د. محمد بهاء الدين النجار: المستثمر المحلى ورقة رابحة فى تدفقات العملة الصعبة
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
3 محاور رئيسية تعيد مصر للمقاصة إلى الريادة
المجد لا يكون فى قراءة كتاب سطره غيرك، وإنما أن تكتب سطرا فى كتاب رحلتك، ربما تنظر يوما إلى الخلف، وتشعر بالفخر أنك لم تستسلم، اصنع الفرص والأحلام، فلا تزال تسير فى مشوارك، فأنت نتيجة أفكارك، اعلم أنه لا مكسب بلا ألم، ولا نجاح بلا معاناة، فالعمل الجاد من أجل البقاء على القمة، سيجعلك يوما ما تريد، فالرحلة طويلة والدرب لم ينته بعد.
لا تطلب أن تكون الأشياء أيسر، اطلب أن تكون أنت أكثر كفاءة، الإنجازات العظيمة لا تكون أبداً نتيجة لفكرة مفاجئة، بل حصيلة سنوات من العمل الشاق فى تنمية الموهبة، وعلى هذا الأساس كانت مسيرة الرجل مزيجا من القراءة والمعرفة القادرتين على خلق إنسان واثق بنفسه.
الدكتور محمد بهاء الدين النجار، مدير عام الاستثمار السابق بالشركة المصرية للتصكيك السيادى.. التعثر فى فلسفته فرصة لرؤية ما لم يره عند النجاح، ليس من الراغبين فى ترك بصمة، ولكن يسعى لترك ذكرى، لديه قدرة على حل المشاكل، أكثر ما يسعده نشر المعرفة وإفادة الآخرين، لا ينسى كل من مد له العون، والديه وزوجته.
أجواء ساحرة ترسمها تلك الحديقة البسيطة ذات النباتات العطرية، وأشجار الزينة، المساحة المحيطة بالمبنى أرض عشبية، يتخللها بعض الزهور المتنوعة، بامتداد السور الشبكى تكون الأشجار المثمرة، لترسم لوحة فنية رائعة، الواجهة أكثر جمالا، إذ صممت بأشكال هندسية أكثر جمالا، ربما ذلك يرجع إلى عمل زوجته مهندسة معمارية.
عند المدخل الرئيسى يبدو كل شىء بسيطا، الألوان مزيج بين اللون البيج والبنى، الهدوء يمنح المكان طاقة إيجابية، الجدران أكثر بساطة، تتزين بمجموعة من صور شجرة العائلة التى ترصد حياة الأسرة منذ البداية، ومراحلها المختلفة.
الأثاث يتسم بالألوان المريحة، بعض المجسمات التى تعبر عن التراث للمجتمع الغربى، على بعد أمتار تبدو غرفة مكتبه، وقد بدت أكثر بساطة، تحتوى المكتبة على مجموعة من الأرفف المكدسة بالكتب، والمجلدات النادرة، قصاصات ورقية، يسطر فى صفحاتها دورة عمله اليومى، يقيّم نفسه بين الحين والآخر، أجندة ذكريات سطرت صفحاتها محطات مهمة فى مسيرته، بدأ افتتاحيتها بقوله «من أجل أن تنجح عليك أن تؤمن بقدرتك، فمهما كان القادم، فليس هناك مستحيل».
كثير القراءة، صاحب رؤية متميزة، يحلل وفقا للأرقام، تفكير متميز، قدرة عالية على التحليل بدقة، يتحفظ إذا تطلب الأمر ذلك، يفسر المشهد الاقتصادى بوضوح، حيث يرى أن الاقتصاد مر بأزمات وضغوط تراكمية، بداية من جائحة كورونا، ومرورا بالحرب الروسية الأوكرانية، والتضخم ثم عدم استقرار الأوضاع السياسية فى المنطقة، حاول وسط كل هذه المتغيرات أن يتجنب صانع القرار السقوط فى هذه الأزمات، لكن المتغيرات الخارجية كانت أقوى، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة من 0.5% إلى 6% على العملة الصعبة، مما أثر على أسواق العالم، خاصة أن الحكومة تأخرت كثيرا فى عملية تحرير سعر الصرف، وذلك بسبب وضع الحكومة فى الاعتبار البعد الاجتماعى، وانعكاسات هذا التعويم على الاقتصاد، والقطاعات التابعة، والمخاوف من تعثر أسعار الصرف، مما ينعكس على التضخم، وكذلك تباطؤ النمو الاقتصادى، والمخاوف أيضاً من عدم إحساس المواطنين من إصلاحات عام 2016، إذ حاول متخذو القرار الاقتصادى خلال عام 2022 أن يتخذ بعض القرارات والمسكنات لتجاوز الأزمات التى مر بها الاقتصاد ومنها تخفيض قيمة العملة، إلا أن هذه المسكنات لم تؤت ثمارها، وبالتالى كانت بعض الإجراءات بتعيين محافظ جديد للبنك المركزى.
