الرياض تبذل جهودا لتخفيف التوترات مع الحوثيين على حساب الحكومة الشرعية
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
كشفت وكالة "بلومبيرغ" عن جهود سعودية لتلافي تفاقم أزمة بين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها وتدعمها الرياض.
وقالت الوكالة في تقرير لها إن الرياض تشعر بقلق متزايد بشأن الوضع في اليمن، حيث صعد المسلحون الحوثيون هجماتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي وهددوا بمهاجمة المملكة الغنية بالنفط بسبب مزاعم بأنها تشن حربًا اقتصادية ضدهم.
ونقلت الوكالة عن عدة أشخاص مطلعين على استراتيجية الحكومة السعودية، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر، قولهم إن الرياض تخشى الانجرار إلى صراع مباشر جديد مع الحوثيين.
وسبق أن حاربت المملكة العربية السعودية الجماعة لمدة سبع سنوات بدءا من عام 2015 في صراع دمر اليمن، وأسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 370 ألف شخص بسبب القتال والمجاعة.
وارتفعت التوترات في الأيام الأخيرة بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لأهداف حيوية مدنية في ميناء الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، بعد يوم من نجاح مسيرة للحوثي من اختراق الدفاعات الإسرائيلية ووصولها إلى تل أبيب، حيث أدى انفجارها إلى مقتل شخص وإصابة العديدين.
تصاعد التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي، رافقه تصعيد في اللهجة الحوثية ضد السعودية، وزعم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن السعودية تتواطأ مع "إسرائيل" والولايات المتحدة للحد من هجمات الجماعة على الشحن في البحر الأحمر، والتي بدأت في أواخر العام الماضي تضامناً مع المدنيين الفلسطينيين المتضررين من الحرب في غزة. وهدد بإلحاق "خسائر مروعة" بالمملكة وإفشال رؤية 2030.
ونفت وزارة الدفاع السعودية أي علاقة لها بالضربات الإسرائيلية على الحديدة، فيما دعت وزارة الخارجية "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وقال خمسة أشخاص على دراية مباشرة بهذه المناقشات إن المسؤولين السعوديين حاولوا تهدئة الموقف من خلال حث الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ومحافظ البنك المركزي على إعادة النظر في الإجراءات المالية المصممة لإضعاف الحوثيين. وقال الأشخاص إن الرياض قالت إنها قد تقلل من الدعم الاقتصادي والعسكري للإدارة اليمنية إذا تم تنفيذ التحركات ضد الحوثيين وأنها ستواجه بمفردها صراعا جديدا محتملا.
وأكد السعوديون في المقابل للحوثيين أنهم يفعلون كل ما في وسعهم لوقف تنفيذ الإجراءات، بحسب شخصين مطلعين على الأمر.
واتهم الحوثيون، في أيار/ مايو الماضي، الولايات المتحدة والسعودية بـ"ممارسة ضغوط مالية على النظام المصرفي في مناطقهم"، بعد حظر المصرف المركزي في عدن، الذي تسيطر عليه الحكومة اليمنية، المعاملات مع 6 مصارف في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، لعدم التزامها بأمر الانتقال إلى عدن.
يذكر أن الحوثيين يديرون مصرفهم المركزي، ويستخدمون أوراق عملات مختلفة بأسعار صرف مختلفة، في مناطق سيطرتهم.
وخرج زعيم الجماعة اليمنية، بوقت سابق من هذا الشهر، في خطاب يهدد فيه السعودية، قائلا: "سننطلق لمقابلة كل خطوة بمثلها.. مطار الرياض بمطار صنعاء .. البنوك بالبنوك .. وهكذا الموانئ بالميناء".
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن الأطراف اليمنية توصلت إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء القيود المالية المفروضة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي يقطنها نحو 20 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية الدولية والتحويلات المالية من الخارج. وقالت الأمم المتحدة في بيان "أقرت بالدور المهم للمملكة العربية السعودية في التوصل إلى هذا الاتفاق".
وكانت السعودية والولايات المتحدة قد دعمتا في السابق إجراءات البنك المركزي للضغط على الحوثيين، معتقدتين أنها ستساعد في إنهاء الأعمال العدائية البحرية وبدء محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة لحل الصراع في اليمن بعد فشل الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد أهداف الحوثيين منذ كانون الثاني/ يناير في إنهاء الهجمات في البحر الأحمر.
ولم يتضح بعد الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في إبطال هذه الخطط. فقد رفضت وزارة الخارجية التعليق، في حين لم تستجب وزارة الخزانة لطلب التعليق.
وقالت فاطمة أبو الأسرار، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، إن المملكة العربية السعودية تواجه خيارات صعبة في ضوء "القفزة الكبيرة" في قدرات الحوثيين منذ عام 2015 - كما يتضح من إرسال طائرة بدون طيار على بعد حوالي 2000 كيلومتر (1242 ميلاً) من اليمن إلى قلب تل أبيب. وأضافت أن الاستمرار في تقديم التنازلات من شأنه أن يشجعهم.
وقال برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون، إن السعوديين حذرون من احتمال اندلاع مواجهة جديدة مع الحوثيين وإيران.
وأضاف أن "السعوديين استوعبوا درسا وأدركوا أن الأمريكيين قد يكونون هنا اليوم ويرحلون غدا، لكن إيران والحوثيين موجودون هنا اليوم ولن يرحلوا غدا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثيين اليمنية الاحتلال السعودية غزة السعودية غزة اليمن الاحتلال الحوثي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن
طالبت اليوم هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي خلال اجتماعها الدوري اليوم الخميس، بضرورة عودة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، وطالبت إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه المواطنين.
وزعم الانتقالي الذي يسيطر على عدن ويعرقل تحركات قيادات الدولة من اجل تكريس الإنفصال في بيان له إطلع عليه موقع مأرب برس"أن استمرار الغياب لم يعد مقبولا، ويزيد من معاناة الشعب، ويتركه يواجه مصيره في ظل الأوضاع الاقتصادية والخدمية الصعبة.
الانتقالي ذاته هو الذي عمل جاهدا طوال السنوات الماضية على عرقله عمل الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي، ووضع العراقيل واصطنع المشاكل بهدف مغادرة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي محافظة عدن.
وجددت الهيئة ترحيب المجلس بالدعوات للمنظمات والبعثات الدولية إلى نقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة عدن، مؤكدة استعدادها لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامها.
ومنذ تشكيل المجلس الانتقالي في مايو 2017 بدعم إماراتي ضمن مساعي تحقيق الانفصال، يمنع الانتقالي تواجد قيادات الدولة في عدن ويعرقل تحركاتها ويمنعها من مزاولة عملها في استتباب الأمن والاستقرار، كما نفذت عدة اقتحامات لقصر "معاشيق" مقر الحكومة في عدن، كان آخرها نهاية ديسمبر الماضي، بالسيطرة على نقطة أمنية تابعة لقوات الحماية الرئاسية.
ورغم مشاركة الانتقالي في المجلس الرئاسي والحكومة إلا أنه يمارس ازدواجية بين الجلوس على طاولة السلطة، وتصعيد الشارع ضدها.
وعلى صعيد اخر جدد المجلس الانتقالي ترحيبه بالمنظمات والبعثات الدولية ودعوته لها لنقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة عدن، مؤكدةً استعداد المجلس لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامها بسلاسة، بما يسهم في تعزيز جهود الإغاثة والتنمية والاستقرار في العاصمة عدن وعموم المحافظات.