في سياق جهود وزارة الثقافة لحماية وصون التراث، عقد يوم أمس الخميس بديوان الوزارة، اجتماع لمناقشة حماية التراث الثقافي غير المادي من السرقة خلال اجتماع وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية مبروكة توغي، مع الدكتور ناصر ناجي بن جابر نقيب المهن الموسيقية في طرابلس، بحضور مدير إدارة المطبوعات والمصنفات الفنية، ومدير إدارة الإنتاج الفني ومدير إدارة التعاون الثقافي الدولي، وخبير الفنون بالوزارة.

وتم خلال اللقاء مناقشة تزايد سرقة الموروث الثقافي الفني الليبي في مخالفة للقوانين المحلية والدولية ذات الصلة التي وقعت عليها أغلب دول العالم الأعضاء في منظمة “الويبو” الدولية لحماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية والحقوق المجاورة.

وتم مناقشة السبل الكفيلة للمحافظة على التراث الفني وذلك بالعمل على رقمنة التراث القني الثقافي للتصدي لحمايته، وهو ما يتطلب تضافر الجهود المشتركة في هذا المجال لتوثيق الأغاني الليبية والتراث غير المادي المسموع من مختلف مناطق ليبيا، بهدف توثيق الموروث الوطني الثروة الفنية والثقافية وحفظها من السرقة أو التشويه بالطرق الحديثة على اليوتيوب والسوشيال ميديا.

وتناول اللقاء أيضاً تكثيف الجهود والتنسيق المشترك على مستوى المنظمات الدولية، منظمة اليونسكو والمنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية، لمحاربة التعدي على ذاكرة ليبيا.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الموروث الثقافي اليونسكو سرقة نقابة المهن الموسيقية وزارة الثقافة

إقرأ أيضاً:

إنهيار المعايير الفكرية

من علامات الانهيار الفكري الشامل في المشهد السياسي السوداني الفكرة الغريبة التي تقول إن أي فكرة أو مساهمة في النقاش يجب أن يحكم عليها لا بمطابقتها للحقيقة وإنما بمقياس من يستفيد ومن يخسر منها. وهذا تيار أنيمي، فاسد، معاد للفكر وخطير.
إن التقييم لأي فكرة أو موقف بمعيار تجاري يزن من يستفيد ومن يخسر يعني ببساطة أنك لا تهتم بالحقيقة ولا تبحث عنها. أنت فقط تسعى إلى هزيمة أعدائك بالحقائق أو الأكاذيب، لا فرق. وفي هذا نهاية الحقيقة وموتها علي يديك ثم هزيمة الخير وتمكين الشر لان الحقيقة دائما في مصلحة المضطهدين والدغمسة دائما في خدمة الظالمين.

إن الشرفاء يهتمون فقط بالحقيقة: الحقيقة الفكرية والحقيقة الأخلاقية، ولا يهمهم من يستفيد ومن يخسر لانهم يعرفون أن الحقيقة نصير المظلومين مهما كان.

إذا كنت تعتقد أنك تخسر إذا قال شخص ما شيئًا صادقًا، فلا ينبغي لك أن تسلخه أوتكممه، بل إن الشيء الصحيح هو أن تغير موقفك حتى يصبح متوافقًا مع الحقيقة. إن قمع الحقيقة شر، وتبني موقف يتطلب إخفاء الحقيقة يجعلك كاذبًا شريرًا.

لكن فكرة أن يسنسر الإنسان نفسه لأن الكيان الخطأ قد يستفيد لها تاريخ طويل. عندما كتب إدوارد سعيد كتابه الشهير “الاستشراق” انتقده البعض قائلين إن كتابه يصب في مصلحة الإسلاميين والإسلام الراديكالي. تخيل لو لم ينشر إدوارد سعيد أحد أهم الكتب في تاريخ البشرية – واقيم مرجعيات التحرر البشري – لأن سياسياً دعائياً خفيف الوزن ظن أن كتابه سيخدم مصالح الإسلاميين.

وحدث نفس الشيء مع تشومسكي. فقد جلبت انتقاداته الشديدة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة عليه اتهاماً بأن كتاباته تخدم أعداء أميركا واعداء الحرية في أيران، أو الأتحاد السوفيتي، لا فرق.

وعندما انتقد تروتسكي بشدة النزعة الستالينية الشمولية، اتهمه قوميسارات ستالين بمساعدة المراكز الرأسمالية الإمبريالية، أعداء الإشتراكية العلمية.

وفي السودان اليوم، يُصوَّر انتقاد مجموعة مدنية منحرفة وخطيرة على أنه خدمة للإخوان. وهذا يعني أن علي الجميع أن يفرضوا الرقابة على أنفسهم، ويقبلوا الممارسات السياسية الرديئة والمدمرة، بما في ذلك قبول الغزو الأجنبي علي رماح ميليشيات عنيفة. ومن يجرؤ علي رفض المشروع الجنجويدي بشقيه الداخلي والخارجي، العسكري والمدني، لا يواجه بمطابقة أو مفارقة موقفه للحقائق والمصلحة الوطنية إذ يكفي إستدعاء لبانة “كلامك ده بيخدم الإخوان” لتكميم النقاش وحرفه عن مساره وتشتيت الكورة.بدلا من تفنيد الحجة، ما علينا إلا أن نثبت كوزنتك وإن فشلنا فانت مغفلهم النافع أو برجوازي مارق عن الصراط الثوري اليساري القويم.
توتر أي ناشط سياسي من ظهور الحقيقة بحجة إنها تخدم الأخوان هو إعتراف بان موقفه يحتاج لإخفاء الحق وهذه أزمة فكرية أخلاقية مزدوجة.

فحتي الرب إنتقد نبيه في رفق إذ قال معاتبا “عبس وتولي” ولم يخطر علي بال أحدهم إن الأية قد يستفيد منها كفار مكة.

بإختصار أن مصطلح “كلامك ده بيخدم الكيزان” ليس حجة أو قل هو حجة فاسدة. إذا أزعجتك فكرة أثبت خطلها المعرفي أو الأخلاقي وان صعب. فعليك مراجعة موقفك أو انطم, أسكت وهذا أضعف الإحسان واكرم من محاولة قمع الحقيقة.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «مجلس محمد بن حمد الشرقي» ينظم جلسة «ذاكرة الأجداد»
  • «أبوظبي للصيد» يواصل إلقاء الضوء على الموروث الثقافي
  • انطلاق مشاهدات نوادي المسرح بثقافة الجيزة واستمرار الأنشطة الصيفية
  • أبو قير للموسيقى العربية تختتم برنامج الصيف بالمركز الثقافي بطنطا
  • «ثقافة الغربية» تختتم حفلاتها الصيفية بعرض لفرقة «أبو قير» بالمركز الثقافي
  • وزير الثقافة يستقبل إدارة مهرجان الفيوم السينمائي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
  • مجتمع النفايات الفكرية «١»
  • إعلان توصيات مؤتمر "مرجعية التراث الثقافي وإشكالية التجريب في إقليم وسط الصعيد"
  • إنهيار المعايير الفكرية
  • بحضور ميدو جابر نجم المصري.. فوتبول أكاديمي تكرم لاعبيها «صور»