جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@02:22:14 GMT

مهرجان سنوي لزيت الزيتون

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

مهرجان سنوي لزيت الزيتون

 

 

خلفان الطوقي

تتوالى الإنجازات الدولية لمنتج زيت الزيتون، فقد فازت المزارع السلطانية التابعة لشؤون البلاط السلطاني من خلال مزرعة "رياض الجبل" الموجودة في ولاية الجبل الأخضر بعدة مسابقات وميداليات ذهبية دولية مرموقة، وبمشاركة مئات العلامات التجارية من عشرات الدول، وقبل عدة أسابيع مزرعة عُمانية أخرى تحمل العلامة التجارية "جرين" قد حقَّقت إنجازا جديدا، وفازت بالمركز الأول على المستوى الدولي، واستطاعت التفوق على علامات تجارية عديدة.

وعليه، وفي هذه المرحلة التي أثبتت فيها ولاية الجبل الأخضر إمكانية احتضانها لهذا المنتج الصحي والمطلوب محليًّا وخارجيًّا، وتحويل المنتج إلى صناعة متكاملة، ندعو لمهرجان سنوي لزيت الزيتون.

فولاية الجبل الأخضر تحتضن أكثر من 60 ألف شجرة زيت زيتون، وهي إحصائيات تقريبية، والمقترح الذي يحويه هذا المقال عبارة عن إقامة مهرجان دولي لصناعة زيت الزيتون في ولاية الجبل الأخضر والصناعات المنبثقة عنه، على ألا يكون هذا المهرجان زراعيا فقط، إنما يكون زراعيا وصناعيا وعلميا وسياحيا وتوعويا وتطويريا، وسيتم توضيح كل زواية على حدة.. على النحو التالي:

- زراعيًّا: من خلال دراسة توسعة رقعة الأراضي الزراعية في الجبل الأخضر وجبل شمس، وأي منطقة تتشابه فيها الأجواء الحاضنة للزراعة الطبيعية لزيت الزيتون ويكون ذلك بالتعاون بين وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني.

- صناعيًّا: إشراك الهيئة العامة للمناطق الصناعية الخاصة والمناطق الحرة "مدائن"، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وباقي أطراف العلاقة، بإطلاق مبادرات تحفيزية مدروسة لتشجيع الأهالي لزراعة الشتلات الإنتاجية والمثمرة لزيت الزيتون لتكون تجارية وتنافسية ومُصدِّرة للخارج.

- سياحيًّا: من خلال الاستفادة من مهرجان زيت الزيتون ليكون حدثًا سياحيًّا مهمًّا، وعمل حملة سياحية مبكرة مشتركة بين وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع مكتب محافظ الداخلية ووزارة الإعلام لتشجيع الزوار محليًّا ومن دول مجلس التعاون وغيرها لزيارة هذا المهرجان المتكامل.

- علميًّا: بأن يتخلل هذا المهرجان مؤتمر علمي وورش عمل يتم من خلال دعوة الأكاديميين والمتخصصين المهتمين بمنتج زيت الزيتون من داخل السلطنة وخارجها لطرح أوراق عملهم الرصينة وتقديم ورش العمل للموظفين المتخصصين والمزارعين ولطلاب كليات الزراعة، ويمكن لشؤون البلاط السلطاني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومكتب سعادة المحافظ وفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان في محافظة الداخلية أن يمولوا جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى لتنظيم هذا المؤتمر العلمي والمنبثق عن المهرجان.

- توعويًّا: من خلال حملة توعوية للمزراعين بأفضل الممارسات المتبعة في هذا السياق، وطرق التسويق التجاري، وأفضل الطرق المتطورة للعصر وإنتاج المخللات، وبعدها يتم توزيع أفضل الشتلات المثمرة للمزارعين ذات الجودة العالية التنافسية محليا واقليميا.

- تطويرًا: بإقامة مسابقة فيما بين مزارعي أشجار زيت الزيتون لأفضل الممارسات المتبعة، وأفضل الشتلات، وجودة المنتج النهائي، ويكون ذلك من خلال لجنة تحكيمية من المختصين محليًّا ومن المشهود لهم دوليًّا، ومن خلال معايير متعارف عليها، وبعدها يمكن منح الفائزين جوائز تشجيعية مادية وعينية تضمن وصول المنتج لأكبر شريحة داخل وخارج عُمان.

