كاراكاس– من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الفنزويلية يوم 28 يوليو/تموز الجاري في أجواء مختلفة عن الدورات السابقة، إذ يتنافس خلال هذه الدورة 12 مرشحا نالوا دعم أكثر من 30 حزبا سياسيا، وعلى رأسهم الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي رشّحه حزبه الحاكم لولاية ثالثة متتالية.

وشهدت فنزويلا عام 2019 أزمة اقتصادية ضخمة، أدت لانهيار عملتها وهجرة نحو أكثر من 7 ملايين مواطن إلى دول في أميركا الوسطى والجنوبية والشمالية كذلك، بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على البلد الذي يمتلك احتياطات هائلة من النفط والذهب.

كما شهدت هذه الانتخابات صدور قرار قضائي بعدم أهلية زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو للترشح، مما جعلها تدعم حملة المرشح إدموندو غونزاليس أوروتيا، الدبلوماسي الأسبق البالغ من العمر 74 عاما.

بماذا تختلف هذه الدورة من الانتخابات عن غيرها من الدورات، ولمن سيمنح العرب من المهاجرين أو من ذوي الأصول العربية أصواتهم؟

أبرز مرشحي المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا (الأناضول) انتخابات مختلفة

الناشط الفلسطيني المقيم في فنزويلا معاذ موسى، يرى أن الانتخابات الحالية تختلف في السياق والشكل والمضمون عن الانتخابات السابقة لعوامل عدة، أبرزها الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي "تغيرت كثيرا منذ وصول الرئيس مادورو إلى سدة الحكم عام 2013".

ولحق ذلك التغيير -وفقا له- تغيير في المعارضة التي يقول إنها "انقسمت على نفسها بعد عدة محاولات فاشلة لتغيير نظام الحكم، سواء عبر المظاهرات التي رافقتها حملات عنف بين عامي 2016 و2019، أو عبر محاولة فرض حكومة موازية فشلت أيضاً بعد تراجع الدعم الداخلي وتغير الخارطة الداعمة سياسيا في أميركا اللاتينية تحديدا، ولاحقا بوصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى سدة الحكم".

ويتابع موسى في حديث للجزيرة نت بأن "المعارضة التي طالما توحدت في الانتخابات السابقة وأفرزت مرشحاً وحيداً، تبدو اليوم منقسمة ولها 9 مرشحين بغض النظر عن مدى نفوذ وجماهيرية كل منهم، لكن تشظي هذه المعارضة يقدم للحزب الحاكم ومرشحه مادورو أفضلية بالتأكيد".

ويشير موسى إلى أن المواطن الفنزويلي عانى على مدار السنوات الأخيرة من تبعات العقوبات الأميركية، التي لم تقتصر -برأيه- على الجوانب الاقتصادية، كتراجع مستوى الدخل وتدني مستوى الخدمات التعليمية والصحية وشبه انهيار لمنظومة الكهرباء والإنترنت والنقل، بل تعدت ذلك لتشمل الجانب الاجتماعي.

أفضلية لمادورو

وفي السياقين الإقليمي والدولي، يعتقد موسى أن الفوز يميل لصالح الرئيس مادورو، فـ"العديد من الدول في القارة أعادت فتح سفاراتها في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، خاصة كولومبيا صاحبة التأثير الأكبر بحكم التاريخ والجغرافيا". أما بالنسبة لواشنطن، فيعتقد موسى أن هناك ما يشير إلى استعدادها استئناف الحوار بناء على تفاهمات سابقة في الدوحة أو باربادوس، مما يقلّص فرص المعارضة في الفوز مقارنة بفرص الرئيس مادورو.

بالنسبة لموسى، فإن الأمن والاستقرار من الممكن أن يتحققا في عهد مادورو إذا تم التوصل لتفاهم مع الدول الإقليمية الكبرى، ومن خلال تدفق النفط عبر الشركات الأميركية، إذ تم التصويت في البرلمان الفنزويلي على تمديد التعامل مع شركة شيفرون حتى عام 2050، الأمر الذي سيسهم، حسب تصورات الإدارة الأميركية الحالية ومراقبين، في التخفيف من عبء المهاجرين واستقرار أسواق الطاقة.

وحتى في حالة فوز ترامب ومساعديه، فهؤلاء -والكلام لموسى- غير متحمسين للعودة لاستخدام الأساليب ذاتها، وهو اعتراف ضمني بأن العقوبات أدت لتقريب فنزويلا وغيرها من الدول التي تعرّضت لها، مثل روسيا والصين وإيران.

من جانبه، يتفق الناشط المقيم في فنزويلا، جهاد يوسف، مع القول بتمتع مادورو بأفضلية على المعارضة، رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي تعقد فيها الانتخابات.

