تقنيات إنترنت الأشياء في الميزان.. بين رقمنة العالم وتحديات الأمان الإلكتروني
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
الرؤية - أحمد التوبي
أجمع عددٌ من المختصين على الإيجابيات الواعدة التي تتوافر عليها تقنيات "إنترنت الأشياء"، مُعتبرين إياها من أبرز الابتكارات التكنولوجية في العصر الحديث؛ لما تُتيحه من اتصال بين الأجهزة المختلفة وتبادل للبيانات يُمكن حال استثمارها بشكل إيجابي تحسين كفاءة الأعمال والخدمات، إلا أنَّهم في الوقت ذاته لم يغفلوا جملة تحديات كبرى تتعلق بالأمن والخصوصية ومخاوف الاختراق، إضافة للحاجة إلى بُنى أساسية قوية وقوانين تنظيمية واضحة، لضمان تحقيق العلامة الكاملة باستفادة رقمية قادرة على قيادة دفة الاقتصاد المعرفي.
أسامة الدغاري خبير أمن معلومات، يقول لـ"الرؤية": إنَّ استخدام الأوامر الصوتية أو الهواتف الذكية لبعض أجهزة إنترنت الأشياء؛ يمكن أن تُحَسِّن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في الحياة اليومية للفرد؛ فهناك أجهزة تساعد الشخص على القيام بالأعمال المنزلية الروتينية بسهولة، كتنظيف أرضية المنزل وري الأشجار والنباتات، وتشغيل وإغلاق نظام التكييف المنزلي.. أما عن مخاوف أمن وخصوصية استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في المنزل، فالأجهزة والأدوات المرتبطة بالإنترنت يكون من السهل اختراقها؛ وهذا أسوء تحدٍّ يواجه هذه التقنيات الواعدة.
ولم يغفل الدغاري التأكيد على عدَّة إيجابيات لتقنيات إنترنت الأشياء يُمكنها أن تعزز كفاءة الأعمال التجارية؛ موضحاً أنَّ هذه الأجهزة المتقدمة قد تسهم في تعزيز كفاءة الأعمال عبر تحسين مختلف الجوانب التشغيلية. فمن جانب الإنتاج، تتيح هذه الأجهزة مراقبة البيانات في الوقت الفعلي، مما يقلل فترات التوقف غير المخطط لها، كما تفعل جنرال إلكتريك (GE) التي تستخدمها للصيانة التنبؤية. أما في إدارة المخزون، فتستفيد "وول مارت" مثلا من أجهزة الاستشعار المتصلة لتتبع مستويات المخزون بدقة، مما يقلل التكاليف ويعزز تجربة العملاء. وهي الحال كذلك في قطاع الطاقة، حيث نرى أن شركة الطاقة إنجي (Engie) تستخدم أجهزة انترنت الأشياء لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل التكاليف. كما تسهم تقنيات إنترنت الأشياء أيضاً في تحسين تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات مخصصة، وتعزز الصيانة التنبؤية، وتدعم تحسين سلسلة التوريد عبر رؤية شاملة وفعالة.
تحديات جمَّة
أما سعود الريامي أستاذ التكنولوجيا، فيرى في التحديات الأخلاقية المرتبطة بجمع واستخدام البيانات من أجهزة انترنت الأشياء، أنَّ هناك الكثير من القضايا المرتبطة بهذه العملية؛ من بينها تتبع المسار الاقتصادي الشرائي للمستخدم عبر تطبيقات الشراء والطلبات على الإنترنت وتفضيل علامة تجارية على أخرى أو منتج على آخر، فضلا عن القضايا المتعلقة بالجانب الصحي حيث قد تحدث انتهاكات للمعلومات الصحية للمستخدم عبر الساعات الذكية والأجهزة الاخرى المرتبطة بالصحة ونشرها للبيانات الخاصة به واستخدامها لأغراض معينه بدون إذن المستخدم مما يؤدي لانتهاك خصوصيته.
وتحدث الريامي حول الابتكارات المستقبلية التي يُتَوَقَّع ظهورها في مجال انترنت الأشياء، قائلاً: هناك الكثير من الابتكارات المرتبطة بتقنية إنترنت الاشياء في جميع المجالات مثل مجالات الصناعة والصحة والتعليم والمجال الزراعي، ونتوقع ظهور المزيد من الابتكارات في المستقبل القريب وذلك من خلال دمجها بالذكاء الاصطناعي وأدواته المختلفة، خصوصا المرتبطة بعملية تحليل البيانات والتي لابد من استخدام إنترنت الأشياء للحصول عليها. ولفت الريامي إلى تأثير الابتكارات المستقبلية المتعلقة بإنترنت الأشياء على الفرد والمجتمع، موضحًا أن العصر الحالي مختلف عن العصور السابقة، حيث نعيش في عالم متسارع يضم أحدث التقنيات التي لها تأثير مباشر على الأفراد والمجتمعات، والتي ستسهم بفاعلية في خدمة البشرية، ولكن لابد من توخي الحظر وتجنب الجوانب المظلمة لهذه التقنيات لتجنب مساوئها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
7 أسئلة عن انتخابات كندا 2025 وتحديات ترامب
سيتوجه الكنديون إلى الانتخابات الفدرالية الشهر المقبل، في ظل حرب تجارية مع الولايات المتحدة.
وقد أعلن رئيس الوزراء مارك كارني يوم الأحد عن إجراء الانتخابات، حيث يسعى إلى البناء على زخم حزبه الليبرالي منذ بداية العام.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرةlist 2 of 2لوفيغارو: لماذا تبعد فرنسا هذا العدد الكبير من الأطفال عن عائلاتهم؟end of listويقول الخبراء إن العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، والسعي إلى قيادة قوية لمواجهة التعريفات الجمركية والتهديدات بالضم التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد البلاد، ستشكل محور السباق الانتخابي الذي يستمر 5 أسابيع.
