سواليف:
2024-09-08@04:35:41 GMT

الآيلون للسقوط

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

#الآيلون_للسقوط

د. #هاشم_غرايبه

شاهدت مثل ملايين غيري مشهدا كوميديا نادرا، وهو إلقاء رئيس وزراء الكيان اللقيط – طريد العدالة الدولية كلمة أمام الكونغرس الأمريكي.
كانت المبالغة في إظهار الحفاوة والتقدير لهذا الكائن الذي حظي بلقب قاتل الأطفال، ولا يلقى أي قبول أو ترحيب في أية بقعة على الأرض، كان حرصا مضحكا ممن يمثلون مجتمع الكاوبوي، لا شك أنه مشهد يمثل قمة المأساة المحزنة المضحكة، فلقد رأينا شيوخا عليهم سيماء وقار الشيخوخة يقومون كل دقيقة أو اثنتين للتصفيق، ونساء لا يقفن عادة عند السلام، رأينا كل هؤلاء في مشهد سيرك طريف، لا يكادون يجلسون من تصفيق حتى يقومون ثانية.


حقيقة إنه منظر يبعث على الإشفاق، خاصة إذا ما علمنا أن الأمور هذه معدة سلفا ومبرمجة، فهنالك مجموعة من الآمرين بالتصفيق، منبثين في القاعة بترتيب معد بحيث يوعزون بالتصفيق بعد فقرة أو أخرى، لا إعجابا ببلاغة المتحدث، ولا اقتناعا وموافقة لما قيل، بل قد يكون أغلبهم (لكبر سنه) لم يسمع كثيرا من الحديث، لكنه يقف كما وقف من حوله، ويصفق كما يصفقون.
ذكرني هذا بمشهد في إحدى حلقات البرنامج الكوميدي السوري “بقعة ضوء”، وفيه يلتقي شخصان عادا للتو من مسيرة تأييد للزعيم الملهم، أحدهما يفرك يديه متألما من كثرة التصفيق، فيما الآخر لا يستطيع الوقوف على قدميه المتورمتين من الضرب، فيسأله الأول عن السب فيرد عليه: لأنني لم أصفقق بحرارة!.
كم هو صغير هذا العالم، وكم يتشابه العبيد من البشر، بغض النظر عن ادعائهم الحرية والديموقراطية، فكل من رفضوا منهج الله الذي أخرج الإنسان من عبادة الإنسان الى الحرية الحقيقية عندما يعبد الجميع الرب الديان، فيصبحون عبادا لله متساوين، فلا يستعبد بعضهم بعضا، كل هؤلاء حريتهم زائفة، فهم مستعبدون إما لزعيم متسلط، أو لقوة متنفذة كالماسونية أو الصـ…هـيو…نية، أو يبيعون أنفسهم لمانح المال.
السقوط الأخلاقي هو عندما لا يخجل أعضاء الكونجرس هؤلاء من الاعتراف أنهم ينالون أعطية شهرية من “اآيباك”، لقاء تغييب ضميرهم واتباع ما يملى عليهم، لتمرير قرارات لصالح الكيان اللقيط.
إنه أمر يبعث على الرثاء، عندما تجد أعلى سلطة تشريعية في أقوى بلد هو المتحكم في العالم بلا منازع، تصدر تشريعات تحمي كيانا منبوذا من الضمير الإنساني لممارساته اللاانسانية اليومية، وتغطي على جرائمه وخروجه على القانون الدولي، وتؤيد رفضه تطبيق كل القرارات الأممية الصادرة بحقه منذ تأسس والى اليوم.
فهل يعقل أن عضوية الكونغرس التي لا تتحقق إلا لمن يملكون المال، هل يعقل أن يستعبد هؤلاء بالمال ذاته الذي يعبدونه من دون المال؟.
فأية مهانة هذه التي وصلها المعرضون عن منهج الله.. أن تعبد ما يستعبدك ويذلّك ويسقطك في عين ذاتك قبل عيون الآخرين!. وتترك ما يعز نفسك ويسمو بذاتك، عندما يحررك من أية عبودية لغيرك.
أليس ذلك السقوط بحد ذاته عقوبة كافية لمن يبتغون العزة عند غير الله!؟.
فسبحان العادل الرحيم، الذي قدر فهدى، فبعد أن خلق الإنسان في أحسن تقويم وأحكم خلقته ومنحه الإرادة والحرية، جعل عليه العقل حكما، ثم هدى هذا الإنسان برسالاته، ليعين من قصر به عقله عن اختيار الصواب.
بعد كل ذلك من يضلّ فقد ظلم نفسه بيده.
فهل بعد هذه العدالة عدالة!؟.
من هنا لم يكلف الله عباده المؤمنين الذين أفلحوا باختيارهم السبيل القويم، لم يكلفهم أن يكرهوا الضالين عنه على اتباع الهدى، فقد وضع الله للبشر آية دالة على وجوده في كل شيء يرونه من حولهم، ولم يبق لمن رام المعرفة وابتغى العلم من حجة في الانحراف عن الصراط المستقيم الذي يمثله منهجه.
لذلك فالإعراض عن منهج الله، هومفتاح السقوط، لأنه ابتداء الانهيار الأخلاقي، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. وإذا أصيب القوم في أخلاقهم…فأقم عليهم مأتما وعويلا [أحمد شوقي].
هكذا عندما تشترى الضمائر ويصبح الشذوذ الجنسي والزنا وقتل الأولاد خشية الإملاق (الاجهاض) والربا وأكل أموال الفقراء، عندما تصبح قيما شائعة وأفعالا محترمة وليست فواحش منبوذة، عندها تسقط الحضارات عبر التاريخ، فلا تقيمها القوة والغلبة، بل الصلاح المجتمعي المبني على الأخلاق، أي بالمعنى التطبيقي إقامة منهج الله.

