قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول “بريكس” تصل إلى نحو 25 مليار دولار
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
مصر – أكد رئيس جهاز التمثيل التجاري في مصر، أن استفادة بلاده من انضمامها لتكتل “بريكس” كبير، مبينا أن قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول التكتل تصل إلى نحو 25 مليار دولار.
وقال الوزير المفوض رئيس جهاز التمثيل التجاري، يحيى الواثق بالله، في تصريح إن “مصر تعتبر نافذة كبيرة للشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وهي محطة أساسية لطريق الحرير الصيني، فضلا عن كونها مركزا لوجيستيا مهما من خلال قناة السويس وموقعها الجغرافي لدول بريكس”.
وأضاف أنه “من خلال انضمام مصر لتجمع “بريكس” فإن هناك قنوات استثمارية كبيرة لدول التكتل حيث يمكن إيجاد فرص استثمارية جديدة في مصر ليس فقط لكون مصر منطقة استثمارية ولكنها تمثل نقطة مركزية مهمة للتصدير لأوروبا والقارة الإفريقية”.
وأوضح أن مصر “تتمتع مع دول القارة الإفريقية بإعفاءات جمركية فيما بينها مثل منطقة (الكوميسا) التي تضم 21 دولة إفريقية دون رسوم جمركية، فضلا عن قرب التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة القارية بحلول نهاية هذا العام، وبهذا سيتم إزالة الرسوم الجمركية على مستوى 54 دولة إفريقية”.
وتابع “في حال إقدام أي دولة من دول “بريكس” بإنشاء مركز لوجيستي في مصر فيمكنها التصدير من خلال اكتسابها منشأ مصري إلى 54 دولة إفريقية دون رسوم جمركية”.
وقال رئيس جهاز التمثيل التجاري إن مصر “مهتمة بالتعاون مع هذا التكتل الهام ومع الدول المنضمة له” موضحا أن “التكتل يمثل 33% من الاقتصاد العالمي و42% من صادرات النفط وما يقارب 40 % من سكان العالم”.
ولفت إلى أن مصر “ستعمل على دفع ملف الأمن الغذائي وتعزيز التعاون في مجال الدواء، فضلا عن مجال البنية الأساسية بين دول التكتل”.
ويعد تجمع “بريكس” من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، والذي يضم في عضويته كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، و “بريكس” هي اختصار للحروف الأولى باللغة الإنجليزية للدول المكونة للمنظمة، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ويمثل التجمع نحو 30% من حجم الاقتصاد العالمي، و26% من مساحة العالم و43% من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.
وأنشأت الدول الأعضاء بنك التنمية الجديد برأسمال 100 مليار دولار لتمويل مشاريع البنية الأساسية والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء، فضلا عن اقتصادات السوق الناشئة والدول النامية الأخرى.
ووافق بنك التنمية الجديد على قبول مصر كعضو جديد، وتم الإعلان عن ذلك أثناء اجتماعات قمة قادة دول البريكس في ديسمبر 2021، وأقرت مصر العضو الرابع الجديد، حيث تم قبول عضويتها ضمن التوسعة الأولى لنطاق انتشار البنك عالميا، وسبقتها، منذ سبتمبر 2021، كل من بنغلاديش، والإمارات العربية المتحدة وأوروغواي.
المصدر: “وسائل إعلام مصرية”+”RT”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فضلا عن
إقرأ أيضاً:
“في خيمة واحدة”
تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان. تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.