المقاومة: مجزرة دير البلح جريمة وحشية تعكس انسلاخ الاحتلال عن الإنسانية
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
قالت حركة حماس اليوم السبت إن "المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الفاشي في مدرسة السيدة خديجة بدير البلح، التي تضم الآلاف من النازحين، باستهدافه ساحة المدرسة ونقطة طبية ميدانية فيها بثلاث قنابل،هي جريمة وحشية تؤكد انسلاخ هذا العدو الإرهابي عن كل قيم الإنسانية، وتحديه المستمر لكافة قوانين الحروب التي تنص على حماية المدنيين".
وأضافت حماس،في بيان أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية(صفا)على منصة إكس اليوم :"تواصل حكومة الاحتلال الإرهابية ارتكابها أفظع المجازر بحق المدنيين العزل، بدم بارد ودون أي رادع، وبالغطاء الإجرامي الذي توفره الإدارة الأمريكية، ودعمها المطلق لحرب الإبادة في قطاع غزة سياسيا وعسكريا، وتكبيل يد العدالة عن أخذ دورها في محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة الذين تخطوا كل حدود الفاشية".
ودعت حماس جماهير الأمتين العربية والإسلامية، وأحرار العالم، إلى "الانتفاض والضغط لوقف حرب الإبادة والتجويع والتدمير المستمرة في قطاع غزة"، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بـ "الخروج عن سياسة الصمت المريع والانتقال لخطوات جادة وفاعلة لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه بحق المدنيين الأبرياء".
وحمل مكتب الإعلام الحكومي في غزة الجيش الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه "المجازر" ضد النازحين والمدنيين، لافتا إلى أن تلك "المجازر" تأتي في ظل إسقاط الجيش الإسرائيلي للمنظومة الصحية وتدمير وإحراق المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل والإدارة الأمريكية لوقف حرب "الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم" المتدفق في قطاع غزة.
و أسفرت الغارة إسرائيلية عن استشهاد 30 شخصا وإصابة اكثر من 100 آخرين عقب أن استهدفت مركزا طبيا ميدانيا داخل مدرسة تأوي نازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.، كما أدت العملية الإسرائيلية المستمرة في خان يونس إلى استشهاد 170 فلسطينيا خلال ستة أيام، وفق ما أفادت مصادر في قطاع غزة في الشهر العاشر من الحرب.
وفي مستشفى الأقصى في دير البلح، هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المنشأة الطبية. ووصل بعض الجرحى سيرا على الأقدام وملابسهم ملطخة بالدماء.
وأظهرت لقطات صورتها بعض وكالات الانباء أفرادا وهم يعودون إلى موقع القصف لتفقد متعلقاتهم بينما تشتعل نيران في المكان. وانهارت جدران وتناثر حطام في ساحة المدرسة حيث توجد سيارات لحقت بها أضرار.
وقالت أم حسن علي، وهي نازحة تعيش في المدرسة، إن شهرين فحسب انقضيا منذ عودتها إلى غزة قادمة من مصر مع ابنتها التي كانت تتلقى الرعاية الطبية هناك، وأصيبت ابنتها الآن في الهجوم ونقلت إلى المستشفى.
وقالت ابتهال أحمد لرويترز إنها كانت جالسة في خيمة إحدى جاراتها حينما سمعت دوي الهجمات العنيفة.
وأضافت "صرت أجري، يعني كانت بنتي بشقة وأنا بشقة. لاقيت الناس بتطلع بتجري مكان الحدث. بس هاي المدرسة خديجة فيها جرحى يعني ما لهمش ذنب يصير فيهم هيك".
وتنفذ إسرائيل عمليات عسكرية مدمرة خلفت عشرات آلاف الضحايا في القطاع منذ أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقضاء على حركة حماس إثر الهجوم غير مسبوق الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر وأدى إلى اندلاع الحرب.
اختتم نتانياهو للتو زيارته للولايات المتحدة بلقاء دونالد ترامب الذي حذّر من "حروب كبرى في الشرق الأوسط وربما حرب عالمية ثالثة" إذا لم يفز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
رغم الخسائر البشرية الفادحة التي بلغت عشرات الآلاف من الشهداء وفق حصيلة وزارة الصحة الفلسطنية، والكارثة الإنسانية واسعة النطاق في غزة، تواصل إسرائيل غاراتها وهجماتها البرية بلا هوادة.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان "إحصائية مجزرة الاحتلال باستهدافه لمدرسة خديجة (نقطة طبية ميدانية) بمنطقة دير البلح... نتج عنه 30 شهيداً وأكثر من 100 إصابة بينها حالات خطيرة".
