اتحاد الكرة يؤكد جاهزية الحكام لتطبيق تقنية الفيديو المساعد الفار بالموسم الجديد

يواصل الاتحاد العُماني لكرة القدم ممثلا في رابطة الدوري العماني واللجان العاملة، الاستعداد للموسم الجديد 2024-2025، وإتمام كافة التجهيزات قبل وقت كافٍ من انطلاق مختلف المسابقات التي تنضوي تحت مظلته لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والفنية والتسويقية، وينظم الاتحاد العماني لكرة القدم ثماني مسابقات محلية هي دوري عمانتل وكأس جلالة السلطان لكرة القدم، ودوري الدرجة الأولى، ودوري كرة القدم الشاطئية، ودوري المراحل السنية، إلى جانب كأس الاتحاد وكأس السوبر، بالإضافة لمسابقات البراعم وكرة القدم النسائية التي ينظمها بالتعاون مع اتحاد الرياضة المدرسية.

وضمن مساعيه الحثيثة لتطوير مسابقاته المحلية يواصل الاتحاد العماني لكرة القدم تحضيراته النهائية لتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" لأول مرة في المسابقات المحلية، بعد النجاح التجريبي لتطبيق التقنية في نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم الموسم الماضي 2023/2024، عاد الحكم الدولي محمود المجرفي لتقنية الفار في نهائي الكأس الغالية بين النهضة وظفار الذي احتضنته محافظة مسندم ليحتسب ركلة جزاء للأخير سجل منها هدف التقدم. وحصل الاتحاد العماني لكرة القدم على الترخيص المعتمد لحكامه لتطبيق تقنية الفار بعد الوفاء بالشروط والمعايير العملية والفنية والإدارية التي حددها الاتحادان الدولي والآسيوي خلال ست أشهر بشكل مكثف، واطلع الاتحادان على مراحل التدريب، وورش العمل والمحاضرات ومراحل التدريب العملية التي أقيمت في مسقط.

المرحلة الأولى

وانطلقت المرحلة الأولى لحصول الحكام العمانيين على الرخصة في شهر أكتوبر من العام الماضي 2023، بمشاركة (15) حكما دوليا و(15) حكما مساعدا بالإضافة إلى 3 حكام من مملكة البحرين، وأشرف على برامج الإعداد والتدريب محاضرون معتمدون من الاتحادين الدولي والآسيوي، وبإشراف مباشر من الخبير التحكيمي الدولي علي الطريفي، وتميز الحكام العمانيون خلال فترة البرنامج الأمر الذي كان محل إشادة الاتحادين الدولي والآسيوي، وأضحى الحكام العمانيون الحاصلون على رخصة تقنية حكم الفيديو "الفار" مؤهلين للمشاركة في كافة الاستحقاقات القارية والدولية، لتواصل الصافرة العمانية حضورها اللافت في مختلف الاستحقاقات.

جودة عالية في تطوير المسابقات

وقالت فرح بنت حمد البوسعيدية مديرة العلاقات الدولية بالاتحاد العماني لكرة القدم، ومساعدة رئيس فريق تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" إن الاتحاد العماني نجح خلال فترة وجيزة في الحصول على ترخيص الاتحاد الدولي لكرة القدم لتطبيق التقنية في المسابقات المحلية التي ينظمها، موضحة دور دائرة الحكام وفريق العمل والحاضرين لتطويع الإمكانات المتاحة لتحقيق هدف الحصول على الرخصة في وقت قصير بجودة عالية تسهم في تطوير المسابقات بتحقيق العدالة التحكيمية المرجوة.

وقالت مديرة العلاقات الدولية بالاتحاد العماني لكرة القدم في حديثها لـ "عمان": لقد تضافرت جهود الجميع بالاتحاد لحصول الحكام على الترخيص، وأكد الحكام أنهم على قدر المسؤولية والثقة عندما نجحوا في إتمام المهمة في وقت قياسي باجتياز برنامج مكثف في فترة لم تتجاوز ستة أشهر. وأكدت البوسعيدية أن الحكام العمانيين أضحوا جاهزين لتطبيق تقنية الفار بجودة عالية في المسابقات المحلية من الموسم المقبل 2024-2025، بعد اجتياز 4 حلقات عمل نظرية و3 ورش عمل ميدانية، بالإضافة للمحاضرات النظرية التي تقام حاليا في معسكر الحكام القائم في محافظة ظفار.

وأضافت البوسعيدية بأن التطبيق الفعلي لتقنية حكم الفيديو المساعد أصبح جاهزا لدى الاتحاد العماني لكرة القدم، خاصة بعد أن تم إدخال مختلف البيانات المطلوبة ورفع جميع الورش التدريبية ومقاطع الفيديو لكل الحكام والحكام المساعدين والمشغلين بالنظام الإلكتروني الخاص بتقنية حكم الفيديو المساعد "الفار".

تطبيق التقنية بكفاءة عالية

من جانبه أعرب حمد بن سليمان المياحي رئيس لجنة الحكام بالاتحاد العماني لكرة القدم عن شكره الجزيل لمجلس إدارة اتحاد الكرة، مثمنا جهود القائمين على مشروع تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" ما تكلل بنجاح الحكام العمانيين في الحصول على الرخصة.

وأشار رئيس لجنة الحكام إلى ضرورة تطبيق تقنية الفار باعتبارها إحدى السبل لتحقيق العدالة التحكيمية المرجوة، فضلا على تهيئة الحكام العمانيين للمشاركة في الاستحقاقات القارية والدولية، وأضاف المياحي في حديثة لـ "عمان": حكامنا جاهزون لتطبيق التقنية بكفاءة عالية، وهذا ما دلل عليه اجتيازهم لكافة المعايير والوفاء بالشروط التي وضعها الاتحادان الآسيوي والدولي، وتابع: لمسنا في المشاركين الكفاءة والمسؤولية والثقة، لقد كانت رغبتهم كبيرة للحصول على الرخصة وتطبيقها محليًا والوفاء بشرط إدارة المباريات الدولية والقارية. وواصل قائلا: أقمنا معسكرا للحكام قبل أيام في صلالة، بهدف رفع مستوى الجاهزية والاستعداد قبل بداية الموسم، وركز البرنامج على استخدام وتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" بإشراف محاضرين ومدربين من الاتحادين الدولي والآسيوي.

وأوضح حمد المياحي في ختام حديثه أن الاتحاد العماني لكرة القدم أكد من خلال دائرة الحكام أن الحكام أصبحوا جاهزين ومستعدين من مختلف الجوانب لتطبيق تقنية "الفار" والتي لا تفصلهم عنها سوى قرارات الموافقة والأمر بالتنفيذ من بعض الجهات المعنية والمسؤولة ذات الصلة، ومتى ما تمت هذه القرارات والموافقة، فإن التطبيق وآليات التنفيذ ستكون حاضرة بقدر عالٍ من التميز، الأمر الذي يعد نقلة نوعية تساهم بشكل كبير في تطوير مختلف المسابقات المحلية تزامنا مع ترقية المستوى الفني لحكامنا العمانيين.

الانتهاء من التدريبات العملية

أما جيفر الحسني وهو أحد مشغلي تقنية حكم الفيديو المساعد، فقد أوضح لـ "عمان" أنه تم الانتهاء من كافة التدريبات العملية لتطبيق تقنية "الفار" في المسابقات المحلية، وأنهم كمشغلين للتقنية أتموا كل سبل إدارة وتشغيل النظام بشكل مميز بعد اجتياز مراحل التدريب بنجاح، الأمر الذي يساعد حكم الميدان والحكام المساعدين وحكام الفار على اتخاذ القرارات المناسبة في مدة زمنية قصيرة جدًا.

وأضاف الحسني: جميع المشغلين أصبحوا على وعي ودراية تامة في كيفية التعامل مع تقنية حكم الفيديو المساعد بعد تكثيف التدريبات الميدانية على أرضية الملعب وتطبيق التقنية في العديد من المباريات التجريبية، بالإضافة إلى انتظام المشغلين في دورات المعايشة مع إحدى الشركات المشغلة لتقنية "الفار" في جمهورية العراق والمملكة العربية السعودية، وحضور عدد من المباريات المحلية والاستفادة القصوى من خبرات المشغلين هناك في فهم عمل ونظام إدارة وتشغيل التقنية بشكل عام.

ولم يخفِ جيفر الحسني التحديات والصعوبات التي قد تواجه مشغلي تقنية حكم الفيديو المساعد خصوصا مع بعض الحالات المعقدة والطارئة والسريعة، وحث المشغلين على الحضور قبل وقت كاف من موعد انطلاق المباراة بقصد التحضير الجيد والتأكد من مستوى عمل الأجهزة والاستعداد لمواجهة أي عطل تقني طارئ، لافتا إلى أن ذلك يندرج ضمن التحديات الطارئة وأنهم كفريق مشغل للتقنية على أتم الجاهزية والاستعداد لتلافي مثل هذه الحالات إذا ما حصلت على أرض الواقع.

محاضرات نظرية وعملية

بينما قال عبدالله بن محمد الجرداني مدرب حكام الفار وعضو فريق عمل برنامج تقنية حكم الفيديو المساعد: رغم التحديات التي واجهتنا والظروف الصعبة المحيطة بكل تفاصيل البرنامج، إلا أن الجميع كان على قدر المسؤولية والثقة في العمل وتم إنجاز المشروع في فترة زمنية قياسية نسبة إلى حجم البرنامج، وما شهادة الاتحادين الدولي والآسيوي ومصادقتهم على الترخيص إلا تقدير وثقة في عمل الاتحاد العماني لكرة القدم عبر دائرة الحكام وفريق العمل الذي يشرف عليه الأمين العام للاتحاد محمد بن سليمان اليحمدي.

وأوضح عبدالله الجرداني مدير دائرة الحكام لـ "عمان" بأن العمل في برنامج تقنية حكم الفيديو المساعد استمر قرابة ستة أشهر حيث كانت البداية في شهر أكتوبر من العام الماضي، وتخلل البرنامج عدد من المحاضرات النظرية وورش العمل الميدانية بإشراف مباشر من الخبير الدولي علي الطريفي إلى جانب محاضرين ومحللين من الاتحادين الدولي والآسيوي. وأشار مدير دائرة الحكام إلى أن البرنامج اختتم في شهر مارس من العام الجاري بحضور ممثلين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لمراقبة ومتابعة الحكام في كيفية تطبيق تقنية "الفار"، من خلال ورشة عمل ميدانية لتقييم جميع المشاركين.

مُضيفًا: إن الجميع بذل جهودا حثيثة ومقدرة خاصة الحكام المشاركين في الورش والمحاضرات التي كانت مكثفة بشكل كبير وذلك من أجل اجتياز كافة المراحل والحصول على الترخيص الدولي، وهذا دليل على قدرة الحكم العماني ومستواه الفني ورغبته في التعلم والتطور ومواصلة جدارته وأحقيته في الحضور الدولي لمختلف المناسبات.

واختتم عبدالله الجرداني حديثه لـ "عمان" بالقول: الحكم العماني أصبح جاهزا بشكل كبير للتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" وأن الجميع على أتم الاستعداد للظهور بصورة متمكنة لتطبيق التقنية في أرضية الملعب، خاصة وأن الموسم الجديد 2024/2025 على الأبواب ومنافسات دوري عمانتل ستنطلق قريبًا، لذلك لم يهمل الاتحاد العماني لكرة القدم عبر دائرة الحكام أمر التحضير وإعداد الحكام، حيث أقيم معسكر تدريبي في محافظة ظفار من أجل التجهيز والتحضير لبداية مثالية وقوية للصافرة العمانية، وتخللت المعسكر تدريبات فنية ومحاضرات نظرية بالإضافة إلى العمل على تقنية الفيديو المساعد بحضور وإشراف محاضرين ومدربين من الاتحادين الدولي والآسيوي.

