موسكو تتوعد أوكرانيا بالهزيمة وواشنطن تجدد دعم كييف بالأسلحة
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
أكد دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن بلاده تملك ما يكفي من القوات لتنفيذ جميع مهام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بينما أعلنت واشنطن اعتزامها إرسال أسلحة لكييف بقيمة 200 مليون دولار، وسط تواصل المعارك والقصف المتبادل.
وقال ميدفيديف -على حسابه في موقع "تليغرام"- إن قواته ستسحق أعداءها وستحقق النصر وفقا لشروطها كما حدث في أغسطس/آب 2008، رغم أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كل أوقاته يقاتل روسيا حاليا بشكل علني.
يذكر أن جورجيا شنت ليلة الثامن من أغسطس/آب 2008 هجوما مسلحا على أوسيتيا الجنوبية، وقامت روسيا بالتدخل عسكريا في عملية استمرت 5 أيام انتهت بانسحاب القوات الجورجية، واعترفت موسكو حينها باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
مساعدات أميركية
يأتي ذلك، في وقت قال مسؤولون أميركيون لوكالة رويترز إن إدارة الرئيس جو بايدن ستعلن عن مساعدات أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار اليوم.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الإعلان المتوقع سيمثل الشريحة الأولى من مبلغ 6.2 مليارات دولار التي سبق الموافقة عليها في إطار سلطة الرئيس.
وتضم هذه الحزمة عناصر، مثل معدات إزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات وبنادق وذخيرة وطائرات اعتراضية للدفاع الجوي من إنتاج "لوكهيد مارتن" لمنظومة باتريوت، وصواريخ ومعدات أخرى.
وتحتاج أوكرانيا إلى أسلحة يمكن إرسالها من المخزونات الأميركية، في غضون أيام أو أسابيع، حتى تتمكن من مواصلة معركتها لصد الهجوم الروسي على أراضيها.
من جهة أخرى، نقلت شبكة "سي إن إن" عن وزارة الدفاع الأميركية تأكيدها أنه تمت -نهاية الأسبوع الماضي- الموافقة على شحن الدفعة الأولى من دبابات أبرامز إلى أوكرانيا، ومن المتوقع أن تتسلمها كييف مطلع الخريف المقبل.
ميدانيا، قالت الإدارة العسكرية في بوكروفسك بمقاطعة دونيتسك (شرق أوكرانيا) إن عدد ضحايا القصف الروسي على المدينة ارتفع إلى 8 قتلى وأكثر من 30 جريحا.
وشوهد عمال إنقاذ يعملون في محيط مبنى من 5 طبقات تضرر بشدة، وكانوا يُجلون جرحى وسط الأنقاض ويعملون على إنزال سكان عالقين في شققهم باستخدام سلالم كبيرة.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك أفلو كيريلينكو -عبر "تليغرام"- إن هذه الضربة خلفت "5 قتلى و14 جريحا. إضافة إلى ذلك، نحن على علم بمقتل اثنين من موظفي خدمات الإنقاذ الحكومية فضلا عن عسكري. كذلك، أصيب 9 من عناصر الشرطة وموظف حكومي محلي وعسكري".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق إن روسيا ضربت "مبنى سكنيا عاديا". وأضاف عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) "لقد أُطلِق صاروخان، وأصيب مبنى سكني عادي، للأسف ثمة ضحايا والمسعفون في الموقع".
كذلك، أبلغت السلطات العسكرية، في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، عن مقتل مدنيَّين (رجل وامرأة) في غارة روسية مساء الاثنين على قرية كروغلياكيفكا، وكان القصف قد أدى إلى مقتل شخصين اليوم السابق.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني ناتاليا هومينيوك إن الأسطول الروسي يشهد حالة من الاضراب بعد الاستهدافات الأخيرة التي تعرض لها مؤخرا.
وبيّنت هومينيوك أن روسيا تنشر حاليا 10 سفن متأهبة للقتال في البحر الأسود، ليس من بينها حاملات صواريخ. إلا أن خطر الهجوم الصاروخي الروسي مازال مرتفعا.
يأتي ذلك بينما أكدت روسيا أمس أنها تقدّمت نحو مدينة كوبيانسك (شرق أوكرانيا) على بُعد 150 كيلومترا شمال بوكروفسك، في منطقة استعادتها القوات الأوكرانية في سبتمبر/أيلول الماضي والتي تواجه هجوما روسيا منذ أسابيع عدة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل
أعلنت الوكالة الوطنية الأمريكية للاستخبارات الجغرافية، الجمعة، عن تعليق وصول أوكرانيا إلى برنامج مشاركة صور الأقمار الصناعية غير السرية، والذي كان يُستخدم من قبل المسؤولين الأمريكيين وشركائهم الدوليين.
