غارديان: التصفيق لنتنياهو في الكونغرس لا يفيد إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
قالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن التصفيق القوي الذي تلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن هذا الأسبوع، في أول رحلة له إلى الخارج منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)) على غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان أجوفا حتى بالنسبة إليه نفسه.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أن السبب في أن هذه الزيارة غير مفيدة لا يعود فقط إلى تشتت انتباه الطبقة السياسية الأميركية بسبب تخلي الرئيس جو بايدن عن محاولة إعادة انتخابه، وصعود نائبته كامالا هاريس، بل إلى فظائع الحرب في غزة وسلوك نتنياهو وهي أمور تحفز التحولات في سياسات الدول الأخرى تجاه إسرائيل.
وأشارت غارديان إلى مقاطعة ما يقرب من نصف الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ خطاب نتنياهو، وذهاب كثيرين منهم للقاء أقارب المحتجزين الإسرائيليين، الذين يشعرون بالغضب لفشل حكومتهم في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، كما أشارت إلى وصف رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي خطابه بأنه الأسوأ إلى حد بعيد من قبل أي شخصية أجنبية في مبنى الكابيتول.
وعلقت غارديان بأن تدني شعبية نتنياهو داخل إسرائيل أمر عادي، لكن في الخارج، يتسبب سلوكه بحدوث تحول حاسم في المواقف تجاه إسرائيل، حتى داخل أقوى حليف له –الولايات المتحدة-، مضيفة أنه يتحمل الكثير من المسؤولية في ذلك.
لا يبحث عن مخرج
وقالت أيضا إن هناك فهم متزايد بأن نتنياهو لا يبحث عن مخرج من كارثة غزة كما يزعم، وكما يرغب البيت الأبيض، لكنه يعمل على إطالة أمد الحرب، وأن جذور هذه الكارثة تسبق هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وسردت الصحيفة الأحداث المهمة التي تظهر أن إسرائيل تخسر باستمرار، ومن ذلك تقديم محكمة العدل الدولية هذا الشهر لائحة اتهام دامغة لاحتلالها للأراضي الفلسطينية وانتهاكاتها المتعددة للقانون الدولي، وما يترتب على ذلك من أضرار بها.
ومنها أيضا دعوة أستراليا ونيوزيلندا وكندا أمس إسرائيل للرد على حكم محكمة العدل الدولية، ولوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإبداء مرشحة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأميركية كمالا هاريس ملاحظة مختلفة تماما عن موقف الرئيس جو بايدن، مشددة على أنها لن تسكت عن معاناة الفلسطينيين في غزة، فضلا عن استئناف الحكومة البريطانية تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، لتحذو حذو دول أخرى بذلك، وتأكيدها أنها أسقطت معارضتها لـ المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق نتنياهو بسبب ارتكابه جرائم حرب، وتفكيرها في التخلي عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
حملة في الكونغرس تحرض على ترحيل إلهان عمر.. توتر بين الحزبين
قام النائب الجمهوري الأمريكي براندون جيل من ولاية تكساس بتوزيع عريضة على أنصاره للمطالبة بترحيل زميلته في الكونغرس، النائبة الديمقراطية إلهان عمر من ولاية مينيسوتا.
وتضمنت العريضة التي وزعها جيل عبر البريد الإلكتروني مطالبات بترحيل إلهان عمر بناءً على تصريحات حادة أعتبرها أكثر ولاءً للمهاجرين غير المسجلين في ولائها للولايات المتحدة.
وقال جيل في رسالته: "إلهان عمر أكثر ولاءً للمهاجرين غير الشرعيين من ولائها للولايات المتحدة"، موضحًا أنه يعتقد بأن عمر تسعى لإيواء المهاجرين غير الشرعيين في البلاد على حساب حماية الأمن القومي الأمريكي.
اتهامات إضافية حول ورش العمل والتعامل مع الهجرة
أضاف جيل في رسالته أن إلهان عمر كانت تستضيف ورش عمل موجهة للصوماليين المقيمين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، حيث تناقش معهم طرقًا للتهرب من إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية.
وتابع جيل قائلاً: "لا يمكن أن يكون الأمر أكثر وضوحًا، إلهان عمر أكثر ولاءً للصوماليين غير الشرعيين من ولائها للولايات المتحدة"، مؤكداً أن هذه التصرفات تؤثر سلبًا على المنصب الذي تم انتخابها لأجله.