يقترح لهذا المهرجان أن يكون سنويًّا في شهر ديسمبر من كل عام ليتوافق مع الموسم، ويمكن تطوير المهرجان سنة بعد سنة؛ مما سوف يضمن استقطاب كل المهتمين إلى سلطنة عمان، ومن خلال هذا المهرجان يمكن تحقيق أولويات حكومية إستراتيجية جوهرية كالأمن الغذائي، والتوظيف، وتنمية ودعم الصناعات المحلية، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من الميزة التنافسية للمحافظات، وتكامل وانسجام المؤسسات الحكومية ببعضها البعض، أضف إلى ذلك العوائد السياحية والتطويرية والتعليمية والبحثية والمجتمعية والترويجية لمنتج زراعي محلي تمتاز به سلطنة عمان، ويمكن أن يكون منتجا مناسبا في الأسواق العالمية، ولمَ لا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مهرجان الظاهرة السياحي خذلان التوقيت وتجويد المحتوى

لا شك أن المهرجانات والمعارض محليا وإقليميا وعالميا فرصة تواصل رائعة يمكن استغلالها للترويج لكثير مما يتعلق بالمكان محل الحدث، أو بالجهة أو الشخص المنظم للحدث أو للركن في معرض أو مهرجان ما، كما أنه لا شك في أن ينبغي في كل ذلك حسن التنظيم ودراسة الجدوى، ولا ينبغي أن تكون الجدوى مجرد الحضور واستنزاف الموارد، كما لا ينبغي أن تكون تلك الجدوى مادية فحسب، وإلا لكانت جدوى مؤقتة وفائدة منقطعة، لكن ما يعول عليه في مثل هذه الفعاليات وهذه التظاهرات التواصلية هو الجدوى الثقافية المعرفية قبل كل شيء، ثم العبور منها لجدوى استثمارية سياحية اقتصادية، و أخرى اجتماعية قيمية يحتفى بها وترسخ في الذاكرة.

حديث مقالة اليوم عن لامركزية عمل المحافظات والتنافسية الواضحة بينها، ومع الحديث عن تعزيز اللامركزية وتمكين المحافظات تأكيدا لخصوصية المكان وتقديرا لتنوع المعطى الثقافي باختلاف الجغرافيا والموروث الشعبي ماديا كان أو معنويا، في معرض الحديث عن تنافسية عمل المحافظات عاما بعد عام لا بد من الإشارة إلى جهود التغيير والسعي لتطوير المشاريع التنموية التي نترقب معايشتها واقعا ملموسا وجدوى مستدامة، ومع تلك الجهود وذلك السعي نتابع مهرجانات الشتاء في مختلف المحافظات استغلالا لهذا الموسم من العام حيث تنعم البلاد ببرودة الطقس وإجازة المدارس معا، ومن تلك المهرجانات «مهرجان الظاهرة السياحي 2025»وما اختيار هذا المهرجان تحديدا إلا توظيف للمتابعة والتأمل بحكم القرب وتعدد الزيارات.

مهرجان الظاهرة السياحي في نسخته الثانية هذا العام هو يقينا فرصة للكثير من الممكن والأكثر من التمكين، فيه فسحة ومجال للترويج عن محافظة الظاهرة ومعالمها السياحية والتراثية، إلى جانب كونه فرصة لعدد المستفيدين من أبناء المحافظة من الباحثين عن عمل والأسر المنتجة وأصحاب المشروعات المنزلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولا ينبغي هنا إغفال تطور نسخة هذا العام عن العام الماضي تطورا نوعيا واضحا، إذ تتميز هذه النسخة بتضمنها كثيرا من الفعاليات المستهدفة مختلف الفئات العمرية والتي من شأنها إثراء تجربة الزوار، إلى جانب القرية التراثية التي تجسد القلاع والحصون تاريخا تتميز وتفخر به ولايات المحافظة، موروث ولايات الظاهرة الثلاث من حرف تقليدية وفنون شعبية وأنماط للعيش والحياة قديما وحديثا كان محط إعجاب وتقدير من زائري المهرجان مواطنين ومقيمين.

