لجريدة عمان:
2025-11-17@17:31:27 GMT

هل تعالج الرياضة انقسامات العالم ومآزقه؟

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

هل تعالج الرياضة انقسامات العالم ومآزقه؟

يعيد الرياضيون في العالم هذه الأيام طرح مقولة أثيرة لديهم على مسامع السياسيين مفادها أن الرياضة يمكن أن تصلح ما أفسدته السياسة. وعلى الرغم من أن الرياضة لم تستطع في يوم من الأيام أن تحقن الدماء المسفوكة بسبب الحروب والنزاعات في العالم، بل على العكس كانت في الكثير من المرات سببا مباشرا لاشتعال الحروب كما حدث في «حرب المائة ساعة» بين السلفادور وهندوراس بعد سلسلة من مباريات كرة القدم المثيرة للجدل خلال تصفيات كأس العالم عام 1970.

وكما حدث في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برلين سنة 1936 خلال الحكم النازي حيث استغلت الدورة لتعزيز الأيديولوجية الفاشية، واستبعد الكثير من الرياضيين من تلك الدورة بسبب العرق والدين. على الرغم من ذلك إلا أنها يمكن أن تكون جسرا مهما للتقارب بين الحضارات والثقافات في العالم، وتذكيرا قويًّا أن هناك الكثير من المشتركات التي يمكن الالتفاف حولها في العالم.

ويمكن هنا تذكر ما قام به نيلسون مانديلا خلال كأس العالم للرجبي عام 1995 في جنوب إفريقيا، حيث نجحت لفتته الرمزية بارتداء قميص فريق سبرينغبوك في توحيد دولة منقسمة، والمساعدة في شفاء جراح الفصل العنصري. قال مانديلا: «إن الرياضة قادرة على تغيير العالم، وهي قادرة على الإلهام وعلى توحيد الناس على نحو لا يستطيع أي شيء آخر أن يفعله». كانت هذه الكلمات في ذلك الوقت مؤثرة جدًّا ليس على الرياضيين وحدهم ولكن على السياسيين وعلى الشعوب المكلومة التي لا تستطيع أن تنسى ندوب الحرب الراسخة في وجدانها.

وحدث مثل هذا الشعور عندما مهدت مباراة في تنس الطاولة بين أمريكا والصين في عام 1971 للزيارة التاريخية التي قام بها نيكسون إلى الصين في عام 1972والتي كانت بمثابة بداية ذوبان الثلج في العلاقات الصينية الأمريكية، على الأقل في تلك المرحلة التي كان فيها التهديد النووي في أشده.. هذا الدور الذي تقوم به الرياضة يؤكد أن الجسور بين الأمم والحضارات قابلة للبناء مهما كان المشهد السياسي محاطا بغيوم سوداء.

وفي هذه اللحظة التي بدأت فيها دورة الألعاب الأولمبية في مدينة باريس، العاصمة الأوروبية الجميلة يمكن أن تمهد الرياضة لتقارب عالمي في لحظة يبدو فيها العنف البشري قد وصل إلى ذروته.

إن الميثاق الأولمبي نفسه ينص على أن «هدف الأولمبياد هو وضع الرياضة في خدمة التنمية المتناغمة للبشرية، بهدف تعزيز مجتمع سلمي يهتم بالحفاظ على الكرامة الإنسانية». وتستحق مثل هذه الشعارات أن تصل إلى جميع سكان الكرة الأرضية الذين يتابعون هذه الدورة الأولمبية وتحيط بهم في الوقت نفسه الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية ويعيشون خطر تحولات كبرى في العالم ليس آخرها النظام العالمي نفسه.

ويمكن لأولمبياد باريس، الذي سبقه العنف قبل أن يبدأ، أن يقدم للعالم رؤية لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والاحترام المتبادل. ونتذكر جميعا كيف شهدت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونج تشانغ بكوريا الجنوبية، لحظة تاريخية عندما سار الرياضيون من كوريا الشمالية والجنوبية معًا تحت علم واحد. كان ذلك المشهد رغم رمزيته يحيي آمال السلام والحوار في شبه الجزيرة الكورية.

وتملك الرياضة لبناء مثل ذلك الحوار ومثل تلك الرمزيات الكثير من الأدوات فهي تستطيع تجاوز حواجز اللغة والثقافة وتعقيدات السياسة، وتصل إلى قلوب الناس في جميع أنحاء العالم بسهولة ويسر. صحيح أن الرياضة لا تستطيع وحدها حل تعقيدات السياسة وتشابكاتها لكنها قادرة بكل سهولة على بناء فرص للحوار والثقة وتغليب فكرة التعايش والتناغم بين الجميع.