America would be a better place if @IlhanMN were deported back to Somalia. https://t.co/ABjBQX9DXx — Congressman Brandon Gill (@RepBrandonGill) February 4, 2025
ردود فعل غاضبة من الديمقراطيين
لم تمر تصريحات جيل مرور الكرام، حيث أعرب العديد من الديمقراطيين عن استيائهم من هذه الحملة ضد إلهان عمر، ووجه النائب مارك بوكان من ولاية ويسكونسن، انتقادات شديدة لرئيس مجلس النواب مايك جونسون، مطالبًا بفرض سيطرة أكبر على الكتلة الجمهورية بسبب تصريحات جيل.
وقال بوكان في منشور على منصة "إكس": "سيطر على كتلتك قبل أن نضطر إلى اتخاذ إجراءات أخرى. هذا أمر مهين ومحرج".
ووصفت النائبة براميلا غايابال، عضو الحزب الديمقراطي من ولاية واشنطن، محاولات جيل بأنها "مثير للاشمئزاز" وأكدت أن هذا النوع من التهديدات الفاشية لن ينجح في زعزعة إيمان إلهان عمر بمبادئ الديمقراطية أو في إيقاف نشاطها السياسي.
وأضافت غايابال أن "إلهان عمر مدافعة لا تعرف الكلل عن منطقتها وحامية شرسة لديمقراطيتنا".
It’s disgusting that Republicans are attempting to raise money by threatening to deport a US citizen just because they disagree with her. Ilhan Omar is a tireless advocate for her district, a fierce protector of our democracy, and I know these fascist threats won’t keep her down.… — Pramila Jayapal (@PramilaJayapal) February 12, 2025
الموقف الجمهوري: دعم أم تنديد؟
ورغم أن تصريحات جيل أثارت الكثير من الانتقادات من أعضاء الحزب الديمقراطي، إلا أن بعض الجمهوريين أعربوا عن تأييدهم لوجهة نظر جيل.
وقد عبر بعض الأعضاء الجمهوريين عن دعمهم لحملته، مؤكدين ضرورة مواجهة ما وصفوه بتصرفات "الولاء المزدوج" في السياسة الأمريكية، إلا أن الجدل لا يزال مستمرًا حول هذا الموضوع في الأوساط السياسية الأمريكية.
التاريخ السياسي لإلهان عمر
وأصبحت إلهان عمر، التي حصلت على الجنسية الأمريكية عام 2000 بعد أن فرت من الصومال بسبب الحرب الأهلية هناك، إحدى أبرز الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة.
ومع مرور الوقت، صارت واحدة من أكثر النواب الديمقراطيين نشاطًا في الكونغرس، حيث غالبًا ما تعرضت لهجمات من الجمهوريين بسبب مواقفها الجريئة والانتقادات التي وجهتها للرئيس السابق دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى.
وقد كانت إلهان عمر محطًا للعديد من الهجمات العنصرية منذ انتخابها في الكونغرس عام 2018. ورغم هذه الهجمات، استمرت في عملها السياسي كممثلة لمقاطعتها في مينيسوتا، حيث كانت دائمًا تشدد على ضرورة تقديم الدعم للمهاجرين واللاجئين والوفاء بحقوق الأقليات.
الآثار المحتملة لهذه الحملة
من المتوقع أن تكون هذه الحملة ضد إلهان عمر مصدرًا للانقسام السياسي في الولايات المتحدة. بعض المحللين يرون أن هذه الهجمات ستزيد من تأجيج التوترات بين الجمهوريين والديمقراطيين، بينما قد تؤدي إلى تعزيز قاعدة دعم إلهان عمر بين الناخبين الذين يعتقدون أنها تمثل المهاجرين والأقليات.
أما على مستوى الحزب الجمهوري، فقد أثارت هذه الحملة تساؤلات حول مدى انقسامات الحزب، حيث يبدو أن هناك اختلافات حادة بين الأعضاء المؤيدين لمواقف جيل والذين يرون أن هذه الحملة قد تضر بصورة الحزب، وبين الأعضاء الذين يعتقدون أن هذه الحملة ضرورية لحماية الهوية الأمريكية.