عدت مُجددًا إلى الجبل الشرقي «جبل هاط» التابع لولاية الحمراء بمحافظة الداخلية بعد عام تقريبًا من آخر زيارة، فمن يزره مرة لا بد أن يعيدها مرات ومرات.
كالعادة كان المكان يعج بالزوار العمانيين والوافدين الموجودين بيننا والأجانب القادمين من الخارج الذين قطعوا مسافات طويلة ليستمتعوا بروعة الأجواء..
كل شيء في الطود الشرقي يدفع بحلم تطوير هذا المكان نظرًا لموقعه المميز واعتدال درجات الحرارة على سفحه في الصيف وانخفاضها في فصل الشتاء.
تمنيت وأنا أشاهد كثافة تلك الأعداد خاصة من الأسر أن تكون هناك خطط واستراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى تستهدف توفير كافة الخدمات التي يحتاجها السائح بداية من دورات المياه وانتهاءً بخدمات السكن والمأكل والترفيه.
منذ أول وهلة لوصولي تبادرت إلى ذهني الأسئلة القديمة الجديدة نفسها: متى ستتوفر الخدمات السياحية في موقع استثنائي لا يكاد يخلو من زائريه كهذا؟ ما الذي يمنع من إقامة فنادق ذات نجوم مختلفة وبأسعار في متناول يد الجميع أو وحدات سكنية تخدم ذوي الدخول المحدودة والمتوسطة ممن لا تمكنهم قدراتهم المالية من السفر للخارج؟.
لماذا تغيب عن الجبل الشرقي «جبل هاط» الذي لن تجد لنفسك فيه موطأ قدم إذا لم تحجز مكانك على سفحه باكرًا خلال أيام الأعياد والإجازات.. لماذا تغيب المطاعم والمقاهِي ومتنزهات الأطفال ووسائل المغامرة والترفيه رغم أنها ستدر إن وُجدت دخلًا جيدًا وتوفر للسائح خدمات ضرورية لا توجد إلا في المحلات التجارية بمركز الولاية؟؟
في ذلك الازدحام تذكرت -وأنا أحاول أن أجد لي موقفًا شاغرًا لسيارتي- رحلة جمعتني وأحد الأصدقاء إلى بلد آسيوي عندما سألته بعد أن فوجئنا بعدد السياح العمانيين الذين كنا نتصادف بهم هل يعقل أن هذا العدد الهائل يأتي من بلادنا سائحًا إلى هنا كل عام؟ كان رده: «امسك الخشب يا رجل» هم موجودون بكثافة في مختلف البلدان ليس هنا فحسب».
وضح حينها «تلتقي سياح بلادنا في سريلانكا وتايلاند وتركيا وإيران وسنغافورة والهند وفي غابات إفريقيا.. في الجزر البعيدة وفي دول أوروبا الشرقية والغربية و..... هذا يعد مؤشرًا جيدًا لانتشار ثقافة السفر وأجزم أنه بعد سنوات سيُستفاد من هؤلاء السياح وأموالهم في رفد اقتصاد بلادنا الوطني.. نحتاج إلى قليل من الصبر».
نعم تشعر بالسعادة عندما تتصادف بابن بلدك وهو يسيح في الأرض لكنك تتمنى أن تذهب مصاريفه إلى جيب السياحة المحلية.. ومع دفقة السعادة تلك تتمسك بالأمل في أن يخطو المشهد السياحي في بلادنا خطوات حقيقية ليصبح عاملًا حاسمًا وحقيقيًا يضيف إلى الدخل القومي المحلي.
النقطة الأخيرة..
مُبهجُ كثيرًا التطور السياحي الحاصل في محافظة ظفار ممثلًا في موسم خريف ظفار 2024.. مفرحة هي الإشادات الداخلية والخارجية التي تحتفي بهذا التطور المُلفت.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مسؤول جزائري: مخططات كبيرة تحاك ضد بلادنا نتصدى لها بكل السبل
الجزائر - تعمل العديد من الدول العربية على التصدي لمخططات غربية تستهدف استقرارها كما وقع في عدد من دول المنطقة الفترة الأخيرة، بحسب سبوتنيك.
تحذيرات سابقة وردت على لسان خبراء ومسؤولين من دول عدة بشأن استهداف الدول التي ترفض الرضوخ للأجندات الغربية ومن بينها الجزائر.
تعد الجزائر من الدول التي رفضت الإملاءات الغربية، وكان لها مواقفها القوية ضد المحور الغربي في مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، والاعتداءات على لبنان، ما يجعلها ضمن الدول المستهدف.
