لجريدة عمان:
2025-02-19@23:19:38 GMT

هل تعالج الرياضة انقسامات العالم ومآزقه؟

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

هل تعالج الرياضة انقسامات العالم ومآزقه؟

يعيد الرياضيون في العالم هذه الأيام طرح مقولة أثيرة لديهم على مسامع السياسيين مفادها أن الرياضة يمكن أن تصلح ما أفسدته السياسة. وعلى الرغم من أن الرياضة لم تستطع في يوم من الأيام أن تحقن الدماء المسفوكة بسبب الحروب والنزاعات في العالم، بل على العكس كانت في الكثير من المرات سببا مباشرا لاشتعال الحروب كما حدث في «حرب المائة ساعة» بين السلفادور وهندوراس بعد سلسلة من مباريات كرة القدم المثيرة للجدل خلال تصفيات كأس العالم عام 1970.

وكما حدث في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برلين سنة 1936 خلال الحكم النازي حيث استغلت الدورة لتعزيز الأيديولوجية الفاشية، واستبعد الكثير من الرياضيين من تلك الدورة بسبب العرق والدين. على الرغم من ذلك إلا أنها يمكن أن تكون جسرا مهما للتقارب بين الحضارات والثقافات في العالم، وتذكيرا قويًّا أن هناك الكثير من المشتركات التي يمكن الالتفاف حولها في العالم.

ويمكن هنا تذكر ما قام به نيلسون مانديلا خلال كأس العالم للرجبي عام 1995 في جنوب إفريقيا، حيث نجحت لفتته الرمزية بارتداء قميص فريق سبرينغبوك في توحيد دولة منقسمة، والمساعدة في شفاء جراح الفصل العنصري. قال مانديلا: «إن الرياضة قادرة على تغيير العالم، وهي قادرة على الإلهام وعلى توحيد الناس على نحو لا يستطيع أي شيء آخر أن يفعله». كانت هذه الكلمات في ذلك الوقت مؤثرة جدًّا ليس على الرياضيين وحدهم ولكن على السياسيين وعلى الشعوب المكلومة التي لا تستطيع أن تنسى ندوب الحرب الراسخة في وجدانها.

وحدث مثل هذا الشعور عندما مهدت مباراة في تنس الطاولة بين أمريكا والصين في عام 1971 للزيارة التاريخية التي قام بها نيكسون إلى الصين في عام 1972والتي كانت بمثابة بداية ذوبان الثلج في العلاقات الصينية الأمريكية، على الأقل في تلك المرحلة التي كان فيها التهديد النووي في أشده.. هذا الدور الذي تقوم به الرياضة يؤكد أن الجسور بين الأمم والحضارات قابلة للبناء مهما كان المشهد السياسي محاطا بغيوم سوداء.

وفي هذه اللحظة التي بدأت فيها دورة الألعاب الأولمبية في مدينة باريس، العاصمة الأوروبية الجميلة يمكن أن تمهد الرياضة لتقارب عالمي في لحظة يبدو فيها العنف البشري قد وصل إلى ذروته.

إن الميثاق الأولمبي نفسه ينص على أن «هدف الأولمبياد هو وضع الرياضة في خدمة التنمية المتناغمة للبشرية، بهدف تعزيز مجتمع سلمي يهتم بالحفاظ على الكرامة الإنسانية». وتستحق مثل هذه الشعارات أن تصل إلى جميع سكان الكرة الأرضية الذين يتابعون هذه الدورة الأولمبية وتحيط بهم في الوقت نفسه الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية ويعيشون خطر تحولات كبرى في العالم ليس آخرها النظام العالمي نفسه.

ويمكن لأولمبياد باريس، الذي سبقه العنف قبل أن يبدأ، أن يقدم للعالم رؤية لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والاحترام المتبادل. ونتذكر جميعا كيف شهدت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونج تشانغ بكوريا الجنوبية، لحظة تاريخية عندما سار الرياضيون من كوريا الشمالية والجنوبية معًا تحت علم واحد. كان ذلك المشهد رغم رمزيته يحيي آمال السلام والحوار في شبه الجزيرة الكورية.

وتملك الرياضة لبناء مثل ذلك الحوار ومثل تلك الرمزيات الكثير من الأدوات فهي تستطيع تجاوز حواجز اللغة والثقافة وتعقيدات السياسة، وتصل إلى قلوب الناس في جميع أنحاء العالم بسهولة ويسر. صحيح أن الرياضة لا تستطيع وحدها حل تعقيدات السياسة وتشابكاتها لكنها قادرة بكل سهولة على بناء فرص للحوار والثقة وتغليب فكرة التعايش والتناغم بين الجميع.

