الصحة تستهدف إجراء 100 عملية لزراعة القرنية خلال العام الجاري
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
ـ د. هيثم المحروقي:
تقليل قوائم انتظار عمليات زراعة القرنية بمستشفى النهضة بنسبة 70%
د. قاسم الجهضمي:
دراسة إنشاء بنك لتجهيز وحفظ القرنيات في سلطنة عمان
تمكنت وزارة الصحة ممثلة في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء ومستشفى النهضة من إجراء 55 عملية لزراعة القرنية خلال 9 أشهر وذلك بعد إعادة تشغيل برنامج زراعة القرنية في أغسطس 2023.
ويتوقع مستشفى النهضة أن ينجح في إجراء 100 عملية لزراعة القرنية خلال العام الجاري ، وقد قللت هذه العمليات قوائم الانتظار بنسبة 70%، ويستهدف البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء توسعة خدمات زراعة القرنية في سلطنة عمان من خلال دعم وجود هذه الخدمة في كل من مستشفى إبراء ومستشفى نزوى، كما يدرس إنشاء بنك لتجهيز وحفظ القرنيات في سلطنة عمان لضمان وتقليل الاعتماد على البنوك الخارجية.
وقال الدكتور هيثم بن هلال المحروقي، أخصائي أول قرنية والنزول الأبيض وتصحيح النظر بمستشفى النهضة: إن القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين، وتمثل نافذ الضوء للعين، وتختلف وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى العتامة في القرنية من ضمنها الإصابة بمرض القرنية المخروطية لدى الشباب، والتهابات القرنية بسبب العدسات اللاصقة أو غيرها، وكذلك عتامات بسبب مرض التراخوما.
وأشار إلى أن اختيار زراعة القرنية المناسبة للمريض يعتمد على زراعة القرنية الكاملة أو الجزئية إلا أن التوجه العالمي اليوم يعتمد على زراعة القرنية الكاملة إذا كانت قرنية المريض مصابة بالعتامة في كل أجزائها أما إذا كان العتامة في جزء واحد من القرنية فإن هنا التدخل الجراحي يقوم على الزراعة الجزئية لاستبدال الجزء المصاب بالعتامة فقط ..
مشيرا إلى أن الحصول على القرنية يأتي من الأشخاص المتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة إذ يتم استقدام القرنيات من إحدى دول الخارج، على أمل في المستقبل وفي ظل مساعٍ البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء أن يكون لدينا متبرع بالأعضاء بعد الوفاة من سلطنة عمان، وتتم متابعة المريض بعد انتهاء زراعة القرنية لمدة عام أو أكثر بقليل.
تقليل قائمة الانتظار
وقال المحروقي: نحتاج ما بين 80 ـ 100 قرنية سنويا، حيث تم بمستشفى النهضة إجراء 55 عملية خلال 9 أشهر ومن المتوقع أن نصل إلى 100 عملية لزراعة القرنية خلال العام الجاري.
مؤكدا أن هذه العمليات قللت من قوائم الانتظار بنسبة 70%، وفي السابق كان المريض يضطر إلى أن يسافر إلى الخارج وفي مثل هذه العمليات لا نستطيع التحكم بجودة العلاج أو جودة القرنية المزروعة، وتأتي حالات تعاني من مضاعفات نتيجة زراعة القرنية في الخارج.
وأضاف: أن تعزيز صحة العين تكمن من خلال الحفاظ عليها وترطيبها خاصة في فصل الصيف والتقليل من مشاهدة الهواتف لفترات طويلة إضافة إلى المحافظة على نظافة العدسات اللاصقة وتغييرها باستمرار، مع تفضيل استخدامها ليوم واحد فقط واستبدالها بأخرى جديدة، أما فيما يتعلق بالأشخاص الذين قاموا بزراعة قرنية فإنه ينصح عندما أصابتهم بالاحمرار أو نقصان النظر الاتجاه إلى أقرب مؤسسة صحية.
تفعيل زراعة القرنيات
وقال الدكتور قاسم بن محمد الجهضمي، رئيس قسم التبرع بالأعضاء في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة: إن زراعة القرنيات هي عملية جراحية تهدف إلى استبدال القرنية المصابة أو المتضررة بقرنية سليمة من متبرع متوفى، وتعد هذه العملية من أهم الإنجازات الطبية في مجال طب العيون لأنها تعيد البصر مرة أخرى لهؤلاء المرضى وتحسين جودة حياتهم، وعليه كان أحد أهم أهداف دائرة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة منذ إنشائها في يناير 2022م هو إعادة تفعيل زراعة القرنيات في المستشفيات الحكومية وتوفير هذه الخدمة للمرضى المحتاجين، وهو ما تم بفضل الله وبفضل جهود مختلف الجهات في سبتمبر 2023.
وأشار الجهضمي إلى أن مصدر هذه القرنيات هم المتبرعون بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة، ونتيجة لتردد الكثير في مجتمعنا عن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة وكذلك لعدم توفر بنك للقرنيات في سلطنة عمان لتجهيز وحفظ القرنيات، جاء دور البرنامج الوطني في التعاقد مع بنوك عالمية للقرنيات و استيراد هذه القرنيات في الوقت المناسب وتوفيرها للمرضى المحتاجين، كما تم التعاقد كذلك مع شركة مختصة في التخليص الجمركي لتوصيل هذه القرنيات في أفضل حالة إلى مستشفى النهضة .. مشيرا إلى أن نجاح مستشفى النهضة في عمليات زراعة القرنية ما هي إلا البداية فقط، حيث يهدف البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء إلى توسعة خدمات زراعة القرنية، وتم بالفعل عمل زيارات لمستشفى إبراء ونزوى وتحديد الاحتياجات للقيام بهذا النوع من العمليات، وسيقوم البرنامج الوطني بتوفير البنية التحتية اللازمة لإجراء عمليات زراعة القرنيات، مثل تجهيز المستشفيات بالمعدات والأدوات اللازمة، وتقديم الدعم اللوجستي لنقل القرنيات بالجودة والسرعة اللازمتين.
