تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً في عدد الكفاءات المهنية العاملة بقطاع الأمن السيبراني والإلكتروني بواقع 144 ألف كادر محترف، والتي عززت من قدرتها على صد التهديدات المتزايدة في هذا المجال، فيما يزيد عدد العاملين بقطاع الأمن السيبراني العالمي على 5452732 متخصصاً بنهاية 2023.
ووفقاً لورقة بحثية أعدها مركز «إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية» في أبوظبي، تعد دولة الإمارات في مركز متقدم عالمياً في تحقيق التوازن بين تبني التكنولوجيا والتهديدات السيبرانية، ومن الأعلى عالمياً في الجاهزية والبنية التحتية لمواجهة التهديدات المتنامية عالمياً في القطاع، وهو ما أثبتته الدولة مؤخراً خلال العطل التقني الذي أصاب العالم بسبب تحديث برمجي خاطئ لشركة CrowdStrike العالمية والذي تسبب في تعطيل أجهزة شركة «مايكروسوفت» حول العالم وأدى إلى توقف العمل في العديد من مطارات ومراكز المال والأعمال حول العالم.


وأضافت الورقة البحثية، أن عوائد سوق خدمات الأمن المعلوماتي العالمي تجاوزت الـ 188 مليار دولار العام 2023 ما يشير الى ضخامة وأهمية أمن البيانات ودرجة التهديدات التي تستلزم اليقظة التامة لعدم حدوث أعطال تقنية كما حدث في الأزمة التقنية العالمية الأخيرة.
وقال مركز «إنترريجونال»: إن المملكة العربية جاءت في المرتبة الثانية عربياً وإقليمياً بعد دولة الإمارات في عدد كوادر الأمن السيبراني المحترفة بواقع 54 ألف متخصص، في الوقت الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة الامريكية عالمياً على عدد العاملين بقطاع الأمن السيبراني بما يزيد على مليون متخصص.
وذكرت الورقة أن الشرق الأوسط وإفريقيا استأثر بـ 401583 متخصصاً في مجال الأمن السيراني بحصة 11.7 % من العاملين بالقطاع على مستوى العالم واستأثرت أمريكا الشمالية بـ 1495825 متخصصاً وأمريكا الجنوبية 1285505 متخصصين وأوروبا 1309588 متخصصاً وآسيا 960231 متخصصاً وإفريقيا 203376 متخصصاً.
وأكد «إنترريجونال» أنه وعلى مدار العقود الماضية، شهدت التهديدات الرقمية تحولات عميقة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والتحول الرقمي، خاصةً مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في مجالات الاتصالات والتجارة والبنية التحتية الحيوية؛ ما جعل صناعة الأمن السيبراني سريعة الحركة؛ حيث يتنافس مقدمو الخدمات الأمنية والحلول السيبرانية على تقديم الخدمات الأفضل والأكثر ابتكاراً في مجال الأمن السيبراني.
وقال المركز: إن تقريراً صادراً عن شركة فروست آند سوليفان (Frost & Sullivan)، ذكر أن دولة الإمارات تصدت لنحو 50 ألف هجمة إلكترونية يومية العام 2023 وقد أحبطت الدولة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام نفسه ما يزيد على 72 مليون محاولة هجوم إلكتروني.
وأضاف، في هذا الصدد، برزت الإمارات والسعودية في مجال الأمن السيبراني؛ إذ احتلتا المرتبتين الثانية والخامسة على التوالي، من بين 194 دولة مشاركة في مؤشر الأمن السيبراني العالمي للاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2020؛ حيث طبَّقت كلتا الدولتين أساليب تنظيمية واسعة النطاق، واستثمرتا في مبادرات لتعزيز الابتكار في مجال الأمن السيبراني والتعليم.
وأكد تقرير فروست آند سوليفان حصول نمو متوقع لصناعة الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 13.4 مليار دولار بحلول عام 2030 وكان مؤتمر جيسيك العالمي 2024، في دبي قد أكد ضرورة التزام المنطقة بالتعاون والابتكار وتنمية المواهب في مجال الأمن السيبراني.
وفقاً لأحدث البيانات الواردة على موقع البيانات (Statista)، فإن عوائد سوق الأمن السيبراني من المتوقع أن تشهد ارتفاعاً بمقدار الضعف بحلول نهاية العقد الحالي عالمياً إلى نحو 538.30 مليار دولار بحلول عام 2030.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الأمن السيبراني فی مجال الأمن السیبرانی دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

مواقف الإمارات ومحنة السودان

منذ تفجر الصراع الدامي في السودان، كان لدولة الإمارات مواقفها الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التشويه وتزييف الحقائق، والشاهد على ذلك دعواتها المتكررة إلى نبذ العنف، وحقن دماء أبناء البلد الواحد، والعمل مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي، فيما لم تتوقف أذرعها الإنسانية عن تقديم المساعدات الإغاثية لتخفيف تداعيات الحرب المدمرة على الشرائح المتضررة، ولا سيما ملايين المهجرين والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال ومرضى. 