وفي الوقت نفسه، فالرئيس الحالي مادورو، بحسب يوسف، يحظى بدعم العديد من الأحزاب اليسارية والتقدمية، أما المعارضة فمرشحها الأبرز الدبلوماسي السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا، لا يملك أي تجارب قيادية أو شعبية.

يعتقد مراقبون أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وزيادة سكان الأحياء الشعبية الفقيرة ستؤثر في الانتخابات (غيتي) انتخابات معقدة

بدوره، رأى الدبلوماسي الفنزويلي السابق غوستافو أسوكار ألكالا، أن للأزمة الاقتصادية دورا في توجيه صوت الناخب الفنزويلي، إضافة للأزمة الاجتماعية. ويرى ألكالا أن قوة الحركة التشافيزية ومناصري نيكولاس مادورو خلال كل السنوات الماضية سكنوا في أحياء شعبية زادت فيها نسبة الفقر وتأثرت كثيرا بالأزمة المالية، فضلا عمن غادر البلاد وهم حوالي 8 ملايين.

في المقابل، تبدو المعارضة، بحسب ألكالا، أكثر توحدا وقوة إضافة إلى استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن مرشح المعارضة إدموند غونزالس تجاوزت شعبيته شعبية مادورو، وهو أمر يحدث لأول مرة منذ 20 عاما.

وذهب ألكالا إلى أن مرشح المعارضة له فرصة للفوز، وخصوصا أنه يحظى بدعم زعيمة المعارضة ماتشادو ذات الشعبية الواسعة حاليا في فنزويلا.

تشارك أستاذة الفلسفة السياسية والعلوم الاجتماعية في جامعة سيمون بوليفار في فنزويلا ألكالا الرأي، وتعتقد أنه "رغم أن هذه الانتخابات لا تتمتع بظروف حرة تنافسية بل فرضت عليها الحكومة قيودا فإن المعارضة حاضرة فيها بقوة".

وبعكس يوسف وموسى، فهي ترى أن "المعارضة توحدت ليس على المستوى السياسي بل الانتخابي"، مضيفة أنه "في حال لم تكن نتائج الانتخابات في صالح مرشح المعارضة بسبب تشديد الوصول إلى مراكز الاقتراع، فإنه لا يمكن توقع ردة فعل أي طرف في حال فوز الطرف الآخر".

ووصفت المشهد بأنه "يتسم بالكثير من عدم اليقين"، وبرأيها فإن الأمر يتعلق بالإقبال على التصويت، فإذا أتيح للناس الوصول فإن المعارضة ستفوز.

أصوات الجالية العربية

في ظل كل ما شهدته وتشهده فنزويلا من أزمات سياسية واقتصادية، يجد المهاجر العربي نفسه في موقف يحتم عليه اتخاذ قرار بشأن الانتخاب كغيره من المواطنين الفنزويليين. يقول الناشط معاذ موسى إنه رغم وجود أعداد كبيرة من المهاجرين من ذوي الأصول العربية فإنه لا يوجد أطر قوية واضحة تجعلهم يتفقون على قرار متعلق بالانتخابات.

فالتصويت سيكون فرديا غير منظم بالنسبة لهذه الجاليات، ومتصل أكثر بالواقع المعيش في فنزويلا. وبحسب تقديره، فإن معظم أبناء الجالية لن يشاركوا بفعالية وحماسة في الانتخابات، لكن قسما مهما من أصوات العرب ستذهب لمادورو بسبب وقوفه إلى جانب القضايا العربية وليس إلى من وصفهم بـ"اليمين المتطرف".

من ناحية أخرى، يشرح يوسف أسباب عدم تأثير أصوات أبناء الجالية قائلا "إن قسما كبيرا من العرب غير مسجل في السجل الانتخابي وذلك يعود لرغبة شخصية منهم منبعها الجهل أو التقاعس".

وتوقع يوسف أن "من لديه الحق في التصويت وخصوصا الشباب والطلاب، أكثريتهم ستصوت لمرشح المعارضة، في حين سيمنح الملتزمون مع الأحزاب اليسارية أصواتهم لمادورو".

من جانبه، يقول الناشط والمهاجر اللبناني في فنزويلا، هيثم عجمي، إن "أغلب العرب سيصوتون للمعارضة الفنزويلية مع الأسف"، رغم أن "رئيسة المعارضة لم تكف ولا لحظة عن التبجح بدعمها لإسرائيل"، وذلك على أمل أن يتغير الوضع الاقتصادي في عهد المعارضة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی فنزویلا

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: حزمة التسهيلات الضريبية تحظى بدعم ومساندة استثنائية من الرئيس

أكد أحمد كجوك، وزير المالية؛ إن حزمة التسهيلات الضريبية التي أطلقتها وزارته؛ تحظى بدعم ومساندة استثنائية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم المجتمع الضريبي بما يعزز قدرا كبيرا من التيسيرات الضريبية الممنوحة لمجتمع الأعمال.

