أكد سعادة الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أن المجلس يعمل حاليا على إصدار 3 سياسات جديدة تدعم منظومة الأمن السيبراني بنهاية العام الحالي 2024 بما يعزز مكانة الإمارات مركزا عالميا للتكنولوجيا المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال رئيس مجلس الأمن السيبراني في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام”، إن السياسات الجديدة التي يعمل عليها المجلس هي “الحوسبة السحابية وتأمين البيانات فيها وأمن إنترنت الأشياء ومراكز العمليات السيبرانية”، مشيرا إلى أنه من المتوقع إصدار اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون “التشفير” قبل نهاية عام 2024، التي تختص بوضع المعايير الرئيسة بتأمين البيانات التي تنتقل من جهة إلى أخرى بما يتوافق مع المنظومات الكمومية.


وأضاف أن دولة الإمارات تمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهلها بأن تصبح مركزا رئيسا عالميا للبيانات، ومن هنا جاءت أهمية سن التشريعات والقوانين وإصدار السياسات التي تسهم في حوكمة الإجراءات في هذا القطاع الاستراتيجي، إضافة إلى عقد الشركات الإقليمية والدولية، مع القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن دولة الإمارات نموذج مُلهم للعديد من دول العالم الراغبة في تطوير منظومتها السيبرانية، لا سيما في مجال البيانات، وذلك في ظل التطور المتسارع الذي يشهده قطاع التكنولوجيا المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال رئيس مجلس الأمن السيبراني إن التحول الرقمي في دولة الإمارات شمل جميع قطاعات الدولة، مثل قطاعات “الصحة والطاقة والتعليم والطيران وغيرها من القطاعات الاستراتيجية”، مضيفا أنه مع تحول هذه القطاعات رقميا، تتطلب منظومة أمن سيبراني متطورة لحماية الفضاء الإلكتروني من أي هجمات سيبرانية محتملة، خاصة في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها من عدة جهات سواء كانت مدعومة من دول أو تنظيمات مختلفة، تستغل الذكاء الاصطناعي لإجراء المسوحات العامة لمعرفة الثغرات الرقمية في البنى التحتية للقطاعات الحيوية، ومحاولة اختراقها من النطاقات الرئيسة التي تستخدمها الوزارات والهيئات.
وأوضح أنه من هنا جاءت أهمية حماية هذه المؤسسات من التهديدات والاختراقات التي يمكنها أن تحدث تسريب بيانات وانتحال شخصيات وملكية فكرية واختراق البنى التحتية الرئيسية والسجلات الرقمية الأمنية.
وقال سعادة الدكتور محمد الكويتي إن دولة الإمارات تشهد هجمات سيبرانية خبيثة، تستهدف القطاعات الاستراتيجية لا سيما القطاع المالي، بهدف المساس بأمن الدولة أو الحصول المعلومات المالية التي يمكن من خلالها ابتزاز شخص معين أو دولة معينة، بهدف الحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة، إلا أنه أكد أن المنظومة السيبرانية في دولة الإمارات، تواصل صد وردع هذه الهجمات وتحديد هوية المخترقين والتعامل معهم وفق أعلى المعايير العالمية.
وأضاف أن منظومات الصد والردع السيبرانية الوطنية قائمة على الكفاءات المؤهلة، التي تعمل على مدار الساعة، لحماية حدودنا الرقمية من خلال منظومات فائقة التطور قائمة على الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتحليل البيانات الضخمة، لمعرفة أنماط هذه الهجمات السيبرانية وصدها وإفشالها والتعامل معها.
وقال سعادة الدكتور محمد الكويتي إن معظم الهجمات السيبراني عابرة للحدود والقارات، ومن هنا جاءت أهمية عقد الشراكات الخليجية والعربية والدولية، حيث تم إنشاء اللجنة الوزارية السيبرانية في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى المستوى العربي تم إنشاء اللجنة الوزارية القائمة على التعاون في هذا المجال الحيوي، مضيفا أن هذه الشراكات تسهم في بناء منظومة الأمن السيبراني الخليجي والعربي لصد وردع الهجمات السيبرانية المحتملة التي من شأنها أن تمس أمن دولنا العربية.
وأكد الكويتي أن دولة الإمارات في مأمن من هذه الهجمات السيبرانية، مشيرا إلى أن البنى التحتية المتطورة في الإمارات أسهمت في استقطاب كبرى الشركات العالمية لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي و ريادة الأعمال والتكنولوجيا المتقدمة وذلك بهدف إطلاق أعمالها من الإمارات إلى العالم.
وقال رئيس مجلس الأمن السيبراني إن معدل الهجمات السيبرانية في القطاع الحكومي فقط، باستثناء القطاع الخاص يصل إلى أكثر من 50 ألف هجمة سيبرانية يوميا، والذي انتقل إلى أكثر من 200 ألف هجمة يوميا خلال شهري مارس وأبريل الماضيين وذلك بسبب الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، التي تم التصدي لها والرد على هذه التنظيمات التي تقف ورائها وفق الآليات المتبعة لدينا.
وأضاف أن أكثر الهجمات السيبرانية التي شهدتها الدولة هي هجمات ” فقدان الخدمة” والتي تنشأ من عدة بنى تحتية في العالم وتستهدف بعض النطاقات، فضلا عن استهداف الإيميلات لبعض مؤسسات الدولة، والمراد بها التضليل والخداع والهندسة الاجتماعية لفتح أي من هذه الروابط، يتلوها برامج الفدية وكيفية تسريب واستغلال هذه البيانات وتم وضع العديد من الآليات التي تمنع مثل هذه الهجمات على دولة الإمارات.
وأشار سعادته إلى أن دولة الإمارات تستهدف الوصول إلى المرتبة الأولى عالميا في مؤشر الأمن السيبراني الذي يرصد التحسّن في مستويات الوعي بأهمية الأمن السيبراني في 193 دولة حول العالم، الذي من المتوقع أن يصدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة قبل نهاية العام الحالي 2024.
وقال رئيس مجلس الأمن السيبراني إن المجلس يعمل وفق رؤية “نحن الإمارات 2031” التي تشكل خارطة وطنية مُلهمة لمختلف القطاعات، وتستهدف أن تصبح الإمارات ضمن أفضل 3 دول عالميا في مؤشر جاهزية الأمن السيبراني، وبما يعزز مكانة الدولة ضمن أفضل 10 دول عالميا في مؤشر التنمية البشرية وتعزيز مكانة المدن الإماراتية بين أفضل 10 مدن في جودة الحياة.
وأضاف أن دولة الإمارات تتصدر المرتبة الثانية إقليميا والخامسة عالميا في مؤشر الأمن السيبراني ما يعكس مستويات الوعي المتقدمة بأهمية الأمن السيبراني في الإمارات بفضل الجهود المتواصلة في العمل على النطاقات الخمسة الرئيسة التي على أساسها يتم تقييم وتصنيف دولة الإمارات في مؤشر الأمن السيبراني وحققت الإمارات في جميعها مراكز متقدمة وتشمل “تأهيل الكوادر وبناء القدرات والتقنيات الحديثة والحوكمة، والسياسات الرئيسية وسياسات الدولة والقيادات الرئيسة التي تُوحد مفهوم الأمن السيبراني، إضافة إلى عقد الشراكات والتعاون مع دول العالم في الصد والرصد والتنبيه حول الهجمات السيبرانية” وباتت دولة الإمارات اليوم تصدر تجاربها الناجحة في مجال الأمن السيبراني إلى دول العالم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الهجمات السیبرانیة الهجمات السیبرانی الذکاء الاصطناعی أن دولة الإمارات عالمیا فی مؤشر محمد الکویتی هذه الهجمات وأضاف أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

