دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على مدى أكثر من خمسين عامًا، كان الرياضيون المتنافسون في الألعاب الأوليمبية غالبًا ما يتلقون التشجيع من شخصية من الفرو أو الريش.

إنها تميمة الألعاب الأوليمبية، وتعد تجسيدا كرتونيا لثقافة المدينة المضيفة وتاريخها. وغالبًا ما يقع الاختيار على التصاميم ويكشف عنها قبل سنوات من انطلاق الألعاب.

وبحسب اللجنة الأولمبية الدولية، فإن دور هذه الشخصيات الكاريكاتورية الغريبة هو المساعدة في نشر "أجواء احتفالية" وتجسيد الروح المبهجة للحدث.

وعلى مر عقود من الزمان، رحب العالم برجال الثلج، وذو القدم الكبيرة، والدببة التي ترتدي قبعات رعاة البقر، والكائنات الفضائية على المسرح الأولمبي.

صورة تبرز فريج البارالمبية، وهي تميمة دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 ، وتجسّد قبعة فريجيةCredit: Stephane De Sakutin/AFP/Getty Images

هذا العام، تتخذ التميمة شكل قبعة، على وجه التحديد القبعة الفريجية حمراء اللون المميزة التي ارتداها العبيد المحررون في روما القديمة، والتي أصبحت رمزًا للحرية أثناء الثورة الفرنسية.

صممت تميمة "Shuss" خلال ليلة واحدة.Credit: International Olympic Committee

وأنشئت أول تميمة في عام 1968 على يد المصممة ألين لافارج لدورة الألعاب الشتوية في غرونوبل في فرنسا. وتكونت الشخصية المسماة "Shuss" من رأس ثنائي اللون وساق على شكل صاعقة برق متصلة بزلاجات. ورغم حصولها على لقب أول تميمة على الإطلاق، فقد قامت لافارج بإنشاء وتصميم Shuss" في ليلة واحدة فقط.

ولإيجاد ممثل جدير، تنظم كل دولة مضيفة عادة دعوة أو مسابقة لتقديم أعمال مقترحة.

وفي عام 2014، تلقّت مسابقة عقدتها روسيا استعدادًا لدورة الألعاب الشتوية في سوتشي أكثر من 24 ألف مشاركة.

وقع الاختيار على التصميم الفائز، وهو عبارة عن ثلاثة ثدييات قطبية كانت مخصصة لتمثيل المراكز الثلاثة على منصة التتويج الأولمبية، من خلال تصويت عام مع بث النتائج على التلفزيون الروسي.

ولكن هذا لم يكن الحال دائمًا، وبالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لوس أنجلوس عام 1984، وهي واحدة من أولى الأحداث الأولمبية التي تم دعمها بشكل كبير من خلال التمويل المؤسسي، فازت شركة "ديزني" بالمناقصة الخاصة لتصميم التميمة.

وبما أن هذه الشخصيات تشكّل أيضًا محورًا للسلع الرسمية، فقد كانت اللطافة والوداعة منذ فترة طويلة من المقاييس الرئيسية لنجاح أي تميمة.

Sam النسر، تميمة أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، يتجول في الملعب خلال حفل الافتتاحCredit: Tony Duffy/Getty Images

وبيعت سلع تميمة الباندا السمينة "Bing Dwen Dwen" لدورة الألعاب الشتوية لعام 2022 بشكل واسع النطاق، في حين صمم النسر الأصلع الخاص بـ"ديزني"، ويدعى "Sam"، بعناية شديدة ليبدو قصيرًا وممتلئًا وناعمًا بدلاً من أن يكون واقعيًا ومدببًا ومرعبا من أجل جذب الأطفال.

وعندما انحرف مصممي التمائم عن المسار، كان المشاهدون من يخبرهم بذلك.

صممت تميمتين لكائنين فضائيين بعين واحدة من أجل أولمبياد لندن 2012. في الصورة، يحتفل لاعب ألعاب القوى البريطاني الصومالي، محمد فرح، مع أحدهماCredit: Adrian Dennis/AFP/Getty Images

وقبل 10 سنوات، أنتجت وكالة التصميم "Iris" تميمتين من الكائنات الفضائية الفضية ذات العين الواحدة العملاقة للإعلان عن دورة الألعاب الأوليمبية في لندن.

وعلق أحد قراء CNN في عام 2012: "لو كانت هذه الشخصيات في فيلم رعب من الخمسينيات، لكان يُعتبر الآن من الكلاسيكيات".

