لجريدة عمان:
2024-09-08@05:15:43 GMT

التخصص الجامعي بين الميولات والفرص

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

توافدت إليَّ أسئلة ملخصها في سؤال كبير: ما أفضل التخصصات الجامعية التي ينبغي أن يختارها الطالب، والتي تقترن بفرص مهنية عالية في المستقبل؟ وأمامي الآن -لحظة كتابة هذا المقال- خبرٌ نُشرَ بتاريخ 23/ 7/ 2024م في موقع القناة الإذاعية «هلا أف أم» الذي نقل عن مركز القبول الموحّد التابع لوزارة التعليم والبحث العلمي والابتكار أن «العدد الإجمالي للمقاعد الدراسية بمؤسسات التعليم العالي الحكومية والبعثات الداخلية، والمنح المقدّمة من القطاع الخاص للدراسة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة، والبعثات الخارجية ومنح الدول الشقيقة للعام الأكاديمي 2025/2024 (32625) مقعدًا دراسيًا».

لست بصدد مناقشة آلية توزيع المقاعد الدراسية وأعدادها الممنوحة من قبل الجهات المعنية التي أرى أن أهل الاختصاص في مركز القبول الموحّد يدركون نسب هذه المقاعد وتناسبها، ولكنني سأحاول أن أجيب عن سؤال يَرِدُ كثيرا على لسان الطالب المقبل على هذه المقاعد والمنح الدراسية متعلق بالتخصص المناسب الذي يمكن اختياره في منصة القبول الموحّد الذي حُددَ تاريخ 4/ 8/ 2024 آخر يوم لتعديل الرغبات. هناك وجهان في موضوع التخصص الجامعي؛ إذ يعكس الوجه الأول ميولات الطالب واهتماماته المعرفية التي تنطلق من مكنونات الشغف الشخصي والقدرات المعرفية، ويتعلق الوجه الثاني بالفرص المستقبلية الأكثر حظًا للمهن، والتي يتعيّن بواسطتها تحديد التخصصات الأكثر قبولا في المستقبل، ووجدت أن الوجه الثاني أكثر اهتماما من قبل الطالب وولي أمره، وهذا عائد إلى الثقافة المجتمعية السائدة التي تركّز على المهن والتخصصات من حيث قبولها المجتمعي ورواجها في سوق العمل دون الضرورة إلى تقديم الميولات الشخصية على الفرص الوظيفية أو البحث عن أرضية تجمع بينهما؛ فمن الجلّي أن معظم مخرجات دبلوم التعليم العام -وما يعادله- تركّز على الوجه الثاني اتّباعا للثقافة السائدة التي لا نقطع بسلبيتها المطلقة؛ فثمّة موجهات تؤيد هذه الثقافة تنطلق من مفاهيم بَدَهِيّة منها احتياجات سوق العمل الفعلية، ومستجدات الحركة التقنية في العالم، والتغيّرات المُحدَثة بفعل التحولات الرقمية التي تدفع برقمنة المجتمعات؛ فتبحث عن الكوادر البشرية المتخصصة في القطاع الرقمي، وهذا ما يمكن أن نجعله مبررًا لوجود هذه الثقافة التي تُؤْثِرُ التركيزَ على الفرص واحتياجات سوق العمل على الميولات الفردية للتخصصات. لا يمكن بأيّ حال أن نفرضَ واقعًا مغايرًا للتوجهات الجمعية التي يتفق معظم أفراد المجتمع على قبولها وممارستها؛ فهناك مبررات مثل التي سقتها في السطور الآنفة، ولكن من منطلقات الرأي أجد أن التوازن مطلوب في صناعة التخصصات وصناعة المهن؛ فنحن بحاجة إلى متخصصين في كل المجالات الإنسانية والعلمية، وعندما نقول كلمة «متخصصين»؛ فنقصد بها المتخصص المتميّز في تخصصه الذي يفني جهده في بلوغ أفضل المراحل المعرفية في هذا التخصص ليكون مرجعا يعتمد على توصياته ويستفاد من خبراته، ويبدأ هذا -في غالبه- بوجود الميولات