زهيو: نهاية 2024 ستشهد توحيد المؤسسات وعلى رأسها السلطة التنفيذية

قال أسعد زهيو، رئيس الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية،أن نهاية 2024 ستشهد توحيد المؤسسات، وفي 2025 نذهب باتجاه الانتخابات.

وأضاف “زهيو” في تصريحات صحفية أن ليبيا دخلت في مرحلة من الصراعات الداخلية، والتي أغلبها صراعات سياسية في الحقيقة.

وأوضح قائلا: اليوم في ليبيا لدينا أكثر من حكومة، ولدينا أكثر من مؤسسة في ذات المجال، وهناك تصدي غير طبيعي على مستوى المؤسسات وغيرها.

وأشار إلى أنه، بالمقابل لدينا بعثة أممية وبعض الأطراف الدولية التي تمارس تدخلاً في شؤون البلاد.

وألمح أن هذا التدخل الفجّ في الحالة الليبية، لا يسعى لمعالجة الأزمة الليبية، وإنما يسعى لتدوير وإدارة هذه الأزمة لإطالة أمدها.

ورأى أن، الحل واضح وصريح لدى الأطراف الدولية والمحلية وهو التوجه إلى الشارع الليبي لكي يقول كلمة الفصل في من يحكمه.

ولفت إلى أن، هذا الوضع الهش في ليبيا مريح لكثير من الأطراف الدوليين، ومريح لأطراف الصراع في ليبيا.

واستكمل: لابد من الذهاب إلى الانتخابات، مضيفا: أتصور بأن أواخر عام 2024 ستشهد عملية توحيد المؤسسات وعلى رأسها السلطة التنفيذية.

واختتم تصريحاته قائلا: أتصور بأننا في 2025 قد نذهب باتجاه الانتخابات، فقد تكون في النصف الثاني من العام القادم.

الوسوماسعد زهيو زهيو

مقالات مشابهة

  • «الأمن السيبراني» يؤهل كفاءات وطنية في «اختبار الاختراق»
  • الأمن السيبراني يواصل صقل مهارات الكفاءات الوطنية بدورات جديدة
  • زهيو: نهاية 2024 ستشهد توحيد المؤسسات وعلى رأسها السلطة التنفيذية
  • رصد ثعلب “بلانفورد” في متنزه وادي الوريعة الوطني
  •  تفاصيل المواد التى تم تعديلها باللائحة التنفيذية لقانون البناء  
  • “هيئة الطيران المدني” تنظم ورشة عمل لتعزيز الأمن السيبراني في منظومة القطاع
  • “الإمارات” تترأس الدورة الـ 114 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي
  • “دوكاب للمعادن” تعلن مضاعفة طاقتها الإنتاجية 100% لتلبية الطلب العالمي المتنامي
  • “بيت الخير” تحتفي باليوم الدولي للعمل الخيري
  • “حديد الإمارات أركان” تغير هويتها المؤسسية إلى “إمستيل” لدعم خطط التوسع والنمو