لجريدة عمان:
2024-09-08@05:14:20 GMT

هل تعالج الرياضة انقسامات العالم ومآزقه؟

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

هل تعالج الرياضة انقسامات العالم ومآزقه؟

يعيد الرياضيون في العالم هذه الأيام طرح مقولة أثيرة لديهم على مسامع السياسيين مفادها أن الرياضة يمكن أن تصلح ما أفسدته السياسة. وعلى الرغم من أن الرياضة لم تستطع في يوم من الأيام أن تحقن الدماء المسفوكة بسبب الحروب والنزاعات في العالم، بل على العكس كانت في الكثير من المرات سببا مباشرا لاشتعال الحروب كما حدث في «حرب المائة ساعة» بين السلفادور وهندوراس بعد سلسلة من مباريات كرة القدم المثيرة للجدل خلال تصفيات كأس العالم عام 1970.

وكما حدث في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برلين سنة 1936 خلال الحكم النازي حيث استغلت الدورة لتعزيز الأيديولوجية الفاشية، واستبعد الكثير من الرياضيين من تلك الدورة بسبب العرق والدين. على الرغم من ذلك إلا أنها يمكن أن تكون جسرا مهما للتقارب بين الحضارات والثقافات في العالم، وتذكيرا قويًّا أن هناك الكثير من المشتركات التي يمكن الالتفاف حولها في العالم.

ويمكن هنا تذكر ما قام به نيلسون مانديلا خلال كأس العالم للرجبي عام 1995 في جنوب إفريقيا، حيث نجحت لفتته الرمزية بارتداء قميص فريق سبرينغبوك في توحيد دولة منقسمة، والمساعدة في شفاء جراح الفصل العنصري. قال مانديلا: «إن الرياضة قادرة على تغيير العالم، وهي قادرة على الإلهام وعلى توحيد الناس على نحو لا يستطيع أي شيء آخر أن يفعله». كانت هذه الكلمات في ذلك الوقت مؤثرة جدًّا ليس على الرياضيين وحدهم ولكن على السياسيين وعلى الشعوب المكلومة التي لا تستطيع أن تنسى ندوب الحرب الراسخة في وجدانها.

وحدث مثل هذا الشعور عندما مهدت مباراة في تنس الطاولة بين أمريكا والصين في عام 1971 للزيارة التاريخية التي قام بها نيكسون إلى الصين في عام 1972والتي كانت بمثابة بداية ذوبان الثلج في العلاقات الصينية الأمريكية، على الأقل في تلك المرحلة التي كان فيها التهديد النووي في أشده.. هذا الدور الذي تقوم به الرياضة يؤكد أن الجسور بين الأمم والحضارات قابلة للبناء مهما كان المشهد السياسي محاطا بغيوم سوداء.

وفي هذه اللحظة التي بدأت فيها دورة الألعاب الأولمبية في مدينة باريس، العاصمة الأوروبية الجميلة يمكن أن تمهد الرياضة لتقارب عالمي في لحظة يبدو فيها العنف البشري قد وصل إلى ذروته.

إن الميثاق الأولمبي نفسه ينص على أن «هدف الأولمبياد هو وضع الرياضة في خدمة التنمية المتناغمة للبشرية، بهدف تعزيز مجتمع سلمي يهتم بالحفاظ على الكرامة الإنسانية». وتستحق مثل هذه الشعارات أن تصل إلى جميع سكان الكرة الأرضية الذين يتابعون هذه الدورة الأولمبية وتحيط بهم في الوقت نفسه الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية ويعيشون خطر تحولات كبرى في العالم ليس آخرها النظام العالمي نفسه.

ويمكن لأولمبياد باريس، الذي سبقه العنف قبل أن يبدأ، أن يقدم للعالم رؤية لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والاحترام المتبادل. ونتذكر جميعا كيف شهدت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونج تشانغ بكوريا الجنوبية، لحظة تاريخية عندما سار الرياضيون من كوريا الشمالية والجنوبية معًا تحت علم واحد. كان ذلك المشهد رغم رمزيته يحيي آمال السلام والحوار في شبه الجزيرة الكورية.