تنافس مع الذات فهو الأفضل، فكلما تنافست مع نفسك كلما تطورت، وهذا ما يسير عليه محدثى، تجده يواصل تحليله للمشهد بدقة.. يقول إن «عدم توافر الدولار، وقلة المخزون منه كان المتغير الاقتصادى الخاص بعملية مشروع رأس الحكمة العملاق، أو الشراكة المصرية الخليجية، وهو ما سمح بتدفق العملة الصعبة بقوة إلى السوق المحلى.. ليتساءل قائلا هل الحكومة قادرة من هذه المشروعات على توليد تدفقات دولارية جديدة كل شهر؟ أم قد تحدث أزمة دولارية أخرى؟
الوضوح والصراحة من السمات المستمدة من والده، ويتبين ذلك فى حديثه عن معدلات التضخم، والتوقعات المستهدفة له فى الربع الأول من عام 2025، بالتراجع فى ظل المتوقع من التدفقات الدولارية، وخفض أسعار الفائدة للفيدرالى الأمريكى.
القدرة على حل المشاكل بسهولة ويسر هذا ما يتميز به الرجل، يتكشف ذلك فى حديثه عن معدلات أسعار الفائدة.. يقول إن «الاقتصاد الحقيقى تضرر بالمتغيرات الخارجية، وليس رفع أسعار الفائدة، بسبب فاتورة الاستيراد الكبيرة، لكن لا تزال الأصول هى الكنز الحقيقى للدولة، لقدرتها على توليد تدفقات دولارية».
لا يزال الجدل قائما بين الخبراء والمراقبين حول ملف السياسة المالية، ودور المنظومة الضريبية فى استقطاب الاستثمارات من عدمها، رغم هذا الجدل إلا أن لمحدثى رؤية خاصة تبنى على أن الإعفاءات الضريبية ليس الأساس فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية فقط، وإنما عوامل أخرى مثل أسعار الفائدة، معدلات البطالة، البيروقراطية الحكومية والتى تعمل على تطفيش المستثمرين، وهى الأهم بالنسبة للمستثمرين، وليس الضرائب، بالإضافة إلى العمل على ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، بتشجيع أصحاب هذا القطاع، والعمل أيضاً على دعمهم، بالتسهيلات والإعفاءات الضريبية، ومساعدتهم فى التسويق والترويج لمنتجاتهم، بما يعمل على تعزيز إيرادات الدولة من هذا الاقتصاد.
يواصل الرجل تحليله فى ملف الاستثمار بقوله إنه على الحكومة الاهتمام بالمستثمر المحلى، الذى يعد لاعبا رئيسيا فى التدفقات الأجنبية بالخارج، من خلال التصدير، والتوسع فى المناطق الصناعية الجديدة، وكذلك ضرورة الاهتمام بالتوسع فى المناطق الاقتصادية ذات القوانين الخاصة، خاصة على الموانئ، وكلها مصادر مهمة لاستقطاب الاستثمارات والعملة الصعبة، مع أيضاً الاهتمام بالقطاع الخاص المحلى كونه العمود الفقرى فى عملية التنمية المستدامة، ويسهم بنسبة كبيرة فى الناتج المحلى الإجمالى، وبالتالى يتطلب ثقة، ودعما كاملا وحقيقيا من السياسات النقدية المتبعة.
القدرة على القيادة ورسم الرؤية من السمات التى تميز محدثى، يتبين ذلك فى حديثه عن ملف برنامج الطروحات الحكومية، حيث يعتبر أن وجود مستثمر استراتيجى أمر مهم فى الطروحات، حيث يكون المستثمر الاستراتيجى قادرا على تطوير الشركات، بما يعود على الشركة بالنفع، بالإضافة إلى أن السوق مؤهل لاستقبال الطروحات، لكن الأمر يتطلب التسعير الجيد والمناسب، بالإضافة إلى ضرورة طرح الشركات القوية التى تعزز عمق السوق.
إذا لم تكن قويا بما فيه الكفاية، فلن تستطيع الاستمرار ونفس الحال بالنسبة لسوق المال، حيث يتطلب المزيد من الثقة للمستثمرين من خلال منتجات استثمارية متنوعة وجديد، بالإضافة إلى ضرورة تنشيط صناديق المؤشرات، مع زيادة التوعية للمستثمرين، وزيادة أيضاً عدد المستثمرين المتعاملين فى البورصة لأكثر من 25 مليون مستثمر.