المبنية على الشغف في دراسة هذا التخصص الذي يضمن نجاحا مدهشا يحقق بواسطته بناء قاعدة تخصصية صُلبة، ولكن -من زاوية أخرى- نرى أن هناك معوقات يمكن أن تعوق وجود هذا التوجه تتمثل في الثقافة السائدة التي أشرنا إليها سابقا؛ إذ أنها تقلص فرص تنوع التخصصات وتحقيق التوازن المطلوب؛ فنرى -مثلا- في حاضرنا أن سوق العمل يركّز على التخصصات الرقمية التي تمثل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، والأمن السيبراني وغيرها من التخصصات، وهذا ما يضع بعض الطلبة أمام خيارات صعبة خصوصًا أولئك الذين يميلون إلى التخصصات الإنسانية مثل علوم اللغة والنفس والاجتماع، والإدارة، وبجانب التخصصات العلمية غير الرقمية، والتي لا ينبغي أن تتراجع حتى في ظل الزحف الرقمي؛ فوجود هذه التخصصات بجانب الهيمنة الرقمية أمر حتمي، ولا أجد صداما بينهما، ولهذا من المهم أن نلفت الانتباه إلى أن وجودنا في العصر الرقمي لا يعني انتهاء العلوم الأخرى وتخصصاتها؛ فنحن مع حاجتنا الماسّة إلى المتخصص في علم البيانات وتحليلها وعلوم الذكاء الاصطناعي وبناء خوارزمياتها؛ فنحن أيضًا لا نستغني عن الطبيب والمهندس والتربوي واللغوي وعالِم النفس وعالِم الاجتماع بل والمتخصص في علوم الحيوان والحشرات، ونصيحتي للطالب المقبل على اختيار التخصص المناسب أن يراعي قبل ذي بدء ميولاته الداخلية التي يمكن أن تضمن له النجاح في التخصص والمواصلة فيه، وما يتعلق بالرؤية المستقبلية للمهن؛ فستكون -بلا شك- الوفرة للتخصصات الرقمية التي ستدخل جميع قطاعات حياتنا ومهنها بما فيها القطاعات الإنسانية مثل اللغة وعلم النفس والتعليم والإدارة والطب، ويدعونا هذا إلى صناعة توازن جديد يجمع بين الميولات والفرص؛ فالميولات أولوية، وبنجاح أصحابها تتوفر الفرص وتتنوع، ومن المهم أيضًا أن ندرك أن التخصصات الرقمية لا يمكن أن تكون الصوت الأعلى مهما علا شأنها وذاع صيتها؛ فهي تخصصات في غالب حالها معنية بدعم قطاعات حياتنا ومفاصلها، ولا تعمل -في كثير حالاتها- بشكل مستقل، ولهذا من السهل أن نقول إن الطبيب المتخصص في الطب والمبدع فيه بحاجة إلى ثقافة رقمية تعينه في مواصلة نجاحه التخصصي دون الحاجة إلى التخصص في المجال الرقمي.دعوتنا عبر هذا المقال إلى جميع أفراد المجتمع وأولهم طلبة الدبلوم العام وما يعادله في إيجاد صورة أكثر إيجابية عن موضوع التخصصات وعلاقتها بالمهن المستقبلية، وهنا أؤكد أننا بحاجة إلى تنوّع في التخصصات نضمن بواسطتها توفّر كوادر وطنية في جميع القطاعات، وينبغي أن يكون تركيزنا على صناعة المتخصص قبل صناعة أصحاب المهن؛ فالمتخصص الناجح قادر على صناعة المهن التي بدورها تترجم حركة المجتمعات وحاجاتها، أترك المجال مفتوحًا للجميع؛ فما عرضته لا يخرج عن حيّز الرأي الشخصي الذي يعكس ما أؤمن بأهميته وأهمية تحققه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سوق العمل یمکن أن

إقرأ أيضاً:

2500 فرصة عمل جديدة بـ15 محافظة - التخصصات وموعد التقديم

كتب- محمد أبو بكر:

أصدرت وزارة العمل، اليوم الجمعة، نشرة التوظيف نصف الشهرية التي تُعلن فيها عن فرص عمل جديدة في المحافظات تنسيقًا مع شركات القطاع الخاص.