لكن مع كل الثناء لا بد من وقفة لنقد الذات وتقييم الحدث، خصوصا مع نهاية المهرجان الذي انطلق في ميدان الفعاليات بمحافظة الظاهرة خلال الفترة من 2 إلى 31 يناير 2025، مقدما تجربة مميزة تجمع بين الترفيه والثقافة والتراث، وإن كان من ملاحظات تأملتها شخصيا كما سمعتها من آخرين من الزوار فالتوقيت والترويج، إذ أخطأ منظمو المهرجان في اختيار توقيته الذي توافق في أغلبه مع فترة اختبارات المدارس، ولو أنه تأخر لأسبوعين أو أكثر لحقق معدل زيارات أعلى وجدوى ثقافية أكبر مع الجدوى المادية بطبيعة الحال، ثم يأتي الترويج والتسويق لهذا الحدث السنوي، وإنني ما زلت أستغرب ضعف التواصلية بين المؤسسات رغم الشراكات والتعاون( وهي مشكلة عامة في كل سلطنة عمان إذ لا يجد الترويج عناية أو اهتمام غافلين عن أن ثلثي الربح في الترويج) وحين أقول ذلك فإنني أستحضر ما هو ممكن من شراكات واضحة، فلا أقل من استهداف دوائر الإعلام بالمؤسسات التعليمية والثقافية والتربوية بالمحافظة كونها محل منتسبيها الموظفين من غير العمانيين عربا وغير عرب ممن يجدون متنفسا ثقافيا ومتعة روحية في زيارة المهرجان والتعرف على كثير من معطيات الظاهرة ثقافيا وسياحيا، وليس الحديث هنا عن الترويج الشخصي عبر أفراد زاروا المهرجان وأخلصوا للمكان بنقل التجربة لغيرهم، إنما عن الجهد المؤسسي والترويج المستمر واقعيا ورقميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

رغم اتساع ميدان الفعاليات الذي تميز بتوسعته الجديدة، مع مداخل ومخارج مطورة لتسهيل الحركة وتقليل الازدحام، إلا أن ضعف التسويق واختيار التوقيت لم يخدم تلك الجهود التطويرية التي كان من الممكن معها تفعيل المساحة غير المستغلة من المكان وتمكين أكبر عدد ممكن من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدلا من العدد المحدود داخل القرية التراثية، وما كثافة الزوار الممكنة والملحوظة خلال المهرجان إلا في نهاية الأسبوع مع الحفلات الفنية التي أحسبها الأعلى حضورا، كما ينبغي التنويه إلى ضرورة مراقبة أسعار الألعاب الموجودة حتى عجز المواطن العادي من تسلية أطفاله رغم زيارته، وإني لأعجب من شركة أو جهة تقبل دفع رسوم التشغيل لهذه الألعاب طوال مدة المهرجان رافعة الأسعار لتبقى تلك الألعاب ميدانا تصفر فيه الريح ويتناهبه البرد وحسب، ولو أن الأسعار خفضت للنصف أو الربع حتى لزاد الإقبال عليها وبارك الله لهم في رزقهم بتيسيرهم على البسطاء!

ختاما: شكرا للقائمين على صنع الاختلاف والسعي للتميز بتأسيس مراكز جذب ودوائر تشغيل في كافة أرجاء بلادنا الغالية، كل ذلك الإخلاص في الجهد لا بد أنه مرآة المواطنة الحقة والانتماء الصادق لوطن جديرٍ بالسعي حريٍّ بالإخلاص، وما ملاحظات التقييم والتطوير إلا بعض إخلاص المتلقي كذلك في صدق النصيحة وصولا للتجويد والإبداع والتكامل، بعيدا عن كمال لا ندّعيه، أو تزلف لا نقبله.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • مهرجان الظاهرة السياحي خذلان التوقيت وتجويد المحتوى
  • انطلاق أولى فعاليات ورشة "ذاكرة المكان" ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية
  • ماستر كلاس للمخرج آصف كاباديا في مهرجان Visions du Réel
  • الأرصاد تكشف عن منخفض جوي قادم مصحوب بأمطار متفرقة
  • فيديو نادر للملك فهد من افتتاح مهرجان الجنادرية قبل 40 عام..فيديو
  • بدعوة من حمدان بن زايد.. وفد من السفراء يزور مهرجان الظفرة
  • وفد من السفراء المعتمدين بالدولة يزور مهرجان الظفرة
  • بدعوة من حمدان بن زايد.. وفد من السفراء المعتمدين في الدولة يزور مهرجان الظفرة
  • لأبناء مدن القناة بمهرجان الإسماعيلية.. آخر موعد للتقديم بورشة ذاكرة المكان 30 يناير
  • انطلاق مهرجان زاد الراكب للفروسية بإبراء