طرح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شروطا جديدة للاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة، رأى فيها محللون أنها غير واقعية، ولا تستند إلى حقائق ميدانية في قطاع غزة، بل الهدف منعها شراء الوقت، والتنصل من إبرام أي اتفاق، لصالح أهداف شخصية وحزبية بحتة.

ماهي شروط نتنياهو؟ 
يشترط نتنياهو، وفق بيان صدر عن مكتبه مؤخرا، أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يتيح لـ"إسرائيل" مواصلة القتال حتى تحقق أهداف الحرب.



كما يشترط أن يشمل الاتفاق منع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، ويجب ألا يسمح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزة.

وذكرت تقارير عبرية، أن نتنياهو، يسعى من خلال شروطه التي أضافها على مقترح تبادل الأسرى المطروح حاليا، إلى تأخير التوصل إلى اتفاق في غزة.

ونقلت هيئة البث وصحيفة "هآرتس"، عن مصادر بفريق التفاوض، قولها إن "نتنياهو يحاول عمدا إدخال المفاوضات في أزمة، لأنه يعتقد أنه قادر على تحسين موقفه. وقد ألمح إلى هذا في المحادثات الأخيرة. وهذا يعني مخاطرة غير محسوبة بحياة الرهائن".

وأضافت "هآرتس" أن هناك مطلبا آخر لنتنياهو "لم يكن مدرجا في المقترح الإسرائيلي الرئيسي، الذي وافق عليه مجلس الوزراء الحربي قبل حله، وهو "أن تلتزم الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل باستئناف القتال بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا فشلت المفاوضات بشأن تنفيذ المراحل التالية".


لماذا لا تبدو الشروط واقعية؟
تشير تقديرات ميدانية إلى أن أعدادا كبيرة من المسلحين التابعين لفصائل المقاومة ما زالوا في شمال قطاع غزة بالفعل، بل وينفذون يوميا عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال في محاور التوغل.

ومن خلال رصد أجرته "عربي21" فإن عناصر من كتائب القسام وسرايا القدس شنوا خلال الأيام والأسابيع الماضية سلسلة عمليات نوعية قتل على إثرها عدد من جنود الاحتلال، خصوصا في الأماكن التي توغل فيها، منها حي الشجاعية، وحي الزيتون، ومنطقة تل الهوى، شرق وجنوب غرب مدينة غزة، فضلا عن تواصل إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات قريبة من القطاع.

فعلى سبيل المثال، أعلنت سرايا القدس الجمعة أنها قصف بوابل من الصواريخ مدينة عسقلان المحتلة، ومستوطنات أخرى في محيطها، منها ياد مردخاي، ونتيف هعسراه، ما يعني أن الفصائل ما زالت تعمل بقوة في مناطق شمال قطاع غزة، وأن شرط نتنياهو المستحدث لا يبدو واقعيا على الإطلاق.

5000 آلاف مقاتل
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "ما لا يقل عن 5000 مقاتل من حماس لا يزالون في شمالي القطاع فوق الأرض وتحتها وأن الحركة لا تزال نشطة هناك، وستكون قادرة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل ومهاجمة القوات البرية".

وأضافت الصحيفة وفقا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين أن "هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل بتدمير حماس لا يزال بعيد المنال".


العودة إلى شمال القطاع
والأمر الأكثر أهمية أن جميع من سيعودون إلى مناطق شمال قطاع غزة وفق أي اتفاق مستقبلي هم من المدنيين العزل، ولا وجود للمسلحين بينهم.

يشار هنا إلى أن قوات الاحتلال كانت قد نصبت حواجز في مناطق جنوب شرق غزة، وغربا جهة الساحل، وتحديدا فيما بات يعرف الآن بمحور "نتساريم"، وذلك في الأيام الأولى من الحرب.

عمدت قوات الاحتلال إلى إجراء عمليات فحص دقيقة لكل من انتقل باتجاه جنوب القطاع بعد أن تأكدت من هوياتهم، ما يعني أنه لم يكن بينهم مسلحين، وهذا في حد ذاته ينسف شرط نتنياهو من أساسه.

وفيما يتعلق بشرط استئناف الحرب عقب الانتهاء من تطبيق اتفاق الهدنة، فإن موقف حركة حماس وفصائل المقاومة واضح، ويصر على وقف دائم للحرب بضمانات دولية واضحة، وهو شرط أساسي، بل مفتاح لإبرام أي صفقة. وفق مسؤولين في حماس، تحدثوا سابق إلى "عربي21".

وسبق أن كشفت "هآرتس" أن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات قرر تأجيل زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة إلى الأسبوع الجاري، بعد أن كان مقررا لها الأسبوع الماضي، بسبب "المطالب الجديدة التي تزيد من فرص إفشال المفاوضات"، وفق عدد من كبار المسؤولين في فريق التفاوض.

ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر، قوله إن رئيس الوزراء "يستغل الوفد لخلق انطباع بأن المفاوضات تجري، بينما في الواقع ينتظر الجميع الرد الرسمي من إسرائيل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية نتنياهو غزة الصفقة فلسطين غزة نتنياهو الصفقة شروط جديدة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي بالضغط على نتنياهو لفتح المعابر وإدخال المستلزمات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "حماس" أنها تجدد مطالبتها للمجتمع الدولي بالضغط على نتنياهو وحكومته لفتح المعابر وإدخال المستلزمات إلى غزة.

وتابعت حماس، أن قطاع غزة يواجه نقصا حادا في مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء وماء ووقود ودواء.

وأوضحت حماس، أن قطاع غزة بات يواجه كارثة غير مسبوقة مع مرور 50 يومًا على الإغلاق الكامل والشامل للمعابر.

مقالات مشابهة

  • رئيس الموساد في الدوحة لبحث ملف المفاوضات مع حماس
  • سلطات الاحتلال تتهم قطر بإعادة تمرير المقترح المصري للصفقة
  • الكشف عن مفاجأة بشأن المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول توقيع اتفاق نووي
  • حماس: نتنياهو يقود واحدة من أفظع المحارق في العصر الحديث
  • نتنياهو: سنواصل الضغط العسكري على حماس حتى القضاء عليها
  • استشهاد فلسطيني جراء قصف للاحتلال شرق خان يونس جنوب قطاع غزة
  • مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق: نتنياهو يتلاعب بالمفاوضات ويخطط لتقسيم غـ.ـزة
  • حماس: نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي بالضغط على نتنياهو لفتح المعابر وإدخال المستلزمات
  • مفاوضات حاسمة في القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار في غزة
  • بعد معارضة اتفاق أوباما.. لماذا تدعم السعودية اتفاق ترامب مع إيران؟