حذرت دار الإفتاء المصرية، مما يردده البعض حول التشاؤم من شهر صفر، موضحة في فتوى عبر موقعها الرسمي، أنه من صور التطير المنهي عنه شرعًا باعتباره عادة جاهلية كأن يعتقد المرء بأن شهرًا معينًا مرتبط بأحداث سلبية فيمتنع عن قضاء حوائجه أو أي مناسبة في هذا الشهر.

حكم التشاؤم من شهر صفر

وقبل التطرق لحكم التشاؤم من شهر صفر الذي يحل علينا خلال أيام، إذ يجري استطلاع الهلال يوم 4 أغسطس المقبل، فإن دار الإفتاء المصرية أكدت أنه ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.

أكدت دار الإفتاء أنه قد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».

وفي شرح الحديث النبوي استشهدت دار الإفتاء بما ورد عن الإمام ابن عبد البر القرطبي في قوله: «وأما قوله: (ولا صَفَرَ) فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا».

كما استشهدت الدار بما ذكر عن الإمام الطيبي: «ولا صفر» قال أبو داود في «سننه»: قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا صفر). قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبوداود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ».

وتناولت الإفتاء ما جاء في شرح سنن ابن ماجه: قوله: «ولا صَفَر» بفتحتين كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه تكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم. قال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 37] الآية، فأبطل كل هذه المزعومات ونفاها الشارع.

وجددت الدار في ختام فتواها التأكيد على أن التشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر تكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء شهر صفر الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم التشاؤم من من شهر صفر

إقرأ أيضاً:

متى يجب أن نُصلى على النبي خلال اليوم

متى يجب أن نُصلى على النبي خلال اليوم؟، أمرنا الله عز وجل في كتابه العزيز بالصلاة على النبي، فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، وأرشدنا رسول الله في سنته الشريفه مواضع الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فما هى؟

صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة أذكار أوصانا بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فضل الصلاة على النبي

عن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» [رواه مسلم].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي» [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا» [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].

مواطن الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلّم

1- الصلاة الإبراهيمية (التشهد الأول والأخير): يقرأ المسلم في صلاته عند الجلوس الأخير قبل التسليم الصلاة الإبراهيمية.


2- ليلة الجمعة ويومها: يستحب ويفضّل للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي يوم وليلة الجمعة لما لها من فضل ومضاعفة في الأجر.


3- عند الآذان والإقامة: حثّ النبي - صلى الله عليه وسلّم - على الصلاة عليه عند سماع الآذان.


4- عند القيام من المجلس : فقد حثّ الرسول - صلى الله عليه وسلّم- على تضمين كل مجلس بذكر الله تعالى والصلاة عليه.


5- عند ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم-: ومن المتعارف عليه بين الناس نعت من يذكر أمامه وعلى مسامعه اسم النبي - صلى الله عليه وسلم- ولم يصلِ عليه بالبخل.


6- في الصباح والمساء: فيجب على المسلم أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم - صباحًا ومساءً عشر مرات؛ ليدرك شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.


7- الدعاء: من شروط الدعاء الصحيح البدء بالحمد الله والثناء على الله تعالى والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يبدأ بالدعاء حتى يتقبّل الله تعالى الدعاء بالإضافة إلى تضمين وختام الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم -في الدعاء.


8- بعد التكبيرة الثالثة من صلاة الجنازة: فإن صلاة الجنازة يتخللّها ذكر الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلّم- وذلك بعد التكبيرة الثالثة.

 

مقالات مشابهة

  • فضل صلاة الفجر على وقتها .. الإفتاء تجيب
  • الحوار
  • «شاهد على الحب والتعظيم».. الإفتاء توضح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • الإفتاء: علماء الأمة اتفقوا على استحسان الاحتفال بالمولد النبوي
  • دار الإفتاء تنشر لمحات من سيرة الرسول بمناسبة اقتراب ذكرى مولده
  • المولد النبوي 2024.. الإفتاء تحسم الجدل حول احتفال الرسول صلى الله عليه وسلم بمولده
  • الذباب الإلكتروني..وأدوات المواجهة
  • وقت غير مشهور مستجاب فيه الدعاء
  • متى يجب أن نُصلى على النبي خلال اليوم
  • الإفتاء: الرسول لم يضرب زوجاته أبدًا