العام الماضى انطلقت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان العلمين كمشروع طموح يؤسس للمدينة الوليدة ويروج لها من خلال تنظيم أنشطة متنوعة تمزج بين الرياضة والفن، وكما هو مقدَّر لكل التفاصيل مهما صغرت أن تتطور وتنمو، فمع نمو المدينة العمرانى الإنشائى وتوسعها مع امتداد شبكة الطرق الموصلة إليها وتحولها لمدينة جاذبة، سواء للعمالة أو السائحين أو الجمهور، وجب عليها التطور، وتطور معها المهرجان ما بين العام والعام الذى يليه مع دورته الثانية.

التطور الذى لحق بالمهرجان فى دورته الثانية واضح بشكل جلى، ليس فقط للبرمجة المختلفة لحفلاته الغنائية والتنوع الملحوظ فى اختيارات المطربين والحفلات ومراعاة الاختلاف والتنوع بين الأجيال والأنواع الموسيقية تلبية للأذواق المتعددة، لكن أيضاً فى توسع الاعتماد على مؤسسات الدولة طلباً لتجويد المنتج النهائى وهو مهرجان العلمين.

وتُعد مشاركة «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» فى تفاصيل وفعاليات المهرجان من القنوات الداعمة بشكل رئيسى لظهوره بهذا الشكل الجيد، حيث تقدم الأذرع الإعلامية للشركة المتحدة تغطية مستمرة لفعاليات المهرجان وتدخل كشريك أساسى فى صناعته من خلال برنامج «شارع شريف» ومضيفه الإعلامى شريف مدكور.

وبرنامج «صاحبة السعادة» ومضيفته الإعلامية الكبيرة والفنانة إسعاد يونس، اللذين يشاركان فى تقديم بعض حفلاته وبثها عبر حلقات برنامجيهما المعروضين من خلال قنوات «المتحدة»، هذا بالإضافة إلى إعادة بث الحفلات عبر قنواتها وقناة «يو لايف» التى أطلقتها خصيصاً لهذا الغرض.

لم تكتفِ الشركة «المتحدة» ببث الحفلات الغنائية كخدمة للمهرجان، وهو الأمر الذى يصب فى خدمة الهدف الأكبر، وهو الترويج للسياحة المصرية ومنطقة الساحل الشمالى والجمهورية المصرية ككل، لكنها أيضاً مهتمة بنقل الصورة كاملة من خلال التغطية الإخبارية والمعلوماتية فيما يخص المهرجان وخدماته، تحديداً الثقافية منها، والتى يُعد من أبرزها نقل لقاء الكاتب عمر طاهر من العلمين بعد لقائه مع شباب جامعات مصر.

وعلى الجانب الآخر هناك لاعب آخر مؤثر فى صورة المهرجان وفعالياته، وهو وزارة «الثقافة» التى تملك من الأذرع المختلفة ما يُمكنها من تقديم أكثر من مائة فعالية خلال المهرجان تتكاتف لتظهر بصورة مشرفة بقطاعاتها المختلفة، وفى مقدمتها قطاع الإنتاج الثقافى، قطاع صندوق التنمية الثقافية، قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، وتركز هذه العروض على الفلكلور المصرى بتنوعه، حيث تقدم فرق الفنون الشعبية القادمة من عدد كبير من المحافظات المصرية عروضها بشكل يومى.

وبالشكل الذى يضمن إظهار تنوع الإرث الثقافى لمصر وثقله، حيث تُعد وزارة الثقافة من أكثر المؤسسات التى تملك خبرة كبيرة فى إدارة هذا الإرث وإظهاره بالشكل الجيد من خلال فرقها الفنية المتعددة فى مجالات الرقص والغناء التراثى والمسرحيات والفنون المتنوعة بشكل عام، ويظهر ذلك من خلال معرض الحرف التراثية المزمع تنظيمه فى العلمين فى شهر أغسطس.

الاعتماد على الكيانات الكبيرة والاستفادة من خبراتها الكبيرة يعود - بالتأكيد - بالنفع على المهرجان بشكل خاص ومصر بشكل عام، حيث تعود الفائدة من وجود مهرجان ترفيهى بهذه الضخامة تستضيفه مدينة وليدة كـ«العلمين»، ربما لا تكون الاستفادة مادية، لكنها معنوية وتؤكد على قوة المؤسسات المصرية وعملها تحت أسوأ الظروف.