مؤخرا أشارت الصحف الجزائرية إلى إفشال مخطط استخباراتي يستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد.
تعد حركتي "الماك" و"رشاد"، من الحركات التي تدرجها الجزائر على قوائم الإرهاب، واتهمت سابقا بإشعال الحرائق ومحاولة زعزعة الاستقرار في الجزائر.
قال نائب رئيس البرلمان الجزائري، موسى خرفي، إن العديد من التهديدات تحيط بالجزائر إقليميا ودوليا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أنه في ظل تعدد مناطق التهديد تظل حركتي "الماك" و"رشاد"، يقيمون في الدول الأوروبية.
ولفت إلى أن تتبع هذه العناصر ومراقبتها أمر ضروري بالنسبة للجزائر، التي تعتبر هذه العناصر إرهابية.
وشدد على أن مخططات الغرب بشأن الجزائر هي كبيرة، وعلى الشعب الجزائري أن يتصدى لها.
وتابع: "هناك مخططات غربية كبيرة ضد الجزائر، ونحن كمنتخبين وأحزاب سياسية نعي هذه المخططات جيدا ونعمل على التصدي لها بكل الوسائل من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد".
ما هي حركة "ماك"؟
تأسست الحركة، عام 2001، وتتخذ من باريس مقرا لها، صنفتها الحكومة في مايو/ أيار الماضي، ضمن قائمة الإرهاب.
أسس الحركة فرحات مهنا، للمطالبة بالحكم الذاتي في منطقة القبائل بعد أحداث عام 2001.
ما هي حركة "رشاد"؟
تأسست حركة "رشاد" في أبريل/نيسان 2007، من قيادات في "جبهة الإنقاذ الإسلامية" المصنفة ضمن القائمة الإرهابية للبلاد منهم، مراد دهينة ومحمد العربي زيتوت ومحمد السمراوي وعباس عروة ورشيد مصلي.
في عام 2003، قدم القضاء الجزائري مذكرة توقيف للإنتربول بحق مراد دهينة، بتهمة ضلوعه في تهريب الأسلحة من سويسرا والسودان إلى الجزائر وارتكاب العشرات من العمليات الإرهابية في فرنسا والجزائر، إلا أنه في العام 2004، أفرجت الجزائر عن عباسي مدني وعلي بلحاج، في حين رفض دهينة المصالحة الوطنية في الجزائر وقرر ترك قيادة المكتب في الخارج.
في العام 2006، دعا مراد دهينة إلى "عمل مسلح مشروع" ضد الدولة.
في مايو 2021، أدرجت السلطات الجزائرية، اليوم الثلاثاء، حركتي "رشاد" المعارضة و"الماك" الانفصالية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن بالجزائر.
وجاء في بيان المجلس الأعلى للأمن بالجزائر، الذي ترأسه الرئيس عبد المجيد تبون، أنه "بعد تناول المجلس بالدراسة للأعمال العدائية والتحريضية المرتكبة من قبل ما يسمى بحركتي "رشاد" و"الماك"، التي ترمي إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها، واتخذ في هذا الإطار قرارا يقضي بوضعهما ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، والتعامل معهما بهذه الصفة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.
يذكر أن حركة "الماك" تأسست سنة 2001، بعد ما يعرف بأحداث الربيع الأسود، التي شهدت مقتل 127 مواطنا في منقطة القبائل، وطالبت الحركة في بدايتها بالحكم الذاتي وتقرير المصير، قبل أن ترفع سقف مطالبها إلى استقلال منطقة القبائل من الجزائر.
واتهمت وزارة الدفاع الجزائرية في وقت سابق، حركة "الماك" بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات وسط المسيرات الشعبية.
أما حركة "رشاد" فهي حركة معارضة ذات خلفية إسلامية، تأسست سنة 2007، ويرأسها الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت المقيم ببريطانيا، وتعد وريثة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، والتي ترتبط بالعشرية السوداء في أذهان الجميع، ومعظم قيادات الحركة متواجدون في المهجر.
كما أصدرت العدالة الجزائرية سابقا مذكرات توقيف دولية ضد بعضهم، وقام العديد من المحامين الجزائريين بتصنيف هذه الحركة كمنظمة "إرهابية" والتعامل معها على هذا الأساس نظرا لمساسها بالأمن القومي والنسيج الاجتماعي والسلامة والأمن العموميين.
Your browser does not support the video tag.