وزير المالية قال عبر إصدار ملحق خاص عن حزمة التيسيرات الضريبية تحت عنوان " نقطة ومن أول السطر"؛ إن وزارته تقوم بتطبيق دقيق لما سبق الإعلان عنه بشكل تلك التيسيرات ومتابعة مستمرة لاستعادة ثقة الممولين.

بعد قرار وزارة المالية.. 5 شروط لاستيراد سيارات المصريين بالخارجمصر تشارك في الاجتماع الثاني لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرينوزير المالية يناقش مع نظيره البولندى تطوير أنظمة الضرائب والجمارك

أكد وزير المالية أن المأموريات والمراكز والمناطق الضريبية بدأت تنفيذ قوانين «التيسيرات الضريبية» بحوافز استثنائية، من خلال سلسلة من الإجراءات والقواعد التنفيذية الواضحة والمحددة،لإنجاح مسار تبسيط المنظومة الضريبية. 

قال وزير المالية: "سأكون بين زملائى وشركائنا من الممولين فىالمأموريات والمراكز لتذليل أى عقبات أولًا بأول"، مؤكداً أن الهدف هو توسيع القاعدة الضريبية من خلال تخفيف العبء والتكلفة والتحفيز على التسجيل تحت شعار «نقطة ومن أول السطر».

كوادر بشرية في الضرائب 

وأضاف أن الوزارة تمتلك كوادر بشرية مؤهلة للدعم الفنى ميدانيًا وإلكترونيًا، حيث ستقوم بتقديم خدمات ضريبية عادلة ومحفزة للجميع، قائلًا: «معًا.. نبدأ صفحة جديدة.. ثقة.. شراكة.. ومساندة».

قال وزير المالية:" درسنا سويًا التحديات الضريبية.. وحددنا الأولويات.. وحزمة التيسيرات دخلت حيز التنفيذ، فنحن نطبق الآن حلولًا غير تقليدية لإنهاء المنازعات الضريبية وغلق «الملفات القديمة». 

دعم المستثمرين والممولين

وأوضح وزير المالية أن آلية الفحص بالعينة أصبحت متاحة لكل المراكز الضريبية من الموسم الحالى ومقابل التأخير للتجاوز أصل الضريبة.

وجه وزير المالية حديثه للمستثمرين قائلاً: "خططوا لمشروعاتكم.. واعرفوا الالتزامات الضريبية المستقبلية عبر منظومة الرأى المسبق"، مضيفاً أنه يحق لصغار الممولين حتى ٢٠ مليون جنيه سنويًا فى كل الأنشطة الاستفادة من الحوافز والإعفاءات والتيسيرات غير المسبوقة.

وأضاف أن عدد كبير من الجهات المحايدة يتولى تقييم التسهيلات الضريبية على أرض الواقع من منظور الممولين، مؤكدا أن تناغم المجموعة الوزارية الاقتصادية يدعم توجه الدولة نحو تهيئة بيئة استثمارية جاذبة. 

واختتم وزير المالية حديثه قائلا: " أقول لزملائى من العاملين بالضرائب، نثق فى قدرتكم على بناء حالة إيجابية جديدة مع الممولين وفخورون بحماسكم.. مع بدء هذا المسار المُحفِّز للإصلاح الضريبى".

طباعة شارك حزمة التيسيرات الضريبية أحمد كجوك وزير المالية الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم المجتمع الضريبي تبسيط المنظومة الضريبية مال واعمال اخبار مصر ثقة الممولين

مقالات مشابهة

  • تجري اليوم.. من أبرز المتنافسين في انتخابات كندا؟ وما القضايا المتصدرة؟
  • وزير المالية: حزمة التسهيلات الضريبية تحظى بدعم ومساندة استثنائية من الرئيس
  • المعارضة في الإكوادور تطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية
  • غباغبو يدعو للتظاهر بعد إقصائه من انتخابات كوت ديفوار
  • عاجل.. "الإداري "تقضي بصحة انتخابات نقابة المحامين
  • القضاء الإدارى يقضى برفض الدعوى المطالبة بإعادة انتخابات نقابة المحامين
  • معارضة غينيا بيساو تجتمع في باريس لبحث الأزمة السياسية بالبلاد
  • المالية: دعم ومساندة استثنائية من الرئيس السيسى للتسهيلات الضريبية
  • عاجل | دعم ومساندة استثنائية من الرئيس السيسى للتسهيلات الضريبية
  • دعم ومساندة استثنائية من الرئيس السيسى للتسهيلات الضريبية