رغم العواصف العاتية والتحديات الجسام، يبقى الوطن شامخاً، لا تهزه الرياح ولا تزعزعه الأنواء. علمتنا التجارب في ظل الحرب، حين تعصف النيران وتهتز الأرض تحت الأقدام، تظهر الحقائق جلية، ويدرك الجميع أن العدو لا يسأل عن عرق أو لون أو جهة. حينها يقف الناس جنباً إلى جنب، يقاتلون بروح واحدة، متجاوزين كل الفروق والاختلافات. عندما تختلط دماء الجنود في ساحات القتال، تُمحى الحدود والأعراق، وتختفي الفوارق بين الوجوه، فقط يبقى شعور عميق بالانتماء إلى وطن ضاع في لحظة، كما يذبل الورد في غفلة الندى، ضاع من أيدينا، تاركاً في القلب حزناً عميقة، لكن حتما ستعود ونعود، ومؤمنين بأن فصول الوطن تتجدد، وأن ربيعنا سيزهر مرة أخرى مهما طال الانتظار.

abudafair@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • عشرات الآلاف يتظاهرون في لندن وستوكهولم دعما لغزة
  • إعلام إسرائيلي: الآلاف يشاركون في مظاهرة قبالة مقر إقامة نتنياهو بالقدس
  • تظاهرة أمام سفارة مصر في لندن تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين (شاهد)
  • مظاهرة حاشدة في لندن تطالب بوقف الإبادة في غزة وإنصاف الفلسطينيين (شاهد)
  • العنصرية عتمة عابرة!!!!
  • منتقدون: ماكرون منح اليمين المتطرف سلطة هائلة لاختيار رئيس الوزراء
  • تأهب صيني لإعصار مدمر سيضرب الساحل الجنوبي.. إجلاء مئات الآلاف (شاهد)
  • تأهب صيني من إعصار مدمر سيضرب الساحل الجنوبي.. إجلاء مئات الآلاف (شاهد)
  • آلاف البنغاليين يحتشدون في العاصمة دكا احتفاء بمرور شهر على تنحي الشيخة حسينة
  • لماذا تقلق ألمانيا من صعود اليمين المتطرف؟