إسرائيل تطبق سياسة "العقاب الجماعي" في غزة والضفة لفضّ الفلسطينيين عن دعم المقاومة

الحاضنة الشعبية للمقاومة سبب رئيسي في مواصلة النضال ضد المحتل

التاريخ يوثق العديد من الوقائع التي تؤكد عمق الترابط بين الفلسطينيين والمقاومة

خبير عسكري: الحاضنة الشعبية هي أساس المقاومة والاحتلال فشل في شيطنة المقاومين

محلل فلسطيني: المرأة الفلسطينية سجلت دورا مؤثرا للدفاع عن المقاومين

الرؤية- غرفة الأخبار

منذ عام 1948 يحاول الاحتلال الإسرائيلي كسر يد المقاومة الفلسطينية بأساليب مختلفة، تارة بإجراءات مدنية وبألاعيب سياسية ودبلوماسية أو بعمليات عسكرية، إلا أن إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هذا الهدف لعدة أسباب، ومن أهمها الحاضنة الشعبية للمقاومة سواء في الضفة الغربية أو في غزة.

وعلى الرغم من التدمير وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في الضفة المختلة وفي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي ظل المحاولات الإسرائيلية المستميتة لإيجاد بدائل لفصائل المقاومة لإدارة قطاع غزة، إلا أن الفلسطينيين يواصلون احتواء المقاومة واحتضانها باعتبارها أنها السبيل الوحيد للتخلص من الاحتلال واسترجاع أرضهم المحتلة.

ولم تكن هذه الحاضنة الشعبية وليدة  الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بل ممتدة في التاريخ منذ عام 1948 وسجل المؤرخون العديد من الوقائع التي تؤكد مدى الترابط بين الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة التي تناضل ضد المحتل.

ويقول الباحث الفلسطيني سعيد زياد، إنه في نوفمبر 2006، وقعت معركة "أهل الجنة" في بلدة بيت حانون، وحوصر على إثرها حوالي 70 مقاتلاً من المقاومة، ووقعت اشتباكات ضارية صمد فيها المقاتلون صمودا أسطوريا، لكنهم  لم يستطيعوا كسر الحصار.

وأضاف: "خرجت د. جميلة الشنطي- رحمها الله- إلى الشوارع، وحرّضت نسوة غزة، وقادت مسيرة من نساء معسكر جباليا وبيت لاهيا، واخترقن الحصار،  واشتبكن مع الدبابات بالحجارة، وأصيب واستشهد عدد منهن، حتى بلغن موقع الحصار، وتمكنّ من إنقاذ المقاتلين من فم الميركافا، في أكثر عمليات الإنقاذ براعة في التاريخ الفلسطيني".

ويرى الناشط الفلسطيني، أدهم أبو سلمية، أن الاحتلال الإسرئيلي في حربه الأخيرة على قطاع غزة، يحاول الضغط على السكان من خلال العمليات العسكرية والنزوح المتكرر في فترات زمنية قليلة.

ويضيف- في منشور له على منص "إكس"- أن "هذا النزوح المتكرر الذي أرهق المدنيين وخلق حالة رعب مستمر يأتي ضمن جهود الكيان المجرم للضغط أكثر على الحاضنة الشعبية".

وفي الضفة الغربية وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية ضد الاحتلال، تحاول إسرائيل كسر هذه الإرادة الشعبية المحتضنة لفصائل المقاومة عبر سياسة العقاب الجماعي من خلال تدمير البنية الأساسية والمحلات والاستهداف للأطفال والنساء وحملات الاعتقالات المستمرة ومحو صور الشهداء من الجدران، إلا أن ذلك لم ينجح أيضا في منع التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة.

ويوضح الخبير العسكري الدكتور محمّد المقابلة- في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام- أن الحاضنة الشعبية هي التي صنعت المقاومة، وأن العقيدة التي تحملها المقاومة هي جزء لا يتجزأ من عقيدة الحاضنة الشعبية في خيار المقاومة الذي يحمل السلاح ويواجه العدو.

ويبين: "العدو الصهيوني حاول منذ البداية شيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يجري، وخرج ناطقوهم الإعلاميون في خطابات أنّ المقاومة وحماس تسببت بقتلكم وبحصاركم، ولكنّ كلّ هذا لم يفلح، ولم تثمر كل هذه الامور في قلب الحاضنة الشعبية ضد المقاومة، والدليل أنّ الحاضنة الشعبية كلما رأت صواريخ المقاومة تصعد في السماء تهلل وتكبر وتزغرد، بدليل أنّ المقاومة ما زالت صابرة صامدة لم تحاول النزوح أو الخروج إلى خارج القطاع".

وتابع قائلا: "الحاضنة الشعبية هي أساس المقاومة، ولا يمكن أن يكون هناك انقلاب، ولم يستطع العدوّ الصهيوني طيلة هذه الفترة إيجاد سلطة مدنية عشائرية، ولم يجد أي أحد يتقبل فكرة القيام بدور المقاومة والاستعاضة عنها بأي شيء آخر وما أطلق عليه الصهاينة روابط القرى، ولما فشل في ذلك والعالم يعلم أنه فشل، أصبح يقول نريد قوات أممية وأمم متحدة وقوات عربية ونريد جزءًا من السلطة".

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية

في ليلةٍ امتزج فيها الألم بالأمل، وفي صباحٍ أشرقت فيه شمس الصمود، كتب الشعب الفلسطيني بدمائه وتضحياته فصلاً جديداً في تاريخ الحرية. خمسة عشر شهراً من الإبادة الجماعية والعدوان الوحشي لم تكسر عزيمة غزة، بل صنعت نصراً لم يكن مجرد تفوق عسكري، بل منعطفاً استراتيجياً غيّر موازين الصراع، وأعاد رسم معادلة الشرق الأوسط بدماء الشهداء وإرادة المقاومين الأحرار.

