الجزيرة:
2025-03-15@17:47:24 GMT

إعلان جيبوتي هل يوحّد مبادرات الحل في السودان؟

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

إعلان جيبوتي هل يوحّد مبادرات الحل في السودان؟

الخرطوم- تزايد الاهتمام بالأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها السودان، بسبب القتال الدائر منذ أبريل/نيسان 2023، وسط تحذيرات دولية من انهيار الدولة وتفشي المجاعة.

وتزامنا مع دعوة الخارجية الأميركية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لاستئناف المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار منتصف أغسطس/آب المقبل بسويسرا، شهدت جيبوتي اجتماعات متتالية من قوى دولية وإقليمية ووسطاء دوليين لتنسيق الجهود لطي صفحة الحرب بالسودان بعد نحو 16 شهرا منذ اندلاعها.

واختُتم اجتماع الوسطاء المخططين للسلام في السودان الجمعة (استمر يومين) باعتماد بيان يجدد التزام المجتمع الدولي بدعم السودان خلال هذه الفترة الحرجة.

ودعا "إعلان جيبوتي" إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مما يؤدي إلى وقف إطلاق نار مستدام، وعملية سياسية شاملة، كما أكد الحاجة إلى استجابة إنسانية شاملة، وحماية المدنيين، ودعم النازحين ومجتمعات اللاجئين.

وعقدت اجتماعات الوسطاء برئاسة رمطان لعمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بمشاركة أكثر من 20 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي، جامعة الدول العربية، الاتحاد الأوروبي، منظمة "إيغاد" وقطر ومصر والسعودية والإمارات، وعدد من المراقبين الدوليين.

كما اختتم، الأربعاء في جيبوتي، الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي التأم ليوم واحد، بإعلان الترحيب بالمبادرة الأميركية لرعاية مفاوضات بين طرفي القتال، وحذر المشاركون من تداعيات الأوضاع الإنسانية والأمنية المعقدة في هذا البلد.

ترحيب وتريث

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، دعوة الجيش السوداني والدعم السريع إلى مفاوضات جديدة في 14 أغسطس/آب المقبل في سويسرا، برعاية أميركية وسعودية ورقابة أممية والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات.

ورحب قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بالدعوة مؤكدا العزم على المشاركة في الجولة، في حين قررت الحكومة السودانية التريث ودراسة الدعوة قبل تحديد موقفها.

وأخفقت مفاوضات غير مباشرة -جرت في سويسرا الأسبوع الماضي، بوساطة الأمم المتحدة- في توصل الجيش والدعم السريع إلى توقيع اتفاق لتوصيل المساعدات الإنسانية، لكن الطرفين قدما تعهدات أحادية.

وقال وكيل الخارجية السوداني حسين الأمين خلال مؤتمر صحفي الخميس في بورتسودان "تلقت وزارة الخارجية دعوة من نظيرتها الأميركية لاستئناف المفاوضات مع مليشيا الدعم السريع بسويسرا، وهي قيد التشاور مع الجهات الأخرى للرد عليها من حيث الشكل والمضمون".

وفيما يتعلق بما يجرى في جيبوتي من اجتماعات بين قوى دولية وإقليمية لتنسيق الجهود بشأن سلام السودان، وصف وكيل الخارجية ما جرى بالخلوة، ورد "لم يتم دعوة السودان وهي لا تعنيه رغم أنهم يبحثون المبادرات بشأن وقف الحرب في بلادنا".

وكشفت مصادر دبلوماسية للجزيرة نت أن الحكومة السودانية شكلت خلية لدراسة دعوة واشنطن من مجلس السيادة والخارجية وجهات رسمية أخرى، وتوقعت زيارة المبعوث الأميركي للسودان التوم بيرييلو بورتسودان الأسبوع المقبل للتباحث مع البرهان من أجل إنجاح المفاوضات والاستماع إلى رؤيته للسلام.

تاريخ غير مشجع

يرى الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة "المجهر" أن تاريخ الولايات المتحدة مع السودان -من مفاوضات نيفاشا للسلام مع جنوب السودان وأبوجا للسلام في دارفور وانتهاء برعاية منبر جدة- لا يبشِّر بخير ولا يثمر سلاما ووحدة واستقرارا.

وحسب عز الدين للجزيرة نت، فإن اتفاق نيفاشا انتهى بانفصال جنوب السودان، وأبوجا انتهت إلى تمرد ثان لرئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في دارفور "ومنبر جدة كان غطاء لقوات الدعم السريع لغزو المزيد من المدن والقرى ابتداء من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وانتهاءً بسنجة عاصمة ولاية سنار".

وقد ظلت واشنطن الشريك الأساسي في منبر جدة تتفرج على تمدد "تمرد قوات الدعم السريع" بعد توقيع "إعلان جدة" في مايو/أيار 2023، دون أن تلجمه وهي القادرة على ذلك، كما يقول المتحدث.

ويعتقد عز الدين أنه عقب تواصل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع الإمارات، وبدأت تفاهمات بين بورتسودان وأبو ظبي تأخذ مسارها وتؤتي أُكلها، سارعت أميركا إلى دعوة جديدة للمفاوضات على نمط جدة في سويسرا من دون أن تخبر العالم ماذا حقق "إعلان جدة" على الأرض.

وسيكون طريق مفاوضات سويسرا وعرا ومعقدا ونتيجته ستكون عودة "حميدتي" للحياة السياسية في السودان وعدم تحقيق سلام دائم وعادل، كما جرى بعد نيفاشا وأبوجا وجدة، لأن الإستراتيجية الأميركية واحدة ولا تتغير وفقا للمحلل السياسي.

أما الباحث السياسي فيصل عبد الكريم فيرى أن ما حرك القوى الدولية والإقليمية بعد جمود عملية السلام في السودان هو تطاول أمد الأزمة وتوسع نطاق القتال وتداعياته المحتملة على الدول المجاورة والاستقرار الإقليمي، بجانب تنافس وتدخل قوى إقليمية مما يهدد بتفكك الدولة.

وتواجه الإدارة الأميركية انتقادات من مشرعين في الكونغرس بفشلها في غزة وأوكرانيا والسودان، وتسعى إلى إنجاز يشكل زخما في الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي، وتوقع رفع واشنطن العصا في وجه الطرف الذي يقف في طريق الزعم برغبتها وقف حرب السودان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان.. مقتل طفلتين وإصابة 8 بجروح خطيرة بقصف الدعم السريع في مدينة الأبيض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت قناة القاهرة الإخبارية، بمقتل طفلتان وإصابة 8 أشخاص بجروح خطيرة جراء قصف صاروخي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، شمال كردفان، في السودان.

وأمس الأربعاء، أعلن الجيش السوداني بسط سيطرته على مواقع استراتيجية في مدينة الفاشر شمال دارفور.

وسيطر الجيش السوداني على مواقع إستراتيجية في المدينة عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع.

وقال الإعلام العسكري، إن قوات الدعم السريع نفذت هجوما مكثفا على الفاشر، مستخدمة ما يزيد عن 50 طائرة بدون طيار (مسيرات) مصحوبة بقصف مدفعي استمر لما يزيد عن 6 ساعات، إلا أن الجيش السوداني تمكن من تدمير 7 مسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها، بالإضافة إلى تدمير عربتين قتاليتين وشاحنة نقل كانت تقل عناصر من قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم
  • تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • السودان: مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة “الدعم السريع”
  • السودان.. مقتل طفلتين وإصابة 8 بجروح خطيرة بقصف الدعم السريع في مدينة الأبيض
  • مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان