“اختراع إمحوتب”.. دراسة تكشف سر بناء أهرامات مصر
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
لفترة طويلة، اعتقد الباحثون أن العمال المصريين استخدموا مزيجًا من المنحدرات والزلاجات والحبال والرافعات لبناء الأهرامات. ومع ذلك، تشير دراسة جديدة أجراها فريق من المهندسين إلى أن المهندسين المعماريين القدماء استخدموا الماء لرفع الأحمال الثقيلة.
يحلل البحث الهرم المتدرج الذي بناه الفرعون زوسر حوالي عام 2680 قبل الميلاد، وهو أول هرم معروف بُني في مصر.
أجرى البحث فريق من المهندسين وعلماء الهيدرولوجيا والخبراء الفرنسيين. وتزعم الدراسة، التي نُشرت يوم الأربعاء على موقع “ResearchGate”، أنها اكتشفت طريقة جديدة ربما استخدمها المصريون لبناء أهراماتهم، مما يسلط الضوء على مدى تقدم المعرفة التقنية لهذه الحضارة القديمة.
ركز الفريق الفرنسي على مجمع زوسر، فرعون الأسرة الثالثة من المملكة المصرية القديمة، بدلاً من أهرامات الجيزة الأكثر شهرة، لرغبتهم في تتبع تطور تقنيات البناء في مصر القديمة، كما يقول كزافييه لاندرو، المهندس الذي قاد الدراسة.
ويؤكد لاندرو وزملاؤه أن الظروف على طول وادي النيل في زمن حكم زوسر، في القرن 27 قبل الميلاد، كانت أكثر رطوبة مما هي عليه اليوم.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة بالفعل أدلة على حدوث فيضانات عنيفة في وادي أبو صير خلال فترة الأسرة الثالثة، ويضيفون: “قبل الأسرة الرابعة، من المحتمل أن تكون هناك مشاكل مع الفيضانات أكثر من نقص المياه”، وفق لاندرو.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الأبحاث الحديثة أظهرت أنه خلال المملكة القديمة، كان للنيل فرع إضافي، جف الآن، يمتد على بعد بضعة كيلومترات غرب مجرى النهر الحالي، أقرب بكثير إلى أهرامات الجيزة وسقارة.
وكان من الممكن أن يكون الفرع الجاف ممرا مائيا لا يقدر بثمن لجلب المواد والأشخاص إلى مواقع البناء. ويتفق لاندرو مع البحث الذي يظهر أن الفرع الجاف كان موجودا، ولكن نظرا لأن هضبة سقارة مرتفعة عن وادي النيل، فمن المنطقي أن تأتي إمدادات المياه في الموقع من الجبال إلى الغرب، وتتدفق بشكل طبيعي عبر نهر أبو صير.
بمجرد التحكم بمياه أبوصير بواسطة السد، من المحتمل أن تتجمع في بحيرة اصطناعية وتدخل في العمل الهندسي الضخم التالي الذي توصل إليه المصريون، ومجمع زوسر محاط بخندق جاف ضحل، يعتقد معظم الباحثين أنه وفر الحجارة للهرم والمباني المحيطة.
بالنسبة لأي مهندس هيدروليكي، فإن الخندق العميق هو نظام تقليدي لتنقية المياه، يستخدم لإزالة الرواسب من مياه الفيضانات المزعجة: يذهب الماء إلى الحجرة الأولى، وتستقر الرواسب في القاع، ويمر الفائض فقط من الأعلى إلى الحجرة التالية، حيث تتكرر العملية، وفق ما يشرح لاندرو. لهذا السبب توجد آبار للمياه تربط السطح بالحجرة الثالثة، حيث كان من الممكن أن تكون المياه أنظف ويمكن استخدامها لإرواء عطش السكان المحليين، كما يقول.
كان من الممكن أيضا توصيل المقصورة الثانية في محطة معالجة المياه المعقدة هذه بشبكة من 7 كيلومترات من خطوط الأنابيب التي تمر تحت مجمع زوسر، ويؤدي أحد خطوط الأنابيب مباشرة إلى عمود رأسي يبلغ عمقه 28 مترا ويرتفع في وسط هرم زوسر. وفي الجزء السفلي من العمود، اكتشف علماء الآثار صندوقا مصنوعا من كتل الغرانيت، مع ثقب وحجر كبير يسد الفتحة.
