بعد دفع رسوم مالية.. مواطنون يغادرون جزيرة توتي المحاصرة من الدعم السريع
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
تروي السيدة السودانية "م -ن " معاناة امتدت لأكثر من عام في توتي حيثُ توفي عدد من أصحاب الأمراض المزمنة نتيجة انعدام الدواء. ووصفت، للجزيرة نت، كيف عانى المواطنون في توتي، للحصول على الطعام والمياه، وكيف عاشوا أكثر من عام في ظل انقطاع الكهرباء، والمياه، وشبكة الاتصالات. وقالت إن قوات الدعم السريع منعت التجار من نقل البضائع والخضار لتوتي ومنعت الناس من أخذ المياه من النيل.
وأعلن مواطنون ظلوا محاصرين لأكثر من عام من قِبل الدعم السريع في جزيرة توتي وسط العاصمة الخرطوم عن مغادرتهم الجزيرة بعد دفع رسوم بلغت قيمتها مليار جنيه سوداني (416 دولارا) تفرضها قوات الدعم السريع الموجودة في الجزيرة.
تؤكد المواطنة نفسها، أنه لا يمكن مغادرة جزيرة توتي دون دفع رسوم مالية فرضتها قوات الدعم السريع التي عينت من منسوبيها من يعرف بـ"العُمدة"، الذي يصدر تصاريح المرور للخروج من الجزيرة، بعد دفع مبلغ مليار جنيه للأسرة (416 دولارا)، بجانب رسوم بوابة، رسوم عبور ورسوم تُدفع عند كل ارتكاز للدعم السريع.
وبحسب مواطنين من توتي تحدثوا -للجزيرة نت- تتفاوت أسعار المبالغ المالية التي تفرضها قوات الدعم السريع على الأسر للسماح لهم بمغادرة توتي ما بين 800 ألف جنيه (333 دولارا) إلى مليار جنيه (نحو 416 دولارا)، ويصل إجمالي التكلفة إلى ملياري جنيه (نحو ألف دولار) بإضافة رسوم العبور والارتكازات التابعة للدعم السريع حتى آخر نقطة ارتكاز.
وقال فؤاد مصطفى -للجزيرة نت-: لمغادرة توتي يجب دفع مبالغ ما بين 500 ألف جنيه (208 دولارات)، إلى مليار جنيه (416 دولارا) وأحيانا بعد دفع المبلغ يتم المنع من الخروج.
وأضاف المتحدث ذاته، خرجنا في ظل ظروف لا يمكن وصفها، إذ تقوم قوات الدعم السريع بالكثير من الانتهاكات من نهب واعتقالات وقتل.
ولا توجد -حاليا- إحصائية دقيقة لعدد الوفيات نتيجة الحصار المضروب على الجزيرة، في حين قدر عدد الوفيات نتيجة الأمراض ونقص الأدوية بأكثر من 100 حالة وفاة.
وقالت السيدة "م- ن" التي وصلت إلى مدينة أم درمان حيثُ تسيطر قوات الجيش السوداني إن الدعم السريع تقوم بعمليات نهب واسعة في توتي.
من جهته، قال ممثل سكان توتي، مضوي مختار، إن الأسر غادرت بسبب معاناتها في الحصول على الطعام والشراب والعلاج بعد توقف محطة مياه المقرن وشح المواد الغذائية في التكايا.
من جهته، قال حاج علي عبد الرحيم -للجزيرة نت-، إن محاولة اغتصاب فتاة بتوتي من قِبل الدعم السريع في عيد الفطر أبريل/نيسان دفعت بالعديد من الأسر إلى الخروج من توتي، في حين بقي آخرون نتيجةً للضائقة المالية. وإثر هذه الحادثة قُتل مواطن وأصيب 7 آخرون بالرصاص بينهم نساء.
تقع جزيرة توتي وسط العاصمة السودانية الخرطوم، عند التقاء النيلين الأبيض والأزرق في منطقة المقرن، يحدها جنوبًا القصر الجمهوري، وشرقًا القيادة العامة للجيش، ما جعلها وسط مناطق الاشتباك بين الجيش والدعم السريع.
وتبلغ مساحتها 990 فدانا، وعدد سكانها 25 ألف نسمة، بينما قدر عدد الباقين بالجزيرة حاليًا بحوالي 10% من سكانها. ومنذُ الشهور الأولى للحرب التي اندلعت منتصف أبريل/نيسان يعاني سكان توتي من آثار حصار الدعم السريع.
ونددت منظمات ولجان مقاومة بحصار الدعم السريع لسكان الجزيرة، حيثُ أغلقت الدعم السريع جسر توتي الرابط الوحيد للجزيرة بالعاصمة وقيدت حركة مرور المواطنين، والسلع الاستهلاكية والدواء وسط مخاطر من التنقل عبر مراكب النقل النهري التي كان يستخدمها سكان توتي قبل تشييد الجسر في 2008.
وللمرة الأولى منذ تأسيس الجزيرة يتم دفن الموتى في مزارع وحدائق الجزيرة التي لا توجد بها مدافن لصغر مساحتها، وكان سكان الجزيرة يلجؤون سابقًا إلى استخدام المراكب النهرية لنقل الجثامين ودفنها في مقابر بمدينة بحري قبل أن تمنعهم قوات الدعم السريع من ذلك.
