لماذا لا تبدو شروط نتنياهو الجديدة بشأن الهدنة في غزة واقعية؟
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
طرح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شروطا جديدة للاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة، رأى فيها محللون أنها غير واقعية، ولا تستند إلى حقائق ميدانية في قطاع غزة، بل الهدف منعها شراء الوقت، والتنصل من إبرام أي اتفاق، لصالح أهداف شخصية وحزبية بحتة.
ماهي شروط نتنياهو؟
يشترط نتنياهو، وفق بيان صدر عن مكتبه مؤخرا، أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يتيح لـ"إسرائيل" مواصلة القتال حتى تحقق أهداف الحرب.
كما يشترط أن يشمل الاتفاق منع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، ويجب ألا يسمح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزة.
وذكرت تقارير عبرية، أن نتنياهو، يسعى من خلال شروطه التي أضافها على مقترح تبادل الأسرى المطروح حاليا، إلى تأخير التوصل إلى اتفاق في غزة.
ونقلت هيئة البث وصحيفة "هآرتس"، عن مصادر بفريق التفاوض، قولها إن "نتنياهو يحاول عمدا إدخال المفاوضات في أزمة، لأنه يعتقد أنه قادر على تحسين موقفه. وقد ألمح إلى هذا في المحادثات الأخيرة. وهذا يعني مخاطرة غير محسوبة بحياة الرهائن".
وأضافت "هآرتس" أن هناك مطلبا آخر لنتنياهو "لم يكن مدرجا في المقترح الإسرائيلي الرئيسي، الذي وافق عليه مجلس الوزراء الحربي قبل حله، وهو "أن تلتزم الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل باستئناف القتال بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا فشلت المفاوضات بشأن تنفيذ المراحل التالية".
لماذا لا تبدو الشروط واقعية؟
تشير تقديرات ميدانية إلى أن أعدادا كبيرة من المسلحين التابعين لفصائل المقاومة ما زالوا في شمال قطاع غزة بالفعل، بل وينفذون يوميا عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال في محاور التوغل.
ومن خلال رصد أجرته "عربي21" فإن عناصر من كتائب القسام وسرايا القدس شنوا خلال الأيام والأسابيع الماضية سلسلة عمليات نوعية قتل على إثرها عدد من جنود الاحتلال، خصوصا في الأماكن التي توغل فيها، منها حي الشجاعية، وحي الزيتون، ومنطقة تل الهوى، شرق وجنوب غرب مدينة غزة، فضلا عن تواصل إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات قريبة من القطاع.
فعلى سبيل المثال، أعلنت سرايا القدس الجمعة أنها قصف بوابل من الصواريخ مدينة عسقلان المحتلة، ومستوطنات أخرى في محيطها، منها ياد مردخاي، ونتيف هعسراه، ما يعني أن الفصائل ما زالت تعمل بقوة في مناطق شمال قطاع غزة، وأن شرط نتنياهو المستحدث لا يبدو واقعيا على الإطلاق.
5000 آلاف مقاتل
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "ما لا يقل عن 5000 مقاتل من حماس لا يزالون في شمالي القطاع فوق الأرض وتحتها وأن الحركة لا تزال نشطة هناك، وستكون قادرة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل ومهاجمة القوات البرية".
وأضافت الصحيفة وفقا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين أن "هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل بتدمير حماس لا يزال بعيد المنال".
العودة إلى شمال القطاع
والأمر الأكثر أهمية أن جميع من سيعودون إلى مناطق شمال قطاع غزة وفق أي اتفاق مستقبلي هم من المدنيين العزل، ولا وجود للمسلحين بينهم.
يشار هنا إلى أن قوات الاحتلال كانت قد نصبت حواجز في مناطق جنوب شرق غزة، وغربا جهة الساحل، وتحديدا فيما بات يعرف الآن بمحور "نتساريم"، وذلك في الأيام الأولى من الحرب.
عمدت قوات الاحتلال إلى إجراء عمليات فحص دقيقة لكل من انتقل باتجاه جنوب القطاع بعد أن تأكدت من هوياتهم، ما يعني أنه لم يكن بينهم مسلحين، وهذا في حد ذاته ينسف شرط نتنياهو من أساسه.
وفيما يتعلق بشرط استئناف الحرب عقب الانتهاء من تطبيق اتفاق الهدنة، فإن موقف حركة حماس وفصائل المقاومة واضح، ويصر على وقف دائم للحرب بضمانات دولية واضحة، وهو شرط أساسي، بل مفتاح لإبرام أي صفقة. وفق مسؤولين في حماس، تحدثوا سابق إلى "عربي21".