ويأتي هذا القرار ليحد من قدرة أوكرانيا على الوصول إلى الصور التي كانت تعتمد عليها في مواجهة التحركات الروسية.
وأوضحت الوكالة، في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، أن هذا الإجراء تم اتخاذه بناءً على "توجيهات الإدارة بشأن الدعم المقدم لأوكرانيا"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
Maxar’s statement on media reports regarding access rights to Maxar imagery:
Maxar has contracts with the U.S. government and dozens of allied and partner nations around the world to provide satellite imagery and other geospatial data. Each customer makes their own decisions on… — Maxar Technologies (@Maxar) March 7, 2025
وأكدت شركة "ماكسار تكنولوجيز"، المتخصصة في توفير صور الأقمار الصناعية، أن الحكومة الأمريكية قررت تعليق وصول أوكرانيا إلى صورها الفضائية بشكل مؤقت.
وجاءت هذه التطورات في أعقاب خلاف دبلوماسي بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس من جهة أخرى، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.
وكان موقع "ميليتارني" الأوكراني، المرتبط بالجيش الأوكراني، أول من أشار إلى إيقاف الخدمة، معتبرًا أن السبب يعود إلى "حظر الحكومة الأمريكية مشاركة البيانات الاستخباراتية مع أوكرانيا".
By actively withdrawing US support, technology, intelligence, and now even satellite imagery from Ukraine, the Trump regime is actively siding with Russia in this war. There the US is not a neutral party to the war and cannot act as a broker of peace. https://t.co/QHNSnfnLQR — Mikael Nilsson ???????? (@ars_gravitatis) March 7, 2025
وأفادت تقارير إضافية بأن شركة "ماكسار تكنولوجيز"، الرائدة في مجال توفير صور الأقمار الصناعية التجارية، قد أوقفت وصول أوكرانيا إلى صورها الفضائية.
وأكد عدة مستخدمين للخدمة التجارية، تحدثوا لمجلة الدفاع الأوكرانية "ميليارني" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، أنهم تلقوا إشعارات من إدارة "ماكسار" تفيد بإنهاء الوصول "بناءً على طلب إداري".
وتشير مصادر إلى أن هذا القرار يأتي في إطار حظر أوسع فرضته الحكومة الأمريكية على تزويد أوكرانيا ببيانات الاستطلاع الفضائي.
وترتبط هذه القيود بسياسة أقرتها إدارة ترامب، والتي تحظر على الشركات والخدمات التجارية الأمريكية تزويد أوكرانيا ببيانات الأقمار الصناعية، بما في ذلك الوكالات الحكومية والكيانات الخاصة في أوكرانيا.
وكانت "ماكسار تكنولوجيز" واحدة من المصادر الرئيسية لأوكرانيا للحصول على صور الأقمار الصناعية التجارية، التي استُخدمت على نطاق واسع في تتبع تحركات الجيش الروسي وتقييم آثار الضربات على الأهداف الاستراتيجية.
وقد اعتمد المستخدمون الأوكرانيون على هذه الصور للحصول على معلومات استخباراتية حول المناطق المحتلة والمواقع الاستراتيجية داخل روسيا. بالإضافة إلى الاستخدامات العسكرية، لعبت صور "ماكسار" الفضائية دورًا محوريًا في التغطية الإعلامية العالمية للحرب، حيث استخدمتها المنظمات الإخبارية الدولية لتوثيق تطورات ساحة المعركة وتحليل تقدم الصراع بين أوكرانيا وروسيا.
ويُعتبر هذا التقييد نكسة كبيرة لقدرات أوكرانيا على جمع المعلومات الاستخباراتية، خاصةً أن الصور الفضائية عالية الدقة كانت أداة أساسية في تخطيط العمليات والتحقق من الأحداث الميدانية. ولا يزال التأثير الكامل لهذا القرار غير واضح.
"ستارلينك" في الطريق
في سياق متصل، حذر موقع "آي بيبر" البريطاني من أن الولايات المتحدة قد تقيد وصول أوكرانيا إلى نظام "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية، التابع لشركة الملياردير إيلون ماسك، كجزء من قرار إدارة ترامب بتقليص مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
وأكد محللون عسكريون أن فقدان "ستارلينك" سيشكل تغييرًا جذريًا للدفاع الأوكراني، حيث سيؤدي إلى تعطيل الاتصالات العسكرية وإضعاف قدرة الجيش على حماية البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومحطات الطاقة.