متى ستجرى الانتخابات؟ستُعقد الانتخابات البرلمانية يوم الاثنين، 28 أبريل/نيسان القادم.
ووفقا لقوانين الانتخابات الكندية، يجب أن تستمر الحملة الفدرالية لمدة لا تقل عن 37 يوما ولا تزيد عن 51 يوما.
ومع إعلان كارني عن الانتخابات يوم الأحد وتحديد موعدها الشهر المقبل، ستكون حملة هذا العام هي الأقصر المسموح بها قانونا.
كيف تعمل الانتخابات؟تمتلك كندا 343 دائرة انتخابية فدرالية تُعرف باسم الدوائر الانتخابية أو المقاطعات الانتخابية.
ويمكن للناخبين المؤهلين الإدلاء بأصواتهم لصالح المرشح المفضل لديهم في الدائرة التي يقيمون فيها.
وتعتمد كندا نظام "الفائز يحصل على كل شيء"، مما يعني أن المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته يفوز بالمقعد.
إعلانوسيتولى المرشح الفائز مقعده في مجلس العموم، وهو المجلس الأدنى في البرلمان الكندي.
من سيكون رئيس الوزراء القادم؟وفقا للنظام البرلماني الكندي، يُطلب من الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم تشكيل الحكومة.
إذا حصل حزب على أكبر عدد من المقاعد ولكن ليس بما يكفي لتحقيق الأغلبية المطلقة، فإنه يسعى إلى الاتفاق مع حزب آخر -أو أحزاب أخرى- لضمان تمرير التشريعات.
ويصبح زعيم الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد رئيسا للوزراء، حيث لا يصوت الكنديون بشكل مباشر لاختيار رئيس الوزراء.
ما الأحزاب المتنافسة؟يوجد في كندا 4 أحزاب سياسية فدرالية رئيسية.
ويتولى الحزب الليبرالي الحكم منذ 2015، وكان لديه 152 مقعدا في البرلمان عند حله. وكان الحزب بقيادة جاستن ترودو سابقا، لكنه استقال رسميا من منصب الوزير الأول في 14 مارس/آذار، مما أتاح لكارني تولي المنصب.
والحزب المحافظ كان المعارضة الرسمية لكندا، حيث حصل على 120 مقعدًا في البرلمان السابق.
ويقود الحزب المحافظ بيير بويليفر، وهو نائب من منطقة أوتاوا معروف بخطابه الشعبوي.
الأحزاب الأخرى في السباق– الحزب الديمقراطي الجديد (NDP): ذو توجه يساري، بقيادة جاغميت سينغ، كان لديه 24 مقعدا برلمانيا. دعم سابقا حكومة أقلية بقيادة ترودو، لكنه أنهى ذلك الاتفاق في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
– حزب الكتلة الكيبيكية (Bloc Québécois): يقدم مرشحين فقط في مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية، كان لديه 33 مقعدا في مجلس العموم، ويقوده إيف-فرانسوا بلانشيه.
– حزب الخضر الكندي (Green Party of Canada): كان لديه مقعدان فقط في البرلمان قبل حله، ولا يُتوقع أن يحقق مكاسب كبيرة في الانتخابات القادمة.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟حتى يناير/كانون الثاني الماضي، كان يُعتقد أن المحافظين لديهم طريق واضح نحو تحقيق أغلبية برلمانية.
لكن تهديدات ترامب ضد كندا، إلى جانب استقالة ترودو وصعود كارني كزعيم جديد للحزب الليبرالي، غيّرت المشهد السياسي. وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الليبراليين إما يتقدمون على المحافظين أو يتساوون معهم في سباق متقارب للغاية.
إعلانوفقا لشبكة سي بي سي بول تراكر، التي تجمع بيانات الاستطلاعات الوطنية، حصل الليبراليون على 37.5% من الدعم، مقارنة بـ37.1% للمحافظين، وذلك يوم الأحد.
جاء الحزب الديمقراطي الجديد في المركز الثالث بنسبة 11.6%، يليه الكتلة الكيبيكية بنسبة 6.4%، ثم حزب الخضر بنسبة 3.8%.
وذكرت سي بي سي أن الليبراليين والمحافظين "متعادلان فعليا في استطلاعات الرأي الوطنية، مع تراجع الديمقراطيين الجدد إلى المركز الثالث بفارق كبير".
وأضافت الشبكة أن الليبراليين "من المرجح أن يفوزوا بأكبر عدد من المقاعد، وربما بأغلبية حكومية، إذا أجريت الانتخابات اليوم".
ما القضايا التي ستسيطر على السباق الانتخابي؟كانت أحزاب المعارضة -وعلى رأسها بيير بويليفر والحزب المحافظ- تأمل أن تتركز انتخابات 2025 على قضايا القدرة على تحمل التكاليف، مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإسكان.
لكن تعريفات ترامب الجمركية وتهديداته بتحويل كندا إلى "الولاية الأميركية رقم 51" قلبت النقاش السياسي رأسا على عقب.
يقول الخبراء الآن إن السؤال الأساسي في الانتخابات سيكون: أي حزب هو الأكثر قدرة على التعامل مع ترامب وإدارة العلاقات بين كندا والولايات المتحدة؟
وقد أقر زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية في كندا بمخاوف المواطنين بشأن سياسات ترامب، وتعهدوا بالدفاع عن سيادة البلاد.
* بقلم جيليان كيستلر-دامور