وسبق أن كشفت "هآرتس" أن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات قرر تأجيل زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة إلى الأسبوع الجاري، بعد أن كان مقررا لها الأسبوع الماضي، بسبب "المطالب الجديدة التي تزيد من فرص إفشال المفاوضات"، وفق عدد من كبار المسؤولين في فريق التفاوض.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر، قوله إن رئيس الوزراء "يستغل الوفد لخلق انطباع بأن المفاوضات تجري، بينما في الواقع ينتظر الجميع الرد الرسمي من إسرائيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية نتنياهو غزة الصفقة فلسطين غزة نتنياهو الصفقة شروط جديدة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يمضي قدما في خطة الجنرالات
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الثلاثاء أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه المستمر على شمال قطاع غزة، يطبق بشكل تدريجي ما تعرف بخطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي قطاع غزة، وأنه يمنع عودة المهجرين إلى ديارهم في جباليا.
جاء ذلك في التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي يقوم بجولات مرافقة لقوات الاحتلال في عدوانها المستمر في غزة ولبنان وحتى سوريا.
وقال التقرير إنه حسب خطة جيش الاحتلال، من المتوقع أن يظل الثلث الشمالي من قطاع غزة مقطع الأوصال، ولا يسمح لسكانه المهجرين بالعودة، ما لم يغير اتفاق تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الصورة.
وأضاف أن هذه الخطة "لا تقتصر على العمليات القتالية فحسب، بل تتضمن منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم في بعض المناطق التي تم تدميرها أو تأثرت بشدة من جراء العمليات العسكرية. وفي مقدمة هذه المناطق تقع مدينة جباليا ومحيطها، إلى جانب مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا".
فلسطينيون في مخيم جباليا (الفرنسية) تطل على مستوطناتوأرجع زيتون سلوك الجيش إلى أن هذه المناطق "تطل على مستوطنات إسرائيلية". كما وصف التقرير ما يجري في شمال غزة بأنه خطة عسكرية ممنهجة للقضاء على المقاومة على أساس "خطة الجنرالات" التي صاغها اللواء الاحتياطي غيورا آيلاند.
إعلانوأضاف أن هذه الخطة "تركز على تطهير مناطق غزة من "العدو" بطريقة منهجية، بحيث يتم تدمير البنية التحتية لحركة حماس في تلك المناطق، مع فرض سياسة إخلاء للمدنيين ومنع عودتهم إلى مناطق تم تطهيرها".
وأشار زيتون إلى أن شمال غزة شهد نزوحا جماعيا للسكان، وزعم أن عدد السكان الذين تم ترحيلهم من هذه المناطق بنحو 65 ألف شخص، تم دفعهم إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، خاصة إلى مدينة غزة التي أصبحت نقطة تجمع رئيسية للاجئين.
ونقل التقرير -عن مصادر بالجيش الإسرائيلي- أنه "سيتم الحفاظ على منطقة شمال غزة كمنطقة خالية من السكان لفترة طويلة، إلا إذا طرأت تغييرات كبيرة على الوضع السياسي، أو تم التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس قد يغير من الواقع القائم".
نازحون قادمون من بيت لاهيا إلى جباليا شمال القطاع مطلع الشهر الجاري (الفرنسية) سياسة أكدها وزير الدفاعولفت المحلل العسكري إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تغريدة له، قال فيها "بعد أن نهزم حماس، سنسيطر على غزة كما هو الحال في يهودا والسامرة"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تؤكد السياسة إسرائيلية بعدم السماح بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على إسرائيل في تلك الفترة.
وبحسب ما أكده زيتون، فإن الحكومة والجيش الإسرائيليين يسعيان "إلى الحد من قدرة حماس على إعادة تجميع صفوفها وتشكيل تهديد عسكري جديد، ويعتبران ذلك خطوة ضرورية لضمان عدم استعادة حماس قوتها العسكرية، حيث إن عودة المدنيين إلى المناطق القريبة من معاقل حماس قد تسهم في إعادة بناء قدرتها على التحرك والتخطيط".
ويشرح المحلل العسكري خطة الجيش الإسرائيلي بالقول إنه "من المرجح أن يحقق الجيش الإسرائيلي الجزء الرئيسي والأهم من خطة الجنرالات: التطهير المنهجي لمناطق واسعة في شمال قطاع غزة من العدو الواحدة تلو الأخرى، دون إعادة سكان القطاع إلى ديارهم. والسبب في ذلك هو أنه لكي تنجح حماس في إعادة التأهيل والتعافي، فإنها تحتاج إلى شرطين: وجود سكان غزة بالقرب من نشطائها وقادتها، وغياب حكومة بديلة في قطاع غزة".
إعلانولكنه في المقابل ينتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية التي ترفض إسرائيل إقامة بديل حاكم لحماس، وقال "إذا لم تتغير هذه السياسة، فمن المتوقع أن يبقى نظام حماس في غزة لسنوات قادمة، فضلا عن أن خطة الجنرالات ستثير انتقادات من الداخل والخارج".
ويختم بالإشارة إلى تداعيات هذه الخطة، ويقول "من المتوقع أن يبقى الشمال الغزي منطقة غير مأهولة لفترة طويلة، وأن تكون المناطق الجنوبية هي المنطقة الوحيدة التي ستستوعب سكان غزة في حال استمرت العمليات العسكرية".