وتملك الرياضة لبناء مثل ذلك الحوار ومثل تلك الرمزيات الكثير من الأدوات فهي تستطيع تجاوز حواجز اللغة والثقافة وتعقيدات السياسة، وتصل إلى قلوب الناس في جميع أنحاء العالم بسهولة ويسر. صحيح أن الرياضة لا تستطيع وحدها حل تعقيدات السياسة وتشابكاتها لكنها قادرة بكل سهولة على بناء فرص للحوار والثقة وتغليب فكرة التعايش والتناغم بين الجميع.

إن شعلة الألعاب الأولمبية التي تحترق الآن في باريس قادرة على حرق العداوات التاريخية منها والآنية وبناء أمل جديد في عالم يبدو ممزقا أكثر من أي وقت مضى، وهذه فرصة ثمينة ليقرأ العالم الكثير من الرمزيات التي يمكن رؤيتها بسهولة ويسر في الرياضة وهي قادرة أن تسد الكثير من الفجوات التي حفرتها السياسة في عالمنا.

وكما لاحظ نيلسون مانديلا بحكمة، فإن الرياضة لديها بالفعل القدرة على توحيد الناس وشفائهم، ويتعين علينا تسخير هذه القوة لصالح شفاء البشرية وليس شقاءها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة فی العالم الکثیر من

إقرأ أيضاً:

وفاة العداءة الأولمبية ريبيكا تشيبتيجي بعد هجوم مروع بالبنزين

لقيت العداءة الأولمبية الأوغندية ريبيكا تشيبتيجي، البالغة من العمر 33 عامًا، مصرعها متأثرة بحروق شديدة بعد تعرضها لهجوم مروع من قبل شريكها السابق، الذي قام بسكب البنزين عليها وإشعال النار فيها. وقع الحادث في شمال غرب كينيا، حيث كانت تشيبتيجي تقيم وتتدرب.

ووفقًا للسلطات المحلية، استهدف المهاجم تشيبتيجي بعد عودتها من الكنيسة إلى منزلها، وذلك على خلفية نزاع بينهما حول قطعة أرض. وقد نُقلت الرياضية إلى مستشفى "موي تيشينغ" في إلدوريت، حيث صرح الأطباء أن حالتها كانت حرجة، وأعلن عن وفاتها لاحقًا بعد فشل جميع أعضائها.

في بيان رسمي على منصة "إكس"، أعرب اتحاد ألعاب القوى الأوغندي عن حزنه الشديد لوفاة تشيبتيجي، وندد بالعنف الأسري الذي أودى بحياتها، مطالبًا بتحقيق العدالة. وأضاف البيان: "نسأل الله أن يتغمدها برحمته".

الشرطة الكينية أكدت أن التحقيقات جارية في الحادث، وسط تزايد المخاوف من تصاعد حالات العنف ضد الرياضيات في كينيا، حيث سبق أن لقيت رياضيتان أخريان، أغنيس تيروب وداماريس موتوا، مصرعهما في حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة.

عائلة تشيبتيجي لم تؤكد بعد خبر وفاتها بشكل رسمي، لكن والدها عبّر عن ألمه وصدمته، داعيًا إلى تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.

 

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حول مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية التي يسببها الاحتلال
  • حظك اليوم الأحد| توقعات الأبراج الترابية.. تراكمت الكثير من الأعمال
  • تقرير يكشف عن أهم الشخصيات في العالم التي من الممكن أن تصل إلى لقب “تريليونير”
  • موقع أمريكي: 20 عاماً من الحرب الأمريكية.. لا تزال قوات صنعاء قادرة على حصار البحر الأحمر
  • سفير مصري سابق: مصر ودول عربية حاولت إيجاد طريقا لإعادة اللحمة للحركة الفلسطينية
  • الهواري: المجتمعات التي تمتلئ بالأمل قادرة على تحقيق حاجاتها بالسعي والعمل
  • وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية يهنئان البطل إسحاق ولد قويدر
  • الناتو: أوكرانيا حققت الكثير بمهاجمة كورسك الروسية
  • وفاة العداءة الأولمبية ريبيكا تشيبتيجي بعد هجوم مروع بالبنزين
  • عشيقها أشعل بها النار.. وفاة اللاعبة الأولمبية ريبيكا تشيبتيجي بعد شهر على مشاركتها في باريس