لا يضع حدودا لقدراته، لا يستوحش الطريق، يعمل حيث كان، محب للرياضة، وهاوٍ للموسيقى، يحث أولاده على الاجتهاد وتطوير الذات، لكن يظل يسعى حتى يحقق كل ما يريد.. فهل ينجح فى ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المشهد الاقتصادى النمو الاقتصادي الاستثمار الأجنبي أسعار الفائدة العملة الصعبة بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
بعد قرار «المركزي».. تفاصيل أسعار الفائدة على شهادات البنوك 2025
أعلن البنك المركزي المصري مساء أمس الخميس، تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي، لتظل كما هي عند مستوياتها الحالية 27.25% و28.25% و27.75% على التوالي، كما تقرر الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%.
أسعار الفائدة الجديدة واجتماع البنك المركزيقال الخبير المصرفي ورئيس بنك التنمية الصناعية سابقا، ماجد فهمي، إنَّ البنوك المصرية تجتمع بشكل دوري عقب إعلان نتيجة اجتماع البنك المركزي لمراجعة أسعار الفائدة على منتجاتها، سواء العائد على الأوعية الادخارية أو الفائدة على القروض.
عوائد الشهادات البنكية تصل إلى 30%.. ومصرفي: أفضل استثمارات 2025وأضاف «فهمي»، في تصريحاته للوطن، أنَّ الأوعية الادخارية بالبنوك المصرية لا تزال تحقق عائد مغري ومرتفع، خاصةً شهادات الادخار بالبنوك الحكومية بعوائد تفضيلية تصل إلى 30% وأبرزها شهادات البنك الأهلي المصري وشهادات بنك مصر.
عوائد شهادات البنك الأهلي وبنك مصريصدر كل من البنك الأهلي المصري وبنك مصر شهادات بعائد مرتفع وأبرزها الشهادات الثلاثية، ما يضمن استثمار مرتفع العائد للمواطنين، خاصة مخدرات القطاع العائلي التي تجد في شراء شهادات بنكية ملاذا آمنا لاستثماراتها.
ووفقا للموقع الرسمي لأكبر بنكين حكوميين في مصر؛ البنك الأهلي وبنك مصر، فإنَّ الشهادات الثلاثية المصدرة عنهما يتوفر منها شهادات بعائد تدريجي يصل إلى 30%.
ووفقا لآخر تحديث منشور على موقع البنك الأهلي عن أسعار الفائدة أو العائد على شهادات الادخار، سجل الآتي؛
الشهادات البلاتينية بعائد متدرج سنوي، يصل إلى 30% للعام الأول و25% للعام الثاني و20% للعام الثالث، ويمكن شرائها من 1000 جنيه ومٌضاعفات الألف.
الشهادات البلاتينية بعائد متدرج شهري، يصل إلى 26% لأول سنة و22% لثاني سنة، و18% للسنة الثالثة، ومدتها 3 سنوات ويبدأ شرائها من 1000 جنيه ومُضاعفاتها.
الشهادات البلاتينية السنوية، ومدتها عام واحد فقط ويبدأ شرائها من 1000 جنيه، ومٌضاعفات الألف، بعائد 27% عند صرفه في نهاية المدة و23.5% عند صرفه شهريا و23% عائد يومي.
الشهادة البلاتينية بعائد متغير يصل إلى 27.5% ويُصرف كل 3 أشهر، ومدتها 3 سنوات ويمكن شرائها من 1000 جنيه ومضاعفاتها.
الشهادات الثلاثية بعائد 21.5% يصرف شهريا، والعائد ثابت طوال مدة الشهادة ويبدأ شرائها من 1000 جنيه ومضاعفاتها.
ووفقا لآخر تحديث على الموقع الإلكتروني لبنك مصر، فإنَّ أسعار الفائدة الجديدة على شهادات الادخار جاءت كالتالي؛
شهادات ابن مصر من بنك مصرالعائد على شهادة ابن مصر 2025 متناقص وتراكمي ومدتها 3 سنوات، بدوريات صرف متنوعة؛
دورة صرف العائد سنوية: في العام الأول للشهادة يصل العائد إلى 30%، والسنة الثانية 25%، والثالثة 20%.
أما إذا تم صرف العائد ربع سنويا يصل إلى 27% للعام الأول و23% للعام الثاني و19% للعام الثالث.
وبالنسبة لدورية صرف عائد شهرية، يصل العائد في السنة الأولى لـ 26% والسنة الثانية 22.5% والسنة الثالثة لـ 19%.
شهادات القمة من بنك مصرشهادة القمة من بنك مصر مدتها 3 سنوات بعائد شهري 21.5% ويبدأ شرائها من 1000 جنيه ومضاعفاتها.
شهادات طلعت حرب من بنك مصرمدة الشهادة عام واحد فقط، بعائد يصل إلى 23.5% عند صرفه شهريا و27% للعائد التراكمي الذي يصرف بنهاية المدة، ويبدأ شرائها من 1000 جنيه ومضاعفات الألف.