إن شعلة الألعاب الأولمبية التي تحترق الآن في باريس قادرة على حرق العداوات التاريخية منها والآنية وبناء أمل جديد في عالم يبدو ممزقا أكثر من أي وقت مضى، وهذه فرصة ثمينة ليقرأ العالم الكثير من الرمزيات التي يمكن رؤيتها بسهولة ويسر في الرياضة وهي قادرة أن تسد الكثير من الفجوات التي حفرتها السياسة في عالمنا.

وكما لاحظ نيلسون مانديلا بحكمة، فإن الرياضة لديها بالفعل القدرة على توحيد الناس وشفائهم، ويتعين علينا تسخير هذه القوة لصالح شفاء البشرية وليس شقاءها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة فی العالم الکثیر من

إقرأ أيضاً:

كواليس اجتماع اتحاد الرماية بسبب ترشح حازم حسني على منصب سكرتير اللجنة الأولمبية

كشف مصدر داخل اتحاد الرماية كواليس اجتماع مجلس الإدارة والموافقة على ترشح اللواء حازم حسني رئيس الاتحاد على منصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية المصري خلال الانتخابات التي تعقد يوم 25 إبريل المقبل.

ووافق مجلس إدارة الاتحاد المصري للرماية بالإجماع على ترشح اللواء حازم حسني رئيس الاتحاد على منصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية المصرية خلال الانتخابات المقبلة.

وأوضح المصدر لـ صدى البلد أن المجلس وافق على ترشح اللواء للمنصب فيما عدا أثنين من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وتقبل رئيس الاتحاد اختلاف الرأي وسط موافقة 7 أعضاء أخرين.

وجاءت موافقة مجلس إدارة الاتحاد المصري للرماية خلال الاجتماع الذي عقد أمس الأحد على ترشح حازم حسني في ذلك المنصب باللجنة الأولمبية المصرية نظرا للخبرات التي يمتلكها فضلا عن كونه يشغل منصب الأمين العام المساعد في اللجنة الأولمبية المصرية حاليا ويتولى أكثر من ملف داخل اللجنة الأولمبية المصرية واستطاع باقتدار إدارتها بالشكل الأمثل.

كما يتمتع اللواء حازم حسني بعلاقات دولية واسعة تمكنه من سرعة التواصل عبر منصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية المصرية ضمن اختصاصاته في المنصب الجديد المرشح له في اللجنة الأولمبية المصرية مما يجعله الأصلح للتواجد في هذا المنصب الهام داخل اللجنة الأولمبية.

وكان مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة المهندس ياسر إدريس قرر بالإجماع الموافقة على عقد الجمعية العمومية العادية للجنة الأولمبية المصرية لعام 2024 بتاريخ 25 إبريل 2025، والتي تتضمن انتخاب مجلس إدارة جديد لدورة 2024 / 2028، على أن يتم فتح باب الترشح بداية من 1 مارس 2025 ويغلق باب الترشيح بتاريخ 7 مارس 2025.

مقالات مشابهة

  • ما وراء انقسامات التنظيمات التي تحالفت مع الدعم السريع؟
  • المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية
  • عبدالعزيز عبدالشافي لـ«كلمة أخيرة»: لقاء القمة لا يمكن التنبؤ بنتيجته
  • في المنتدى السعودي للإعلام.. ملف كأس العالم 2034 وثيقة الحلم التي يراها العالم لأول مرة
  • أسوأ أنواع الألم التي يمكن أن يشعر بها الإنسان ليست آلام الولادة.. فما هو؟
  • بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة ورئيس بعثة اليونيفيل: أمامنا الكثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تمّ التعهد بها
  • رحالة بريطاني: الغرب لديه الكثير ليتعلم من العالم الإسلامي.. فيديو
  • الجدعان: يجب أن نعمل لحل المشكلات التي تواجهها الاقتصادات المتقدمة .. فيديو
  • كواليس اجتماع اتحاد الرماية بسبب ترشح حازم حسني على منصب سكرتير اللجنة الأولمبية
  • الحكومة العراقية تعالج ثلثي المشاريع المتلكئة وتواصل استكمال المتبقي