هذه الحرب الملعونة، كانت قاسية على الشعب السوداني الشقيق، وشهدت فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكثير من هذه الجرائم والانتهاكات مرتبط بالقوات المسلحة، وهي فظائع تستوجب المساءلة ضمن أطر القانون الدولي، وندّدت دولة الإمارات بهذه التجاوزات، وحثت على حماية المدنيين ومحاسبة الذين أجرموا من أي جهة كانت، وذلك ضمن موقفها المحايد والمساند لتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام، وفي مستقبل لا يكون فيه دور للطرفين المتحاربين اللذين جلبا على السودان أسوأ حرب تكاد تنسف وجود هذا البلد العربي، وتلقي به في مهاوي التجزئة، والتقسيم والحروب الأهلية.
من المؤسف أن مواقف دولة الإمارات لم ترُقْ إلى بعض الأطراف، وخصوصاً القوات المسلحة السودانية، التي ما فتئت تناور وتصطنع المعارك الوهمية، لصرف الانتباه عن دورها ومسؤوليتها عن الفظائع واسعة النطاق في هذه الحرب. وبدل تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء، تحاول أن تتنصل من كل ذلك، ولم تجد من سبيل إلا إطلاق ادعاءات حاقدة ضد دولة الإمارات دون أي سند واقعي أو قانوني، ومحاولة استغلال بعض المنابر الدولية للترويج لاتهامات زائفة تحاول عبثاً تشويه دور الإمارات، وعلاقتها التاريخية بالشعب السوداني، الذي يعيش عدد كبير من أبنائه معززين مكرّمين داخل الدولة وكأنهم في بلدهم الأم.
 ما تريده دولة الإمارات وتأمله صدقاً، أن تنتهي هذه الحرب الخبيثة، من أجل حماية ما تبقى من موارد للسودان والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، وهذه المهمة لن تكون سهلة في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، وتفكك المؤسسات وضعف الوحدة الوطنية، التي تضررت كثيراً بفعل الصراع العبثي على السلطة. وإعادة البناء والنهوض الناجحة تتطلب قوى سياسة مدنية مسؤولة تعبر عن تطلعات السودانيين، ولم تتورط في سفك دماء الأبرياء سعياً إلى تحقيق مصالح ضيقة.


كما تتطلب أيضاً توافقاً إقليمياً ودولياً، من شروطه الالتزام بالحوار والحل السلمي نهجاً لإنهاء الأزمات، واحترام حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في جرائم القتل الجماعي للسكان، هذه الشروط ضرورية وحاسمة في إعادة بناء الدول التي تمر بحروب أهلية مريرة.
مستقبل السودان لا يأتي معلباً من الخارج، بل يصنعه أبناؤه إذا توفرت لهم الإرادة، وتوافقوا على حسن إدارة بلد كبير وواسع الخيرات، كان إلى وقت قريب يوصف بسلة غذاء العالم العربي، ولكنه اليوم تعصف به المجاعات، ويعاني الملايين من أبنائه من سوء تغذية، وأمراض ذات علاقة بنقص الغذاء. ومن هنا يكون الدرس والعبرة، والسودان عليه أن ينهض وينفض عنه غبار الحرب ويتحرّر من ميليشيات النهب والفساد، ويطوي صفحات الصراعات الدامية والأنظمة العسكرية إلى غير رجعة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات..26 شراكة مع الاقتصادات الأكثر حيوية عالمياً
  • الإمارات.. 26 شراكة مع الاقتصادات الأكثر حيوية عالمياً
  • مواقف الإمارات ومحنة السودان
  • الإمارات: الأمن السيبراني يحذر من هجمات إلكترونية خلال عيد الفطر
  • مجلس الأمن السيبراني ينوّه لضرورة أخذ الحطية والحذر
  • الأمن السيبراني يحذر من هجمات إلكترونية خلال عيد الفطر
  • «الأمن السيبراني»: 90% من المستهلكين في الإمارات معرضون للاحتيال الإلكتروني
  • اقتصاديون: الرمز الجديد للدرهم يعزز مكانة الإمارات مركزاً مالياً عالمياً
  • الأمن السيبراني أولوية في عصر الثورة الرقمية
  • لأول مرة في الإمارات.. علاج بتقنية التحرير الجيني لمرضى فقر الدم والثلاسيميا