جُمعة: بناء الحضارة واجب مكلف به كل مسلم وليس أمر اختياري
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
قال دكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن عملية بناء الحضارة هي رحلة تتم في عقل الفرد يستكشف فيها قواعد تفكيره وعقله ويحدد فيها سمات هويته ووجدانه، ثم تبدأ آثار هذه الرحلة من خلال الظهور في الحياة والآداب والفنون لتحفر مكانها في تاريخ البشرية.
وتابع جُمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك في حديثة عن بناء الحضارة الإسلامية، أنه الخطوة الأولى لبناء حضارة الإسلام كانت تحديد محور هذه الحضارة وهو بالاتفاق «النص» بشقيه الكتاب والسُّنة، ثم يبدأ المسلم في الخطوة الثانية بتحديد قواعد تفكيره التي ستبنى عليها هذه الحضارة، ثم بعد ذلك تبدأ الخطوة الثالثة والأخيرة في تحديد مقاصد وغايات هذه الحضارة، وفيها يحدد المسلم هدف وجوده والغاية من خلقه في هذا الكون، وهو ما يعرف في التراث الإسلامي بـ«بقضية التكليف»، فبناء الحضارة ليس بأمر اختياري لكنه واجب مكلف به كل مسلم.
قضية التكليف في بناء الحضارة
وأضاف جُمعة أن أسس هذا التكليف ثلاثة : أولها: عبادة الله، تلك العبادة التي يجب أن تُنشئ إنسان العمارة والحضارة، قال سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ) .
وثانيها: عمارة الأرض، وذلك بنشاط التعمير والامتناع عن نشاط التدمير، قال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [هود:61]، أي طلب منكم عمارتها، وقال سبحانه: (وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) .
وثالثها: تزكية النفس قال عز من قائل: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) .
ووضح فضيلته أن هذه الأسس الثلاثة تدور حول قاعدة واحدة، وهي تحقيق المصالح ودفع المفاسد، وهذا هو الهدف الأسمى من جميع العبادات والمعاملات والأحكام الشرعية بل الدين في مجمله، والمصلحة الحقيقية هي التي تعم الجماعة ولا تخص فئة دون أخرى، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: المقاصد الضرورية، والمقاصد الحاجية، والمقاصد التحسينية.
مقاصد قضية التكليف
وبين فضيلة المفتي السابق أن المقاصد الضرورية هي ما تقوم عليه حياة الناس ولا بد منها لاستقامة مصالحهم، وإذا فُقدت اختل نظام حياتهم، ولم تستقم مصالحهم، وعمّت فيهم الفوضى والمفاسد، وقد اتفق العلماء على تحديدها في خمسة مقاصد كلية، وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض (الكرامة الإنسانية)، والمال (الأملاك)، والإسلام شرع لكل واحد من هذه الخمسة أحكاماً تَكْفُل إيجاده وتكوينه، وأحكاماً تَكْفُل حفظه وصيانته، وهذه الكليات الخمس ضرورة لبقاء نظام العالم وحفظه، ولذلك لم تختلف فيها أو حولها شريعة من الشرائع، بل هي مطبقة على حفظها. يقول الشاطبي: «فقد اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس، وهي الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وعلمها عند الأمة كالضروري» (الموافقات)،ولم يتفق العلماء على ترتيب معين لهذه المقاصد، لأن كلا منهم نظر إليها من وجهة معينة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية كبار العلماء عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق الحضارة الإسلامية لا ضرر ولا ضرار مفتي الجمهوري المصالح الآداب والفنون الضرورى محافظة عبر صفحته الرسمية بناء الحضارة
إقرأ أيضاً:
المستقلين الجدد: المشاركة في الوقفة التضامنية مع غزة واجب وطني
أكد حزب "المستقلين الجدد" أن المشاركة في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية تمثل واجبًا وطنيًا يعبر عن الالتزام الشعبي بمساندة صمود الفلسطينيين في مواجهة العدوان.
الدعم الكامل للقيادة السياسية المصريةوقال الدكتور هشام عناني، رئيس الحزب، إن "المستقلين الجدد" سيشاركون في الوقفة، تأكيدًا على الدعم الكامل للقيادة السياسية المصرية، التي تخوض معركة دبلوماسية على كافة الأصعدة، إقليميًا ودوليًا، لوقف الحرب على غزة.
وأضاف: "نحن فخورون بقيادتنا التي تتحرك بقوة في هذا الملف الإنساني والسياسي الخطير".
وأشار عناني إلى أنه تم توجيه أمانات الحزب في جميع المحافظات، لا سيما في محافظات القناة وسيناء، للمشاركة بقوة في الوقفة والتلاحم مع باقي القوى الحزبية والشعبية، انطلاقًا من ضرورة الاصطفاف الوطني في هذه اللحظة الحرجة.
دعم القضية الفلسطينيةمن جانبه، شدد الدكتور حمدي بلاط، نائب رئيس الحزب، على أن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الحزب في مثل هذه الوقفات، قائلاً: "سنظل دائمًا في الصفوف الأولى دعمًا للثوابت الوطنية، ورفضًا لجرائم التهجير والإبادة، والتصفية الممنهجة للقضية الفلسطينية تحت أي مسمى. نحن نؤمن بشكل مطلق بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم".
وأكد الحزب في ختام بيانه أنه سيتخذ إجراءات إضافية بعد الوقفة، بهدف دعم الجهود المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين ومرافقيهم، تعزيزًا للدور الإنساني الذي تقوم به الدولة في هذا الملف.