وسيلة لتحقيق العدالة التحكيمية

أما الحكم الدولي محمود المجرفي الحاصل على الشارة الدولية من العام 2014 فقال: تقنية حكم الفيديو المساعد مهمة جدا في إدارة مباريات كرة القدم، ووسيلة لتحقيق العدالة التحكيمية والمساواة من خلال اتخاذ كل القرارات التحكيمية الصحيحة، سواءً تلك التي تقع أمام حكم المباراة أو حتى التي لم يشاهدها أمامه وذلك عن طريق حكام الفيديو المساعدين، الأمر الذي تكون معه كل الحالات على أرضية الملعب تأتي بقرار من حكم الساحة بمساعدة حكام الفيديو.

وأكد المجرفي لـ"عمان" بأن الحكم العماني كان بحاجة ماسة إلى الحصول على رخصة تقنية الفار، وذلك من أجل الحضور والمشاركات الخارجية في مختلف المسابقات التي ينظمها الاتحادان الدولي والآسيوي لكرة القدم والتي تشهد تواجد التقنية، حيث إن الفرصة كانت ستكون شبه مستحيلة لمشاركة الحكم العماني في المسابقات دون الحصول على الرخصة التي باتت معيارا للمشاركة في المسابقات الخارجية، وكذلك تم تطبيقها في معظم دوريات الدول الصديقة والقريبة.

وأضاف: حصول الحكام العمانيين على رخصة تطبيق تقنية الفار خطة مهمة تحسب لمجلس إدارة الاتحاد ولجانه العاملة، وانعكاسا لجهودهم الكبيرة ومساعيه الحثيثة لتطوير المسابقات المحلية.

وأشار الحكم الدولي محمود المجرفي إلى أنه كانت له تجربة شخصية ناجحة من خلال العمل على تطبيق تقنية "الفار" وفرصة إدارة نهائي مسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم للموسم الماضي 2023/2024 في محافظة مسندم، وأن الجميع شاهد الحالات التي تم فيها تدخل الحكام المساعدين عبر تقنية "الفار" واستدعائهم لحكم الساحة، والحمد لله تم تطبيق التقنية كتجربة أولى حديثة في سلطنة عمان بكل جدارة وتميز من جميع العاملين عليها، مؤكدًا أن "الحكم العماني بحاجة حقيقية للحصول على ترخيص التعامل مع تقنية "الفار"، خاصة وأن الاتحادين الدولي والآسيوي يطبقان التقنية في مختلف المناسبات والبطولات، وكان لابد أن يكون الحكم العماني جاهزا للتعامل مع التقنية، وإلا سيتم حرمان كل الحكام العمانيين من المشاركات الخارجية التي ينظمها الاتحادان الدولي والآسيوي.

وعبّر المجرفي عن تفاؤله الكبير من أجل أن تكون تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" حاضرة في الموسم الجديد في مسابقاتنا المحلية وأن يتم تطبيقها بالتعاون مع الجهات المعنية، خصوصا وأن الجميع من حكام ومساعدين ومُشغلين للتقنية أصبحوا جاهزين ومتمكنين في التعامل معها بالشكل الصحيح، وختم حديثه بالشكر للاتحاد العماني لكرة القدم مقدرا مساعيه في تذليل كافة الصعوبات وتجاوز التحديات، وتطويع الإمكانات الحديثة والمعطاة لخدمة الحكام باعتبارهم أحد أهم أركان التطور المنشود.

المصدر: لجريدة عمان