وتؤكد على خبراتها وعملها بكامل طاقتها فى المهرجان لا يقلل من حجم مجهوداتها فى تنفيذ مهامها اليومية، فإلى جانب تقديم تغطية إعلامية على مدار الساعة لنشاطات المهرجان، فإن قنوات الشركة «المتحدة» تقدم بشكل يومى وبشكل احترافى تغطيتها المعتادة التى تشمل مختلف المجالات المصرية والإقليمية والعالمية، ونفس الشىء مع وزارة الثقافة التى تعمل أذرعها بشكل منتظم فى مختلف القطاعات فى محافظات مصر بشكل معتاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العالم علمين وزارة الثقافة الشركة المتحدة من خلال

إقرأ أيضاً:

أهمية الثقافة التنظيمية في تطبيق إدارة المعرفة

تُعد الثقافة التنظيمية من العوامل الأساسية التي تؤثر على تطبيق إدارة المعرفة في المؤسسات، مما يجعلها أداة فعّالة لتحقيق الأهداف والرؤى لا سيما أولوية حوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع ضمن أولويات رؤية عُمان 2040. إذ تُسهم الثقافة التنظيمية في إيجاد بيئة عمل داعمة لتطبيق إدارة المعرفة، والتي تعتبر ركيزة أساسية لتطوير الأداء الحكومي وتعزيز كفاءة الموارد. وقد أشار دافنبورت وبروساك (1998) إلى أنّ إدارة المعرفة هي تلك الجهود المُتكاملة لتنظيم وتخزين ونقل المعرفة داخل المؤسسة، بهدف تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز فعالية العمليات الإدارية. وتبرز أهمية إدارة المعرفة في المؤسسات من خلال توجيه الموارد والاستفادة منها بشكل أكثر كفاءة لتحقيق أهداف المؤسسات. ولضمان تحقيق أولوية حوكمة الجهاز الإداري، فإن إدارة المعرفة توفر الأدوات والآليات اللازمة لتطوير منظومة متكاملة لإدارة المعلومات، مما يُعزز من اتخاذ القرارات على أساس معرفي وموجه للنتائج. إلى جانب ذلك، تنقسم المعرفة إلى نوعين رئيسيين هما: المعرفة الصريحة والمعرفة الضمنية، حيث تُعتبر المعرفة الصريحة تلك التي يُمكن توثيقها ونقلها بسهولة، كالوثائق والإجراءات المكتوبة، بينما تتجسد المعرفة الضمنية في الخبرات الشخصية المكتسبة من الممارسة، والتي يصعب توثيقها. وتحتاج المؤسسات لتطوير آليات فعّالة لنقل المعرفة الضمنية إلى معرفة صريحة يُمكن هيكلتها وتصنيفها وفهرستها في قواعد بيانات المؤسسة، مما يؤدي ذلك إلى إمكانية إعادة استخدامها وتحليلها وإنتاج معارف جديدة لدعم العمل المؤسسي القائم على الإبداع والابتكار، ويُمكن تحقيق ذلك بواسطة بناء فرق العمل المتعاونة ودعم الابتكار، لتوظيف هذه المعرفة في تطوير الأداء المؤسسي وتحقيق أولوية حوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع.

ومن التحديات التي تواجه المؤسسات عند تطبيق إدارة المعرفة هي التحديات التقنية والثقافة التنظيمية. إذ يتطلب التطبيق الناجح لإدارة المعرفة تطوير بُنى أساسية رقمية تُدعم تخزين واسترجاع البيانات بكفاءة وسُرعة، وهو ما يشكل أساسًا ضروريًا لتطوير جهاز إداري فعّال مرن مبتكر ومُبدع. كما يعتبر التحفيز التنظيمي للمشاركة في إدارة المعرفة من التحديات الأخرى، حيث يحتاج الموظفون إلى إطار عمل واضح للمُساهمة في تبادل معارفهم ومهاراتهم، خاصةً المعرفة الضمنية التي تُكتَسب بالممارسة اليومية. ويبرز كذلك تحدي بناء ثقافة تنظيمية مرنة وداعمة لإدارة المعرفة، حيث من المؤمل أن تُسهم هذه الثقافة في تشجيع الأفراد على المشاركة الفعّالة والانخراط في عمليات التعلُّم وتبادل الخبرات. فالحوكمة الفعّالة للجهاز الإداري لا تتطلب فقط آليات تقنية، بل تتطلب أيضاً ثقافة تنظيمية تُشجع على الابتكار والتعاون لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، وتعزز الكفاءة المؤسسية من خلال إدارة المعرفة.

