قال دكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن عملية بناء الحضارة هي رحلة تتم في عقل الفرد يستكشف فيها قواعد تفكيره وعقله ويحدد فيها سمات هويته ووجدانه، ثم تبدأ آثار هذه الرحلة من خلال الظهور في الحياة والآداب والفنون لتحفر مكانها في تاريخ البشرية.

 

جمعة يوضح القواعد الكلية الخمسة في الفكر الإسلامي جمعة: "لا ضرر ولا ضرار" القاعدة الأولى في الفكر الإسلامي


وتابع جُمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك في حديثة عن بناء الحضارة الإسلامية، أنه الخطوة الأولى لبناء حضارة الإسلام كانت تحديد محور هذه الحضارة وهو بالاتفاق «النص» بشقيه الكتاب والسُّنة، ثم يبدأ المسلم في الخطوة الثانية بتحديد قواعد تفكيره التي ستبنى عليها هذه الحضارة، ثم بعد ذلك تبدأ الخطوة الثالثة والأخيرة في تحديد مقاصد وغايات هذه الحضارة، وفيها يحدد المسلم هدف وجوده والغاية من خلقه في هذا الكون، وهو ما يعرف في التراث الإسلامي بـ«بقضية التكليف»، فبناء الحضارة ليس بأمر اختياري لكنه واجب مكلف به كل مسلم.


قضية التكليف في بناء الحضارة 

وأضاف جُمعة أن أسس هذا التكليف ثلاثة : أولها: عبادة الله، تلك العبادة التي يجب أن تُنشئ إنسان العمارة والحضارة، قال سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ) .

وثانيها: عمارة الأرض، وذلك بنشاط التعمير والامتناع عن نشاط التدمير، قال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [هود:61]، أي طلب منكم عمارتها، وقال سبحانه: (وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) .

وثالثها: تزكية النفس قال عز من قائل: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) .

ووضح فضيلته أن هذه الأسس الثلاثة تدور حول قاعدة واحدة، وهي تحقيق المصالح ودفع المفاسد، وهذا هو الهدف الأسمى من جميع العبادات والمعاملات والأحكام الشرعية بل الدين في مجمله، والمصلحة الحقيقية هي التي تعم الجماعة ولا تخص فئة دون أخرى، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: المقاصد الضرورية، والمقاصد الحاجية، والمقاصد التحسينية.

 

مقاصد قضية التكليف

وبين فضيلة المفتي السابق أن المقاصد الضرورية هي ما تقوم عليه حياة الناس ولا بد منها لاستقامة مصالحهم، وإذا فُقدت اختل نظام حياتهم، ولم تستقم مصالحهم، وعمّت فيهم الفوضى والمفاسد، وقد اتفق العلماء على تحديدها في خمسة مقاصد كلية، وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض (الكرامة الإنسانية)، والمال (الأملاك)، والإسلام شرع لكل واحد من هذه الخمسة أحكاماً تَكْفُل إيجاده وتكوينه، وأحكاماً تَكْفُل حفظه وصيانته، وهذه الكليات الخمس ضرورة لبقاء نظام العالم وحفظه، ولذلك لم تختلف فيها أو حولها شريعة من الشرائع، بل هي مطبقة على حفظها. يقول الشاطبي: «فقد اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس، وهي الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وعلمها عند الأمة كالضروري» (الموافقات)،ولم يتفق العلماء على ترتيب معين لهذه المقاصد، لأن كلا منهم نظر إليها من وجهة معينة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق الحضارة الإسلامية لا ضرر ولا ضرار مفتي الجمهوري المصالح الآداب والفنون الضرورى محافظة عبر صفحته الرسمية بناء الحضارة

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن سالم القاسمي يقدم واجب العزاء في وفاة عبدالرحيم محمد جاني

قدم سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، واجب العزاء بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى، عبد الرحيم محمد جاني.

وأعرب سموه، لدى زيارته مجلس العزاء في مجلس ضاحية واسط، عن صادق مواساته لذوي الفقيد، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.وام


مقالات مشابهة

  • دورة تدريبية عن الترميم الأخضر لمرممي متحف الحضارة
  • عندما يرتكب غير مسلم جريمة في أوروبا
  • افتاء مصر تذكر دليلا على احتفال النبي محمد بمولده.. ما رأي ابن باز؟
  • جيسيكا حسام الدين تدعم مبادرة «بداية» في بناء مستقبل الشباب | فيديو
  • خبير: مصر تمتلك مقاصد سياحية ممتعة
  • فعالية ثقافية توعوية عن تراث مصر بمتحف الحضارة
  • المولد النبوي.. كيف نرى رسول الله؟
  • من الهلال الخصيب.. هل كان تهجين القمح السبب في قيام الحضارة المعاصرة؟
  • تحالف إسرائيلي معارض: بقاء الجيش في فيلادلفيا خطأ استراتيجي مكلف
  • عبدالله بن سالم القاسمي يقدم واجب العزاء في وفاة عبدالرحيم محمد جاني