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي الغارة قائلا إنها استهدفت "مجمع قيادة وسيطرة تابعا لحماس تم إخفاؤه داخل مدرسة خديجة في وسط قطاع غزة".
في هذه الاثناء، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم السبت إن "الضوء الأخضر الذي حصل عليه نتنياهو من الإدارة الأمريكية جعله يستمر في عدوانه ضد شعبنا وأرضنا، وآخرها المجزرة البشعة التي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى من أبناء شعبنا جراء استهداف جيش الاحتلال مدرسة تؤوي آلاف النازحين في مدينة دير البلح، ومستشفى ميدانيا".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن أبو ردينة قوله إن "هذه المجازر الوحشية تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية والكونجرس اللذين صفقا وأعطيا الدعم السياسي والمالي والسلاح لهذا الاحتلال ليستمر في قصف الأطفال والنساء والشيوخ، لأنه يعلم مسبقا أنه محمي من العقاب، جراء الدعم الأعمى والمنحاز من قبل الجانب الأميركي، خاصة لقاءاته الأخيرة في الكونجرس".
وأشار إلى أن "الاحتلال انتهك كل المحرمات التي أقرها القانون الدولي بقصف مدرسة تؤوي مدنيين عزلا يبحثون على ملاذ آمن، غير موجود بالأساس في قطاع غزة بعد نحو 10 أشهر من العدوان المتواصل، وفي كل مرة يقصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين لا نرى سوى بعض الإدانات والاستنكار الذي لن يجبر الاحتلال على وقف عدوانه الدموي".
وطالب أبو ردينة الإدارة الأمريكية بـ "اجبار الاحتلال الإسرائيلي حليفها الاستراتيجي على وقف عدوانه، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية وقرارات المحاكم الدولية، وعدم اعطائه الدعم للاستمرار في جرائمه الوحشية، وهي تتحمل مسؤولية كل ما يجري من عدوان على غزة والضفة والقدس".
عملية دامية في خان يونس
في وقت سابق اليوم ، قالت وسائل إعلام فلسطينية رسمية إن ما لا يقل عن 14 فلسطينيا استشهدوا في هجمات إسرائيلية في خان يونس منذ الفجر وإن جثثهم نقلت إلى مجمع ناصر الطبي.
من جهتها، أفادت الأمم المتحدة اليوم أن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح خلال أربعة أيام من القتال العنيف حول مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، في ظل عملية عسكرية إسرائيلية لاستعادة جثث رهائن من المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "الأعمال العدائية المكثفة " الأخيرة في منطقة خان يونس أسفرت عن "موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة، مضيفًا أن نحو 182 ألف شخص " نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومي الاثنين والخميس الماضيين في حين "لا يزال مئات آخرون عالقين في شرق خان يونس ".
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنه طلب من الفلسطينيين إخلاء الأحياء الجنوبية في منطقة خان يونس بقطاع غزة مؤقتا حتى يتمكن من "العمل بقوة" هناك، وطلب منهم الانتقال إلى منطقة إنسانية في المواصي.
وأضاف الجيش أنه وجه دعواته للسكان للإخلاء عبر عدة وسائل من أجل تخفيف الخطر على المدنيين.
وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين استشهدوا في مخيم البريج للاجئين في وقت سابق جراء غارة جوية إسرائيلية على منزل، بينما قتل أربعة آخرون في هجوم آخر على منزل في رفح.
ويتهم مسؤولون من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية إسرائيل باستخدام القوة غير المتناسبة في الحرب وعدم التأكد من وجود أماكن آمنة يذهب إليها المدنيون، وهو ما تنفيه إسرائيل.
مفاوضات منتظرة في روما
وفي سياق آخر، تحذّر الأمم المتحدة من أن المجاعة تهدد قطاع غزة الذي تفرض إسرائيل منذ 9 أكتوبر حصارا مطبقا على سكانه الذين يناهز عددهم 2.4مليون نسمة.
نقل مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، امس عبر الفيديو من القدس شهادات نساء وأطفال من غزة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في القطاع.
وقال نقلا عن إحدى النساء "اني مضطرة لرؤية ولدي يموت جوعا"، وعن أخرى "لقد أمضيت أربعة أشهر بدون أن أستحم".
بعد فشل مفاوضات متعددة بشأن هدنة مرتبطة بالإفراج عن رهائن، من المقرر عقد اجتماع لممثلي الوسطاء - مصر والولايات المتحدة وقطر - مع رئيس الموساد الإسرائيلي اليوم الأحد في روما، بحسب قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات المصرية.
واتهمت حركة حماس التي سيطرت على السلطة في غزة عام 2007، نتانياهو بعرقلة أي مشروع اتفاق.