وتعرف الثقافة التنظيمية على أنها مجموعة القيم والمعتقدات والممارسات التي توجه سلوك الأفراد وتؤطر تفاعلهم داخل المنظمة حسبما أشار إليها شين(2010)، حيث تكتسب الثقافة التنظيمية عاملًا مُهمًا في دعم أو إعاقة تطبيق إدارة المعرفة، إنّ بيئة العمل التي تتميز بالثقة والانفتاح تُسهم في تمكين الأفراد من تبادل المعرفة وتطبيقها، مما يعزز من كفاءة وفعالية المؤسسة. في المقابل، قد تحد الثقافة التنظيمية السلبية من قدرة المؤسسة على تطبيق إدارة المعرفة، وتؤدي إلى تقييد تداول المعلومات، مما يعيق الأداء الإداري ويؤثر سلباً على تحقيق أولوية الحوكمة. ومن خلال تعزيز ثقافة تنظيمية مُشجعة على التعاون وتبادل المعرفة، تصبح المؤسسات أكثر قدرة على تطبيق استراتيجيات إدارة المعرفة بنجاح. فالمعرفة، سواءً كانت صريحة أو ضمنية، تحتاج إلى بيئة محفزة تتيح للأفراد الشعور بالراحة في مشاركتها، حيث يُشكل هذا التبادل أساساً لتحسين أداء الجهاز الإداري. وتُعدّ ثقافة الابتكار والتعلُّم المستمر من أهم عوامل تحقيق النجاح في تطبيق إدارة المعرفة بما يخدم أهداف حوكمة المؤسسات، خاصةً في سياق التغيرات السريعة والمتزايدة في بيئات العمل. بالإضافة إلى ذلك تُساعد الثقافة التنظيمية الداعمة لإدارة المعرفة في تعزيز الأداء المؤسسي، حيث تصبح القرارات المستندة إلى المعرفة أكثر دقة وفعالية. فعلى سبيل المثال، تتيح إدارة المعرفة للمؤسسات جمع البيانات والمعلومات اللازمة لمتابعة المشاريع وتقييم أدائها، وبالتالي تحديد نقاط القوة وفرص التحسين، مما ينسجم مع الأولوية التي تضعها رؤية عُمان 2040 على تحسين كفاءة استخدام الموارد وتحقيق الاستدامة.

ومن استراتيجيات تعزيز الثقافة التنظيمية لدعم إدارة المعرفة وتحقيق حوكمة فعّالة، تطوير برامج توعية بأهمية الثقافة التنظيمية وتشجيع الموظفين على تبادل المعرفة وإنشاء منصات رقمية وقواعد بيانات وتحفيز الموظفين على المشاركة ودعم المبادرات الاجتماعية وتحسين البُنى الأساسية الرقمية. حيث تؤدي الثقافة التنظيمية دورًا هامًا في توفير بيئة تتيح للأفراد تبادل المعرفة بدون حواجز، مما يزيد من فرص الابتكار والتطوير. في حين أن الحوكمة تعتمد على استغلال الموارد بشكل مثالي، فإن الثقافة الداعمة لإدارة المعرفة تُمكّن الموظفين من استخدام معرفتهم وخبراتهم لتحقيق أقصى استفادة من الموارد، مما يجعل المشاريع الحكومية أكثر استدامة وفعالية. عليه، فإنّ الثقافة التنظيمية تُعدُّ أساسًا لنجاح تطبيق إدارة المعرفة، فهي تُسهم في تمكين الأفراد من تبادل المعارف وتطبيقها في سياق تحقيق أهداف وأولويات رؤية عُمان 2040. وبتعزيز الثقافة التنظيمية الداعمة لإدارة المعرفة، يُمكن للمؤسسات تحقيق كفاءة وفعاليّة أعلى، وذلك من خلال تحسين الحوكمة، وتوجيه الموارد والمشاريع وفق أفضل الممارسات.

مقالات مشابهة

  • رامي المتولي يكتب: الدورة الـ7 من "الجونة".. الأفضل بين نسخ المهرجان
  • د.حماد عبدالله يكتب: حديث إلى النفس !!
  • جان بيير فيليو يكتب: لم يسبق للولايات المتحدة أن دعمت حربًا إسرائيلية بهذا الحجم
  • أهمية الثقافة التنظيمية في تطبيق إدارة المعرفة
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
  • رامي صبري يرفع الوشاح الفلسطيني في حفله بالولايات المتحدة
  • بالوشاح الفلسطيني.. رامي صبري يحيي حفلًا غنائيًا في الولايات المتحدة
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  • على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!  
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!