إن شعلة الألعاب الأولمبية التي تحترق الآن في باريس قادرة على حرق العداوات التاريخية منها والآنية وبناء أمل جديد في عالم يبدو ممزقا أكثر من أي وقت مضى، وهذه فرصة ثمينة ليقرأ العالم الكثير من الرمزيات التي يمكن رؤيتها بسهولة ويسر في الرياضة وهي قادرة أن تسد الكثير من الفجوات التي حفرتها السياسة في عالمنا.

وكما لاحظ نيلسون مانديلا بحكمة، فإن الرياضة لديها بالفعل القدرة على توحيد الناس وشفائهم، ويتعين علينا تسخير هذه القوة لصالح شفاء البشرية وليس شقاءها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة فی العالم الکثیر من

إقرأ أيضاً:

الفريق أسامة ربيع: قناة السويس قادرة على استقبال أي أعداد أو أحجام من السفن

أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن عبور أول سفينة حاويات من باب المندب إلى القناة منذ عامين يحمل «رسالة قوية» للعالم بشأن استقرار حركة الملاحة بعد التوترات الأخيرة في البحر الأحمر.

 الهدنة في غزة 

وقال خلال لقاء على شاشة القاهرة الإخبارية: «هذه أول مرة أخرج على مركب قادمة من باب المندب منذ عامين… الرسالة واضحة بأن المنطقة أصبحت آمنة، وأن الهدنة في غزة مستمرة بضمان الرئيسين السيسي وترامب».

وأوضح الفريق ربيع أن خطوة عبور سفينة CMA بهذا الحجم تؤكد ثقة شركات الملاحة العالمية في عودة الاستقرار، مشيراً إلى أن الهيئة كانت جاهزة طوال الفترة الماضية بفضل أعمال التطوير المستمرة رغم انخفاض عدد السفن خلال العامين الماضيين.

أسامة ربيع: قناة السويس هي الخيار الأفضل بعد عودة الهدوء للبحر الأحمرأسامة ربيع: الهدنة في غزة ساهمت في استقرار أوضاع قناة السويس

وأضاف أن قناة السويس قادرة حالياً على استقبال أي أعداد أو أحجام من السفن بفضل ما تم تنفيذه من تحديثات وتجهيزات.

وعن الحوافز والتخفيضات، أكد رئيس الهيئة أن التخفيضات الحالية ــ ومنها خصم 15% لسفن الحاويات التي تتجاوز حمولتها 130 ألف طن ــ ستستمر لفترة، على أن تتم مراجعتها وفقاً لتطورات السوق وعودة حركة السفن تدريجياً.

وقال إن الهيئة تعمل حالياً على إعداد حوافز إضافية لأحجام محددة وآليات معينة لعبور السفن.

وأشار ربيع إلى وجود تحسن ملحوظ في حركة العبور منذ بداية سبتمبر، موضحاً أن النصف الأول من نوفمبر شهد زيادة بنسبة 12% في عدد السفن، و16% في الحمولات، و18% في العائد بالدولار مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس حالة الاطمئنان التي سادت بعد إعلان الحوثيين وقف استهداف السفن.

طباعة شارك الملاحة حركة الملاحة أسامة ربيع الفريق أسامة ربيع السيسي

مقالات مشابهة

  • الألعاب الأولمبية للصم – طوكيو 2025.. بوعيدل وسعدي يمنحان الجزائر ميداليتين فضيتين
  • انطلاق النسخة الأولى من مسابقة الرماية الأولمبية في مسندم
  • عفت السادات: كلمة الرئيس حول دور الهيئة الوطنية للانتخابات ترسّخ استقلالها
  • ما هي الدروس التي يمكن أن يتعلمها ممداني من تجربة خان في لندن؟
  • أوبن أيه آي تعالج مشكلة مزعجة في تشات جي بي تي
  • هل تحتاج زراعة الزيتون إلى الكثير من الأسمدة؟ دراسة تجيب
  • فيرنانديز: طرد رونالدو «كلفنا الكثير».. ونسعى لحسم التأهل أمام أرمينيا
  • الفريق أسامة ربيع: قناة السويس قادرة على استقبال أي أعداد أو أحجام من السفن
  • تبقى 18 مقعداً.. إليك المنتخبات التي أصبحت على أعتاب التأهل لكأس العالم 2026
  • مصر أصل الحكاية.. 700 ألف سنة من العلوم التي سبقت العالم كله