صورة لتميمة الألعاب الأولمبية Misha، بتاريخ 19 يوليو عام 1980 في ملعب لينين في موسكو، يتمنى للجميع حظا سعيدا في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية عام 1980، التي استضافها الاتحاد السوفييتيCredit: -/AFP via Getty Images

حتى أن أحد التمائم، أي الدب "Misha"، ذهب إلى الفضاء الخارجي في عام 1978 عندما انطلق إلى الفضاء على متن صاروخ "سويوز" قبل عامين من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980.

ويصبح تصميم الشخصيات مهمًا بشكل خاص عندما تتزامن الألعاب الأولمبية مع لحظة فريدة في التاريخ.

وعلى سبيل المثال، قامت مدينة سيدني الأسترالية، المضيفة لأول دورة ألعاب أولمبية في الألفية الجديدة، بتكليف ثلاثة تمائم لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية.

وسميت التمائم الثلاثة بـ"Syd" و"Olly" و"Millie"، في إشارة إلى سيدني، والأولمبياد، والألفية الجديدة. ولا زالت القمصان التي تحمل شعار هذا الحدث البارز متداولة في مواقع إعادة البيع المستعملة حتى الآن.

الألعاب الأولمبيةباريسنشر السبت، 27 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبية باريس الألعاب الأولمبیة لدورة الألعاب دورة الألعاب Getty Images فی عام

إقرأ أيضاً:

زكي القاضي: ما يحدث في غزة غيّر نظرة العالم تجاه القانون الدولي.. فيديو

أكد الكاتب الصحفي زكي القاضي أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تُبرز عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، خاصة في ظل ما يشهده العالم من إعادة ترتيب في موازين القوى الدولية.

ماكرون: مصر وفرنسا تعتزمان إيجاد حل قائم على التفاوض لدعم استقرار السودانماكرون: الشعب السوداني يعاني أسوأ حياة إنسانية في العالمخبير يرصد المكاسب الاقتصادية لمصر من زيارة ماكرونبرلماني: زيارة ماكرون لـ خان الخليلي تبرز قدرة مصر في قيادة الاستقرار بالمنطقة

أوضح القاضي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رشا مجدي وعبيدة أمير في برنامج «صباح البلد» على قناة صدى البلد، أن مصر ستكون وجهة رئيسية في العديد من الزيارات الدولية خلال الفترة القادمة، نتيجة لمكانتها ودورها الإقليمي المتنامي.

وأشار إلى أن ما يحدث في غزة غير نظرة العالم تجاه القانون الدولي، بعد التمادي الإسرائيلي الكبير في الانتهاكات بحق المدنيين في القطاع، وهو ما أبرز هشاشة الالتزام بالقوانين الدولية الإنسانية من قبل بعض الدول.

كشف القاضي أن الرئيس ماكرون أجرى مكالمة صعبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة للتهدئة ووقف إطلاق النار، مؤكدًا أن أوروبا بدأت تعود إلى مبادئها في دعم القيم الإنسانية والتضامن الدولي.

وردًا على الشائعات التي تناولت إغلاق مصر لمعبر رفح، أكد زكي القاضي أن هذه المعلومات غير صحيحة، مشددًا على أن مصر كانت تقدم ما يقارب 80% من إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة في بعض الفترات.

وفي ختام حديثه، أشار إلى أن المناطق اللوجستية في رفح والشيخ زويد تحتاج إلى دعم مالي كبير، وجهود إغاثية، وفرق من المتطوعين لتقديم الخدمات، مؤكدًا أن مصر تتحمل هذا العبء منذ شهور دون انقطاع، في إطار التزامها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • نظرة خلال الصحافة الغربية.. الكلام المزدوج لحركة حماس يؤكد أنها لا تزال طائفية ولا تؤمن بالوحدة الوطنية
  • القبض على المتهمين بتعطيل المرور وإشعال الألعاب النارية خلال موكب زفاف بمصر القديمة
  • ميغان ماركل تتحدث عن حالة مخيفة بعد الولادة
  • تنبؤات مخيفة.. أنهيار متوقع للقطب الشمالي في المستقبل القريب
  • عضو الغرف السياحية: زيارة «ماكرون» تعزز مكانة مصر كوجهة سياحية آمنة وذات تاريخ ثقافي غني
  • «الأولمبية الوطنية» تشارك في منتدى «المجلس الآسيوي»
  • سرعة خاطفة
  • شجرة البان العربي تاريخ يعكس الثقافة الخليحية والعربية… وتفتح أفاق اقتصادية للمجتمع المحلي
  • بالفيديو.. زكي القاضي: ما يحدث في غزة غير نظرة العالم تجاه القانون الدولي
  • زكي القاضي: ما يحدث في غزة غيّر نظرة العالم تجاه القانون الدولي.. فيديو