مقالات ذات صلة لا صوت يعلو فوق صوت وقف العدوان 2024/07/27

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: منهج الله

إقرأ أيضاً:

لا تغضب إعجاز نبوي وسبق علمي

خلق الله الإنسان وأوجد فيه العديد من المشاعر والأحاسيس ، وجعله يتأثر بما يحدث حوله ، ويتفاعل بما يرى ويسمع من الآخرين ، يرضى ويغضب ، ويفرح ويحزن ، ويضحك ويبكي ، إلى غير ذلك من الانفعالات النفسية.

ومن الأمور التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها الغضب ؛ لأنه يجر الإنسان إلى أمور كبيرة لا تحمد عقباها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : ( لا تغضب ) فردد مرارا ، قال : ( لا تغضب ). رواه البخاري .

وهذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه جمع بين خيري الدنيا والآخرة.

قال السعدي رحمه الله: قوله: (لا تغضب) يتضمن أمرين:

أحدهما: الأمر بفعل الأسباب والتمرن على حسن الخلق والحلم والصبر.

الثاني: الأمر – بعد الغضب – ألا يُنفذ غضبه، فإنَّ الغضب غالبًا لا يتمكن الإنسان من دفعه ورده، ولكنه يتمكن من عدم تنفيذه”.

والغضب جماع الشر والابتعاد عنه جماع الخير، فلم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه ، وبيان آثاره ، بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب ، وتجنب عواقبه ، ومن هذه الوسائل السكوت وعدم الاسترسال في الكلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( علموا ويسروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت ). رواه أحمد.

ومن وسائل تخفيف الغضب الوضوء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ). رواه أبو داود.

ومن الأدوية المهمة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب ، والتخفيف من حدته ، وجاء الطب الحديث بتصديقها ، أن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه حال الغضب من القيام إلى القعود ، أو الاضطجاع ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ). رواه أبو داود .

وقد أثبت الطب الحديث أن هناك العديد من التغيرات التي يحدثها الغضب في جسم الإنسان ، فالغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين ، تفرز نوعين من الهرمونات هما هرمون الأدرينالين ، وهرمون النور أدرينالين ، فهرمون الأدرينالين يكون إفرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي ، كالخوف أو الغضب ، وقد يفرز أيضا لنقص السكر ، وعادة ما يفرز الهرمونان معاً.

وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب ، فتضطرب ، وتتسارع ، وتتقلص معه عضلة القلب ، ويزداد استهلاكها للأكسجين ، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم ، وبالتالي زيادة ضربات القلب ، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ولذلك ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين ، أن يتجنبوا الانفعالات والغضب وأن يبتعدوا عن مسبباته ، وكذلك مرضى السكر لأن الأدرينالين يزيد من سكر الدم.

ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إن كان قائما أن يجلس فإن لم يذهب عنه فيلضطجع .

فكان هذا الإعجاز النبوي والسبق العلمي منه صلى الله عليه وسلم التي لم تظهر إلا في هذا العصر ، وإلا فما الذي أدراه بأن هذه الهرمونات تزداد بالوقوف ، وتنخفض بالجلوس والاستلقاء ، حتى يصف لنا هذا العلاج النبوي ؟ فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والرسل.

مقالات مشابهة

  • لا تغضب إعجاز نبوي وسبق علمي
  • الدكتور محمد كمال يكتب: الاستثمار في رأس المال البشري
  • فلسفة الوجود.. لمحة فكرية
  • «الثقافة»: «المشروع القومي للتنمية البشرية» يستهدف الاستثمار في رأس المال البشري
  • بداية «بناء الإنسان» تنمية وترسيخ للهوية.. المبادرات الرئاسية توطين لـ«العدالة الاجتماعية» (ملف خاص)
  • محمد العرابي: رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية منهج مصري مستمر
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «مدبولي» يشهد توقيع استثمارات بمليار دولار مع الشركات الصينية
  • من هو رسول الله ﷺ الذي جهله الناس؟!
  • مدرسة ميت ربيعة «آيل للسقوط».. والأهالي يطالبون بتطويرها
  • يوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ميلاد النور الذي أضاء العالم