منذ اللحظة الأولى للعدوان، راهن الاحتلال على أن غزة ستنهار في أيام، وأن المقاومة ستستسلم خلال أسابيع، لكنه لم يدرك أن هذه الأرض الصغيرة تختزن قلوباً بحجم السماء، وأن من يسكنها ليسوا مجرد أرقام في قائمة الضحايا، بل رجال ونساء يكتبون التاريخ بصلابتهم وثباتهم.

لكن مع مرور الأيام، بدأت حسابات العدو تتهاوى أمام صمود غير مسبوق، فبدلاً من أن ينكسر الفلسطينيون تحت القصف والحصار، ازدادوا تصميماً على المواجهة، وتحولت الأزقة المدمرة إلى معاقل للمقاومة، مما أجبر الاحتلال على إعادة تقييم استراتيجيته الفاشلة.

لم يكن هذا الصمود محصوراً بين غزة والاحتلال فقط، بل امتد تأثيره إلى ميادين المواجهة الأوسع. وبينما كانت المقاومة الفلسطينية تخوض معركتها بشجاعة نادرة داخل القطاع، كانت جبهات الإسناد تبعث برسائل حاسمة من خارج الحدود.

من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران، توالت المواقف العملية، لتتحول المواجهة من حرب محصورة جغرافيًا إلى صراع إقليمي شامل، مما فرض على الاحتلال معادلة جديدة لم يكن مستعداً لها.

على مدار خمسة عشر شهراً، استُخدمت كل وسائل القمع والإبادة الجماعية، حيث استهدف الاحتلال المدارس، والمستشفيات، والأسواق، وحتى الملاجئ، محاولاً إبادة الحياة قبل المقاومة. ومع ذلك، لم يجد العدو أمامه سوى شعب يقاتل الجوع والقصف والتخاذل الدولي، دون أن يتراجع خطوة واحدة عن حقوقه المشروعة.

لكن في لحظة فارقة، وجد الاحتلال نفسه أمام حقيقة صادمة: المقاومة لم تنتهِ، غزة لم تسقط، و”اليوم التالي للحرب” لم يكن يوم انتصار إسرائيلي، بل يوماً فلسطينياً بامتياز.

اليوم، بينما تعم الاحتفالات في غزة، يدرك الجميع أن هذا ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة أكثر حساسية في الصراع. فبرغم الهزيمة المدوية التي لحقت بالاحتلال، لن يستسلم بسهولة، وسيسعى لإعادة ترتيب أوراقه، لكن المقاومة أثبتت أنها لم تعد مجرد كيان داخل غزة، بل باتت جزءاً من منظومة إقليمية أقوى من أي وقت مضى.

لم يعد بإمكان الاحتلال أن يختبر صبر المقاومة أو يتجاهل امتدادها الإقليمي، فالمعادلة تغيّرت جذريًا، وأصبح أي عدوان جديد على فلسطين يعني اشتعال جبهات متعددة.

من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، إلى الضربات البحرية التي شلّت الملاحة في البحر الأحمر، ومن المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، إلى الغضب الشعبي في الشوارع العربية والإسلامية، كان الرد واضحًا: كل محاولة إسرائيلية لكسر غزة ستؤدي إلى زلزال يضرب الاحتلال من كل الاتجاهات.

لم يكن هذا النصر مجرد إنجاز ميداني، بل إعادة إحياء للأمل بأن فلسطين لن تبقى محتلة إلى الأبد، وأن المقاومة ليست مجرد خيار، بل قدر لا مفر منه في معركة استعادة الحقوق.

لقد أثبت الفلسطينيون، مرةً أخرى، أن الشعوب لا تُهزم بالقنابل، وأن الاحتلال مهما طال، مصيره إلى زوال. فعلى الرغم من الركام، ودموع الأمهات، وصراخ الأطفال، خرجت غزة أقوى وأصلب، وأكثر إيماناً بأن النصر الحقيقي ليس في عدد القتلى أو حجم الدمار، بل في بقاء الإرادة التي لا تنكسر.

اليوم، يحتفل العالم الحر بانتصار غزة، لكن في قلوب المقاومين، هذه ليست النهاية، بل بداية نحو فجرٍ جديد، فجرٌ لا مكان فيه لمحتل، ولا مستقبل فيه لمن اعتقد أن القوة وحدها تصنع التاريخ.

غزة أثبتت أن الدماء تصنع النصر، وأن التضحيات تفتح أبواب الحرية، وأن شعبًا لم ينكسر تحت الحصار، لن ينكسر أبدًا حتى يرى وطنه محررًا من الاحتلال.

هذا ليس مجرد انتصار عسكري، بل إعلان بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ رحلته نحو النهاية المحتومة.

مقالات مشابهة

  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • حماس: الشعب الفلسطيني ومقاومته سيشكلان درعًا حصينًا لحقوقهم وأهدافهم
  • “حماس” ردا على ترامب: شعبنا في غزة أفشل التهجير ومخططات اقتلاعه من جذوره.. مغروس بأرضه
  • رمز النضال الخالد
  • الجبهة الشعبية: عملية تياسير البطولية تكشف هشاشة المنظومة الأمنية للعدو
  • الجبهة الشعبية تشيد بعملية تياسير البطولية وتؤكد أنها كشفت هشاشة المنظومة الأمنية للعدو