وفد ايطالي يزور مبنى «رواق الكرامة» بطرابلس
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
استقبل مدير عام جهاز إدارة المدن التاريخية بوزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية أيمن ضو رفقة عميد بلدية طرابلس المركز إبراهيم الخليفي، وفدا إيطاليا ضم رئيس المكتب الاقتصادي التجاري بالسفارة الإيطالية جياكومو غراندوسو.
كما ضم الوفد مدير مكتب ICE وكالة التجارة الإيطالية لويجي دابريا، ورئيس غرفة التجارة الليبية الإيطالية السيد نيكولا كوليتشي، إضافة إلى ممثل اليونسكو أنجيلو أرجيتو.
وقام الوفد بزيارة مبنى الجالاريا دي بونو (رواق الكرامة) بطرابلس، بحضور مدير شركة اليقين القابضة المنفذة لأعمال الصيانة والترميم للمبنى ماجد محمد حيث اطلع الوفد على المخططات والتصاميم التي أعدتها الشركة المنفذة لأعمال الصيانة والترميم للموقع.
وتم الاتفاق على وضع آلية للتعاون المشترك الدائم بين جميع هذه المؤسسات بما يخدم صالح المباني التاريخية في ليبيا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الكرامة اليونسكو ايطاليا وفد
إقرأ أيضاً:
الرواق فى القبائل المصرية
كنت وأنا صغير أحب الجلوس إلى جوار أبى وأعمامى لأستمع لأحاديثهم مع الضيوف، وكانت أحاديثهم شيقة وممتعة فى التاريخ والأنساب والشعر البدوى والشعر القديم كالمعلقات وحكايات عنترة وطرفة بن العبد والسجال الشعرى بين الفرزدق وجرير والأخطل وحرب البسوس وخلاف كليب وجساس وحيرة جليلة زوجة كليب وأخت جساس وانتقام الزير سالم، وكانوا يقولون سد كليب فى الناقة وهو مثل تتداوله الأجيال ولاحظت أن أحد الأعمام يخاطب الضيوف قأئلا: إن هناك رواق، فيصمت الضيوف برهة ويتم تغيير مسار الحديث إلى موضوعات أخرى تميل إلى الجدية والوقار، فبدأت اسأل عن معنى الرواق، فقيل لى إنه ثوب الحياء، وهذه مسألة جعلتنى ألاحظ هذا المسلك الاجتماعى الذى تتوارثه الأجيال، فرايت الأعمام لا يدخنون أمام من هم أكبر منهم تقديرا واحتراما وحياء ولا يجلسون وأعمامهم وقوفا وإذا جلسوا تكون هناك مسافة بينهم وبين الكبار ولا يتحدثون إلا إذا طلب منهم ذلك والأبناء لا يتحدثون فى مسائل الزواج او الحديث عن محاسن النساء أو أى موضوعات تتعلق بالعرى والابتذال والإسفاف أمام الأب والأعمام والأخوة الكبار، وكانوا لا يحملون أبنائهم أمامهم حياء منهم وهذه السمة السائدة فى المجتمع القبلى من أهم الخصائص المميزة والفريدة والتى تساهم فى الترابط الاجتماعى بين أفراد القبيلة وتحض على الاحترام المتبادل وتدل على النبل الإنسانى، فالحياء طريق الخير كله والمكانة العالية والرفعة المجيدة والسمو الأخلاقى وتجعل الفرد محبوبا ومحترما من الآخرين، وما كان الحياء فى أحد إلا علا شأنه بين الناس، وهو زينة للمرء، فالحياء مفتاح الخير ومن لا حياء له لاخير فيه، وكان النبى صلى الله عليه وسلم شديد الحياء، وجرأة الناس وفحشهم دليل فقدان الحياء، وعن أبى مسعود رضى الله عنه عن رسول الله أنه قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت» وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله «الحياء من الإيمان والايمان من الجنة والحياء خلق كريم ومسلك الرسل والأنبياء»، فعن أبوهريرة عن رسول الله أنه قال: إن موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شئ استحياء منه، والحياء لا شك فضيلة عظيمة إن وجدت فى مجتمع اتسم بالرقى الإنسانى والقيم السامية، وكانت قبائلنا المصرية ومازالت تحمل تلك المثل العليا المتمثلة فى الرواق ثوب الحياء وهو منهج الآباء يتناقله الابناء ويحرصون عليه برغم كل التحديات وعصر العولمة والميديا والشبكة العنكبوتية وغيرها من مؤثرات على سلوك الأبناء وتغيير نمط حياتهم وتفكيرهم ومجموعة القيم المجتمعية الدخيلة وتبقى الأسر المصرية تواجه وتتصدى لتلك الهجمات البربرية على مجتمعاتنا المحلية وتظل القيم التى توارثناها من الأجداد هى الميراث الحقيقى لنا للحفاظ على هويتنا وترابطنا وقوتنا واخلاقنا التى نتميز بها عن غيرنا ومن لطف أجدادنا أن جعلوا للحياء ثوب فأرادوا لها الحشمة والوقار فهى كلمة ليس ككل الكلمات ألبسوها ثوب ولباس التقوى ذلك خير وصارت رواق فبئس من لا رواق له الأم هى أعظم نعمة من الله تعالى.