فسر الباحثون الأوائل صندوق الغرانيت على أنه تابوت، لكن في الدراسة الجديدة تقول إنه كان عبارة عن غرفة يمكن ملؤها بالماء لرفع مصعد من الخشب إلى وسط هرم، كما يفترض لاندرو وزملاؤه.
وخلص لاندرو وزملاؤه إلى أن بعض كتل الحجر الجيري في الهرم البالغ عددها 2.3 مليون كتلة، والتي تزن كل منها 300 كيلوغرام في المتوسط ، ربما تكون قد رفعت بهذه الطريقة.
وخلصت الدراسة إلى أن نظام الماء ربما كان من اختراع إمحوتب، المهندس المعماري الشهير الذي ينسب إليه بناء هرم زوسر.
ويعمل الفريق الفرنسي الآن على محاولة فهم ما إذا كان تسخير الطاقة المائية قد استخدم أيضا للمساعدة في بناء الأهرامات الأخرى اللاحقة من الأسرة الرابعة ، وخاصة الهرم الأكبر خوفو.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كتابتها استغرقت 20 عاما.. زاهي حواس يكشف أسرار أهرامات مصر في ندوة بمعرض الكتاب
«سلسلة الأهرامات.. أسأل عالم الآثار» كانت واحدة من أبرز الندوات التاريخية في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، التي أدارها الدكتور محمد إسماعيل، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وناقشها المهندس هاني هلال، وخلال الندوة، كشف الدكتور زاهي حواس العديد من الأسرار المثيرة حول الأهرامات في مصر.
أهم 100 سؤال عن الأهرامات في مصراستعرض الدكتور زاهي حواس موسوعة تاريخية تحمل عنوان «أسأل زاهي حواس عالم الآثار»، تضمنت إجابات على 100 سؤال حول الأهرامات في مصر، واستغرقت كتابة هذه الموسوعة نحو 20 عامًا، واعتمدت على أدلة علمية لإلقاء الضوء على الغموض المحيط بالأهرامات وأساليب بنائها.
كشف حواس عن نظريات حاسمة حول طريقة بناء الأهرامات، مشيرًا إلى أن طريقة بناء هرم خوفو تختلف عن باقي الأهرامات، كما تناول في الموسوعة قصص الأشخاص الذين دفنوا بجانب الملوك، حيث كانوا يقتلون أنفسهم في البداية، ثم أصبحوا يشيدون مقابر بجوار مقابر الملوك، وهو تقليد ارتبط فقط بالأسرة الأولى.
عرض قصة إيم حتبتناولت الندوة أيضًا قصة إيم حتب وسبب دفن الملكات داخل هرم زوسر، الذي يُعد استثناءً في الدولة القديمة، مقارنة بباقي الأهرامات التي دُفنت الملكات بجوارها، كما كشف حواس عن دفن الملك خوفو ووالده داخل هرم خوفو، مؤكدًا أنه تعرض لشائعات حول إخفاء أدلة تثبت أن الأهرامات بُنيت على يد غير المصريين، حيث قال: «الناس كانت بتتهمني أني بخبي أدلة، لدرجة أن صحفي من كاليفورنيا ادعى أن عندي نفق في الحمام يوصلني لهرم خوفو لإخفاء الأدلة هناك».
أكد زاهي حواس، بناءً على أدلة علمية، أن العمال الذين شاركوا في بناء الأهرامات كانوا يتغذون جيدًا، حيث ذُبح يوميًا 24 ماشية من الخراف والعجول لإطعام نحو 10 آلاف عامل. أشار أيضًا إلى أن الأرز والشعير لم يكونا الغذاء الأساسي للعمال، كما أشيع، بل كانت المحافظات تمد الملك بالعمال والطعام لتسهيل عملية البناء، التي استمرت بهذا الشكل حتى إتمام العمل.