كما دان منتدى عائلات الرهائن الذي يمثل أقارب محتجزين في غزة، الخميس "تخريب" الجهود الرامية إلى الإفراج عن الرهائن، موجها أصابع الاتهام إلى بنيامين نتانياهو.
الاحتلال يعتقل 40 فلسطينيًّا في الضفة الغربية
من جهة اخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 40 فلسطينيًّا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم أطفال وأسرى سابقون، إضافة إلى أفراد من عائلات لأسرى أفرج عنهم لاحقًا.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، اليوم السبت، إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي "قلقيلية، ونابلس"، فيما توزعت بقية الاعتقالات على أغلب محافظات الضفة.
وأضاف البيان: إن قوات الاحتلال تواصل خلال حملات الاعتقال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب وتدمير منازل الفلسطينيين. وأشار إلى ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 9840 معتقلًا، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وأوضح البيان أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، ولكن من حيث مستوى الجرائم التي ارتكبتها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة الأمم المتحدة فی قطاع غزة دیر البلح خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله: المقاومة هي الخيار الوحيد لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الخروج
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، أن المقاومة هي السبيل الوحيد للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وإجباره على الخروج من الأراضي المحتلة، مشددًا على أن الشعب اللبناني أمام خيارين: "إما القتال أو الاستسلام"، معتبرًا أن الاستسلام ليس خيارًا مطروحًا.
قال قاسم في تصريحاته: "الاحتلال الإسرائيلي لن يخرج ولن يهزم إلا بالمقاومة"، وأكد أن حزب الله ملتزم بالوقوف في مواجهة أي محاولات لفرض شروط إسرائيلية على لبنان، مشددًا على أن إرادة الشعب والمقاومة أقوى من أي محاولات لترهيب لبنان أو النيل من سيادته.
وأشار قاسم إلى أن حزب الله يسعى للعمل مع جميع الأطراف الوطنية، بما في ذلك الدولة اللبنانية والقوى الشريفة والدول الداعمة للبنان، من أجل تعزيز استقرار البلاد ومواجهة التحديات، وأكد: "سنبني معًا بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى، وسنقدّم مساهمتنا لانتخاب رئيس الجمهورية".
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، شدد قاسم على أن خطوات حزب الله السياسية ستظل تحت سقف اتفاق الطائف، مضيفًا: "سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا التمثيلية والشعبية وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آن معًا".
واختتم قاسم حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل لا يمكنها هزيمة لبنان أو فرض شروطها عليه، مؤكدًا أن المقاومة ستبقى صامدة حتى تحقيق أهدافها الوطنية.
تأتي تصريحات نعيم قاسم في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط السياسية، حيث يؤكد حزب الله تمسكه بالمقاومة كخيار استراتيجي لحماية لبنان واستعادة حقوقه.
واشنطن تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار أممي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء اليوم، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإجهاض مشروع قرار مقدم من الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس، يطالب بوقف فوري، غير مشروط، ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب تأكيد الإفراج عن جميع الرهائن بشكل عاجل وغير مشروط.
تضمن مشروع القرار دعوة صريحة للأطراف المتصارعة إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، مع التركيز على تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وطالب المشروع بتمكين المدنيين الفلسطينيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، مشددًا على ضرورة السماح بدخول المساعدات بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى جميع المناطق داخل القطاع، خاصة شمال غزة، الذي يعاني من كارثة إنسانية حادة.
كما رفض مشروع القرار أي أعمال تهدف إلى تجويع المدنيين الفلسطينيين، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، بما يشمل حماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والأشخاص العاجزين عن القتال، وحماية المنشآت المدنية.
استخدام الفيتو الأمريكي أثار موجة من الانتقادات من الدول الأعضاء في المجلس ومنظمات حقوق الإنسان، التي ترى في المشروع خطوة ضرورية لتهدئة الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، واعتبرت بعض الدول أن الفيتو الأمريكي يعكس انحيازًا واضحًا، ويعطل الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء التصعيد وضمان حماية المدنيين.
يأتي هذا التطور في وقت تتفاقم فيه الأوضاع في غزة بشكل غير مسبوق، مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين وانهيار الخدمات الأساسية نتيجة الحصار والقصف المستمر، الأمم المتحدة حذرت من أن المدنيين، خصوصًا في شمال القطاع، يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والخدمات الطبية، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية إنسانية ملحة.
المجتمع الدولي يترقب خطوات لاحقة من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة للبحث عن حلول بديلة تنقذ المدنيين في غزة من الكارثة التي يعيشونها.