وفي يونيو/حزيران 2023م قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هناك 42 ألف شخص عالقين في جزيرة توتي ولا يحصلون على الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى.
وشهد منتصف يوليو/تموز، خرجت 185 أسرة من جزيرة توتي إلى مدينة أم درمان. وقال والى الخرطوم أحمد عثمان حمزة، إن احتجاز الدعم السريع للمواطنين فاقم من حرب المدن التي يخوضها الجيش السوداني.
وأدى القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والذي اندلع في أبريل/نيسان 2023، إلى قتل آلاف الأشخاص ونزوح الملايين، وفقًا للأمم المتحدة.
وقالت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان إنها وثّقت أنماطا مقلقة لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تهاجم كردفان والنيل الأبيض وتقتل مدنيين في الفاشر
أعلن الجيش السوداني اليوم أن قوات الدعم السريع تهاجم مدينة النهود غرب كردفان، كما استهدفت قيادة فرقة للجيش بولاية النيل الأبيض، وقتلت 4 مدنيين بقصف مدفعي على مدينة الفاشرحيث تتفاقم معاناة النازحين هناك.
وقال مصدر في الجيش السوداني إن الدعم السريع يهاجم منذ ساعات الفجر الأولى، مدينة النهود العاصمة الإدارية الجديدة لولاية غرب كردفان بأكثر من 300 مركبة قتالية.
وقال مصدر عسكري إن قوات من الجيش والقوات المساندة له تمكنت من صد هجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة النهود، مضيفا أن القتال ما زال مستمرا في المحور الشمالي للمدينة والجيش يسيطر على الوضع هناك.
وقالت مصادر عسكرية للجزيرة إن مسيرات تابعة للدعم السريع استهدفت قيادة الفرقة الـ18 التابعة للجيش السوداني بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان.
وأضافت المصادر أن المسيرات استهدفت قيادة الجيش بكوستي بأكثر من 3 صواريخ، مما أدى لحدوث انفجارات قرب القيادة.
كما أعلن الجيش السوداني اليوم مقتل 4 مدنيين وإصابة 9 آخرين بقصف مدفعي مكثف للدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت الفرقة السادسة مشاة للجيش بالفاشر في بيان لها، إن الدعم السريع قصف بشكل مكثف عددا من أحياء الفاشر أمس الأربعاء، مما أدى إلى مقتل 4 مواطنين وإصابة 9 آخرين بجروح بالغة، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
إعلانوأضاف البيان أن قوات الجيش تمكنت من قطع إمداد الدعم السريع وتدمير 5 مركبات قتالية والاستيلاء على 3 أخرى، وتدمير مدفع هاون، وقتل 10 من عناصر الدعم.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع في مقاطع فيديو، إن قواتها تقدمت في أحياء جنوبي مدينة الفاشر وسيطرت على عدد منها، وأضافت أن قواتها عازمة على تحقيق النصر وهي تتقدم كذلك في المحور الشمالي لمدينة الفاشر.
وعلى مدى الأيام الماضية، تواصل قوات الدعم السريع هجماتها بشكل مستمر على الفاشر بهدف السيطرة على المدينة وفق الجيش السوداني ومنظمات حقوقية محلية.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من خطورة المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وتأتي هذه التطورات بعد هجوم متواصل لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين بالفاشر، استمر عدة أيام.
وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المخيم بعد اشتباكات مع الجيش، مما أدى إلى سقوط 400 قتيل ونزوح أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال للجزيرة، إن عشرات الآلاف من النازحين في منطقة طويلة، غربي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ما زالوا يحتاجون إلى الغذاء والدواء والمأوى.
وأكد أن الوضع الإنساني في مواقع النزوح في طويلة حرج للغاية، ويتطلب تضافر جهود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية والجهات المانحة، لزيادة الدعم المالي لتوفير أدنى مقومات الحياة.
وأشار آدم إلى حاجة النازحين للغذاء ومياه الشرب والأدوية ومواد الإيواء كالخيام، والأغطية البلاستيكية والفرش والبطانيات والناموسيات وصفائح المياه وأدوات الطبخ وملابس الأطفال والصابون ومواد الصرف الصحي والدعم النفسي.
إعلانوأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء أمس، عن "انزعاجه" من "الوضع الكارثي المتفاقم في ولاية شمال دارفور السودانية حيث تستمر الهجمات المميتة على عاصمتها الفاشر".
وذكر بيان صدر عن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام أن هذه الهجمات "تأتي بعد أسبوعين فقط من هجوم على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين اللذين يعانيان من المجاعة"، مشيرا إلى أن تقارير أفادت بمقتل مئات المدنيين، بمن فيهم عاملون في المجال الإنساني.
كما أعرب عن قلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن مضايقة وترهيب واحتجاز تعسفي للنازحين عند نقاط التفتيش، مع اضطرار ما يقدر بأكثر من 400 ألف شخص إلى الفرار من مخيم زمزم وحده بالفاشر.
وقال البيان إنه رغم استمرار انعدام الأمن والنقص الحاد في التمويل، تبذل الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني قصارى جهدهم لتوسيع نطاق الدعم الطارئ، على وجه السرعة، في منطقة طويلة بشمال دارفور التي تستضيف غالبية النازحين من زمزم.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه والمطار ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى في السودان، لم يعد الدعم السريع يسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.