دول الخليج تستحوذ على سوق الاكتتابات في الشرق الأوسط بـ5.2 مليار دولار بالنصف الأول
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
أشار أحدث تقرير من إرنست ويونج (EY) حول نشاط الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى محافظة نشاط صفقات الاكتتاب في الربع الثاني من عام 2023 على زخمه، مع تحقيق عائدات بقيمة 1.8 مليار دولار تم جمعها من 13 اكتتاباً، بارتفاع قدره 44% في عدد الصفقات، وانخفاض بنسبة 80% في قيمتها، مقارنة بالربع الثاني من العام 2022.
وأظهر التقرير الذي تلقت «الأسبوع» نسخة منه، أن سوق الاكتتابات الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجل في النصف الأول من عام 2023، ما مجموعه 23 اكتتاباً (بانخفاض قدره 4٪ على أساس سنوي)، جميعها في دول مجلس التعاون الخليجي، وبإجمالي عائدات بلغت 5.2 مليار دولار أمريكي.
شركتان في مصر إلى إدراج أسهمها في البورصةوذكر أنه في حين أن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تشهد انكماشاً كبيراً في عائدات الاكتتابات، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع بمجموعة اكتتابات واعدة خلال الفترة المتبقية من العام، لا سيما في المملكة العربية السعودية. وإلى هذه اللحظة، أعلنت 23 شركة سعودية عن خططها للإدراج في سوق تداول في النصف الثاني من العام. وعلاوة على ذلك، تعتزم شركتان في مصرإدراج أسهمها للتداول، مما يشير إلى وجود خط قوي للاكتتابات الأولية في الفترة المتبقية من العام.
السعودية تهيمن على نشاط الاكتتابات العامة في المنطقةوأضاف التقرير أن النمو في عدد الصفقات في الربع الثاني من عام 2023 مدفوعاً بشكل خاص بنشاط أسواق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وقد هيمنت السعودية على نشاط الاكتتابات العامة في المنطقة من حيث عدد الصفقات في الربع الثاني من العام، مسجلةً عمليات إدراج في سوق الرئيسية لتداول جمعت 0.8 مليار دولار، وسبعة اكتتابات في نمو السوق الموازية بعائدات بلغت 0.1 مليار دولار. وكان اكتتاب شركة مصنع جمجوم للأدوية جمع 336 مليون دولار، في أكبر صفقة في سوق تداول خلال هذا الربع، يليه اكتتاب شركة المطاحن الأولى الذي جمع 266.4 مليون دولار. وكانت كلتا الشركتين قد طرحتا 30% من أسهمهما للاكتتاب العام وتم تجاوز تغطية الاكتتابين.
أما في الإمارات العربية المتحدة، فقد سجل سوق أبوظبي للأوراق المالية أكبر اكتتاب عام خلال الربع الثاني من العام، إذ جمع اكتتاب شركة أدنوك للإمداد والخدمات 769.5 مليون دولار أمريكي. وشهد هذه الاكتتاب أضخم حجم طلب على مستوى العالم في صفقة واحدة حتى الآن في عام 2023، إذ تم تغطية الاكتتاب بـِ 163 مرة، في أعلى معدل تغطية لاكتتاب عام في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي سوق دبي المالي، كانت شركة الأنصاري للخدمات المالية، أول شركة عائلية في دولة الإمارات يتم إدراجها، مع عائدات بقيمة 210.4 مليون دولار.
براد واتسون: الإمارات و السعودية يقودان أنشطة سوق الاكتتابات بالمنطقةوفي تعليق له، قال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY: "لم يشهد الربع الثاني من عام 2023 تراجعاً في نشاط الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على غرار ما يحدث على مستوى العالم. إذ تواصل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قيادة نشاط السوق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث عدد وقيمة الاكتتابات العامة. وكمثال واحد على هذا الأمر، يكفي أن نعلم أن إدراج الشركة الثانية في محفظة أدنوك في عام 2023 قد فاق جميع الأسواق العالمية من حيث حجم الطلب. ولا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع باقتصاديات قوية مدعومة بمستوى ديون منخفض، مع تنفيذ إصلاحات وإلغاء للقيود في المنطقة، لتظل هذه المنطقة بيئة جذابة للمزيد من عمليات الإدراج".
غريغوري هيوز: صفقات مقبلة في الإمارات وعُمان وقطر والكويتوفي سياق متصل، قال غريغوري هيوز، رئيس خدمات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: "لا يزال نشاط الاكتتابات العامة المرتقبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال النصف الثاني من عام 2023 وعام 2024 في حالة جيدة للغاية، مع الإعلان عن العديد من الاكتتابات الأولية في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن النشاط الحالي في جميع أنحاء المنطقة، إذ أن هناك المزيد من الصفقات المقررة في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وقطر والكويت. وهناك عمليات اكتتاب مخطط لها في مختلف القطاعات ومن مجموعة من الشركات العائلية والشركات المدعومة من الدولة، ومن حملة الأسهم الخاصة. وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أداء ملفتاً مقارنة بسوق الاكتتابات العامة العالمي الذي كان متواضعاً للغاية، ونتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، لا سيما مع قيام شركات دولية باستكشاف عمليات الإدراج في هذه المنطقة".
تأثير أسعار النفط على الاقتصاد العالمييُظهر تحليل EY أن الصورة الاقتصادية العالمية في النصف الأول من عام 2023 قد تأثرت بالتقلبات في أسعار خام أوبك وخام برنت، والتي ارتفعت في يناير2023 وفبراير2023 قبل أن تنخفض بحدة في منتصف مارس 2023. وكان ارتفاعها في يناير على خلفية النمو الأقوى من المتوقع في الاقتصاد الصيني، مما عزز الطلب على النفط. بينما كان الانخفاض في مارس أدى إلى مخاوف بشأن الركود العالمي والتوقعات بارتفاع أسعار الفائدة.
وانتعشت أسعار النفط في أبريل 2023 مع استقرار السوق المالية وتراجع توقعات رفع أسعار الفائدة. وقد أعلنت أوبك+ عن تخفيضات في الإنتاج في أوائل أبريل، مما وفر مزيداً من الدعم للأسعار. وشهدت أسعار النفط الخام تقلباً أقل نسبياً في يونيو في ظل استقرار الأسعار عند مستويات تراوحت بين أقل من 71 دولاراً أمريكياً للبرميل إلى 77 دولاراً أمريكياً للبرميل، وقد أثرت المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي على الطلب. ومع ذلك، من المتوقع أن تدعم تخفيضات الإنتاج الأخرى من قبل أوبك+ والمملكة العربية السعودية الأسعار في الأشهر المقبلة.
اقرأ أيضاًبعد تجاوز زخم الاكتتابات.. هل تستعيد البورصة أحجام التداول خلال الأسبوع الجاري؟
مؤشر البورصة الرئيسي يلامس 18000 نقطة والتداولات تقترب من المليار جنيه
مشتريات الأجانب تُزيد مكاسب البورصة 9 مليارات جنيه وترفع أسهم 94 شركة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشرق ال الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العربیة السعودیة العربیة المتحدة الثانی من عام 2023 الربع الثانی من الثانی من العام ملیار دولار الأولیة فی فی سوق
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.
وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.
وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.
واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.
وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.
"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.
وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير، إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.
وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.
وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.
وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.
التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.
جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.
هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.
وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.