وأوضح الجهضمي، أن تدريب العاملين الصحيين على أحدث التقنيات في زراعة القرنية هو أحد عوامل زيادة معدلات نجاح هذا النوع من العمليات، حيث باشر البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بإرسال عدد من العاملين الصحيين للتدريب في مراكز زراعة القرنيات في الخارج، ويعمل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء كذلك على دراسة إنشاء بنك لتجهيز وحفظ القرنيات في سلطنة عمان في السنوات القريبة القادمة، وذلك لضمان توفر قرنيات ذات جودة عالية وتقليل الاعتماد على البنوك الخارجية وذلك بالتنسيق مع المختصين من كافة الجهات في سلطنة عمان والتواصل مع الخبراء والمؤسسات العالمية من أجل تنفيذ هذا المشروع الوطني على أعلى المواصفات العالمية.
وأكد الجهضمي أن رفع وعي المجتمع حول أهمية التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، بعد الوفاة هو أمر حاسم لنجاح برنامج زراعة القرنيات في سلطنة عمان، حيث إن زراعة أعضاء مثل القلب والرئة وزراعة الأنسجة مثل زراعة القرنيات لا يمكن إلا بالتبرع بها بعد الوفاة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مستشفى النهضة بعد الوفاة إلى أن
إقرأ أيضاً:
“وزارة الصحة” تطلق الدليل الوطني للكشف الصحي لطلبة المدارس
أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدليل الوطني للكشف الصحي المدرسي للطلبة، بالتعاون مع الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وذلك بهدف الكشف المبكر عن الحالات الصحية أو النمائية لدى الطلاب بدءاً من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر .
ويتيح هذا الدليل التدخل وتقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب لتعزيز صحة الأجيال الحالية والقادمة، ضمن منظومة عمل متكاملة من خلال إجراء الفحوصات الصحية المدرسية في الدولة، وتوحيد جهود الرعاية الصحية للطلاب، إلى جانب إنشاء قاعدة بيانات وطنية وموثوقة لنتائج الكشف الصحي المدرسي للطلاب، ما يسهم في تعزيز صحة المجتمع وتحسين جودة الحياة.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها الوزارة في دبي، بحضور سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومسؤولين من الإدارات والأقسام المعنية بالوزارة وممثلي الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الدولة.
ويشكل الدليل الوطني للكشف الصحي المدرسي للطلبة، إطاراً وطنياً شاملاً للكادر الصحي بالدولة لتقديم الخدمات الصحية الوقائية وفق نهج ثابت ومسار موحد ضمن جدول زمني محدد، كما يتضمن الدليل سلسلة توعوية مناسبة لاحتياجات الطلبة في المراحل العمرية المختلفة لتعزيز الوعي الصحي لديهم.
ويشتمل الدليل على الخطوات التفصيلية النموذجية للكشف المبكر عن الحالات الصحية والنمائية لدى الطلبة، من خلال إجراء الفحوصات الصحية المدرسية وتحديث التاريخ الطبي لكل طالب سنوياً، وتقييم مؤشرات النمو كالطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى فحص البصر، ومتابعة حالة التطعيم لجميع الطلاب وتحديثها وفقاً للبرنامج الوطني للتحصين، بجانب إجراء فحوصات متخصصة أهمها الفحص البدني الشامل، والكشف عن حالات ميلان العمود الفقري ، وفحص السمع، وصحة الأسنان، والصحة النفسية والسلوكية، والتقييم عن حالة التدخين لدى الطلبة فوق سن العاشرة لتقديم المشورة الطبية.
وأكد الدكتور حسين الرند أن هذا الدليل يعكس التزام وزارة الصحة ووقاية المجتمع بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية المدرسية، من خلال توظيف كل الإمكانات المتطورة في إنشاء قاعدة بيانات وطنية لنتائج الكشف الصحي لطلاب المدارس الحكومية والخاصة، بما يتماشى مع معايير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويلبي طموحات مئوية الإمارات 2071، لإعداد أجيال تتمتع بأفضل مستويات الصحة والجاهزية للمشاركة في بناء مستقبل مستدام.
وأضاف أن حكومة الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، أولت اهتماماً استثنائياً بالأطفال واليافعين في قلب سياساتها التنموية، إيماناً بأن الاستثمار في صحتهم هو استثمار في مستقبل الوطن، لذلك تقود الوزارة الجهود الوطنية لتعزيز الصحة العامة لطلبة المدارس، وضمان توفير رعاية صحية وقائية ومتكاملة لهم من خلال تطوير وتحديث الأدلة العلمية للكشف الصحي المدرسي، بالتعاون مع كافة الشركاء الإستراتيجيين في الدولة.
من جهتها أشارت الدكتورة سعاد العور رئيسة قسم صحة الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إلى تضافر جهود جميع الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الدولة لتعزيز صحة طلاب المدارس، وهي المرحلة التي تشكل الجزء الأكبر من طفولتهم، مؤكدة الدور الحيوي للبرامج الوطنية في الدولة ومنها البرنامج الوطني لمكافحة السمنة والبرنامج الوطني للتطعيمات وغيرها.وام