وقالت "العمل"، إنها تلقت طلبات جديدة من 69 شركة قطاع خاص في 15 محافظة لديها 2569 فرص عمل ووظائف مٌتوفرة الأن في عددِ من التخصصات، منها لأصحاب القُدرات الخاصة "ذوي الهمم".

وجاءت الوظائف برواتب مجزية تحدد حسب المقابلة وفقًا للحد الأدنى للأجور، فضلًا عن التأمين الصحي والاجتماعى.

وبحسب "العمل"، يمكن التقديم على فرص العمل الجديدة خلال شهر سبتمبر 2024 الجاري، عن طريق، التالي:

- مكتب الإدارة العامة للتشغيل بمقر الوزارة القديم بمدينة نصر.

- مديريات العمل بالمحافظات.

- أرقام وعناوين الشركات المُرفقة مع هذا البيان.

- الموقع الرسمي لوزارة العمل على الإنترنت.

ووجاءت فُرص العمل الجديدة في 15 محافظة،هي: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والشرقية، والإسكندرية، وبورسعيد، وسوهاج، وأسيوط، ودمياط، والغربية، والدقهلية، والمنوفية، وكفر الشيخ، والوادى الجديد، وجنوب سيناء.

جاءت تخصصات فرص العمل الجديدة، كما يلي:

- مسئول إئتمان.


- وصيدليين.

- مساعد صيدليين.

- محاسبين.

- معلمين قيادة.

- محصل.

- موظفين استقبال فرع.

- بائعين.

- تلى سيلز.

- خدمة عملاء.

- أخصائي جودة بكالريوس زراعة.

- مدير إنتاج.

- مشرف خطوط إنتاج.

- أخصائى تمويل.

- أمين مخازن.

- مهندسين ميكانيكا.

- إنتاج وجودة.

- مدرسين علوم ورياضيات ولغة صينية وإنجليزية وحاسب آلي.

- زائرة صحية.

- مشرف أتوبيس.

- اخصائى سلامة وصحة مهنية.

- محضر أدوية.

- دليفرى.

- محاسب خزينة.

- سكرتارية.

- أعمال إدارية.

- سائقين رخصة أولى وثانية وثالثة.

- مندوبين مبيعات.

- مراقبين جودة.

- فنيين جميع التخصصات.

- مشرفي إنتاج.

- أفراد أمن.

- عمال خياطة بكافة الأقسام.

- عمال انتاج.

- عمال نظافة.

- كافة تخصصات الفندقة.

- تخصصات أخرى.

وضمت نشرة فرص العمل والوظائف الجديدة، مجموعة من الوظائف لذوى همم بالمحافظات؛ لاستيفاء نسبة الـ5 % من بين إجمالى عمالها من تلك الفئة برواتب مجزية.

مقالات مشابهة

  • وظائف أمن وحراسة برواتب مجزية.. مؤهلات متوسطة والتقديم حتى 50 عاما
  • وظائف خالية في 15 محافظة.. تعرف على التخصصات المطلوبة ومواعيد التقديم
  • مهم من التعليم العالي لطلبة التوجيهي “الخطة الجديدة” / رابط
  • 2500 فرصة عمل جديدة بـ15 محافظة - التخصصات وموعد التقديم
  • توقيع عقد إنجاز مشروع إنشاء مستشفى الملك سلمان الجامعي في تونس
  • نائب رئيس جامعة الفيوم يعقد اجتماعًا استعدادًا لاستقبال الطلاب للعام الجامعي الجديد
  • حقوق أسيوط تقدم برنامجا للدراسات القانونية باللغة الإنجليزية العام الجامعي الجديد (تفاصيل)
  • ما الذي يمكن أن تغيّره زيارة السيسي الأولى لتركيا في الملفات الشائكة؟
  • ما الذي يمكن أن تغيّره الزيارة الأولى للسيسي إلى تركيا في الملفات الشائكة؟
  • لا عزاء لضحايا الحروب العبثية والفرص المهدرة