خبير عسكري: الاحتلال يتعمد قتل المدنيين بغزة ومبرراته واهية
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين في قطاع غزة بشكل ممنهج ومتعمد، وهو ما لا ينطبق مع شروط المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية التي يتحدث عنها.
وذكر العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن القصف الذي يجري في دير البلح (وسط قطاع غزة) ومناطق خان يونس (جنوبي القطاع) هو قصف مباشر للمدنيين، وهناك عمليات قصف جوي مركزة على جميع مناطق القطاع، مدعومة بتوغل بري، رغم أن الاحتلال يزعم أن المرحلة الثالثة تكون أقل كثافة من السابق.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية كشفت أن المستوى السياسي في إسرائيل منح الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على قطاع غزة، وقالت إن الجيش سيواصل العملية العسكرية ولكن بشكل آخر.
وشدد العقيد الفلاحي على أن عمليات القتل البشعة للمدنيين غير مبررة، حتى في ظل وجود قيادات للمقاومة في أوساطهم، كما يزعم الاحتلال، منوّها إلى أن القانون الدولي واتفاقية جنيف لعام 1949 يمنعان قتل المدنيين تحت أي سبب.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت مجزرة جديدة باستهداف مدرستين تؤويان نازحين غرب دير البلح، مما خلف أكثر من 30 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة 100 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو استهدف مجمع قيادة وسيطرة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تم إخفاؤه داخل مجمع مدرسة خديجة.
وفنّد الخبير العسكري والإستراتيجي المزاعم التي يروج لها الاحتلال للتغطية على جرائمه، وقال إن قيادات المقاومة لا يمكنها أن تختلط بالمدنيين لتجنب قصفهم من قبل القوات الإسرائيلية.
ومن جهة أخرى، أكد العقيد الفلاحي أن المقاومة الفلسطينية تعتمد في تصديها لقوات الاحتلال في تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، على إستراتيجية تقضي بمحاولة احتواء الهجوم الإسرائيلي الذي يكون عادة مصحوبا بزخم ناري في بدايته، وتجنب الدخول في معركة حاسمة مع قوات الاحتلال في هذه المنطقة.
وأشار إلى تصاعد عمليات المقاومة بشكل كبير في تل الهوى، من خلال صد وحصر القوات الإسرائيلية المتوغلة، ثم تنفيذ العمليات التي توظف فيها ما تملكه من إمكانيات وقدرات، قصف بالهاون، وتفجير عبوات، وضرب بقذائف الياسين والقنص.
وذكر أن عمليات المقاومة في تل الهوى تنعكس على عملياتها في منطقة خان يونس وفي رفح جنوبي قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كمائن مركبة وعمليات استشهادية.. تحول لافت في نهج المقاومة بغزة
تظهر العمليات النوعية، التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أن هناك تحولا في النهج الذي تقاوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بات المقاومون يتجاوزون العمليات الفردية إلى العمليات الاستشهادية، فضلا عن الكمائن المركبة أو كمائن الموت.
وفي مقطع فيديو سابق لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ظهر شعار "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت"، ونشرت القسام الفيديو يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الذي صادف ذكرى انطلاق حركة حماس.
وكان المقطع للإعلان عن كمين الفالوجا الذي نفذه مقاتلو القسام غربي مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فإن كمين الفالوجا يخفي في ثناياه رسائل مبطنة تشي بتحول في طبيعة قتال الكتائب ودخوله طورا جديدا شعاره عمليات نوعية استشهادية من "المسافة صفر"، العبارة التي اختصت بها كتائب القسام في وصف هجماتها منذ حرب 2014.
وفي السياق نفسه، أعلنت الكتائب -أمس الجمعة- أنها نفذت عملية وصفتها بالأمنية المعقدة في مخيم جباليا، وأوقعت أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح.
وفي تفاصيل العملية، قالت الكتائب في بيان إن "مجاهدا قساميا تمكن من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من المسافة صفر في مخيم جباليا". وأشارت إلى أنه بعد ساعة من ذلك "تنكر المجاهد نفسه بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح".
إعلانوحسب ما صرح به الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا، لقناة الجزيرة في وقت سابق، فإن العملية الاستشهادية في جباليا هي الأولى داخل غزة منذ عام 2002.
ومن جهته، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي -في تحليل سابق على قناة الجزيرة- إلى أن عملية القسام في مخيم جباليا "تمثل مرحلة جديدة في تكتيكات المقاومة الفلسطينية"، معتبرا استخدام الحزام الناسف في قلب منطقة عسكرية مغلقة "تطورا لافتا" في نوعية العمليات التي تستهدف الجيش الإسرائيلي.
مقاومة شرسةويحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 80 يوما مناطق شمال قطاع غزة، وتحت وطأة الضغط العسكري يحاول تهجير سكانها جنوبا، في إطار ما باتت تعرف بـ"خطة الجنرالات".
غير أن جيش الاحتلال يواجه على الأرض مقاومة شرسة، عنوانها "النصر أو الشهادة"، وهي المقولة التي اعتادت كتائب القسام أن تنهي بها بياناتها.
وتقول كتائب القسام إنها قتلت 60 ضابطا وجنديا إسرائيليا، وأصابت مئات آخرين خلال الـ77 يوما الأخيرة، 17 من الجنود القتلى لقوا مصرعهم قنصا.
وحسب تقرير نسيبة موسى على الجزيرة، فإن عمليات كتائب القسام خلال 45 يوما من الحرب تؤكد أنها اعتمدت نهج الكمائن المركبة أو ما يسمونها بكمائن الموت، التي تقوم على استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق أو مبان مفخخة ومن ثم الإجهاز على من يتبقون أحياء.
ومن جهة أخرى، شهدت الأيام الأخيرة تصاعدا في هجمات "المسافة صفر" التي ينفذها مقاتلو القسام في مناطق شمال القطاع، بيت لاهيا وبيت حانون وفي مخيم جباليا على وجه التحديد، ومن ذلك ما أعلنته القسام الخميس الماضي عن طعن أحد مقاتليها ضابطا إسرائيليا و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مخيم جباليا.
وكانت تلك العملية الأولى من نوعها التي تحدث في قطاع غزة.
إعلانكما أعلنت كتائب القسام بعد ذلك عن إجهاز مقاتل على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة غرب مدينة بيت لاهيا.
وخلص تقرير الجزيرة إلى أنه مع الهجمات الفردية الاستشهادية، أو ما تعرف عسكريا بهجمات "الذئاب المنفردة"، يتحول نهج هجمات القسام في شمال قطاع غزة، "وما ذلك إلا ترجمة لشعار القسام النصر أو الشهادة".